أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - مِن حِوَاري مع صَديقتيَ النَّملةِ














المزيد.....

مِن حِوَاري مع صَديقتيَ النَّملةِ


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 7976 - 2024 / 5 / 13 - 18:55
المحور: كتابات ساخرة
    


قالَت لي نُميلَتي ذاتَ فجرٍ وهيَ سائِلةٌ باستِعلامٍ واستِخبار؛
- دَعني يا سيدي أستَفهِمُ منكَ أمراً لا يَحتملُهُ قلبيَ الضَّعيف وهوَ فيه مِحتار؛
«ما بالُكَ تُفضِّلُنا على بني جنسِكَ المُكَرَّمِ المُفَضَّلِ المُختار، فتمكُثُ فينا جُلَّ دقائقَ الفَجر وحتّى حينٍ من ساعاتٍ في نهار، ثمَّ أراكَ تعودُ كرَّاً معنا كلَّ يومٍ إن عادَ الفجرُ واستَدار»،
- أجل نُميل، لاشَكَّ أنّي أفَضِلُكُم على بَعضِ بني جنسي ممن هو خوَّانٍ خوَّار، ومنهُم مؤمنٌ ظاهراً لكنَّهُ في سِرِّهِ ظَلومٌ كفَّار. وما مكمنُ سَعْدي إلا في عَوْدي لكم كلَّ آنٍ ويُستَثار، وأرانيَ أعودُ لرُحابِ مجلسِكم إن حاقَ بذِكرِي بلاءٌ واختبار، وتَاقَ فِكري لارتقاءٍ واسْتِبْشار، أو إن عاقَ وجدي هَمٌّ مضَار أو غَمٌّ أغار، وسَاقَ الهَمُّ مَأْزِقَهُ فاضْطَرَمَ تَنُّورُ الغَمِّ وفَار. ولكأنّي بِبَعضِ بني جنسي يا نُميلَ يتنطّطُ وهوَ مِنَ الاعتبارِ عار، ويتَلبَّطُ وهوَ في الاوضارِ صَار، وكأنَّهُ فأرٌ تَدورُ عيناهُ مَن لسعةِ ماءٍ بَقبَقَ القِدْرُ بهِ وفار. بل وكأنّي ببعضٍ منهم قد خُلِقَ من مَارجٍ من نَار.
لا جمالَ يا أيُّها النَّملُ إلّا في أُنسٍ معكم، معَ مَنِ لهُ القلبُ يختارُ وبهِ سَعيد، وإنَّما خيرُ ما يتمناهُ المرءُ من أيامِ عُمُرٍ قصيرٍ أو مديدْ؛ صلةَ رَحِمٍ مِن صَفاءٍ ووَفاءٍ ويُريد؛ خلَّةَ فَهمٍ من بهاءٍ ومن هناءٍ تَزيدُ ويريدُ؛ كَلمَ صِدقِ في صبحٍ من صدوقٍ وعنهُ لا يحيدْ، فما كانَ ابنُ آدمَ إلّا كياناً من قلبٍ خافِقٍ رشيدٍ، ولساناً دافقٍ ودودٍ سديد، وما كانَ ينبغي لابنِ آدمَ أن يكونَ ذا فؤادٍ آبقٍ وكيانٍ لدودٍ عنيدْ. وَأنا ما أُبَرِّئُ نَفْسِي وإنَّ خافقي لهُوَ بَيْنَ بَيْنَ يتَرنَّحُ ولساني عن فؤادي لا يَميد، فترَينَهُ يَخْفِقُ تارةً برأيٍ حميد، وتارةً يُخفقُ عن شيءٍ رشيد.
أنا يا بني نَملٍ لا أطيقُ مَجلساً أَطَّ بأوحالِه، فَنَطَّ باختيالِه، فَحَطَّ في سَفالَة! وأنتمُ يا بني نّملٍ، قدِ اتخذَكم فؤادي وطناً في حلٍّ وفي ترحاله، ولن يبغيَ عَنْ همسِكُم حِوَلًا ولا بدلاً بدَا له، وإذ أنتُمُ قناديلَ فَجريَ المؤنسِ بجَمالهِ، وإذ تغشاني في شروقٍ أنيسٍ نَفيسٍ بكَمالِه.
- وأنتَ يا سيدي شمسُ فَجرِنا وجماله، يا نبيلَ البيانِ بسحرهِ ومثاله، و..
- أنتمُ يا بني نملُ لا تُقهقِهونَ كما هُمُ يُقهقِهونَ عليَّ بازْدَرَاءٍ ورُبَما بنَذالَة، وأنتم لا تَظنُّونَ بي مِثلما هُمُ يظنُّونَ أنَّيَ بَليدُهُمُ، وأنّي من زمانٍ غابرٍ غَبيٍّ في مثالِهِ، ومن مَكانٍ بَغيٍّ غامِرٍ في خَبالة.
أوَلَمْ تَرَوا يا نملُ، أنَّ النَّملَ مِنكُمُ لا يتَبَجَّحُ ضُحىً فيَزأرُ ذَوْدَاً عن أرضٍ وعِرضٍ وعن جُذورِ من أصَالَة، بينما يتَنَحنَحُ عَشيِّاً ويَجأرُ عَوْدَاً الى خَوضٍ في مَصَالَة، ثمَّ الى خُمورٍ يَتَرَنَّحُ بها حتّى الثَّمَالَة. وَعندَما يرَى الحشدُ منكُمُ المَلِكةَ مُقبِلةُ فلن يُجَلجِلَ بالرُّوحِ يحَميها ويَفَديها بدماءٍ من رِجالِه، وَحينَما يَرَاها مُدبِرةً فلن يُوَلوِلَ بالبوحِ عليها ويرميها باللَّوحِ ورُبَما بِنِعالِه. ولئنِ انقَلَبَت بعضٌ منكم إلى الملكةِ متفاوضاً وثائِراً من أجلِ إنصافٍ وعَدالَة، فلن يَنجَذبَ لها خائِراً من أجلِ مَنصبٍ بَدَا لَهُ، أو دينارٍ بِدَالَه.
- حُقَّ لكَ يا سيِّدي أن تُجالسَنا في صَمتٍ أو في خَبتٍ من مقالة، مادامَ وصفُكَ فيمن لا يَشعرُ من بني جنسِكَ بما فيهِ من نذالة، ولا يعلمُ أنَّ أَنْفَهُ لا يُقيمُ وَزَنَاً عَدَا فَرْجَهُ وما دونُهُ يَكنسُه بالإزَالَة، وإنَّ أَنَفَهُ لا يُديمُ حَزَنَاً خَلا خَرْجَه ولن يبغيَ عنهُ استِقالَة.
- وَلَوْ أَنَّ أولاءِ «فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا»، ولكنَّ فعلَ الوَعظِ فيهُمُ يَبدو بعيدَ المَنالِ بل استِحالة، بعدما خابَ في النُّفوسِ جِدُّها وفَصلُها وتقطَّعت في الجدِّ أوصاله، وذابَ منها ودُّها ووصلُها وتنَطَّعت في الودِّ حثالة. حثالةٌ اضحتِ تُغَيِّرُ رِفْقَ التَّعارفِ الى ثغاءٍ وصديدٍ باستحالة، وتُصَيِّرُ دِفقَ التَّآلفِ الى إغواءٍ بتغريد لإستمالة. وإذاً، فدَعوا فجرَ أيَّامي يا بني نملٍ مَعكم يَنقضي بدلاله...
ويا لجمالِ فجرِ النَّملِ ويا لكماله!
كانت تلك (صفحة من مخطوطة كتاب لي " حِوَاري مع صَديقتيَ النَّملةِ" تبحث عن ناشر).



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قَرفَصَةُ الهِّرَّةِ الحَامِل
- عِلمُ مِيكانيكا المِسْبَحَة
- وإنَّما زينَةُ الحَواجبِ العَوَجُ
- بَقيةٌ مِن سِيجار
- همسةٌ في رمضانَ معَ -أبي عدنانَ-
- اسبينوزا الحَنين
- الصحافة بظرافة
- [ إنتخاباتٌ بينَ الشَّاةِ والفتاتِ ]
- بَغداديات؛ تَحْتَ مَوْسِ -عَادِلَ- الحَلاق
- النبي الأمين وغزة فلسطين
- رَقيُّ ديجيتالٌ رَقميٌّ
- عن رحيلِ -كريم العراقي-
- [ أنَا وَصَدَّامُ وَمُظَفرُ النُّواب ]
- [ مِن عَليِّ الجَنابي إلى عَليِّ السُّودانيّ مع التَّحية ]
- أنا والشَّيخُ محمَّدُ الغَزالي
- - بلْ لا قيمةَ للفَهمِ بلا أَدَب -
- عَصفُ الغَيْبِ وريحُ الشَّيبِ
- الشِّعرُ الحرُّ أبنٌ غيرُ نجيب
- تجَّارُ الجَمالِ الزَّائِف
- ما الأمرُ بِنُمُوٍّ بلِ إنقِلاب


المزيد.....




- افتتاح معرض للأعمال الفنية المنتجة في محترفات موسم أصيلة ال4 ...
- روسيا.. مجمع -خيرسونيسوس تاورايد- التاريخي يستعد لاستقبال ال ...
- نجل ممثل سوري معروف يكشف أسرارا عن والده الراحل وعن موقف نبي ...
- فنان الراب -كادوريم- يعلن الترشح لانتخابات الرئاسة في تونس ( ...
- أغنية ثورية بأسلوب موسيقى -الميتال- في حفل افتتاح الأولمبياد ...
- مصر.. مخطوطة عمرها 500 عام تعرض بجناح الأزهر بمعرض الإسكندري ...
- المؤشرات بتبشر بالخير.. موعد تنسيق الدبلومات الفنية 2024 الج ...
- مصر.. حملة مقاطعة كبيرة لفيلم -الملحد- على مواقع التواصل الا ...
- -يزرعون الأرض شعرا- في نادي أدب قصر ثقافة الزقازيق
- عبر الموقع الرسمي azhar.eg طريقة الإستعلام عن نتيجة الثانوية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - مِن حِوَاري مع صَديقتيَ النَّملةِ