سلسلة: -يسألونك..-2. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 7906 - 2024 / 3 / 4 - 12:22
المحور: الادب والفن
    

سلسلة: "يسألونك.."2.
(نشر نصوص قصيرة جدا مخصصة للفايسسبوك، تبدأ ب "يسألونك.."، في مواضيع ذات أهمية، تشغل الإنسان في حياته، أود جمعها وتقاسمها مع القراء الكرام، في موقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.)

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب

يسألونك عن الملائكة، قل: هم من الملكوت؛ عالَمُ الغيب المختص بالأَرواح والنفوس. هم خلق من خلق الله تعالى، خلقهم الله عز وجل من نور، مملوكون لله مسخرون، عباد مكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، لا يوصفون بالذكورة ولا بالأنوثة، لا يأكلون ولا يشربون، ولا يملون ولا يتعبون، ولا يتناكحون ولا يعلم عددهم إلا الله.

يسألونك عن الشيطان، قل: هو كائن من نار ينتمي للجن، يُعتبر تجسيداً للشر، في كثير من الثقافات والأديان باختلاف المسميات. وفي أحيان كثيرة، عدواً ونقيضاً للإله، فهو ممثل الشر وكل ما ينطوي تحته من أفعال وأفكار في حروبه مع الإنسان. وأدق المصطلحات الفلسفية لوصف علاقة الشيطان بالإله هي الثنوية؛ أي الإيمان بإله الخير وإله الشر.

يسألونك عن الجن، قل: هو جمع لكلمة الجَانّ، وهو من الفعل جَن بمعنى أستتر وغطى، ومنها قولهُ تعالى: "فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اؐللَّيْلُ". وهم وبحسب الأديان والأساطير العربية القديمة، مخلوقات من نار تعيش في عالمنا، لها عقول وفهم منها مسلمين وكفار، لكن لا يمكن رؤيتها بحواسنا. سميت كذلك لأنها تتستر ولا ترى.

يسألونك عن القرآن الكريم، قل: هو اللفظ العربي المعجز، الموحى به إلى محمد صلّى الله عليه وسلّم بواسطة جبريل عليه السلام، وهو المنقول بالتواتر على الأحرف السبعةِ، المكتوب في المصحف، المحفوظُ بين السطورِ، المتعبد بتلاوته، المبدوء بسورة الفاتحة، والمختوم بسورة الناس. المعجزُ في ألفاظهِ و معانيهِ، المتحدَّى بأقصرِ سورةٍ منه.

يسألونك عن الصراط المستقيم، قل: هو الطريق القويم الذي أراده الله لعباده الصالحين. جعلنا نطلب منه: "أهدنا الصراط المستقيم". إنها مجموع قيم ومحرمات ونواهي الواردة في الذكر الحكيم. بدونها لا يمكن أن نكون مسلمين بمعنى الكلمة. لقد هجر المسلمون الصراط المستقيم، كما هجروا القرآن، واهتموا بالشعائر لوحدها.

يسألونك عن النفس، قل: هي منبعٌ للأفكار والخواطر؛ فإن غلب خيرها شرها, واطمأنت عليه حتى صار لها خُلًقاً عرفت به، فهي النفس المطمئنة. وإن تأرجحت بين الحسنات والسيئات، ولكنها سرعان ما ترجع من الذنب إلى التوبة والاستغفار، فهي النفس اللوامة. وإن غلب شرها خيرَها، فهي النفس الأمارة بالسوء. إنها واحدة، لكن صفاتها ثلاثة.

يسألونك عن الروح، قل: هي الحياة التي يكون بها قِوام الكائنات، ومنه قوله تعالى: "ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي" (الإسراء 85)، فُسِّر الروح في الآية هنا، على أنه العنصر المركب في الخلق الذي يحيا به الإنسان. فبنفخة من روح الله: "وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي" (الحجر 29)، تميز الإنسان عن باقي الكائنات الحية.

يسألونك عن السحر، قل: أصله صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره. واصطلاحا هو المخادعة والتخييل، أو عزائم ورُقى وعُقد، تؤثر في الأبدان والقلوب. إنه محرم ممارسته دينا وأخلاقا. لكن في الحقيقة، قد تم القضاء عليه بعصا موسى، أمام فرعون والملأ. كما تم إعادة الجن إلى عالمه الخفي، بعد موت سليمان عليه السلام. فلا علاقة للبشر بالجن.

يسألونك عن الأُخُوَة، قل: هي درجة عالية من الصداقة، قد تكاد تكون علاقة دموية، هي علاقة مطلوبة بكونها تنم عن الصلابة والقوة والتضحية، خصوصا عند الشدة وتراكم الصعاب. في الغالب تستعمل في مجالات كثيرة؛ كالأخوة في الدين والقبيلة والوطنية والقومية والسياسة وغيرها. إلا أنها غير بريئة في كثير من الأحيان.

يسألونك عن الخير، قل: هو شيء أو حالة مرغوبة، ممتعة، أو ما يُعتبر من الناحية الأخلاقية أفضل من شيء آخر أو من حالة أخرى. والخير هو ضد الشر أيضا. يُعرف الشيء الخيّر أو حالة الخير دائما بشكل نسبي لأشياء أو لحالات أخرى، وتعريفه هو دائما شخصي ذاتي متعلق بسياق الزمان والمكان والعلاقات بين البشر.

يسألونك عن الشر، قل: هو اصطلاحا، يُقصد به، في الدين وفي الأخلاقيات، الجوانب السلبية في تفكير بني البشر وسلوكهم. وهو يتطرق إلى أولئك الذين يكفرون عمدا بضميرهم ويُظهرون رغبة في التدمير. تستخدم الكلمة في كثير من الثقافات لوصف الأعمال والأفكار التي تتطلع (بشكل مباشر أو غير مباشر) إلى التسبب بالمعاناة أو بالموت.

يسألونك عن الإحسان، قل: هو رتبة عالية من مراتب الدين الثلاثة، بعد الإسلام والإيمان. وهو نوعان: إحسانٌ في عبادة الخالق كأنَّك تراه، والجِدّ في القيام بحقوق الله على وجه أكمل وأحسن. وإحسانٌ في حقوق الخَلْق، ببذل جميع المنافع المفيدة. وهو وجهان: إنعامٌ على الغير، وإحسانٌ في فعله، وذلك إذا علم علما حسنا أو عمل عملا حسنا.

يسألونك عن الإخلاص، قل: هو مَصْدرٌ مِن "أَخْلَصَ"، ومثله خَلُصَ الشيء، إذا صفا وتمحص عن غيره. إنه فضيلة من الفضائل، وخلق من الأخلاق الحسنة الحميدة، والتي يعبر فيها الشخص بالقول والفعل عن آرائه ومشاعره ومعتقداته ورغباته دون رياء أو نفاق أو مواربة. ويرتبط الإخلاص بالصدق، إذ أنه يعبر عن مدى تطابق القول مع الفعل .

يسألونك عن الصدق، قل: هو قول الحقيقة، وهو فضيلة من الفضائل، ويعد من مكارم الأخلاق، نقيضه الكذب. ويوصف الشخص الذي يتحدث بالحقيقة، أنه صادق وصديق. يترافق دوما مع الخصال الحميدة؛ مثل الأمانة والاستقامة والوفاء والإخلاص. وهو سمة حسنة، لها مكانة عظيمة عند أغلب المجتمعات، وفي العديد من الثقافات والمعتقدات.

يسألونك عن الوفاء، قل: هو خصلة اجتماعية خلقية، تتمثل في التفاني من أجل قضية ما أو شيء ما بصدق خالص، والوفاء أصل الصدق. وقيل في الفرق بين الوفاء والصدق: هما أعم وأخص، فكل وفاء صدق، وليس كل صدق وفاء. فإنَّ الوفاء قد يكون بالفعل دون القول، ولا يكون الصدق إلا في القول، لأنَّه يكتسب مصداقية ما بين الناس.

يسألونك عن العفة، قل: هي خلق إيماني رفيع للمؤمن، وثمرة من ثمار الإيمان بالله تعالى، العفة دعوة إلى البعد عن تفاهة الأمور وخدش المروءة والحياء، العفة لذة وانتصار على النفس والشهوات وتقوية لها على التمسك بالأفعال الجميلة والآداب الرفيعة، العفة إقامة العفاف والنزاهة والطهارة في النفوس، وغرس الفضائل والمحاسن في المجتمعات .

يسألونك عن السعادة، قل: هي الشعور بالرضا والانشراح والانبساط، المنتهي أحيانا بمظاهر الفرح والسرور. أسبابها قد تكون؛ خبر سار، عودة غائب، لقاء حبيب، استقبال ضيوف، نجاح أو ترقية، قيام بعمل محبوب والنجاح فيه، انتصار ما، حضور حفل وما إلى ذلك. هي لحظات فقط يجب اقتناصها بذكاء وحكمة.

يسألونك عن الفضيلة، قل: هي قيمة أخلاقية جامعة ومانعة، من الأفضلية والفضيلة والفاضلية، بمعنى أن تكون الفضيل والفاضل والأفضل. بهذا فالفضيلة تفوق الأخلاقي، أي الدرجة الرفيعة في حسن الخلق بما يتسم بالخير، من صفات أو شيم الشخصية. فهي قمة القيم التي نقيضها الرذيلة، التي هي منبوذة عند سائر البشر في العالم.

#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل