أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرزوق الحلالي - - المسيانية- كعامل جيوسياسي - 1 -















المزيد.....

- المسيانية- كعامل جيوسياسي - 1 -


مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب

(Marzouk Hallali)


الحوار المتمدن-العدد: 7660 - 2023 / 7 / 2 - 10:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تنبيه: هذه الورقة مقتبسة من بحث الدكتور "باتريس كوردان" - Patrice Gourdin - مؤلف كتاب "دليل الجغرافيا السياسية"

المسيانية أو المسيحانية ، هي الإيمان بقدوم محرر أو منقذ يضع حداً لنظام حاضر يعتبر سيئاً ويؤسس نظاماً جديداً في العدل والسعادة. ومن المعروف أن أي حركة ، دينية أو سياسية ، تعلن عن مستقبل أفضل يقوم على تحرير الإنسان ، تسمى "مسيانية".

يشير مصطلح - مسيانية - في الأصل إلى رسالة الرجاء التي أرسلها المسيح باسم الله.

خص في البداية تيارات الإلهام المسيحي واقتصر على الحضارة المسيحية. لكن استخدام هذا المصطلح توسعت دائرته وتعممت، إذ أن تطلع الإنسان لغد أفضل موجود في جميع أنحاء العالم ، كما أن العلوم الإنسانية دأبت على استعمال هذا المصطلح خارج المجال الثقافي - الحضاري المسيحي، إلى حد أن الماركسيين والشيوعيين تحدثوا عن فهناك من فيما يتعلق بالتيار الشيوعي ، نتحدث عن "المسيح الثوري" أو "المسح الأحمر".

القاسم المشترك: يتم الإعلان عن تحرير الإنسان وتحقيق سعادته، سواء عن طريق "مسيح جديد" أو "مهدي منتظر" أو باسم الله أو من قبل "زعيم كاريزمي" باسم مبدأ آخر. وهذا مما يجعل من الممكن حشد الأفراد و جعلهم يقبلون التضحيات المطلوبة، بما في ذلك أرواحهم.

في الواقع ، تشكل المسيانية تمثلًا جيوسياسيًا متطورًا بشكل خاص ، والذي يمزج أو يستعيد عناصر دينية واجتماعية وسياسية. فسواء بالنسبة للمؤمنين أو الملحدين أو اللادينيين ، فإن أي حركة من النوع المسياني تطعن في أمر واقع "غير عادل وغير منصف".

وبالتالي ، يتم طرح "ضحايا" هذا الواقع - كل المحرومين - والتحدث باسمهم والاعتماد عليهم. يمكن للمسيانية أن تتخذ بعدًا عسكريًا، لأن توقع وانتظار تحرر الإنسان ، مثله مثل انتظار "عهد يسود فيه السلام والسلم والعدالة ، أو " الايمان بالعصر الألفي السعيد " (1) - millenarianism -، يستوجب التصرف وأخذ المبادرة .
----------------------------
(1) - في أضيق معنى لـ "الايمان بالعصر الألفي السعيد" يشير الى الاعتقاد في المجيء الثاني للمسيح وإقامة مملكته على الأرض. معتقد إيماني ظهر بداية بين مسيحيين من أصول عبرية ، فهم يعتقدون بأن المسيح سيعود إلى عالمنا هذا مع ملائكته والقديسين ليحكم الأرض كملك مدة ألف عام ومن هنا جاءت تسمية.
-----------------------------

غالبًا ما يشعر قادة الحركات المسيانية من النوع الألفي بإغراء التعجيل بقدوم المجتمع الجديد الموعود ، أو يجدون أنفسهم مضطرين للقيام بذلك. في كثير من الأحيان ، يظهر العنف كبادرة تطهير ، وتمهيد أساسي لمجيء العصر الجديد الذي يسبق ، ربما ، نهاية العالم والبشرية (القيامة والدينونة الأخيرة كما تعرضه الإسكاتولوجيا - نهاية العالم، علامات الساعة ).

إن المسيانية ، طريقة من طرق الاعتقاد التي تأمر بالعمل. وبالتالي، فإن فعاليتها تعتمد على شدة الإيمان الذي تلهمه - إما بشكل عفوي أو تحت الإكراه - في الناس.

تعمل المنظومة بشكل أفضل إذا كانت قائمة على أرضية مواتية، والتي في معظم الأحيان تتأسس على البؤس المادي و الفوضى الأخلاقية. كما تزدهر بشكل خاص في أوقات الأزمات: الحرب، الهزيمة، الاحتلال، الانهيار الاقتصادي، الفقر الجماعي، الأوبئة، المجاعة، الكوارث الطبيعية واسعة النطاق...

ثم يتم تفسير هذه المصائب على أنها علامات ومؤشرات قيام الساعة (مثل مرور مذنب، أو سقوط شهب أو "أمطار الدم"- الأمطار الممزوجة بالطين)، مما يكشف عن وجود "المسيح الدجال" (2)، أو أي كيان شرير آخر، من المفترض أن يسبق ظهوره قرب الساعة.
--------------
(2) - المسيح الدجال هو شخصية مشتركة بين المعتقدات "الأخروية" المسيحية والإسلامية، يشير المصطلح أحيانًا إلى فرد - غالبًا ما يكون وحشيًا - في بعض الأحيان مجموعة أو شخصية جماعية. هذا المحتال الشرير الذي يحاول استبدال نفسه بيسوع المسيح قد أثار العديد من التكهنات والتفسيرات من التطورات الأولى للمسيحية ، والتي تم إثراءها على مر القرون. مسيح الدجال أو الدجال الأعور هو لقب لرجل يعد ظهوره من علامات الساعة الكبرى عند المسلمين. فالمسيح الدجال عندهم هو شخصية يخرج في آخر الزمان أعطاه الله قدرات خارقة لكي يختبر الناس. وتقول الرواية الإسلامية أنه سيظهر في مدينة اسمها "أصفهان} في قرية يهودية ويتبعه في هذه المدينة وحدها 70 الف من يهود الطيالسة"، لكنه سيلقى حتفه في النهاية على يد النبي عيسى ابن مريم في مدينة اللد. لم يرد ذكر المسيح الدجال صراحة بالنص في القرآن لكن بعض المفسرين يرون أن هناك آيات تدل عليه في القرآن. إن المصادر الإسلامية في السيرة النبوية والأحاديث الصحيحة عن النبي محمد غنية بأخبار وأحاديث الدجال. وقد تفنن المسلمون في وصفه بدقة متناهية، بل هناك روايات تفيد أن النبي محمد اشتبه في أحد اليهود في عصره ( صافي بن صياد) على أنه هو الدجال، والغريب أن هناك رواية عن عبد الله بن عمر تقر أن صافي أبن صياد أسلم وذهب حاجاً إلى بيت الله الحرام في مكة (ذكر في صحيح مسلم).
واختلف الشيعة مع السنة في عدة أمور بخصوص الدجال. ويعتقدون ان الدجال يهودي يقوم بحركة مضادة للإمام المهدي بعد ظهوره واقامته للدولة العالمية ونزول عيسى واتباعه اليهود والنواصب .ويظهر انه يستفيد من تطور العلوم والرخاء الذي يحققه الامام المهدي ، فيستعمل الدجل والشعوذة والسحر ويدعي الربوبية. وأن اتباعه هم اعداء اهل البيت، وأن الذي يقتل الدجال هو الامام المهدي ويساعده النبي عيسى ويطهر الارض من كل جور وظلم .
وعند اليهود هناك ثلاث مذاهب يهودية هي المحافظة والأرثوذوكسية والإصلاحية ، وتتفق كل من المحافظة والأرثوذوكسية على فكرة قدوم المسيح الدجال بينما اليهودية الإصلاحية تنفي أن يكون هناك مسيح قادم ولكن البعض منهم يؤمنون بهذه الفكرة . في العهد القديم من الكتاب المقدس و كتب الآباء الأولين للعهد القديم، نجد أنهم فسرو بعض الأعداد من العهد القديم على أنها إشارات ونبوءات عن المسيح الدجال، وأنه سيخرج من الشرق من بابل وفارس.
----------------------------------

وبالمثل ، أعلن الماركسيون الأزمة الحتمية النهائية للنظام الرأسمالي ، وكشفوا عن تناقضاته ، وأبرزوا جوره وظلمه، وتنبؤوا بسقوطه الأخير ، فهذه هي فرضية المجتمع الشيوعي.

إن الحاجة إلى التصرف وفقًا لهذا الاعتقاد أو ذاك يمكن أن يؤدي إلى أعمال عنف ، فردية أو جماعية ، بمبادرة من فرد أو جماعة أو منظمة أو دولة.

فقد كان للحروب الصليبية المسيحية في العصور الوسطى عنصرا "مسيانيا" واضحا. كما اتخذت العديد من الانتفاضات و الثورات الشعبية في العصور الوسطى طابع "عصر الألفية السعيدة".

كما أن مختلف الأعمال الحربية لتشكيل جماعة المؤمنين الواحدة ( الأمة) التي قام بها العرب المسلمون في الهجرة - كما جاء في السردية الإسلامية - ثم من قبل دول أو حركات معينة بعد وفاة النبي محمد لإعادة تشكيلها ، هي أيضا مطبوعة بعقيدة "عصر الألفية السعيدة".

في الواقع، يعمل مفهوم الأمة كعمل "الأسطورة الأصلية" بين المسلمين، وتمثل وضعًا مثاليًا للوحدة التي يجب إنشاؤها، وإن تم تفكيكها، يجب بالضرورة السعي إليها لإعادة تشييدها مهما كان الأمر. إن عظمة الإسلام ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمفهوم الأمة، لذا هناك رغبة مستدامة لاستعادة الخلافة للعودة إلى العصر الذهبي عموما ، بعيدًا عن بعض الدوائر الإسلامية الراديكالية ومن منظور مختلف تمامًا. وتوجد ضمن المراجع الإسلامية الكثير من المؤلفات مكرسة لـ "آخر الزمان وقيام الساعة"، كما اهتم القرآن والحديث بهذا الموضوع. وقد غذت بشكل كبير الحروب التي خاضها المسلمون في القرون الأولى.

يصف ابن خلدون الاعتقاد السائد على النحو التالي: "
"المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار، أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين، ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلامية، ويسمى بالمهدي، ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح، عل أثره، وأن عيسى ينزل من بعده فيقتل الدجال، أو ينزل معه فيساعده على قتله، ويأتم - أي يتخذه إمامًا- بالمهدي في صلاته" ( كتاب العبر).
______________ يتبع __________________



#مرزوق_الحلالي (هاشتاغ)       Marzouk_Hallali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيوسياسة الانقسامات الدينية – الحلقة الأخيرة -
- الترتيبات الأمنية لأوكرانيا مستقبلا - 2 -
- جيوسياسة الانقسامات الدينية - 6 -
- الترتيبات الأمنية لأوكرانيا مستقبلا - 1 -
- جيوسياسة الانقسامات الدينية 5
- جيوسياسة الانقسامات الدينية 4
- جيوسياسة الانقسامات الدينية 3
- جيوسياسة الانقسامات الدينية 2
- جيوسياسة الانقسامات الدينية 1
- جرائم في حق أطفال أوكرانيا
- -الإسلام في إفريقيا- ما وراء الجهاد؟-
- موسكو تشن حربا أخرى في الداخل
- ما هي مكانة الفضاء في الاستراتيجية العسكرية الروسية؟
- -ثقافة الإلغاء-
- -بايدن- يوقع على ميزانية إنفاق 1.7 تريليون دولار، منها 3.8 م ...
- الامم المتحدة تطلب من محكمة العدل الدولية التفكير في -الاحتل ...
- القضية الديموغرافية: سكان إسرائيل في فجر 2023
- تكلفة الحرب: الاقتصاد الروسي يواجه عقدًا من التراجع
- سوق السلاح في الشرق الأوسط
- هل يستطيع صندوق الحرب الروسي الصمود ؟


المزيد.....




- نزلها عندك.. نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على الأقما ...
- شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل ...
- سيدة بريطانية يهودية تفضح محاولات وسائل الإعلام والسياسيين ف ...
- تونس: قرض بقيمة 1.2 مليار دولار من المؤسسة الدولية الإسلامية ...
- تونس تقترض 1.2 مليار دولار من -المؤسسة الدولية الإسلامية-
- مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية
- -لم توفر بيئة آمنة للطلاب اليهود-.. دعوى قضائية على جامعة كو ...
- البنك الاسلامي للتنمية وافق على اقتراح ايران حول التمويلات ب ...
- استباحة كاملة دون مكاسب جوهرية.. هكذا مرّ عيد الفصح على المس ...
- قائد الثورة الاسلامية سيستقبل حشدا من المعلمين 


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرزوق الحلالي - - المسيانية- كعامل جيوسياسي - 1 -