أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرزوق الحلالي - جيوسياسة الانقسامات الدينية 4















المزيد.....

جيوسياسة الانقسامات الدينية 4


مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب

(Marzouk Hallali)


الحوار المتمدن-العدد: 7562 - 2023 / 3 / 26 - 03:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن تداخل الديني بالسياسي – مهما كانت درجته أكثر أو أقل تعقيدًا - عبر التاريخ ، يبرز باستمرار أن الغموض - على الأقل الظاهري - للديني سائر نحو الكشف. فمنذ نهاية الاستعمار، ثم الحرب الباردة ، في العديد من مناطق العالم ، مالت الراديكالية الدينية إلى اعتبار القومية أو الاشتراكية كمشروع اجتماعي. وقد ساهم هذا في الحفاظ على نوع من الخلط - الخطير أحيانا - بين الدين والسياسة. وقد تبين هذا بوضوح ، في تأجج التوترات أو العنف أو النزاعات في الكثير من أنحاء العالم. وهذا كاف وزيادة لاعتبار أن للعامل أو المكون الديني أهمية جيوسياسية كبيرة. وذلك اعتبارا للمشاكل المتعلقة بالأديان، تأثير الانقسامات الدينية على الأزمات أو الصراعات، وتأثر المناطق التي تدور فيها، وتأجيجها للأحداث...

لبنان
مثل كل بلاد الشام عرفت لبنان تنوع حضاري وثقافي وديني. ويوجد فيها حاليا طوائف دينية معترف بها رسميا ويمثلها أعضاء في مجلس النواب اللبناني. وهذه الطوائف هي: الطوائف الإسلامية (السنة، الشيعة، العلويون، الإسماعيليون) - الطوائف المسيحية (الموارنة، الروم الأرثوذكس، الروم الكاثوليك، الأرمن الأرثوذكس و الكاثوليك، السريان الأرثوذكس و الكاثوليك، الكلدان، الإنجيلين، الأقباط الأرثوذكس و الكاثوليك، الآشوريون) - الطائفة الدرزية.

وتمكنت الطوائف المختلفة - المسيحيين والدروز والمسلمين السنة والمسلمين الشيعة في الغالب - من العيش معًا بشكل جيد نسبيًا في معظم الأوقات. كانت التوترات والحروب التي واجهتهم، في القرنين التاسع عشر والعشرين، في المقام الأول بسبب التوزيع غير المتوازن للسلطة، فضلاً عن عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية. لقد كانت المصادفة الواضحة إلى حد ما للمكانة مع الانتماء الديني هي التي أسست التوترات والصراعات إلى حد كبير على هذا المعيار الأخير. كنتيجة قصوى ، خلال الحرب الأهلية ، من 1975 إلى 1990 ، كان لكل مجتمع قوات مسلحة خاصة به. وفي 2008، كأزمة خطيرة بسبب فراغ السلطة الذي طال أمده، لاحظ المراقبون بقلق عودة الظاهرة، قياسا بانتشار الشركات الأمنية والارتفاع الكبير في أسعار أسلحة الحرب الفردية في السوق.

وهناك صراعات أخرى تعارض السكان الذين ينتمون إلى طوائف مختلفة من نفس الدين. ففي لبنان مثلا وغيرها ، تتعارض الخصومات بين المسلمين والمسيحيين بدرجة أقل من تضاد الطوائف الإسلامية المختلفة مع بعضها البعض وتعارض الكنائس المسيحية المختلفة مع بعضها البعض .

الجزائر

في 2006 أقر الجزائر قانونا يمنع الدعوة لاعتناق دين آخر غير الإسلام، وينص على إنزال عقوبات بالسجن لمن "يحاول دعوة مسلم إلى اعتناق دين آخر". وذلك في محاولة لمواجهة حملة التنصير التي شهدت وقتئذ نشاطا ملحوظا بمنطقة "القبايل" البربرية شرق البلاد والتي عرفت اضطرابات مناوئة للحكومة. وينص هذا القانون على إنزال عقوبات بالسجن تتراوح بين سنتين وخمس سنوات وغرامة بما بين خمسة وعشرة آلاف يورو في حق كل من "يحث أو يرغم أو يستخدم وسائل الإغراء لإرغام مسلم على اعتناق دين آخر". كما يتعرض للعقوبات نفسها ، كل شخص يصنع أو يخزن أو يوزع منشورات أو أشرطة سمعية بصرية، أو أي وسائل أخرى تهدف إلى زعزعة التشبث بالإسلام. ويحظر القانون ممارسة أي ديانة ما عدا الإسلام "خارج المباني المخصصة لها ويربط تخصيص المباني لممارسة الديانة بترخيص مسبق". ويمنح هذا القانون للقضاء حق طرد الأجانب المخالفين لهذا التشريع من الجزائر بصفة نهائية أو لمدة لا تقل عن عشر سنوات. آنذاك، كان تنامي ظاهرة التنصير في منطقة "القبايل" ذات الأغلبية البربرية أثار جدلا سياسيا واجتماعيا وصل إلى البرلمان، كما تم تناول الظاهرة في ملتقيات وندوات بالجزائر. وربط متتبعون ظاهرة اعتناق بعض الجزائريين للمسيحية بتداعيات ظاهرة "الإرهاب" التي راح ضحيتها الآلاف من الناس وألصقت بالإسلام، وتزامن ذلك مع استغلال البعثات التبشيرية للمشاكل الظرفية التي يعيشها المجتمع الجزائري من خلال استعمالها لوسائل إغراء مقابل التنصر. ولم تتردد أوساط جزائرية مسؤولة في اتهام "الكنيسة الأنكليكانية" التي تتلقى الدعم من جمعيات أميركية وبريطانية، بالوقوف وراء حملات التبشير.

حينئذ قدم أسقف الجزائر "عبد الله غالب بدر" صورة سوداوية عن وضعية المسيحيين في الجزائر، ووجه انتقادات لقانون ممارسة الشعائر الدينية، وقال إن قانون ممارسة الشعائر الدينية في الجزائر يحد من حرية الممارسة لغير المسلمين، كما يحظر تغيير الديانة الإسلامية واعتناق المسيحية.

على غرار الدول الإسلامية، إن الدين في الجزائر ليس منفصلا عن الدولة بدليل وجود وزارة تهتم بشؤون الدين الإسلامي وباقي الأديان. وتقوم الحكومة الجزائرية عبر وزارة الشؤون الدينية الجزائرية بتسيير كل ما يتعلق بالدين الإسلامي في الجزائر وأساسا ما يدور داخل المساجد. فكل المساجد على أرض الجمهورية تابعة للوزارة المكلفة، فهي تقوم بتسيير شؤون المساجد من تعيين الأئمة والمؤذنين وتأطيرهم ودعمهم بمفتشين ومحفضين للقرآن وترسل لهم التوجيهات في الخطب بمراعاة الخطوط العريضة منها، وتتكفل بالأمور التأديبية في حال مخالفة الأئمة سياسة الوزارة في المساجد أو حتي في حال قام رواد المسجد بمعارضة الإمام فتقوم بتغييره نزولا عند رغبتهم ويوضع آخرين مقربون من أفكارهم وقناعاتهم.

يلعب الدين دورا هاما في المجتمع الجزائري. أن تكون جزائريا غالبا ما يعني وجوبا أن تكون مسلما. وغير المسلمين واللادينيين يوجدون بأعداد واضحة في منطقة "القبايل" ولكن في بقية المناطق يميل هؤلاء أكثر إلى الحذر ويتجنبون التعبير عن آرائهم العقائدية.

السودان

في السودان ، رفض المسيحيون الأفارقة الزنوج و "الوثنيون" في الجنوب هيمنة العرب والمسلمين في الشمال. لذلك ظلوا يطالبون بتوزيع أكثر إنصافًا للسلطة والموارد النفطية المستغلة في منطقتهم، وتمرد الجنوب ، من 1955 إلى 1972 ومن 1983 إلى 2005 ، على السلطات في الخرطوم ، التي اضطرت أخيرًا إلى تقديم تنازلات، ونال الجنوب ما صبا إليه.

إيرلندا الشمالية
خرجت إيرلندا الشمالية من عدة عقود من الصراع الذي أطال من المواجهة المستمرة منذ قرون بين الإنجليز ، الايرلنديين (البروتستانت ، الكاثوليك) ، لكن الإحباطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كان لها وزنها بشكل كبير.

إن الصراع في إيرلندا الشمالية ، كان فترة من تصاعد العنف والاضطرابات السياسية في النصف الثاني من القرن العشرين. بدأ في نهاية ستينيات القرن الماضي ويعتبر أنه انتهى بين عامي 1997 و 2007 وفقًا للتفسيرات( 1).
-----------------------
(1 ) - هناك عدة تواريخ كبداية للنزاع في إيرلندا الشمالية: 1966 - أكتوبر 1968 - غشت 1969 ، وأيضا بخصوص نهايته : 20 يوليوز 1997 - 10 أبريل 1998 - 15 غشت 1998 - 2 ديسمبر 1999 - 28 يوليو 2005 - 26 سبتمبر 2005 - 8 مايو 2007- انظر CAIN - "متى انتهاء الصراع العنيف الحالي؟ " .
---------------------

بدأ الصراع في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي مع بروز حركة الدفاع عن الحقوق المدنية ضد الفصل الطائفي الذي تعاني منه الأقلية الكاثوليكية. أدى التعارض بين الجمهوريين والقوميين (الكاثوليك بشكل أساسي) من جهة ، والوحدويين الموالين للمملكة العظمى (معظمهم من البروتستانت) من جهة أخرى، بخصوص مستقبل إيرلندا الشمالية إلى زيادة العنف الذي استمر لمدة ثلاثين سنة. إنه نتيجة تحرك الجماعات المسلحة الجمهورية ، مثل الجيش الجمهوري الايرلندي المؤقت ، الذي يهدف إلى وضع حد للسلطة البريطانية في إيرلندا الشمالية وإنشاء جمهورية ايرلندية على كامل الجزيرة ، والموالين ، مثل قوة "أولستر" التي تشكلت من المتطوعين سنة 1966 لوقف ما تعتبره تدهورًا للطابع البريطاني للبلاد ، ذلك بمساندة قوات أمن الدولة البريطانية (الجيش والشرطة)، هذا التعاون الذي ظلت الحكومات المتعاقبة على نفيه، لكن انكشف أمره بوضوح. وقد تم توصيف الصراع في إيرلندا الشمالية بصيغ مختلفة من قبل العديد من الجهات الفاعلة: حرب ، صراع عرقي ، حرب عصابات أو حرب أهلية .وقد اعتبر عمل الجماعات المسلحة الجمهورية (بشكل رئيسي الجيش الجمهوري الايرلندي - IRA) إرهابًا من طرف قوات الأمن البريطانية ، وثورة أو تمرد أو مقاومة عسكرية للاحتلال والإمبريالية البريطانية من طرف مؤيديها الذين رفضوا استخدام مصطلح "الإرهاب" .

في 1998 ، أدت عملية سلام إلى إنهاء الصراع: اعتراف الحكومة البريطانية لأول مرة بـ "البعد الايرلندي" ، واعتماد المبدأ القائل بأن شعب جزيرة إيرلندا ككل يمكنه حل المشاكل بين الشمال والجنوب بالتراضي ، دون تدخل خارجي ، وحصول توافق بين الموالين والجمهوريون، وتأسيس في إيرلندا الشمالية حكومة توافقية تتألف بشكل إلزامي من موالين وقوميين.

نيجيريا

لنيجيريا تاريخ طويل من العنف بين الأديان. في نهاية نوفمبر 2008 ، لقي عدة مئات من المسيحيين والمسلمين حتفهم في مدينة "جوس" ، بينما اضطر آلاف السكان إلى الفرار. وهي مدينة تقع في وسط البلاد، على خط التماس بين الديانتين. وأكد مراقبون أن الاضطرابات تزامنت مع إجراء الانتخابات في الولاية. وقد أثار انتصار "حزب الشعب الديمقراطي" (بدعم أساسي من المسيحيين) غضب أنصار "حزب الشعب النيجيري" (معظمهم من المسلمين). في الواقع ، إن السبب الكامن وراء هذه الاشتباكات هو التنافس على الأرض بين من جهة السكان الأصليين الذين يشكلون ولكن الأقلية وهم مسيحيين أو وثنيين ، ومن جهة أخرى المستوطنين "الهوسا" وكذلك المهاجرين من الشمال ، المسلمين .
_________________________ يتبع ________________



#مرزوق_الحلالي (هاشتاغ)       Marzouk_Hallali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيوسياسة الانقسامات الدينية 3
- جيوسياسة الانقسامات الدينية 2
- جيوسياسة الانقسامات الدينية 1
- جرائم في حق أطفال أوكرانيا
- -الإسلام في إفريقيا- ما وراء الجهاد؟-
- موسكو تشن حربا أخرى في الداخل
- ما هي مكانة الفضاء في الاستراتيجية العسكرية الروسية؟
- -ثقافة الإلغاء-
- -بايدن- يوقع على ميزانية إنفاق 1.7 تريليون دولار، منها 3.8 م ...
- الامم المتحدة تطلب من محكمة العدل الدولية التفكير في -الاحتل ...
- القضية الديموغرافية: سكان إسرائيل في فجر 2023
- تكلفة الحرب: الاقتصاد الروسي يواجه عقدًا من التراجع
- سوق السلاح في الشرق الأوسط
- هل يستطيع صندوق الحرب الروسي الصمود ؟
- -بريغوزين- ضد حاكم بطرسبورغ: ما يكشفه الخلاف عن قوة روسيا
- المجتمع المدني العالمي في عصر جيوسياسي: ملاحظات أولية
- تحول نوعي: العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا بعد الحرب في ...
- الابتكارات الديمقراطية عبر العالم 2/2
- الابتكارات الديمقراطية عبر العالم 1/2
- وهم القوة : روسيا والعالم من نهاية الاتحاد السوفياتي إلى غزو ...


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرزوق الحلالي - جيوسياسة الانقسامات الدينية 4