أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - الثالث والعشرون من شباط














المزيد.....

الثالث والعشرون من شباط


آدم دانيال هومه

الحوار المتمدن-العدد: 7909 - 2024 / 3 / 7 - 10:11
المحور: الادب والفن
    


بقلم: آدم دانيال هومه.
ملحوظة للتاريخ: الثالث والعشرون من شباط عام 2015 كان آخر ومضة شعاع آشوري في وادي الخابور حين غادرته الملائكة مرغمة دون رجعة.
*********
قدموا كالذئاب المسعورة من كثبان الربع الخالي
مدجّجين بآيات القتل والنحر
وسفك الدماء
وبتعاليم زبانية الصحراء
كانت السيوف تتلعلع في أيدهم كبيارق الجحيم
والشهوات تستعر في عيونهم كحرائق الغابات
كلامهم أشبه بأزيز النار في خشب السنديان
تضطرم الأحقاد في عيونهم كالبراكين
رائحة أبدانهم النتنة تزكم أنوف الخنازير
منتعشون بسراب أوهامهم الحلزونية
فتاكون كالصقور الجارحة
تتردد في أنفاسهم حشرجات الموت
أينما وطئت أقدامهم
ينثرون الشؤم والرعب والوجوم
ويستنزفون كل عرق ينبض بالحياة.
بعد أن يمتصوا دماء ضحاياهم
والتهام لحومها
يسبّحون باسم ربهم الغفور التوّاب
ويركعون خشوعاً لإلههم الماكر المقيت
ثم ينشرون الذعر في أفئدة الأطفال
وينجّسون طهارة أمهاتهم العفيفات
ويرغمونهم على استظهار وتطبيق
تعاليم الشيوخ الذين تنزهوا في جنان الخلد
وعادوا ليخبروننا عن الكواعب الفاتنات
وربّ السموات الذي يرتقهن بين حين وآخر
********
حين وطئت أقدام الدواعش تراب وادي الخابور
الطاهر المطهّر
تسربل الصفصاف بالدم
واشتعلت النيران في ذوائب الشجر
وذوت زنابق الأفراح والمسرّات
وتفتقت براعم رمال البيداء
على ضفاف النهر الخالد
وخيّم على ذلك العش الدافئ
وجوم الموت
وغادرت الطيور أعشاشها
إلى المنافي البعيدة
سالكة آفاقاً لم تطرقها الغيوم من قبل
تاركةً وراءها
قبور أحبابها الساطعة كالشموس
وروائح أمهاتها العابقة بالبخور.
*******
عليّ أن أستعير جميع مراثي الأمم
لكي أستطيع أن أندب مآسي شعبي.
*******
أيعلم أحفاد ذئاب الصحراء
بأن ضحاياهم الأبرياء
كانوا بعد الرحيل
يبيتون على فراش الثلج والجمر
يتسربلون بالحزن
كشجرة يابسة في الصحراء
ينتابهم الرعاش والنزيف
يكابدون الويل والثبور
في ليالي الشتات
وفوق رؤوسهم صلبان ملتهبة
تنير لهم الطريق على دروب الموت
يبحثون عن نجمة يتدثرون بها
يحملون تحت ضلوعهم بلاداً أنكرتهم
قبيل صياح الديك
احترقت على شفاههم الأمنيات
يترنحون في كف القدر
لم يبقَ لهم في وطنهم الرافل ببركات الآلهة
سوى وميض الذكريات
ولكن....
على الرغم من انتقالهم ما بين الشوك والنار
لم يساوموا قط على تراب وطنهم المقدّس.
*******
أيها الوطن المتدفق في شرايين القلب
كنت جنّة صغيرة على حافة النهر
عرضها الأرض والسموات
تظللها رموش العشاق الأوفياء
وفي غفلة من الزمن
هبت عاصفة عاتية من الصحراء
واجتاحت واحة الأحلام البرّاقة
تمطّت فوق ذاكرة النهر الحزين
وقضت على كل أشجار الصفصاف
التي كان يرتديها في كل الفصول
وحوّله أولياء الله
إلى بيداء مقفرة
محاطة بأسلاك الرعب والهلع
ولكن....
ولو بعد آلاف الأعوام الشمسية
نهر الخابور
سينبثق من بين الأحجار والصخور
هادراً كالبرق والرعد.... ووابل الأمطار.
*******
رحلوا... مجبرين
وقبل أن يغادروا
شربوا نخب الأشجار الواقفة بألم وانكسار
قبل أن يذرعوا خارطة القرى المهجورة
ويخرجوا من ذاكرة الوطن المنكوب
تلوح من خلال الدموع الأبواب المغلقة
والصور الطافحة بالذكريات.
*******
حين غادرت أسراب السنونو أعشاشها
كأنها الأنوار تشق عباب الغيم
كان يراقبها الله من شرفته الأزلية
ويرسم خلفها شارة الخلاص
يباركها باسم ألق الأمواج
ويشد وثاق الذئاب بأوتاد الأرض
لتحيا الأرض مخضبة بأريج الينابيع
أيها البلهاء!....
يأتي زمنٌ تزهر فيه دماء الشعراء
على الأرض... وفي السماء.
******
الفقر رغيف يتقاسمه البؤساء.
******
متى سيؤوب المشردون من المنافي
إلى مواطنهم التليدة
لينثروا مناديل أشواقهم
فوق غصون الغمام
ويزيحوا الرماد عن الجمر
لتومض ياقونة الحلم
وتنير ليالي العذاب.

أترى سيعلم أحفاد ذئاب الصحراء يوماً
بأن ابتداءهم كان من أثافي الجاهلية
وانتهاءهم إلى أقبية الجحيم.
*******
إنهم أشبه بلوافح النيران
تأتي على الأخضر واليابس.
*******
يا قوم!....
الأهم من الصوم والصلاة
تطهير القلوب من الحقد والبغضاء
وممارسة الدجل والنفاق
والعيش بمحبة ووفاق
بين جميع أبناء الحياة
يومذاك...
ستكون أبواب الجنّة مشرعة على مصاريعها
أمام كل البشر بدون استثناء
وسيرى الجميع الله واقفاً
متكتفاً
يتأملهم بانشراح
من بعيد.
*******
التهجير المقيت
لم يبلغ نهايته بعد.
*******
سدني- استراليا
[email protected]



#آدم_دانيال_هومه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزامير أوروك
- قؤاءة متأنية في شعر نينيوس نيراري
- القامشلي تتطيب برحيق الشمس
- سليلة الحضارات
- زنبقة الفجر
- أمي تتوهج في مرآة التاريخ
- تقاسيم على أوتار الريح
- الطفل اليانع
- کلکامش يمخر عباب النار الأزلية
- قنديل الليل
- أتلهى بذفائر الشمس
- صهيل التراب
- في قريتي تراءى وجه الله
- اللغة الآشورية
- بين خمائل الآلهة
- نبضات الضوء
- النسور المهجّّرة
- الأول من نيسان
- بولص بيداري
- الشهيد والأمة والتاريخ


المزيد.....




- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - الثالث والعشرون من شباط