أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الصادق - الزمان لن يرجع: الخرطوم لن تعود .. الناس لن تعود!!














المزيد.....

الزمان لن يرجع: الخرطوم لن تعود .. الناس لن تعود!!


محمد الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 7951 - 2024 / 4 / 18 - 22:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


طالعت في بعض مواقع التواصل
دعوات من البعض لمواطني (الخرطوم زمان) بالعودة الي قواعدهم ومنازلهم!!!

هناك من يعتقد انه بمجرد نهاية الحرب ستعود العاصمة كما كانت قبل منتصف ابريل المشؤوم.
ليت الأمر بهذه السهولة!!!
الخرطوم اليوم بالطبع ليست كخرطوم الأمس
المدينة اصبحت خرابات ودمار وجثث وجماجم وعظام وبقايا اجساد بني آدمين وشوارع مقفولة وشوارع بها الغام لا يعرف مكانها
واكوام نفايات واكوام طوب وتراب واحجار وركام المباني المتهدمة ورماد وسواد المباني والعربات والأشياء المحترقة، ومقابر في الطرقات وداخل البيوت وفي الميادين والمساجد
وذباب وبعوض وكدايس وكلاب سعرانة
بعض الشوارع تقطعت وبعضها اختفي بالمرة، وهناك جسور انهارت جزئيا ومحطات مياه وكهرباء تضررت، واعمدة وخطوط و.. و.. الخ .. الخ..
وكثير من معالم المدينة اصبحت ركام واكوام من الأنقاض.
والخرطوم اصلا (قبل النُّفاس) كانت تعاني من مشاكل النفايات وطفح الصرف الصحي والمياه الملوثة المختلطة بمياه السايفونات
وفي الخريف تتزايد مشاكل تصريف المياه وانتشار الذباب والبعوض نسبة لكبر مساحة المدينة.

والآن اكبر مشكلة هي انعدام الأمن وقد كانت هذه من مشاكل الخرطوم في الثمانينات بالرغم من ان المدينة لم تكن ممتدة بهذه المساحات الشاسعة.
كذلك المشكلات الصحية فقد ظهرت الآن وبائيات وسعر وضنك وامراض غريبة.

توافد الناس من كل انحاء السودان للخرطوم علي مدار عشرات السنين
بسبب ان الخرطوم كانت اكثر المناطق امانا واكثرها فرصا لكسب العيش.
امل الآن فقد حدث العكس.
فبالتأكيد لن يرجع السكان كلهم مرة واحدة
وستكون هناك فراغات يستغلها المجرمون والعصابات
الآن يشتكي الناس من حالة انعدام الأمن والسلب والنهب جهارا نهارا ومن كل الاتجاهات!!!

في رأينا ان الخرطوم (القديمة) لن ترجع بسهولة
وكما قال المثل:
دخول الحمام ليس كالخروج منه
فاذا كان خروج الناس استغرق سنة كاملة
وهم تحت القصف والضرب
فكم ستستغرق رحلات العودة؟؟!!!

كثير من سكان الخرطوم "قنعوا من خيرا فيها" وقاموا بشراء بيوت وعقارات في الأماكن التي هاجروا اليها واستقروا استقرارا كاملا وحتي ان بعضهم حصل علي جنسيات اجنبية
رجال الأعمال وكبار التجار حولوا اعمالهم واموالهم ومصانعهم وشركاتهم، ومن الصعب عودتهم
ولو عادوا فسيحتاج هذا الي زمن طويل.
وهناك من لن يعود "نفسيات فقط" بعدما حدث لهم موت او اصابات او مرض ومن تهدمت منازلهم وضاعت ذكرياتهم.

وطالما ان المصانع والشركات ورؤوس الأموال لن تعود فسيؤثر هذا علي الحركة الأقتصادية والتجارية وستصبح المدينة من افقر الأماكن في البلد

كبر مساحة الخرطوم سيكون هو المشكلة بعدما كانت المشكلة في الماضي هي الازدحام الشديد.

وعودة المواطنين مرتبط بالجهود التي تبذل في مجال ما يسمي "اعادة الأعمار"
واعادة الإعمار ستشمل بالطبع كل الولايات التي تضررت من الحرب.
لكن الخرطوم كانت هي المركز الصحي والتعليمي للسودان واعادة اعمار المؤسسات الصحية والتعليمية يحتاج لجهود جبارة جدا من حيث المباني والاجهزة والكوادر .. لأن كثير من الاطباء والاساتذة هاجروا الي الخارج والي ولايات اخري ..

في اعتقادي ان الأمر سيكون له علاقة بما ستؤول اليه الأمور السياسية، فيما اذا حدث استقرار سياسي وسلام شامل وواضح وتكونت حكومة يثق الناس فيها.
فيجب ان تكون الأولوية في اعادة الإعمار للخرطوم حتي تكون المدينة جاذبة لمواطنيها الذين تشتتوا شذر مذر.
طبعا ومن البديهي ان الخرطوم بعد السلام ستتغير تركيبتها السكانية هذا امر مفروغ منه، فأنت لن تستطيع اجبار الكل علي العودة، فلذلك يجب ان تكون هناك سهولة وسلاسة ومرونة في تغيير ملكية الاراضي والعقارات، حتي لا يظلم احد، وحتي لا تترك مساكن شاغرة، فاذكر انه قبيل الحرب كانت الشرطة تشتكي من وجود بعض البنايات الشاغرة وسط الخرطوم يستغلها المجرمون والعصابات!!!

اشعر ان الحرب صنعت خصيصا لتشتيت ناس الخرطوم الي الأبد، فصانعوا الحرب كأنما قاموا بقطع الخيط الذي يربط السِبحة، فتشتت حباتها الي غير رجعة، او كما قال الروائي جنوا اجبي في رائعته (اوكونكو): ان الرجل الأبيض قام بوضع السكين علي ما كان يربط المجتمع النيجيري، ومن ثم "تداعت الأشياء".



#محمد_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحصة مسيّرات: تكرار القائد حديثه عن (المتفلّتين) يعني ان ال ...
- -عبثوا- بالشعب وبالبلاد: وصارت الأعياد سجم رماد!!!
- ختامه عصيان لأبي القاسم: حُرمة صيام الثلاثاء ٩ ابريل (ك ...
- العدالة الألهية: تحريك ملف قضية (فض الإعتصام)
- -دِرْوَة- كبيرة (1000كيلو): امريكا روسيا .. قد دنا عذابنا!!! ...
- الشعب تضرر.. وليلة القدر جات للعسكر!!!
- المشروع الحضاري والخطيئة الأصلية: ربع قرن علي الإنقلاب علي ا ...
- سبيل الخلاص: هكذا ندعو علي من ظلمونا
- رمضان من غير (أغاني وأغاني).. انتصر التطرف وانهزمت الوسطية!!
- بهذا القرار.. مجلس الأمن يصب الزيت علي النار!!
- الفقه فهما: بطلان اختلاف المطالع وحرمة صوم المتمم لرمضان
- دعوة اسلامية لهؤلاء بعدم صوم رمضان !!
- الفقه فهما: (٢) مدلول كلمة (البكر) واللخبطة في فقه الزو ...
- الختان مذكور في القرآن والا كان الرسول مفترياً
- الملاحقات القانونية حماقة.. فالأولوية وقف الحرب
- الفقه فهماً: (١) يصومون (المتمم) ويعصون ابا القاسم!!!
- الحركات الإسلامية اهملت الأخلاق وقدمت الإسلام: كمية صلاة وصو ...
- كما أورد القرآن: شفاعة عيسي اكبر من شفاعة محمد
- لم يكونوا انتحاريين: الصحابة في مؤتة انسحبوا، وفي بدر لم ينت ...
- سنخاطب جهات (أعلي) من مجلس الأمن الدولي !!!


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الصادق - الزمان لن يرجع: الخرطوم لن تعود .. الناس لن تعود!!