ما الذي يمكن توقعه من إسرائيل بعدعملية طوفان الأقصى ؟

مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب
(Marzouk Hallali)

الحوار المتمدن-العدد: 7762 - 2023 / 10 / 12 - 04:47
المحور: القضية الفلسطينية
    

تستند هذه الورقة على جملة من المعطيات وردت في عدد من تقارير صادرة عن ما يسمى بـ
"مراكز الفكر" ؛ "think tanks"
قد خلفت عملية طوفان الأقصى التي شنتها حماس داخل الأراضي الإسرائيلية أكثر من 1200 قتيل إسرائيلي، وهو أكبر عدد من القتلى اليهود في يوم واحد منذ المحرقة. وردا على هذه العملية ، شنت إسرائيل حملة عسكرية واسعة النطاق ضد حماس في غزة يمكن أن تكون حملة طويلة، قد تستمر لأشهر أو أكثر، ولكن الأيام والأسابيع الأولى لها أهمية كبيرة لنجاحها النهائي.
وذكر مسؤولون إسرائيليون أن هدف العملية هو التدمير الكامل لقدرات حماس العسكرية علما أن حملة جوية محدودة وحدها لن تحقق هذا الهدف، و من المحتمل جدا توقع بدء حملة برية على غزة قريباً. في الواقع، هناك بالفعل دلائل على الشكل الذي سيبدو عليه الأمر.

تحركت إسرائيل مؤخرا لتأمين الأراضي الإسرائيلية وقتل أو اعتقال أي مقاوم على الأراضي الإسرائيلية. كما بدأ جيش الدفاع الإسرائيلي ضربات جوية داخل غزة للقضاء على قيادة حماس وسيطرتها والقادة الرئيسيين والأنفاق ومخابئ الأسلحة وقاذفات الصواريخ لتقليل مخاطر الهجمات الصاروخية ضد المدنيين الإسرائيليين والمخاطر التي يتعرض لها أفراد جيش الدفاع الإسرائيلي أثناء العمليات البرية. وستستمر هذه الإجراءات حتى تعتقد إسرائيل أنها قللت من مخاطر كليهما إلى أقصى حد ممكن قبل بدء العمليات البرية
وبينما شنت إسرائيل غاراتها الجوية على غزة، واصلت في بعض الحالات ممارسة إسقاط قنابل خاملة على أهداف تنوي ضربها إذ من المعروف أن تلك المباني تحوي مدنيين. ويمكن أن تشمل هذه الممارسة أيضًا نشر رسائل الواتساب والرسائل النصية في مناطق محددة قبل الضربة، وإخبار المدنيين بالمكان الذي يجب أن يذهبوا إليه لتجنب الخطر بالإضافة إلى نشر رسائل عامة على نطاق أوسع لنفس الغرض.
ومع ذلك، فإن غزة مكتظة بالسكان، ومن الصعب أثناء القتال في المناطق الحضرية تجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين. وليس هناك أيضًا ما يضمن أن المدنيين سوف يستجيبون للتحذير، ويرجع ذلك جزئيًا إلى قلة الأماكن التي يمكن الذهاب إليها. فقدأغلقت مصر معبر رفا ه الحدودي، وأغلقت جميع نقاط الدخول والخروج على طول الحدود الإسرائيلية مع غزة بعد أن تعرضت للهجوم من قبل حماس. وقالت الدول العربية إنها سترسل مساعدات إلى غزة، لكن إسرائيل أجبرت الشاحنات التي تحاول دخول غزة من مصر على العودة خشية أن تحتوي على إمدادات لحماس.
بمجرد الانتهاء من هذه العمليات ، ستكون إسرائيل مستعدة لشن هجوم بري كبير داخل غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من مائة ألف جندي يحاصرون غزة، وفرضت البحرية الإسرائيلية حصاراً بحرياً كاملاً لضمان عدم إعادة تزويد حماس بالأسلحة والإمدادات عن طريق البحر. بالإضافة إلى ذلك، قامت الحكومة الإسرائيلية بقطع المياه والكهرباء عن المنطقة التي يسكنها 2.1 مليون شخص.
ويبدو أن السبيل الوحيد أمام إسرائيل لتحقيق هدفها المتمثل في القضاء على قدرات حماس العسكرية يتلخص في حرب المدن من منزل إلى منزل، ومن مبنى إلى مبنى. ومن المرجح أن تشمل قوات العمليات التقليدية والخاصة التحرك بشكل منهجي عبر المنطقة للقضاء على التهديد وتدمير جميع القدرات العسكرية، من معدات الاتصالات إلى مخزونات الأسلحة.


وقد يستغرق ذلك عدة أشهر نظراً لحجم قطاع غزة، وعدد الفلسطينيين المستعدين للقتال، ، وحجم السكان المدنيين.
لن يكون الأمر سهلاً، لكن إسرائيل تتباهى وتعتمد في ظل سيادة الشلل العربي المزمن والتام على قدرتها العسكرية المتفوقة وتضعها في وضع جيد لتنفيذ هذه الحملة. ومع ذلك، فحتى النجاح العسكري لن يشكل نقطة فعلى أي نهاية، حيث أن الأمر سوف يتطلب اتخاذ قرار سياسي مهم: ما إذا كانت إسرائيل تخطط لإعادة السيطرة والأمن فعلى أي فصيل أو مجموعة فلسطينية ستعتمد بعد انتهاء العملية مادامت السلطة الرسمية تقع خارج الدائرة

أفادت التقارير أن مقاومي حماس احتجزوا أكثر من مائة رهينة في غزة. وهذا يعقد العمليات البرية بشكل كبير. وهناك عدد من الرعايا الأجانب بين الرهائن، بينهم أميركيون، كما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن.
و لزيادة خيارات الإنقاذ المتاحة للولايات المتحدة، تم وضع قوات العمليات الخاصة الأمريكية في دولة أوروبية مجاورة في حالة تأهب قصوى في حالة الحاجة إليها. بالإضافة إلى ذلك، أكد وزير الدفاع لويد أوستن أن أفراد الجيش الأمريكي موجودون على الأرض لمساعدة إسرائيل "بالاستخبارات والتخطيط" لعمليات الإنقاذ. وأيضا وصول أهم بارجة أمريكة إلى المنطقة
إن عملية الإنقاذ في غزة ستكون صعبة. ومن المرجح أن يكون الرهائن مشتتين، كما أن التهديد بنيران الأسلحة الصغيرة والأسلحة المحمولة على الكتف، مثل القذائف الصاروخية وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة، يجعل استخدام طائرات الهليكوبتر أمراً غير مرجح نظراً للمخاطر.


ومن المحتمل أن يؤدي هذا إلى تقييد المخططين والقوات إما بعملية إنقاذ برية أو بحرية. ونظرًا للافتقار إلى دعم الإخلاء الطبي أو القدرة على إدخال قوات الرد السريع بسهولة لدعم العمليات على الأرض دون وجود قوة برية أكبر، سيكون من الصعب القيام بمهام إنقاذ سرية متزامنة للرهائن في مواقع متعددة في جميع أنحاء غزة.
وعلى هذا النحو، فمن المرجح أن يتم نشر هذه القوات المتخصصة أثناء الغزو البري جنبًا إلى جنب مع القوات التقليدية أو قبلها بقليل.

#مرزوق_الحلالي (هاشتاغ)       Marzouk_Hallali#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات