أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الصادق - مسألة (رجولة): اخرجونا من ديارنا لأننا نخاف، وهم لا يخافون !!














المزيد.....

مسألة (رجولة): اخرجونا من ديارنا لأننا نخاف، وهم لا يخافون !!


محمد الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 7859 - 2024 / 1 / 17 - 14:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قال تعالى (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ
عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ
يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ)

فالآية تشير الي أن ..
الرجال.. يخافون !!
ولابد ان "الرجولة" هنا داخل فيها رجال ونساء،
فنساء الصحابة كنّ بالطبع
يخشين يوم التقلبات ذاك.
اذن لفظ (رجال) في هذه الآية يشمل الرجال و النساء ويرتبط بالخوف من الله.

واما حينما ذكر الرجال والنساء في مسألة الميراث استعمل القرآن لفظا آخر:
(للذكر مثل حظ الانثيين)

عندما امتنع احد ابني عن قتال اخيه وقال له:

(لئن بسطت اليّ يدك لتقتلني
ما انا بباسط يدي اليك لأقتلك)

وبرر ذلك بقوله:

(اني اخاف الله)

وهذا لم يذكره القرآن من اجل سرد التاريخ، وانما للاعتبار.

اليوم يعيشّ السودانيون فتنة كبيرة
حيث دارت حرب بين طائفتين من الجيش !!
والمشكلة ان الجيش هو نفسه الذي يدير البلاد !!
وقائده هو الرئيس!!
الذي اتت به الظروف الي سدة الحكم
والرئيس اصلا في الدول المتخلفة
تكون بيده كل السلطات:
التنفيذية والتشريعية والقضائية..
وحتي السلطة الدينية!! وقد كشفت لنا هذه الحرب ان طبيب الرئيس هو مفتي الجمهورية!!
وهكذا اصبح رئيس البلاد هو احد الأطراف المتصارعة !!
وليس هناك جهة تدعو للصلح مثلما قال القرآن:

(فأصلحوا بينهما ...
فإن فاءت فأصلحوا بينهما)

فالمؤسسات الدينية ضعيفة جدا ليس لها تأثير لأنها تنضوي تحت كنف السلطة، وكذلك القضاء !!

ومعظم اهل السودان متصوفة ومن الصعب تجييشهم لصالح هذا الطرف او ذاك، لانهم يحفظون عشرات النصوص التي تحذر من قتال المسلم خاصة:

(ِفَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"

(ومَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيها)

(والذي نفس محمد بيده، لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله، ودمه)

(من أشار إلى أخيه بحديدة، فإن الملائكة تلعنه)

(من حمل علينا السلاح فليس منا)

(يا أبا هريرة ، أيسرك أن تقتل الناس جميعا وإياي معهم؟ قلت : لا . قال فإنك إن قتلت رجلا واحدا فكأنما قتلت الناس جميعا ، فانصرف مأذونا لك ، مأجورا غير مأزور . قال : فانصرفت ولم أقاتل)

ولذلك معظم الناس اليوم يفكّرون في الهجرة للخارج
وهذا ظاهر من التزاحم الشديد علي استخراج جوازات السفر..
ومن المتوقع ان يصل عدد المهاجرين في غضون اشهر ..
الي عشرات الملايين!!

الجياشة والدعامة الذين كانوا يمثلون الجيش كل افرادهم ذوو تعليم ضعيف واخلاق منحطة، وهم لا يخافون الله.
ومعروف عن اهل السودان انهم لا يدخلون الجندية الا اذا اغلقت امامهم سبل العيش، فمن الاقوال المحفوظة:
"اذا ضاقت بك الحياة
فإلجأ الي العسكرية"

فمعظم الناس يكرهون حمل السلاح خاصة الاجيال الحديثة المثقفة، وانا اذكر ان احد اقاربي من الجيل الذي قبلنا كان يهزأ بنا حينما علم اننا لا نجيد استعمال العصا، واذكر انه قال ضاحكا: (ولا حتي الصَرِف) يعني (الاوضاع الدفاعية) !!
وعندما قررت الحكومة تجنيد طلاب الثانوية في بداية التسعينات عندما كانت حرب الجنوب مستعرة، كان معظم الناس يحاولون بكل السبل تجنيب اولادهم الذهاب للمعسكرات، ويفرحون جدا حينما يحصلون علي شهادة لإبنهم انه غير لأئق طبيا لدخول المعسكر!!
وفعلا كان الأولاد يتعلمون كثيرا من فساد العسكر في تلك المعسكرات، ومن ذلك "الفَلِع"
و "يفلع" في العسكرية تعني يسرق!!
ولأن الناس يعرفون طباع العسكر فكان من النادر ان يزوجوهم الا اذا تأكدوا فعلا من حسن الاخلاق، لأن القاعدة العامة ان العسكري اصلا سيء الطبع إلا اذا ثبت العكس.

الآن هذه الحرب اظهرت هذا كله، وبوضوح شديد !!
قلت لأحدهم ممن يساندون الجياشة:
"الجماعة نهبوا الحارة"
فرد مباشرة:
" لا .. لا..
ما نهبوها ديلك
نهبوها ديل
عشان ديلك ما ينهبوها" !!!
وعليه..
اذا توقفت الحرب فينبغي ان
يعاد تكوين الجيش
ليس علي اساس "العقيدة"
وانما علي اساس الاخلاق
والدين اصلا اخلاق ..
وخاصة الإسلام:
(انما بعثت ...)،
و انما الأمم الاخلاق.



#محمد_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسوب فظيع (في الدِّين) والمعلمان عيسي و أحمد في موقف صعب جدا
- قصة خيالية: سدّ النهضة والسدّ العالي .. البقاء لله !!
- تجربة 60 سنة: الجيش الواحد ماسورة الانقلابات .. ومكانه الحدو ...
- جنون العظمة: تسليك ود حمدان ام وصاية دول الجوار ؟؟!!
- ارتعي يا (البوارِي): الاطاري طار .. السلطة شوقار .. وللملكية ...
- الوزارة تلبس طاقية (الخَرْشَة) .. والتعليم يعود الي ضلاله ال ...
- اضراب المعلمات: هل بعد السبت خطبة الجمعة.. وهل السكر مثبِّت ...
- اضراب المعلمات: هل بعد السبت خطبة الجمعة.. وهل السكر مثبِّت ...
- تروجان الجيش وسط العاصمة! (استقلال السودان افسده استغلال الع ...
- بماذا ولماذا نحتفل؟ استقلال السودان أفسده (استغلال) العسكر!!
- المونديال: لا قطر لا عابدين لا قندهار .. (نشوف الله و الرسول ...
- الأنقاذ مكّنت النساء (بلا فهم) .. وهذه كانت النتيجة!!!
- اكتشاف قرآني: حقيقة عذاب القبر ودحض نظرية ظهور العلامات الصغ ...
- اختلاف المطالع باطل، والصيام 1442 بالثلاثاء والعيد بالاربعاء ...
- حل اشكال رؤية الهلال
- ليس دفاعا عن البخاري
- قراءة جديدة: الخمر ليست كبيرة.. ناهيك ان تكون ام الكبائر
- فقه التطبيع
- أمر الله بالاحسان الي ذوي القربي.. قراءة جديدة
- كشف الايهام في الاستدلال علي بقاء الرجم في الاسلام


المزيد.....




- ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟ ...
- الرئيس الصيني يؤكد استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الدول الإ ...
- الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء شعائر ...
- “أحلى أغاني البيبي الصغير” ضبط الآن تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- لماذا تحتفل الطوائف المسيحية بالفصح في تواريخ مختلفة؟
- هل يستفيد الإسلاميون من التجربة السنغالية؟
- عمارة الأرض.. -القيم الإسلامية وتأثيرها على الأمن الاجتماعي- ...
- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الصادق - مسألة (رجولة): اخرجونا من ديارنا لأننا نخاف، وهم لا يخافون !!