أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة العراق , ألأختيار قبر ام كفن .














المزيد.....

مقامة العراق , ألأختيار قبر ام كفن .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 7979 - 2024 / 5 / 16 - 15:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقامة العراق (الاختيار قبر او كفن) :
( حينما تطرق ابواب السماء ), أين ألأمل ؟ وما فرق القبر عن الكفن ؟
عام 2003 قبل بدء العمليات على العراق , في حفل السفارة ألأيرانية , قامت زميلة من السفارة ألأردنية بدرجة سكرتير أول ( حاليا سفيرة ) بتقديم شاب دبلوماسي من السفارة ألأميركية , وقالت انه يرغب بمحادثتي , أستشفيت انه يحاول تجنيدي , حسب ظروف تلك الأيام , عندما سألني عن حال العراق , أجبته : تسأل عن حالها الآن؟ أم عن حالها منذ سبعة الآف سنة ؟ إن هذه اللحظة المريرة ( لحظة الحصار وتآمر ألأهل ) ما هى إلا مجرد دقيقة من تاريخها الأزلي دقيقة من الألم العميق, وستستأنف بعدها ابتسامة الرافدين الخالدة , ولأننا رأينا كثيراَ وعرفنا كثيراَ, نعرف , ونعرف جيداَ , إنك حين تموت وتحيا مئة مرة فى التاريخ ستعرف , وستعرف جيداً , أن الموت عارض والحياة لنا هى الحق , أما أنت فلا تدرك هذا بالتأكيد ,لأنك لا تستطيع أن تنظر فى تاريخ بلادك إلى أعمق من مائتي سنة فقط , قلتها بقوة وبأنكليزية واضحة وبصوت عالي أسمعته للحضور وبكبرياء: إنني استطيع أن أتجول فى تاريخي إلى عشرين ألفا من جدودي, انا المُكوِّن من عصر التكوين.

ياعزيزي هذا بلدنا ,العراق الذي جرت عليه ماجرت من صروف الدهر, ما ولد لكي يموت, ولو لم تكن امه العنقاء , ما كان ينبعث من رماده في كل العصور, يغدو الموت جريمة حين يقترب من العراق , نحتاج كلمات أخرى لطيفة تعزّينا رغم الصوت الرقيق المرتعش, أن بؤسنا ليس ثقيلا الى الحد الذي تتصوره ما دامت لدينا أرادة عصماء تنعشنا الى هذا الحد الخارق, نحن جيل من المؤمنين بآلهة العراق , وان اسم العراق وحده يبعث فينا روح تلك الكاهنة التي بُعثت حية في معبد سومري عتيق, جاءت كي تعلمنا صلوات ألأمل وتشد عزمنا كي نشعر بالفرح بالحياة , كنا نتوقع منك ان تدلنا على محطات استراحة تأخذنا إليها كلما ضاقت بنا سُبل العيش لا ان تخيرنا بين القبر والكفن.
أتذكر ذلك الخالد السرمدي الذي قال : العراق على مر الدهورلم يعش حالة وسطى ابدا , وأنما فوق الذرى أو تحت سنابك الخيل , وفي كل العقود السالفة انسحبت ازمان , واجهضت ازمان , وولدت أزمان وبقي العراق حياً بعد ان تناهبت ترابه حوافر الخيول .
هل تتذكر دموية هولاكو ؟ الذي جاء بجيوش جرارة من اجل تحطيم أسطورة مدينة السلام وإطفاء جذوة التفتح الانساني فيها ؟ أين هولاكو واتباعه ؟ اين فارس ؟ لقد عادوا لبلدانهم وهم يعتنقون مذاهبنا وعقائدنا ويتثقفون بفكرنا ويتمنطقون بلغتنا ويحملون كتبنا ليقرأها اجيالهم, الصبر الصبر ياعزيزي , وتذكر شاعرنا حين قال :
يا صبر أيوب.. إنا معشر صبر
نغضي إلى حد ثوب الصبر ينبزل
لكننا حين يستعدى على دمنا
وحين تقطع عن أطفالنا السبل
نضج، لا حي إلا الله يعلم ما
قد يفعل الغيض فينا حين يشتعل!



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الرفقة .
- مقامة العراق , مشيناها خطا :
- مقامة المشي .
- مقامة أسبقيات قوة العراق.
- مقامة الشجاعة .
- مقامة النخلة .
- مقامة ابن الملوح ( المقامة المطولة ) .
- مقامة الهلوسات (العقد الثامن - الشيخوخة).
- مقامة التملك .
- مقامة المستملحات : ( تواصل صوفي ).
- مقامة السالكين .
- مقامة الطأطأة .
- مقامة السدى .
- مقامة الصواع .
- مقامة 2024.
- مقامة العتيبة
- مقامة العقاب .
- مقامة الحب المستحيل .
- مقامة الحروب .
- مقامة الحرام .


المزيد.....




- أشهر معالم البتراء..صور تخطف الأنفاس لسماء الليل في الأردن
- نقص حاد في المساعدات وتعثر في المفاوضات واستمرار غارات الجيش ...
- سوريا: وزارة الدفاع تعلن بدء انتشار الجيش في السويداء عقب اش ...
- ماكرون يريد أن يجعل من فرنسا قاطرة الدفاع الأوروبي
- مشاركة مثيرة للجدل لإندونيسيا في العرض العسكري بفرنسا... و-ح ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي: إخفاق جهاز الخدمة السرية مسؤول عن محاو ...
- كيف يحصل -التعاقب البيئي- بعد حرائق الغابات؟
- تغير المناخ يسرّع ذوبان أنهار الجليد بجبال الإنديز
- الرابح والخاسر في اتفاق الكونغو ورواندا برعاية واشنطن
- الخارجية الإيرانية: بعد الهجوم على منشآتنا النووية السلمية ل ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة العراق , ألأختيار قبر ام كفن .