سلسلة: -يسألونك..-1. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 7903 - 2024 / 3 / 1 - 03:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سلسلة: "يسألونك.."1.

(نشر نصوص قصيرة جدا مخصصة للفايسسبوك، تبدأ ب "يسألونك.."، في مواضيع ذات أهمية، تشمل الإنسان في حياته، أود جمعها وتقاسمها مع القراء الكرام، في موقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.)

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



يسألونك عن الشهادة، قل: هي "أشهد أَن لا إِله إِلا اللَّهَ وأشهد أَن محمدا رسول الله". إنها بطاقة الدخول للإسلام، لكن لا تكفي إلا بالعمل الصالح، أي الالتزام بالقيم والتباع الصراط المستقيم، الذي هو العمل بالأوامر والنواهي وتجنب المحرمات، وبعدها تأتي باقي الأركان التي تخص العلاقة المباشرة بين الإنسان وربه كفرد.

يسألونك عن الصلاة، قل: هي الركن الأساسي في الإسلام، وقرة عين محمد (ص). هي باب الرحمة وطلب الهداية، هي اطمئنان لقلوب المذنبين والبؤساء. لكن، حولوها إلى التباهي بالتدين، واحتلال الصفوف الأولى في المساجد، لكسب ثقة الناس من أجل النصب عليهم باسم الدين. فإذا لم تنهَ الصلاة مُقيمَها، عن الفحشاء والمنكر، تبقى مجرد رياضة.

يسألونك عن الزكاة، قل: هي في كتاب الله، تطهير النفس والروح. والزكاة لغة هي النماء والزيادة، وشرعًا هي قدر معين من المال أو غيره، يتم إخراجه في وقت معين لطائفة معينة من المسلمين. كما أنها الركن الثالث، التي لا يكتمل إسلام المرء بدونها. لكن لو طُبِقَتْ في أرض الإسلام، لما كان هناك محتاج أو فقير إطلاقا.

يسألونك عن رمضان، قل: هو شهر الصيام والعبادة والتقرب إلى الله، وفيه نزل القرآن الكريم. لكن فيه تكثر الموبقات، ويسود الاستهلاك المهول، وينتشر الغش والكذب، وكذا النصب والاحتيال. أما في المساجد قبلة المؤمنين الصالحين، تمتلئ عن آخرها، كأن الإسلام الحق، يطبق في شهر رمضان فقط. فمتى يستيقظ الوعي الديني الحقيقي في الناس؟

يسألونك عن الحج، قل: هو ركن خامس من أركان الإسلام، لمن استطاع إليه سبيلا. لكن في الواقع هو الحصول على لقب "الحاج"، لاستغلاله من البعض في النصب والاحتيال. وبالنسبة للبعض الآخر ذكور وإناثا، التجارة غير المسموح بها بالأساس. فأغلب الحجاج يحجون بأموال مشبوهة، أو في أحسن الأحوال على حساب الدولة وغيرها.

يسألونك عن عيد الأضحى، قل: هو شعيرة دينية إبراهيمية محمدية، في الإسلام. لقد أصبح اليوم تقليدا فقط، فهو خارج صلاة العيد وخطبته، مجرد احتفال باللحم والشواء وجملة من "الشهيوات". فجل أفراد الأسر، يحتفظون من ظاهرة العيد بقيمة الخروف، وما تم الاستمتاع به منه لا غير. هذا واقع عيد الأضحى في البلاد، لا يختلف عليه اثنان.

يسألونك عن الإنسان، قل: هو ذلك الكائن الذي اختاره الله أن يكون سيد الأرض ويخلفه فيها، فسَواهُ ونفخ فيه من روحه، ومتعه بالعقل وحرية الاختيار. كما جعل الشيطان ليكون من المنظرين، ليَصُد الإنسان عن الصراط المستقيم. هكذا يختبره الله في مسئولية أفعاله خيرها وشرها، وفي صدق إيمانه وأفعاله، لينال إما الجنة أو النار.

يسألونك عن الدين، قل: هو عموما نظام عقائدي اجتماعي، من سلوكيات وممارسات معينة، يرتبط بنبوات ونصوص خاصة وأخلاق وأماكن مقدسة محددة، التي تربط الإنسانية بعناصر خارقة، متعالية منها وروحانية. أما عند المسلمون، هو ملة الإسلام وعقيدة التوحيد، التي هي دين جميع المرسلين السابقين إلى خاتمهم محمد (ص).

يسألونك عن الملل والنحل، قل: الملل ديانات سماوية، التي خُتِمَتْ بالإسلام المحمدي بقرآنه الكريم، الذي ذابت فيها كل من الموساوية بتوراتها والعيساوية بإنجيلها، لأن دين الله واحد هو الإسلام. أما النحل فهي ديانات غير سماوية، من صنع الإنسان. إلا أنها تشترك جميعها، في معظم القيم الإنسانية السائدة في العالم في يومنا هذا.

يسألونك عن الإسلام، قل: هو دين رباني كوني قطع مراحل، من نوح عليه السلام إلى محمد (ص)، خاتم الأنبياء والرسالات، مرورا أساسا بموسى وعيسى عليهما السلام. إنه دين واحد اكتمل مع النبي الكريم. فهناك اتفاق وتكامل في القيم لدى جميع الديانات السماوية، التي تتفق مع القيم الإنسانية. إلا أن الاختلاف نجده فقط، في ممارسة الشعائر.

يسألونك عن الإسلام والمسلم، قل: الإسلام دين الله، روحه القرآن الكريم. يشتمل على المعرفة والقيم والتشريع والشعائر. أما المسلم إنسان مؤمن بالله ورسوله، يركز على الشعائر والفقه في تنظيم الحياة، دون الاهتمام بالقيم والمعرفة. لذا نجد في بلاد الإسلام مسلمين ولا نجد الإسلام. كما نجد الإسلام في بلاد الغرب وباقي العالم، ولا نجد المسلمين.

يسألونك عن الأنبياء والرسل، قل: هم من سلالة نوح، منهم أنبياء ورسل، اختارهم الله لتحمل رسالته وتبليغها للناس. فكان دينه الوحيد الإسلام، تعاقب عليه الأنبياء والرسل؛ منهم موسى فعيسى عليهما السلام، فمحمد (ص) خاتم الرسل والأنبياء. معه اكتمل الإسلام دينا وقيما وشريعة، مع الشعائر التي تختلف من ملة إلى أخرى في إطار الإسلام الموحد.

يسألونك عن الدنيا، قل: هي دار سعي وعمل، ودار حساب وفناء، من أجل العودة إلى الآخرة التي هي الدار الأولى. فالإنسان خُلِقَ ليشقى فيها، بعد أن ارتكب الخطيئة الأولى، بفعل وسوسة الشيطان الرجيم. فالعمل الذي بُنِيتْ عليه الدنيا، هو عمل الخير الذي يجزى عليه بالدخول إلى الجنة. إنه العمل الصالح المسطر في إتباع الصراط المستقيم.

يسألونك عن الآخرة، قل: هي دار الدوام والبقاء، بها جنة النعيم للمؤمنين والمتقين والصالحين، وجهنم الجحيم للكفار والمشركين والمنافقين، جزاء بما كانوا يفعلون. فالعمل المختار من طرف الإنسان، خيره وشره في الدنيا هو زاد الآخرة، به يلج إما الجنة أو النار. "ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره".

يسألونك عن الحياة، قل: هي حضور عناصرها الأساسية في عالمنا هذا، من ماء وأكسجين وهواء وأشعة الشمس. فبدون هذه العناصر لا يمكن أن تقوم الحياة وتستمر. لكن تجويدها تعتمد على مجهود الإنسان المعرفي والعلمي والتكنولوجي واستعمالاتها الإيجابية. أما استعمالاتها السلبية تخرب الطبيعة وتدمر البيئة وتشوه الحياة وتقضي عليها.

يسألونك عن الموت، قل: هو علميّا توقّف الكائنات الحيّة نهائيا، عن القيام بأيّ نشاط وظيفي حيوي؛ كالتنفّس والأكل والشرب والحركة والتفكير. فالموت مرتبط بالحياة ارتباطا عضويا. إلا أن الحياة والموت وجهان لظاهرة واحدة. والموت ليس نقيضا للحياة كما أن الحياة ليست نقيضا للموت، لكنه يفصل بين الدنيا والآخرة دينيا.

يسألونك عن الله، قل: هو عَلَمٌ على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد، وهو الإله الحق لجميع المخلوقات، ولا معبود بحق إلا هو. ويؤمن المسلمون بأن الله واحد أحد صمد، ليس له مثيل ولا نظير ولا شبيه ولا صاحبة، ولا ولد ولا والد، ولا عديد ولا نديد ولا قسيم. وهو إلإله الحق، وكل ما يدعى من دونه فهو باطل.

يسألونك عن رب العالمين، قل: هو مالك جميع الخلق من الإنس والجن والملائكة والدواب وغيرهم، وكل منها يُطلق عليه عالم، يقال عالم الإنس وعالم الجن إلى غير ذلك. أما معنى العالمين يكون حسب السياق. يعني رب الخلق أجمعين، أي رب الملائكة والجن والإنس والسموات والأرض. وقد تعني العالمين أيضا الناس أي بني آدم.

#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل