أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - تقاسيم على أوتار الريح














المزيد.....

تقاسيم على أوتار الريح


آدم دانيال هومه

الحوار المتمدن-العدد: 7814 - 2023 / 12 / 3 - 15:30
المحور: الادب والفن
    


حينما أقرأ قصيدة ساحرةً
ومذهلة
أسمع رنين كلماتها
وأشم عبير حروفها
وأتنزه بين سطورها
ثم أرتمي على أريكة السماء
مغموراً بهذيان الآلهة
وعبقرية المجانين.
******
منذ عشرين قرناً
وأحفاد أوتنابشتم الأزلي
يمضون على طريق الأحزان
والآلام
عبر مستنقعات الموت
لم تبتسم الملائكة في وجوههم يوماً
ولكنهم
ما زالوا رغم ضراوة بؤسهم
وتشردهم
يقرأون المزامير على قبر داود
وهم يخوضون عاصفة النار
من أجل أن تورق آمال الطفولة اليانعة
في بلاد الرافدين.
******
عزيزي!....
إننا نمعن السير في أخاديد الليل
بين روائح الأزقة النتنة
وأنفاس الخنازير
على الرغم من أن حدائقنا
زاخرة بأزاهير الفل والياسمين
والعصافير في واحاتنا
ترضع من أثداء المطر
وتبحث عى ملاذ آمن بين أفنان الشمس
ولكن الذئب الأسود الضاري
يريد أن يعيدنا إلى الصحارى والفيافي
فليكن في علمك أيها المذبوح
على باب الكنيسة
إن أقسى ما يمر به الإنسان
حين يضطر إلى استغفار قاتله
والانحناء خشوعاً لتقبيل يد جلاده
يا وريث الأرض والسماء
أيها التائه في مهمه المنافي
إياك أن تساوم على دماء آبائك
وأجدادك
وأطفالك
تمسّك بجلدك الأصلي
رغم كل المآسي والويلات
ورغم محاولات أنسال الأفاعي
اجتثات جذورك الضاربة
في أعمق أعماق وادي الرافدين
واجبك المقدس
أن تعلم أولادك لغة الأرض
والأمطار
أولادك الذين تجري في عروقهم
دماء الآلهة
ليتمكنوا من الحصول على عشبة الخلود
من أعماق بحر المستحيل.
******
أنا رعشة الحياة في الصلصال
وأنتَ حرارة الأمواج على الضفاف
أنا الأغصان الوارفة فوق سطوح السماء
وأنت الجذور النابتة في أعماق الماء
طافحاً بجراح الشمس
وبالقصائد المتلألئة في بركة الأزل
تسوق أمامك قوافل الغيوم.
******
منذ أن استلّ الشيطان سيف الحقد المقدّس
من غمده النبوي الصدئ
مزوّقاً بالوحي الخرافي
ممتطياً صهوة البروق إلى الآفاق اللامرئية
بين جنائن الآلهة المدججين بالبروق السماوية
تيقّنت بأن كل ما في الفضاء من الهلام
لله وحده
الذي يموت كل مائة عام
ثم يبعث من جديد
كخيط واهٍ من السراب
أما الأرض فللإنسان وحده
لا شريك له.
******
كانت أمي تزرع أشتال الأمل في أخاديد اليأس
فتتفجر تحت قدميها ينابيع السماء.
******
يسير في نفق التاريخ
منذ ألفي عام... حافياً
حاملا طفله الرضيع
المزنّر بالنور
واللهيب
والأمل
ثم ما تلبث أن تزهر فوق هامته القناديل المساء.
******
نينوى
سرّة الكون
ومقلة الشمس.
******
كلما اضطرمت فوق لساني الكلمات
رفرفت على أغصان قلبي أسراب الحمام.
******
علمتني الريح أن امتطي صهوة الضوء
وأتوغل في سراديب السحاب
بحثاً عن مكامن الآلهة
التي ترسم وشم النفي على جباه الأطفال
الذين يحلمون بزنابق الفجر
وهم يحملون في أيديهم شهادة الميلاد والموت
ويشيخون قبل أن يعرفوا لهو الطفولة
لم أعد أرى في آخر النفق بصيص أمل
لم أعد أسمع همسات الأنبياء
من خلف جدار الموت
هبت على وطني من الصحراء
رياح السموم
ولفح الهجير أزهار أمنياتنا
واختمر الحزن في مآقينا
يا أيها الصغار الملثمين بالغبار!
قد يطول طريق العودة إلى الفردوس المفقود
ولكن....
إنني أسمع صوت نواقيس القيامة والنشور
من وراء الغيب
من جوف العليقة المتقدة نارا
من بين أنفاس الكادحين
من بين أهوار سومر
وأطلال آشور
غداً....
ستتلألؤن في بساتين وحدائق قرانا السليبة
يراعات وامضة كالبروق
حين تهزون غصون الشمس
تنهمر في أحضانكم النجوم
غداً...
ستتأججون ناراً في هشيم العراق
حين تنهض عشتار من شرنقة الموت
تحوم فوق الجنائن المعلقة
فراشة من ضياء
يومذاك....
ستنمو فوق قبري شقائق الدماء
وينهمل المطر فوق الأرض الجدباء
وتطفو أسماء الأجداد على وجه الماء
موشومة بالحبر السماوي المقدس
على جباه جميع الآلهة
وعلى صخور السماء
يومذاك....
ستستقبلكم جميع السنونوات التي عادت
من عالم النسيان
إلى أعشاشها التليدة
بأفراح ومسرات الأول من نيسان.
******



#آدم_دانيال_هومه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطفل اليانع
- کلکامش يمخر عباب النار الأزلية
- قنديل الليل
- أتلهى بذفائر الشمس
- صهيل التراب
- في قريتي تراءى وجه الله
- اللغة الآشورية
- بين خمائل الآلهة
- نبضات الضوء
- النسور المهجّّرة
- الأول من نيسان
- بولص بيداري
- الشهيد والأمة والتاريخ
- أكيتو
- أزاهير الملكوت، قصيدة شعر
- رجل الأعمال الآشوري الياس حنا
- الباحث عن أسرار آشور وبابل
- استراليا
- رأس السنة الآشورية
- ليس للحما أنياب ومخالب


المزيد.....




- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم -
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم .
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - تقاسيم على أوتار الريح