أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة التثويل .














المزيد.....

مقامة التثويل .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 7980 - 2024 / 5 / 17 - 11:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقامة التثويل :
البارحة أثناء حوار مع احد الأصدقاء,قام بأستخدام كلمة التثويل (اعجبك بالتثويل) , هذه الكلمة استخرجت من خزين ذاكرتي حادثة مهمة ....
خلال فترة الحصار الظالم على العراق في أواخر التسعينات من القرن الماضي ,كنا في أجتماع في مكتب المرحوم الأستاذ طارق عزيز نائب رئيس الوزراء , حضره السيد طاهر الحبوش مدير المخابرات والدكتور حسن عزبة مدير عام في مجلس قيادة الثورة وأنا بأعتباري رئيسا للقسم الذي تولى عملية التواصل مع الجانب الأميركي , كان موضوع الأجتماع صياغة كتاب الى الرئاسة نلخص فيه عرضا أميركيا متعدد النقاط يقود الى الرفع التدريجي للحصار وتطبيع العلاقات بين العراق والولايات المتحدة الأميركية , وكان جهدنا ان تكون الصياغة بشكل يقنع الرئاسة بالعرض واستحصال الموافقة على الأستمرار والسعي فيه , وفعلا قمنا بكتابة الشروط بطريقة مخففة تحافظ على المعنى ولا تستفز القاريء , الا اننا توقفنا عند الشرط المحير المتعلق بالكيان الصهيوني وضرورة البدء بتطبيع العلاقة معه, وقد توصلنا الى كتابة هذه الفقرة بصياغة مخففة جدا وقلنا لنكتب بدلها عبارة : أيقاف حالة العداء المعلنة معه , الا اننا سرعان ماتراجعنا عنها لأنا وجدناها لاتفي بالغرض , ورغم كل أجتهاداتنا في كيفية كتابته الا اننا كنا ندرك ان ذكره كفيل بأفشال المبادرة وبالتالي ضياع جهود مبذولة طيلة فترة طويلة من المفاوضات السرية التي تكللت بحضور مقدم العرض الى بغداد , وهو شخصية أميركية غير رسمية الا أنها مرموقه ومؤثرة وفاعلة في كواليس الأدارة الأميركية وجماعات الضغط (اللوبيات) , لاأدري ماالذي حدا بي للقول مقترحا على المجتمعين (( خل أنثولهه )) يعني لانذكر هذا الشرط , كان دافعي هو عدم خسارة جهودنا وكي لاتفشل المحاولة , ألا اني فوجئت بالضحك المتواصل من قبل الحضورعلى استخدامي هذه المفردة.
وفعلا لم تنجح هذه المبادرة بسبب فشل اللقاءات التمهيدية التي أجراها صاحبها مع كل من وزير الخارجية الأستاذ محمد سعيد الصحاف , حيث أسمعه كلاما وسبابا على العاملين في الأدارة الأميركية مستخدما كلمات محلية لم أسمعها مسبقا بحيث سماهم( بالهتلية) التي حرت كيف أترجمها للضيف , وكذلك مدير شركة سومو السيد صدام الزبن الذي طرد الوسيط وأسمعني كلاما أتهمني فيه بأنني أعمل مع السي آي أي بمرافقتي لهذا الضيف .
كان الضيف هو رئيس مجلس أدارة مجموعة شركات موبيل البترولية , وكانت زيارته وأن كانت بعلم ألأدارة الأميركية ألا انها سرية , وكانت خلاصة مقترحه الذي طرحه ووافقت عليه أدارة كلنتون بشكل غير رسمي أن تتولى مجموعته استلام وتسويق نفط مذكرة التفاهم وتقوم بأستيراد كافة حاجات الحكومة العراقية من غذاء ودواء وحاجات أخرى يمكنهم ان يمرروها بدون الألتزام النصي والحرفي بالقرارات الأممية , وكذلك البدء بحملة صحفية في الصحف ووسائل الأعلام الأميركية تدعو لأعادة النظر بالعلاقات بين البلدين والسعي لتطويرها وفعلا بدأنا نلمس قبل حضور الضيف ظهور هذه الدعوات في النيويورك تايمز وحتى الواشنطن بوست وغيرها من صحف الولايات , بحيث تأكدنا من أطلاع ألأدارة على هذا التحرك قبل قبولنا دعوة الضيف لزيارة بغداد لأستكمال الحوار حول المبادرة.
لا أريد ان أطيل فشلت المبادرة بعد ان أحالها الرئيس رحمه الله الى اللجنة الرباعية التي رفضتها بالكامل والتي كان المرحوم طارق عزيز أحد أعضائها أضافة الى كل من المرحوم عزت الدوري والمرحوم طه ياسين رمضان والمرحوم علي حسن المجيد, ويبدو ان الأستاذ طارق لم يستطع الدفاع عنها وفي تقديري اننا لو قبلنا أن ( نثول ) فقرة التطبيع مع الكيان الصهيوني لكانت الأمور قد سارت بأتجاه آخر.
المهم كلمة ثول تستخدم بالعامية العراقية كفعل بمعنى تغافل .....وليس كما ترد في القاموس العربي بمعنى :
ثول : فعل. ثول ثولاً فهو أثول، وهي ثولاء والجمع : ثُول.
ثول: اضْطَرَبَ ثول: اسْتَحْكَم جُنُونُه
والأثول : مجنون أحمق بطيء الخير بطيء العمل بطي الجر.



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة العراق , ألأختيار قبر ام كفن .
- مقامة الرفقة .
- مقامة العراق , مشيناها خطا :
- مقامة المشي .
- مقامة أسبقيات قوة العراق.
- مقامة الشجاعة .
- مقامة النخلة .
- مقامة ابن الملوح ( المقامة المطولة ) .
- مقامة الهلوسات (العقد الثامن - الشيخوخة).
- مقامة التملك .
- مقامة المستملحات : ( تواصل صوفي ).
- مقامة السالكين .
- مقامة الطأطأة .
- مقامة السدى .
- مقامة الصواع .
- مقامة 2024.
- مقامة العتيبة
- مقامة العقاب .
- مقامة الحب المستحيل .
- مقامة الحروب .


المزيد.....




- +++ هجمات إيران وإسرائيل.. تطورات متلاحقة وتصعيد مستمر+++
- ميرتس يرفض قيام بوتين بدور الوسيط بين إسرائيل وإيران
- ترامب وميرتس يناقشان تطورات الشرق الأوسط وأوكرانيا
- الشرطة الإسرائيلية تقتحم غرف الصحفيين وتصادر معدات أطقم القن ...
- الدفاع الروسية: أسقطنا 51 مسيرة أوكرانية فوق مقاطعة بيلغورود ...
- زاخاروفا تكشف سبيل إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين روسيا وأور ...
- إلى أي مدى سيصبح شتاء أوروبا أكثر قسوة؟.. محاكاة علمية تجيب ...
- هجوم إيراني واسع النطاق على إسرائيل.. إطلاق صفارات الانذار
- فشل انطلاق صاروخ دفاع جوي إسرائيلي في تل أبيب وسقوطه داخل ال ...
- تقرير أممي: خطر الموت جوعا يهدد سكان خمس بؤر حول العالم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة التثويل .