أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - رئيس السلطة التنفيذية .. بين بناء كيانه الخاص وبين شروط منصبه














المزيد.....

رئيس السلطة التنفيذية .. بين بناء كيانه الخاص وبين شروط منصبه


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 7991 - 2024 / 5 / 28 - 14:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت الحيرة تلف الطغمة الحاكمة بفعل فقدان الشخصية المناسبة لترأس السلطة التنفيذية بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة، التي اصاب نتائجها العطب الفاضح، من جراء تفجر لغم ما سمي" بالثلث المعطل " ، الذي ادى الى فوضى سياسية صاخبة قلبت الموازين في العملية السياسي المعلولة اصلاً ، وارست على قاعدة عارية مجردة واقفة على راسها، ولم تتوفر لها حتى ورقة التوت لتستر مسخرتها، والتي تمثلت باعتبار الفائز فاشلاً والعكس صحيحاً.. في ذلك المناخ الملبد بالكمائن المتناحرة .. طُرح اسم السيد محمد السوداني. وكان هذا الاسم يتميّز عن غيره من شخوص ذات المنظومة الحاكمة الفاشلة.. مع ان نسبة قبوله او رفضة كانت تؤشر الى الميل لصالحه عندما يذكر اسمه في الوسط الشعبي .
لقد استهل السيد السوداني عمل منصبه كرئيس لمجلس الوزراء بقوله : " انا مرشح الاطار التنسيقي " .. وان حكومته هي حكومة الاطار. واتساقاً مع هذه التصريحات التي جاءت في وسائل الاعلام، قول احد قادة " الاطار التنسيقي ": ( بان السوداني عبارة عن مدير في سلطتنا ولا يمكنه التصرف من دون موافقتنا ) . ومن ذلك الوقت وللان لم يصدر من السيد السوداني اعتراضاً اوتوضيحاً، بل غالباً ما كان يؤكد بانه مرشح الاطار التنسيقي، ويعزز ذلك عملياً بمواضبته على حضور اجتماعات الاطار..واذا ما دققنا في ايقاع عمله سنجده ونسمعه قد كرس عزفه على وتر تنفيذ القطاع الخدمي. يتخلله ميل الى التغاضي عن الاوليات الملّحة، التي تفرضها ما تقتضيه معيشة الناس المباشرة. فبدلاً من ان يهتم بالبطالة المتسعة والسكن غير اللائق بكرامة المواطنين كأولوية ملّحة ، ذهب ليبني مجسّرات. التي مع ضرورتها فهي لا تغني من فقر ولا تشبع من جوع.. وذلك ما يوحي الى انه يحاول ان يضع لبنات اولية لتأسيس مجداً له. بشواخص وصروح تنسب لفترة حكمه على مر الزمن، ولكي يمر هذا التوجه، ترك الامور السياسية الاخرى وبخاصة التي تتعلق بالمنهج الفكري والسياسي للاطار على ما يراد منه تفيذه.
اين سنتلمس المعطيات الاكثر دلالة على ذلك ؟ .. فثمة قرارات قد تغني المتابع معرفة. تمثلت بـ " عملية السلك " للقوانين الجدلية في مطبخ البرلمان الحالي الخالي من المعارضة، والتي لم تتوفر لها مقبولية ولم تُمرر في البرلمانات السابقة، لكونها مخالفة للدستور ولحقوق الانسان وللشرائع الدولية. مثل قانون حرية الرأي المجحف، وكذلك تعطيل اتفاق ائتلاف ادارة الدولة، الذي تشكلت حكومته بموجبه، وحتى محاولات المساس بقانون الاحوال المدنية لسنة 1959. واخيراً وليس اخراً قانون العطل الرسمية الشنيع الذي الغى العيد الوطني للدولة المتمثل بـ " 14 تموز 1958 " عيد تاسيس الجمهورية العراقية، وكذلك ابرام اتفاقيات اقتصادية وامنية مع بعض دول الجوار التي من المؤكد لن تحظى بقبول العراقيين لو عرضت عليهم، لكونها لم تقدم الضمانات الضرورية لمصالح البلاد. زد على ذلك تفرجه على عمليات نهب عقارات الدولة التي لم تسلم منها حتى عقارات المواطنين.
ان كل ما ذكرناه انفاً يتم وفق عملية مقايضة سياسية بين السيد السوداني وبين الاوساط التي كلفته بمقتضياتها، مما جعله يعوم على سطح ما يعتمل في منظومة الحكم. وهو كله شعور بانه يتحرك في بؤرة صراع مستتر متعدد الاطراف والمنصات. اذ انه يقف على ناصية طريقه بغية الوصول الى غايته، وهي بناء كيان سياسي خاص به منافس، في مواجهة قواعد اللعبة التي وضعته على راس السلطة التنفيذية . مدققاً بحساباته كما يبدو، فارزاً بين متطلبات بناء كيانه السياسي الخاص وبين دوام وجوده على منصة الرجل التنفيذي الاول، التي لها ثمن يتطلب ان يدفعه، ذلك الذي يقطع الطريق عليه، حيث لا مناص من الافلات عن شروط اتفاق الوصول للمنصب. مما يدفع بالضرورة الى حالة زراعة بلا حرث ولا مناخ مناسب. وهو المهندس الزراعي العارف قبل غيره بمواسم قطف الثمار.. الرؤية لحد الان تكتنفها العتمة المفتعلة مع انها لا تمتلك القدرة على الاستمرار طويلاً .




#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكم الاغلبية الوطنية .. واشكالية الاغلبية الصامتة !!
- بعودة التيار الصدري .. هل تبشر بمعالجة كبوة التحالف الثلاثي. ...
- تبين في صفحة زيارة السيد السوداني لواشنطن .. سطور متخاصمة
- الحذر من سياسة الادارة الامريكية.. لاستثمار وقف الحرب لصالح ...
- التصدع الحاصل في العملية السياسية .. يعلن رحيلها العاجل
- نضوح دكتاتوري .. ونفوق ديمقراطي في عراق اليوم
- معضلة السلاح المنفلت.. ام جائحة المسلح المنفلت ؟
- ضاع رأس الشليلة .. فشُلت ايادي الدفاع عن الوطن
- التحالفات السياسية .. تاكتيكية قبل الانتخابات ام ستراتيجية ب ...
- اقليم كردستان العراق .. ليس طريداً بلا ملاذ
- التغيير الديمقراطي .. حتمية سياسية راهنة في العراق
- عبور قنطرة الانتخابات .. دون ضمان سلامتها.!!
- بعد انسحاب التيار الصدري .. صفي التحالف الثلاثي واخره الحلبو ...
- في عراق اليوم ثلاثية.. الحرب والقوت والغضب
- المحاصصة مربض الفاسدين .. والانتخابات ستشكل مقتلاً لها
- الفلسطنيون لهم في كل منعطف مقاومة .. وسوف تقرع لهم اجراس الا ...
- اجراء الانتخابات راهناً .. مصاب بانعدام المناعة
- تشكيل تحالف القيّم.. نداء وطني لكسر حاجز الهيمنة
- الدولار يطوح بالدينار العراقي .. و البنك المركزي لم يسع لانق ...
- سياسة الحكومة العراقية .. غدت تشبه لعبة الكولف


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - رئيس السلطة التنفيذية .. بين بناء كيانه الخاص وبين شروط منصبه