أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - صهيل التراب














المزيد.....

صهيل التراب


آدم دانيال هومه

الحوار المتمدن-العدد: 7660 - 2023 / 7 / 2 - 13:29
المحور: الادب والفن
    


ألمح من خلف رذاذ الضوء الأزلي
زهرة فوّاحة تتلألأ في أقاصي السموات.
*******
عندما يصهل التراب
تنفجر الينابيع
من بين ثنايا صخور الجبال
ومن بين مسامات الصحراء.
*******
فلاح
يرضع من ثدي الأرض
يلتهم خبز التنور المقمّر
من يد أمه
ويتلو مزامير السنابل
أمام محراب أزلية الكلمة.
********
أقف على الخيط المضاء
المشدود
ما بين أنصال الزمهرير
وظلال الرياح
أرتل ترانيم الغربة والحنين.
*******
وطني
حلم يتلألأ في ذاكرة التاريخ
رنين على أوتار قلبي المعنّى
مصلوب على آية السيف.
*******
كلما أمعنت النظر في مرآة طفولتي
أرى شعاع الله
يتوهج في أعماق ذاتي.
*******
يومض البرق من بين ثنايا الغسق
كانبثاق الضوء من ذاكرة الثور المجنح
وكشهقة الوردة تحت صليل الندى
قبيل بزوغ الفجر.
********
أنا...
نزيف الجرح على قارعة السحاب
أتموّج بشلالات من الفواجع والنكبات
منذ سطوع الضوء الأسود
وحتى هبوب عواصف الصحراء.
******
كلما ابتعدت عن ظلال الله الوارفة
كلما اقتربت من كنوز الأسئلة المحفوفة بالمخاطر
والتقيت بالشيطان وجهاً لوجه
بدون رتوش أوبراقع مرعبة.
*******
افترشت أزاهير الثلوج
والتحفت زنابق المروج
وغفوت على سجادة الريح
واستيقظت قبيل بزوغ الفجر
على أنغام وتراتيل الآلهة.
*******
مضيتُ في دهاليز البحر
ميمماً وجهي نحو منارة الشروق
فشممتُ أريج الانفجار الأزلي
ينبعث من مغارة مهجورة
في أقاصي أخاديد الأرض.
*******
أمتطي صهوة جواد العاصفة
أنطلق إلى ما فوق سحاب السموات
حيث مدافن كنوز أساطير الأولين
عند سدرة المنتهى
فلا أرى سوى دود الأرض
يتسابق نحو المقابر المزخرفة باليواقيت.
*******
أهل هناك متسع للآلام في قلب هذا الشعب المعنّى؟
على امتداد ألفي عام
يتنقل من معركة إلى معركة
ومن مجزرة إلى مذبحة
ومن تشرّد إلى التيه
ومن التيه إلى الاغتراب
ومن الاغتراب... إلى أين؟
******
الذكريات
بصمات الطفولة البريئة
أزالها الغرباء من مقبض الباب المغلق.
*******
أشتاق إلى كل حبة تراب في بيتنا القديم
إلى كل نافذة
وباب
وجدار
أشتاق إلى ظل أمي
وهي تجوب الدار جيئة وذهابا
بدون كلل أو ملل
أشتاق إلى ملامح أبي
وهو يقرأ الكتاب المقدس للمرة الألف
أشتاق إلى شجرة التوت القائمة في منتصف الدار
وإلى اللوحة الآشورية التشكيلية
دموع ودماء
ممتزجة بتراب أرض الفراتين
ورحلة أبدية مع غبار الرياح.
********
شعبي سيل دماء
ينساب من القرن الرابع عشر
وحتى يومنا هذا
ولم تعلمه التجارب والمآسي والويلات
سوى الطبل والمزمار
وحفلات الصخب والجنون
والمغنين.... البلهاء
والخطب الجوفاء.
********
يقول أبو الحكمة سقراط:
(السؤال هو الذي يقود إلى الحقيقة المطلقة).
******
عندما تفكك مآسي شعبي أزرار ذاكرتي
ألعن كل العالم المتحضّر
وأقولها بالفم الملآن:
كل العالم المتحضّر
وأنزوي... وبكل أسف
وحيداً....
حزيناً...
في ركن باهت
من أركان بعض متاحف العالم المتحضر.
*****
عندما كان في أوج سطوته
كان يتنفس من رؤوس أصابع قدميه
وحينما آل إلى قاع بؤسه وخيبته
صار يتنفس من جراح وآلام مؤخرته.
******
القرية التي كانت تتلألأ على ضفة النهر
أخمد ألقها الناطقون باسم الله.
******
أتذكر...
وأنا في سن المراهقة البريئة
كانت ثمة بدويات جميلات جداً
تعملن في حقول قريتنا
كنّ سافرات
وبكامل حريتهن
وأناقتهن
وجمالهن الجذّاب
(ككل البنات الآشوريات العصريات
على ضفاف الخابور).
ولكن ...
بعد ثورة الربيع العربي الكارثي
أعلنّ توبتهن
(وهنّ لم يقترفن أي ذنب أو إثم)
وتوشحن بالسواد... على حين غرّة.
********
حينما لامست أناملي أثداء السماء
تكهربت الأرض من تحت أقدامي
وبكيتُ... بكل لوعة وأسى
على الأيام التي مرّت
ومن المحال أن تعود ثانية
ولكني...
ابتسمتُ بيني وبين ذاتي
وبكل جوارحي
ومشاعري
وأحاسيسي
بأني ساعود من جديد
لأعيد البسمات إلى شفاه البراعم الذابلة
وأنير مصابيح الوطن
بدماء الشهداء
لأعيد للأرض نضارتها الخصيبة
لأعيد العصافير إلى أعشاشها التليدة.
*****



#آدم_دانيال_هومه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في قريتي تراءى وجه الله
- اللغة الآشورية
- بين خمائل الآلهة
- نبضات الضوء
- النسور المهجّّرة
- الأول من نيسان
- بولص بيداري
- الشهيد والأمة والتاريخ
- أكيتو
- أزاهير الملكوت، قصيدة شعر
- رجل الأعمال الآشوري الياس حنا
- الباحث عن أسرار آشور وبابل
- استراليا
- رأس السنة الآشورية
- ليس للحما أنياب ومخالب
- صوت من الغيب 1
- وادي الخابور وسهل نينوى
- شعب الطبل والمزمار
- كالرياح بلا استقرار
- سيرة شخصية


المزيد.....




- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - صهيل التراب