هل العالم على أعتاب صراع عالمي كبير مقبل- حرب عالمية اخرى-

مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب
(Marzouk Hallali)

الحوار المتمدن-العدد: 7903 - 2024 / 3 / 1 - 07:08
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

بدأت تبرز هنا وهناك تصريحات وكتابات جامعها المشترك أن الصراعات الإقليمية والمشاكل العالمية الحالية يمكن أن تؤدي إلى الحرب العالمية الثالثة
ويكشف الخبراء عما قد يحمله المستقبل ...ويذهب عدد من الملاحظين الى القول قد يكون العالم على أعتاب صراعه العالمي الكبير المقبل. لكن هذه المرة ستكون الحرب مختلفة تماما عن الحربين العالميتين الأولى والثانية. ووحدها الطريقة التي يبدأ بها الصراع يمكن أن تعكس صدى الحروب السابقة.
الحرب العالمية الثالثة يمكن أن تحاكي الحروب السابقة
وقال هال براندز- Hal Brands - الأستاذ في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية، في مقال نشر مؤخراً في مجلة فورين بوليسي- Foreign Policy إن الصراعات الإقليمية التي تتكشف في جميع أنحاء العالم اليوم تشبه تلك التي اندلعت في الحروب السابقة.
ولن تكون هناك مكاسب إقليمية كبيرة
من غير المرجح أن يشهد العالم ذلك النوع من الاستيلاء على الأراضي من قِبَل تحالف رسمي بين القوى كما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية، بل سيشهد وضعاً حيث تدفع الصراعات الإقليمية القوى إلى الاتحاد.
ومن الممكن أن تتحد القوى الهامشية في العالم
وفقًا لهال براندز- Hal Brands -، "مع اندلاع الحروب في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، وتزايد قوة العلاقات بين الدول الرجعية، لن يتطلب الأمر سوى اشتباك واحد في غرب المحيط الهادئ المتنازع عليه لإثارة سيناريو رهيب ".
وضع خطير كما كان في عام 1945
والسيناريو الذي يهم براندز- Brands - هو السيناريو الذي "تطغى فيه الصراعات الإقليمية المكثفة والمترابطة في النظام الدولي". وهذا يمكن أن يخلق وضعا مماثلا للمشاكل التي واجهها العالم في عام 1945.
"العالم المهدد حاليا قد يتحول إلى عالم في حالة حرب"
وأضاف هال براندز: "العالم الذي يتعرض للتهديد يمكن أن يصبح عالماً في حالة حرب". علما أن - هال براندز- ليس هو ليس الخبير الوحيد الذي حذر من المخاطر التي يواجهها زعماء العالم. كما تخشى شيريل جاكوبس - Sherelle Jacobs -، من صحيفة التلغراف، من أن تؤدي الصراعات الإقليمية إلى حرب عالمية.
وقد تنظر الأنظمة الاستبدادية الضعيفة إلى الحرب باعتبارها حلاً آمنًا
ووفقا لشيريل جاكوبس ، فإن إضعاف الأنظمة الاستبدادية في جميع أنحاء العالم يعرض الأمن العالمي للخطر. ويصدق هذا النمط على إيران ووكلائها في الشرق الأوسط، وكذلك على أوكرانيا مع الغزو الروسي للبلاد.
مشاكل بوتين والحرب في أوكرانيا
أكد جملة من الخبراء ان غزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا كان محاولة منه لوضع حد للمشاكل الاقتصادية والديموغرافية التي نشأت في روسيا تحت قيادته ولصرف الانتباه عن إخفاقاته الداخلية لجأ الى الغزوإذ تعين على روسيا أن تتحرك من أجل تثبيت مكانتها العالمية
وهكذا أوضحت شيريل جاكوبس- Sherelle Jacobs -أنه إذا "استمرت الاتجاهات الحالية، فلن تصبح روسيا أكثر من مجرد إبهام جيوسياسي في غضون بضعة عقود". وقد ينذر هذا الوضع بما قد يحدث في شرق آسيا في ظل سعي الصين إلى وقف موجة المشاكل الاقتصادية التي تواجهها.
ومن الممكن أن تضرب بكين تايوان في عام 2027
"يعلم شي جين بينغ - Xí Jìnpíng - أنه ليس لديه سوى وقت محدود للتحرك؛ على الرغم من أنه يعتقد أنه بحلول عام 2027 سيكون لبكين تفوق عسكري على الولايات المتحدة في مضيق تايوان، نظرا لتناقص عدد سكانها وركود اقتصادها، فإن السؤال هو إلى متى ستستمر الصين في التفوق العسكري على الولايات المتحدة في مضيق تايوان؟ تساءلت شيريل جاكوبس: "هذا الوضع الذي يمكن أن يستمر ويظل مفتوحًا".
الأزمة المثالية التي قد تؤدي إلى الحرب العالمية الثالثة
إن مثل هذا الصراع سيكون النوع المثالي من الأزمات التي وصفها هال براندز: أزمة يمكن أن تؤدي إلى مواجهة أوسع نطاقاً تضع بقية قادة الكوكب ومنبوذيه في مواجهة العالم الغربي وتحالفه في ظل صراع عالمي أكبر.
السيناريو ليس بعيد المنال كما يبدو
قد يبدو هذا السيناريو بعيداً عن الواقع، لكن الصحفيين والمحللين العسكريين ليسوا الوحيدين الذين يشعرون بالقلق إزاء الوضع غير المستقر الذي يعيشه العالم. ويدق القادة الحكوميون في العديد من البلدان أيضًا ناقوس الخطر بشأن حرب محتملة.
حرب مع روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية في 5 سنوات
وفي منتصف يناير 2024، حذر وزير الدفاع البريطاني -جرانت شابس- من أن بريطانيا والعالم الغربي قد يكونان في حالة حرب مع روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية في غضون خمس سنوات، وورد ذلك في خطاب ألقاه في لانكستر هاوس بلندن.
فجر عصر جديد، عصر ما قبل الحرب
"إننا نجد أنفسنا على فجر حقبة جديدة. جدار برلين هو ذكرى بعيدة. لقد عدنا إلى دائرة كاملة. لقد انتقلنا من عالم ما بعد الحرب إلى عالم "تم استبدال عصر المثالية بفترة كما وصفها جرانت شنابس - Grant Schnapps.-: "الواقعية الصارمة".
"أعداء جدد يلوحون في الأفق"
وأضاف وزير الدفاع البريطاني : "اليوم، ينشغل خصومنا بإعادة بناء حواجزهم. ويتم إحياء الأعداء القدامى. ويلوح أعداء جدد في الأفق. ويعاد رسم خطوط المعركة"، مضيفًا أن "أسس النظام العالمي اهتزت في جوهرها".
بوتين يخاف من الجميع"
قامت ماري ميندراس- Marie Mendras- عالمة السياسة الفرنسية والمتخصصة في الشؤون الروسية في المركز الوطني للبحوث العلمية والمركز الأوروبي للبحث العلمي، بتحليل هوس رئيس الكرملين بالرغبة في استعادة السلطة في أوكرانيا. لا ينوي فلاديمير بوتن، الذي ظل على رأس بلاده لمدة 25 عاماً، أن يتوقف عند هذا الحد، حيث أصبحت إعادة انتخابه في منتصف مارس أكثر احتمالاً (بل وحتى مؤكداً). يؤسس قوته من خلال العنف والخوف، ويحافظ على الصراع الدائم...
"مثل كل المصابين بجنون العظمة، فهو يخاف من الجميع"، يؤكد أستاذ العلوم السياسية في باريس في قناة فرانس 24. ربع قرن من توريط روسيا في حرب دائمة. وقد استهدف بوتين بالفعل الشيشان وجورجيا وسوريا وأوكرانيا. تعود ماري مندراس، التي اصدرت كتابًا ا بعنوان: "الحرب الدائمة: الإستراتيجية النهائية للكرملين"، إلى سبب كونه (أو بالأحرى قائدًا) رئيس الدولة الروسية: "إنه رجل ليس لديه سوى القليل من المال". وسرعان ما تم تأسيس دكتاتورية شخصية وعسكرية ووحشية وإجرامية "... "إنها دوامة دكتاتورية العنف والحرب. لا يمكن للديكتاتور أن يبقى في السلطة إلا إذا استخدم المزيد والمزيد من العنف. إنه خائف من الاختفاء. إنه خائف من الطرد. إنه خائف من القتل. مثل كل الأشخاص المصابين بجنون العظمة، فإن فلاديمير بوتين يخاف من الجميع.
إن جوهرمنطقه و منهجه هو إبادة جميع خصومه، يبادر الى سحقهم حتى لا يسحقونه هم. “إنه يعتقد أنه إذا لم يقم بإبادة خصمه وأعدائه والأوكرانيين والغرب، فسوف يبيدونه. لا يمكننا أن نفهم ذلك، لأنه منطق العقل المضطرب. لقد مر 25 عاماً منذ أن عانى الروس، الذين أرعبتهم الآلة القمعية، من مزاج بوتين دون أن ينجحوا أبداً في فرض نظام بديل، أو طريقة أخرى للقيادة. "لقد وصل إلى نهاية الرعب. الذي يمسك كل السلطات، والذي لم يعد يحترم أي شيء، ولم يعد يعرف أي حدود. إنه في نهاية يجسد الرعب و الدمار". والاستنتاج واضح، لكن إلى أي مدى سيذهب بوتين في العنف والفوضى؟
وقد كشف الموقع الإخباري ، Dailymail، أن وثيقة من الجيش الصيني تشير إلى أنه كان يستعد منذ عام 2015 لاندلاع الحرب العالمية الثالثة باستخدام سلاح بيولوجي مثل فيروس كورونا. وهذا بالضبط ما كنت أشرحه منذ أكثر من عام، وسط صمت إعلامي يصم الآذان. تقول ماري ميندراس- Marie Mendras
وقدر الجنرال برونو كليرمونت- -Bruno Clermontوجود وسائل أخرى لمنع نشوب صراع عالمي. “من الضروري محاسبة الولايات المتحدة. ويجب ألا يتخلوا عن أوكرانيا مثلما تخلوا عن الأفغان. لأن أوكرانيا تمثل قضية أمنية حقيقية بالنسبة لهم ولنا. ومن دون الأميركيين، ستصبح أوكرانيا روسية. "إنها الأولوية القصوى والآن ليس الوقت المناسب للتباهي."
وأشار الجنرال برونو كليرمونت إلى أنه «من الضروري أن يفهم فلاديمير بوتين أنه لا يستطيع الفوز في هذه الحرب. ويجب علينا بالفعل أن نفعل كل شيء لتحقيق هذا الهدف. وللقيام بذلك، علينا تكثيف دعمنا العسكري. إن تصور أن الأوكرانيين، في ظل الظروف الحالية لميزان القوى، سيكونون قادرين على استعادة دونباس وشبه جزيرة القرم، هو ضرب من الخيال وسيقود أوكرانيا إلى سقوطها. الحرب الأوكرانية الروسية: ربما نكون في المراحل الأولى من حرب عالمية ثالثة – هذا ما كتبه الصحفي بول بوست- Paul Poast.
وبالنظر إلى المستقبل، سيتمكن المؤرخون من القول إن هذه ليست فقط بداية غزو القوات الروسية للأراضي الأوكرانية، ولكنها أيضًا بداية الحرب العالمية الثالثة، كما يقول العالم السياسي بول بوس- Paul Poast -.أستاذ في جامعة شيكاغو- ويضيف انه بفعل وجود القوة المالية في قلب الجهود الحربية، فإن المشاركة النشطة في الحرب تذهب إلى ما هو أبعد من مجرد إرسال قوات إلى ميدان الحرب وبالنسبة له، فإن تسليح أو تمويل أحد أطراف الصراع يعني أيضًا المشاركة الفعالة فيه.

#مرزوق_الحلالي (هاشتاغ)       Marzouk_Hallali#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل