أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - القامشلي تتطيب برحيق الشمس














المزيد.....

القامشلي تتطيب برحيق الشمس


آدم دانيال هومه

الحوار المتمدن-العدد: 7882 - 2024 / 2 / 9 - 07:13
المحور: الادب والفن
    



أحلام أبناء الحياة تناثرت مع الرياح
حين تلعلعت في سماء زالين
فقاعات ثورة الربيع العربي
وبدأت الشياطين تتيمم بتراب قبور الشهداء
وتتوضأ بدماء العصافير والقبّرات
ترقص فوق أنصال سيوف (بني قُراد)
فتنعكس ظلالها على جدران [أوروك]
وكلما هوّمت فوق المدينة أشباح عباد النار
أشرقت في آخر الليل سنابك خيول نبوخذ نصّر
تضيء في غياهب الظلمات
وتدكّ بحوافرها ميادين الشفق
لتتجلى عشتار في بوابة الشمس
حاملة أريج ربيع المستقبل
تسمّر عيناً على سوريا الحبيبة
الوطن الجريح المستباح
وعيناً على زالين المكللة بالصلبان
والمهددّة بالزوال
على أيدي قطاع الطرق
وشذّاذ الآفاق
ورواد جامع (قاسمو) الملوثين بجرائر ابن تيمية.

كانت زالين
مدينة الأنوار والعلوم والمنارات
والجسور الممتدة إلى عرش الله
وكانت تنبض بالحب والحياة
وتتقيل في مراجيح الأمن والسلام والوئام
في شوارعها كانت تلهو وتمرح الملائكة
المنمقة بالجمال والجلال
المرتدية ثياباً مطرّزة بلآلئ عرائس البحار
وتحلق في معارج الغيوم
إلى ممالك المستحيل.

زالين
يا مربض أسود الرافدين
يا وطن الذين لا وطن لهم
يا صومعة النسّاك الصاعدين إلى السماء
على سلالم الأضواء
يا أيتها السنديانة المتمردة على العواصف والأعاصير
من يشرب من ماء آبارك
لايموت
جراحك تتوهج على أسوار بابل
وتنعكس في مرايا شارع [الجسرين]
أتمنى أن أغفو على شاطئ عينيك
كعاشق يشتهي الموت على صدر حبيبته.

ربّاه!
اجعل هذا الوطن المتوتر في مأمن
من كل طواغيت الجنون والحقد والغباء
القادمين على صهوات جياد الرياح
من كهوف الظلام
يحملون على أكفهم دماء أولياء الله
بقدومهم
انقشعت براقع كل المشبوهين
وسماسرة العصر المنبوذين.

أعاهدك أيها الوطن الصغير البرّاق
ستنبت على ضفاف الشمس
كزهرة أزلية.

في زالين
يتجلى الله على كنيسة مار يعقوب النصيبيني
في كل عيد قيامة الرب من بين الأموات
لا يراه إلا الشعراء
والضالعون في الرؤيا.

يا وطني الفضيل
تعرفنا كل دروب التيه
ومنعطفات التاريخ
هجرتنا ليست لها نهاية
أجدادنا عاشوا فصول الرعشة الأولى
بأظافرهم حفروا قبورهم
وارتحلوا في غبار النسيان
ونحن
تتماوج الأرض بدمائنا
تصحبنا السنونو في هجرتنا التي
ليس لها بداية أو انتهاء
نتسابق كالفراشات إلى قناديل الضوء
لنرجع مثقلين بأحمال الحزن والبكاء
ونختفي في آخر الليل
مثل البذور في باطن الأرض
لننبت من جديد على مشارف الشمس.

يأتون من بوابة الصحراء
ومن مغائر الجبال
ينجّسون المعابد القديمة الطاهرة المطهّرة
يدوسون على الورود والأزاهير والرياحين الجذلى
يقتلون البلابل الوالهة الوادعة المسالمة
ويحرقون الأشجار المثمرة
ليتدفأ الخليفة الأهوج
المتكئ على أريكة الجليد.

أرسم صورة زالين على أجنحة العصافير
على ينابيع جبال آشور
وعلى ضفاف دجلة والفرات
المضمّخة بقاذورات [مام هفال]
الذي سرق خابية النبيذ من معبد عشتار
وعبّها حتى الثمالة
أفقده السكر صوابه
فهام عشقاً بجنيّة الأساطير
وصار يهذي بما توحي له الريح
ويتنبأ بمستقبل كر...دستان المنكودة.

زالين!...
يا بنفسجة السلالات الأولى
ملعونون بكل لغات العالم
من لوثوا ترابك الطاهر بأقدامهم النجسة
كلاب الكهوف والمغارات المظلمة
المنمقة بأزاهير الدماء
المجبولون من عجينة الغدر والخيانة
الذين يراودون الأرض والتاريخ
ويمتطون جياد رياح الأحلام
يجوبون أرض الآلهة
يحطمون جميع تماثيل الأنبياء
ويسكبونها من جديد في قوالب كردية
مصنوعة في مهاباد.

زالين!...
يا امرأة مضمّخةا بطيوب تراب أرض الرافدين
أحسّ نبضك
وأسمع زقزقة العصافير فوق أغصان أشجارك
وأرى الوافدين في زورق الشمس
يرفعون على السراي بيرق القيامة
على الرغم من كل الانتكاسات
ورفرفة رايات الأمر الواقع على قباب الكنائس
سيظل أبناؤك شامخين كسنابل حقولك الجزلة
ولن يتنصلوا من تاريخهم الأثيل
ويرضخوا لأوامر أنسال العقارب والأفاعي
الخارجين من جحور الظلام الدامية
ما فتئوا يلغوا في دماء ضحاياهم
ويتباكون من ظلم الآخرين لهم.

الأرض التي سُقيت بدموع ودماء الكادحين
وترقرق ترابها في أيدي الفلاحين
آلاف السنين
الذين يتجدد موتهم كل خمسين عاما
تلك الأرض العابقة بذكريات أصحابها الشرعيين
القديسين الأبرار
أينما نكشت في ترابها
سيفوح من أعماقها أريج حضارات
سومر وبابل وآشور.

ما تُسمى كردستان
تتأرج على خيط أمريكي واهن
وإذا انقطع ذلك الخيط الواهن
سيكون السقوط مدويّا
ومريعا.
*************



#آدم_دانيال_هومه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سليلة الحضارات
- زنبقة الفجر
- أمي تتوهج في مرآة التاريخ
- تقاسيم على أوتار الريح
- الطفل اليانع
- کلکامش يمخر عباب النار الأزلية
- قنديل الليل
- أتلهى بذفائر الشمس
- صهيل التراب
- في قريتي تراءى وجه الله
- اللغة الآشورية
- بين خمائل الآلهة
- نبضات الضوء
- النسور المهجّّرة
- الأول من نيسان
- بولص بيداري
- الشهيد والأمة والتاريخ
- أكيتو
- أزاهير الملكوت، قصيدة شعر
- رجل الأعمال الآشوري الياس حنا


المزيد.....




- الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا ...
- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - القامشلي تتطيب برحيق الشمس