الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن -7

مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب
(Marzouk Hallali)

الحوار المتمدن-العدد: 7833 - 2023 / 12 / 22 - 04:47
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

جو بايدن أعاد تعريف التحالفات ضمن الجغرافيا السياسية للتحالفات


تقر الباحثة الكسندرا دي هوب شيفرأن جو بايدن أعاد تعريف التحالفات ضمن الجغرافيا السياسية للتحالفات”.
Alexandra de Hoop Scheffer
وتؤكد الباحثةأن "الإدارة الأمريكية تحت إمرة بايدن شجعت شركاءها على التفكير والتصرف بطريقة ثلاثية، من خلال تعزيز المشاورات بين الولايات المتحدة وآسيا واليابان وأستراليا والهند وأوروبا".

لقد استمر الرئيس جو بايدن في الإصرار، خلال أول 100 يوم له في البيت الأبيضعلى أن إعادة انخراط الولايات المتحدة مع حلفائها وداخل الهيئات المتعددة الأطراف يسترشد بهدف مزدوج: إعادة التأكيد على الريادة الأمريكية وبناء جبهة مشتركة ضد الصين.
وعملت دبلوماسية التحالف التي نشرتها إدارة بايدن على أن تكون عملية ومرنة، لتتقارب مع رؤية التعددية الفعالة.
وهذا مع احتفاظ أمريكا بدور القيادة والريادة العالمية
ولمواجهة الصين، اعتمدت الولايات المتحدة على حلفائها الآسيويين والأوروبيين طالبتهم بالمزيد من التماسك ضمن الاتحاد الأوروبي. لذا فظلت أجندة الرئيس بايدن التوافق مع التأكيد على أن تكون أوروبا أكثر "جيوسياسية" مع اعتماد صيغ تعاون مرنة وأقاليمية.
فقد عملت إدارة بايدن على إعادة تعريف الجغرافيا السياسية للتحالفات وتحويل ممارسة الاستقلال الاستراتيجي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، لتمكين إعادة مشاركة الولايات المتحدة حلفاءها على إعادة التفكير في علاقاتهم مع الصين وتنويع علاقاتهم الاقتصادية والدبلوماسية.. وقفت اليابان والولايات المتحدة معًا ضد الصين وعززتا التعاون الثنائي، وخاصة التعاون التكنولوجي. أما أستراليا فهي الدولة الأولى في العالم التي أنهت الاتفاقيات الموقعة مع بكين في إطار “طرق الحرير الجديدة”.
وفي أوروبا، كان عصر ترامب رغم قصره قد شجع الاتحاد الأوروبي على أن يصبح مستقلاً عن واشنطن، و الصين اليوم هي التي تعمل على تسريع "تسييس" الاتحاد الأوروبي وهي التي تأخذ في الاعتبار التداعيات الاستراتيجية لسياساتها الاقتصادية.
ومع ذلك، فإن الصحوة الأوروبية في مواجهة التحدي الصيني لم تكن مصحوبة بالتوافق مع السياسة الأميركية. وتحت القيادة الفرنسية، عمل الاتحاد الأوروبي على تطوير استراتيجيته الخاصة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ وتعميق العلاقات مع دول المنطقة، بشكل مستقل عن واشنطن وبكين.
وقاد التحالف الأطلسي، تحت القيادة الأمريكية، إلى توسيع نطاق عمله وشراكاته إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وهذا الترابط بين التحالفات عبر الأطلسي وعبر المحيط الهادئ طبع عصر بايدن
ومن ناحية أخرى، وفيما يتعلق بقضايا أخرى، فمن الواضح أن الوساطة الأمريكية في الجوار الأوروبي (في جورجيا على سبيل المثال) وأدوات الولايات المتحدة القسرية (العقوبات والإمكانات العسكرية) ظلت أدوات ضغط لا مثيل لها على روسيا. وساعدت الاتصالات المنتظمة بين بروكسل وواشنطن على بروز محتوى استراتيجي في صيغة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بما يتجاوز قضايا التجارة والمناخ.

وقد شجعت إدارة بايدن شركاءها على التفكير والتصرف بطريقة ثلاثية، من خلال تعزيز المشاورات بين الولايات المتحدة وآسيا (اليابان وأستراليا والهند) وأوروبا. وتشكلت التحالفات الثلاثية في مجال الدفاع: حيث سعت اليابان إلى تعزيز تعاونها العسكري بما يتجاوز حليفها الأميركي الرئيسي من أجل مواجهة عدوانية بكين المتزايدة في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي، ويُنظر إلى فرنسا باعتبارها حليفاً رائداً، وتتقاسم نفس الرؤية لمنطقة المحيط الهادئ الهندية. أما التحالف الأطلسي، قد اتجه بقيادة أميركية إلى توسيع نطاق عمله وشراكاته إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وهكذا يبدو أن الترابط بين التحالفات عبر الأطلسي وعبر المحيط الهادئ وسم عصر بايدن بامتياز.

من ناحية أخرى , في الشرق الأوسط، فإن انسحاب الولايات المتحدة من حروب 11 سبتمبر 2001 ووقف الدعم في الحرب في اليمن، دفع حلفاء الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية، إلى تنويع تحالفاتها وتعميقها - العلاقات مع الصين- واصبحت الصين أكبر شريك تجاري للسعودية. والنفط هو أحد ركائز هذه العلاقة. وهي مستقلة تمامًا عن حقوق الإنسان – على عكس دبلوماسية القيم التي نهجتها أمريكا وهي علاقة براغماتية، لكنها أصبحت أكثر سياسية واستراتيجية في السنوات الأخيرة. لكن الصين ظلت بمثابة "الخطة البديلة" للقيادة الأميركية، التي لا يمكن استبدال ضماناتها الأمنية، كما أنها تفيد الاستثمارات الصينية في المنطقة بشكل كامل.
رابط لتحميل كراس جميع الاجزاء مع مرفقات

#مرزوق_الحلالي (هاشتاغ)       Marzouk_Hallali#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل