أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الصادق - رمضان من غير (أغاني وأغاني).. انتصر التطرف وانهزمت الوسطية!!














المزيد.....

رمضان من غير (أغاني وأغاني).. انتصر التطرف وانهزمت الوسطية!!


محمد الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 7912 - 2024 / 3 / 10 - 18:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في آخر سنة للإنقاذ طالعنا ذات يوم خبرا باحدي الصحف:

[رئيس الجمهورية يكشف: رفضت طلباً لإيقاف برنامج (أغاني وأغاني)

انتقد رئيس الجمهورية جهات قال إنها تمارس التضييق على الشباب، مستشهداً بأن بعض المتشددين قدموا إليه لإيقاف برنامج (أغاني وأغاني)، مبيناً أنه أبلغهم أن البرنامج يحافظ على الإرث السوداني وأشاد به وأبلغهم أن يتركوا قرار الإيقاف أو الإلغاء للمشاهد،
وتابع: حتى إذا تم إيقاف (أغاني وأغاني) فإن الشباب سوف يذهبون لمشاهدة قنوات أخرى ...
وحرص الرئيس على الإشادة بالبرنامج وربط الشباب بالغناء السوداني والمحافظة على الموروثات]
انتهي الخبر.

برنامج (اغاني واغاني) الذي بدأه الشاعر الراحل السر قدور قبل ١٨ عاما ظل يواجه معارضة شديدة من بعض المتشددين لأن البرنامج كان واسع الانتشار وصار من معالم رمضان في السودان، ويُتابع في الداخل والخارج، من الكبار والصغار، النساء والرجال.

هذا التصريح الخطير لأكبر مسؤول في الدولة له دلالات هامة يمكن قراءتها بين السطور:
فالرئيس بقوله انه رفض هذا الطلب يشير الي انه ربما قبل طلبات اخري لأولئك المتشددين، والناس يذكرون واقعة الغاء حفل غنائي للفنانة شيرين عبد الوهاب التي يعشق اغانيها معظم السودانيين، بسبب معارضة احد البرلمانيين المتشددين.

وحدث آخر، هو ان الحكومة غضّت الطرف عن قيام قوة نظامية بحلاقة شعر الشباب في الطرقات وجلدهم بسبب ارتدائهم لملابس ضيقة!!!

ومثال آخر، هو قيام السلطات -في السنوات الأخيرة للإنقاذ- بإقفال بعض السينمات مثل سينما قصر الشباب والأطفال وسينما قاعة الصداقة اللتان ظلتا تعملان لسنوات عديدة بعد ان تم اقفال سينمات: كلوزيوم والحلفايا وبانت والعرضة والوطنية وامدرمان والوحدة والثورة وغيرها، مع بداية ثورة الإنقاذ.

ومثال اخير، هو التضايق من الرأي الآخر حتي في المساجد التي اصبحت تفتح وتغلق قبيل وبعيد الصلوات مباشرة، مع ان المساجد اصلا لا تقفل، فإقفالها منع من ان يذكر فيها اسم الله، وهذا من أشد انواع الظلم، ولا يوجد الا فتوي للامام النووي تجيز اقفال المسجد لخوف السرقات الليلية، وهذا بالطبع مجرد اجتهاد!!
كان القصد من الاغلاق منع الدروس العلمية كما في مسجد امدرمان الكبير الذي كان يعج بحلقات العلم في الفقه والتفسير والسيرة، ففي العام ٢٠٠٨ بعد صيانة المسجد أُتي بافراد من النظام العام لطرد الناس من المسجد عقيب الصلوات، وبلا شك كان الهدف هو تحجيم الرأي المخالف، لأجل ان تسود مدرسة فقهية معينة، هي تلك المدرسة التي تخلت عنها الآن المملكة العربية السعودية نفسها، فالمملكة بعد عقود من التشدد ها هي تخلع تلك العباءة السوداء، وتدخل بكل عنفوان في انفتاح لم تشهده قط في تاريخها القديم أو الحديث، باستقبالها عشرات المطربين والفنانين في شتي انواع الفنون والرياضات، وتنظيمها لعروض سينمائية وحفلات وجوائز ومسابقات، واستضافتها لنجوم هوليود وبوليود ومشاهير الموسيقي والغناء والمصارعة وكرة القدم ... الخ.
والذين لا يرون ابعد من أنوفهم يظنون ان البلاد انحرفت عن دينها واخلاقها، ولا يعلمون ان المملكة - قبل مجيء العاهل الحالي- انهارت فيها الاخلاق حتي صارت الاولي من حيث انتشار المخدرات في الشرق الاوسط والثالثة في العالم اجمع، وما خفي اعظم.
ان المتشددين لا يدرون ان هيئة الترفيه السعودية لم تفعل سوي تحويل الحفلات والليالي الخاصة الي عامة، تحت سمع وبصر الجميع.

عبارة الرئيس المخلوع كانت حق:
(..فإن الشباب سوف يذهبون لمشاهدة قنوات أخرى..)
والرئيس بالطبع يجتمع مع مستشارين متخصصين يعطونه زبدة الكلام -الزيت- الذي يناقش في القاعات العلمية والاوراق البحثية.

المتشددون كان يرون برنامج (أغاني وأغاني) من "لهو الحديث"، وهم لا يدرون ماذا يشاهد الشباب علي هواتفهم، ولا يدرون انهم بعض اغلاق السينما يتجمعون اولاد وبنات ويؤجرون مزرعة بالجبل غرب او سوبا جنوب او الجريف شرق او بحري شمال، ليشاهدوا ما يريدون ويفعلوا ما يرغبون، بعيدا عن الرقابة.
ولقد جاء في تقرير لاحدي مؤسسات رصد الشبكة العنكبوتية ان السودان من اكثر الدول مشاهدة للقنوات الاباحية، رغم الرقابة المفروضة من هيئة الاتصالات.

لقد بدأت الإنقاذ بحركة اسلامية تجديدية وانتهت بحركة متشددة، والكل يذكر مساهمة زعيم الحركة في تحرير المرأة من التقاليد الراكدة، ودفعها للخروج للعلم والعمل، في وقت كان المتشددون يروّجون ل (خطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله) وان خروجها انما لبيت الزوج او القبر، ودونكم الخطاب شديد اللهجة الذي وجهه له مفتي السعودية في بداية التسعينات، ويذكر الناس سخرية المتشددين من قوله: (الموسيقي في السودان تابت الي الله) ويذكر الناس الإنقلاب عليه في ٩٩ وسجنه ومحاولة محاكمته بالردة في ٢٠٠٦ من بعض علماء التطرف، ويذكر الناس القرضاوي -احد كتاب الحركة الأم- وكتابه (الحلال والحرام في الإسلام) الذي اتهمه فيه المتشددون بالتساهل وسموا الكتاب: (الحلال والحلال في الإسلام) ويذكرون فتوي القرضاوي في الغناء: أنه مما عمت به البلوي، وأن حسنه حسن وقبيحه قبيح.



#محمد_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بهذا القرار.. مجلس الأمن يصب الزيت علي النار!!
- الفقه فهما: بطلان اختلاف المطالع وحرمة صوم المتمم لرمضان
- دعوة اسلامية لهؤلاء بعدم صوم رمضان !!
- الفقه فهما: (٢) مدلول كلمة (البكر) واللخبطة في فقه الزو ...
- الختان مذكور في القرآن والا كان الرسول مفترياً
- الملاحقات القانونية حماقة.. فالأولوية وقف الحرب
- الفقه فهماً: (١) يصومون (المتمم) ويعصون ابا القاسم!!!
- الحركات الإسلامية اهملت الأخلاق وقدمت الإسلام: كمية صلاة وصو ...
- كما أورد القرآن: شفاعة عيسي اكبر من شفاعة محمد
- لم يكونوا انتحاريين: الصحابة في مؤتة انسحبوا، وفي بدر لم ينت ...
- سنخاطب جهات (أعلي) من مجلس الأمن الدولي !!!
- لا قتال في سبيل الأرض، بل القرآن يحث علي السياحة والهجرة!!
- الحركة الإسلامية (استلفت) منذ زمن، وشيوخها (بارحوا) أماكنهم
- مسألة (رجولة): اخرجونا من ديارنا لأننا نخاف، وهم لا يخافون ! ...
- رسوب فظيع (في الدِّين) والمعلمان عيسي و أحمد في موقف صعب جدا
- قصة خيالية: سدّ النهضة والسدّ العالي .. البقاء لله !!
- تجربة 60 سنة: الجيش الواحد ماسورة الانقلابات .. ومكانه الحدو ...
- جنون العظمة: تسليك ود حمدان ام وصاية دول الجوار ؟؟!!
- ارتعي يا (البوارِي): الاطاري طار .. السلطة شوقار .. وللملكية ...
- الوزارة تلبس طاقية (الخَرْشَة) .. والتعليم يعود الي ضلاله ال ...


المزيد.....




- تحذير سوري من انهيار سد تشرين في ريف منبج بعد استهدافه خلال ...
- أولمرت: لم ألتزم قط قبل المفاوضات بالانسحاب من الجولان وعلين ...
- الإعلام العبري يطرح سيناريوهين -مثيرين- لمستقبل سوريا لما بع ...
- فلكي يلتقط مشاهد فريدة تُظهر -كرات نارية- تسقط على سطح القمر ...
- بلينكن يعلن عن حزمة مساعدات عسكرية أمريكية جديدة بقيمة 500 م ...
- السفارة الروسية لدى اليونان: الغرب يشهد مرة أخرى ولادة الفاش ...
- إعلامي مصري: إذا سقطت دمشق فعلى القاهرة أن تستعد لمعركة المص ...
- خبيرة روسية: سيكون هناك حوالي 41 مليون متقاعد عام 2025
- سوريا : صرافة العملات الأجنبية من السر إلى العلن وتخبط التجا ...
- ترامب يفوز بلقب شخصية العام 2024 من مجلة -تايم-


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الصادق - رمضان من غير (أغاني وأغاني).. انتصر التطرف وانهزمت الوسطية!!