أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - امال قرامي - المؤسسات الجامعية وإبادة الفلسطينيين














المزيد.....

المؤسسات الجامعية وإبادة الفلسطينيين


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7883 - 2024 / 2 / 10 - 16:05
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    



لم يكن نسف جميع المؤسسات التعليمية بغزّة خطأ غير مقصود بل هدفا استراتيجيا من بين أهداف أخرى تضمنتها الخطّة العسكرية التي وضعتها دولة الاحتلال. فالتطهير العرقي والتدميرالشامل لا يكتمل إلاّ بمحو الهوية الفلسطينية وشطب أثر التراث المادي وغير المادي وحرمان من تبقّى من فرص التعلّم، بل الحقّ في الحياة. ولن يتحقّق هذا الهدف إلاّ بمسنادة الدول الحليفة التي قرّرت أغلب المؤسسات الجامعية فيها حذف برامج الدراسات الفلسطينية، والأدب الفلسطيني، ومنعّت النقاش حول القضية الفلسطينية وعرض الأفلام الفلسطينية وألغت عديد المنح وبرامج التدريس فضلا عن طرد عدد من الطلاب الفلسطينيين وحرمانهن من استكمال مسارهم العلميّ.

وترتّب عن انخراط عدد من الجامعات في حرب الإبادة عودة النقاش، مرّة أخرى، حول حيادية الجامعات، واستقلاليتها ومدى انخراطها في السياسة إذ تحوّلت بعض الجامعات إلى أداة في خدمة الدولة ووسيلة لفرض سلطتها، وفضاء يمنع فيه الفكر النقدي وحريّة التعبير، وتفرض فيه سردية حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها من غزو الإرهابيين .
ولا غرو أنّ هذا التوّجه يتطابق مع سياسات دولة الاحتلال التي فرضت تدريس سردية تاريخية محددة تشرعن الاستيطان والإبادة وعاقبت الأساتذة اليهود المناهضين للصهيونية الذين انتقدوا الرواية الرسمية وبيّنوا من خلال الوثائق، أنّ التدخل السافر في برامج التعليم والتلاعب بالروايات التاريخية يناهض وظيفة المؤسسات التعليمية. وهو أمر يوضّح أنّ الجغرافيا السياسية للمعرفة والسلطة غير منفصلة عن الرهانات السياسية.
وعلى الرغم من سياسات المراقبة والعقاب التي انتهجتها عدّة جامعات منحازة لدولة الاحتلال فإنّ الحركات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية وفي بريطانيا وألمانيا وفرنسا وغيرها من البلدان استطاعت تنظيم الاحتجاجات وإصدار البيانات والانخراط في مقاومة ما اطلق عليه "إعادة الاستعمار والاصطفاف وراء الامبريالية الأمريكية وخدمة مصالحها . وقد اتّخذت هذه المقاومة أبعادا مختلفة بعد انضمام مجموعات الأساتذة المدافعين عن القضية الفلسطينية باعتبارها قضية عادلة وعابرة لجميع القوميات والثقافات وتتنزّل ضمن قضايا التحرّر من الأنظمة التسلطية. ولاشكّ في أنّ هذه المقاومة تعرّي تواطؤ عدد من الجامعات مع الحكومات وتفضح أشكال دعمها لمشروع إبادة الفلسطينيين.
وقد ترتّب عن هذا التصوّر القائم أوّلا: على أفعال التذكّر التي تعزّز الروابط بين مختلف الأجيال وتخترق الصمت المشين، وثانيا: الحكي بما هو بيداغوجيا بثّ الأمل والتعاطف انطلاق برامج الاشتغال على إحياء الذاكرة الجمعية الفلسطينة وعرض الشهادات وقصّ الحكايات وتبادل التجارب ...ولم يتوّقف الأمر عند مناصرة الفلسطينيين بل ارتفعت الأصوات المطالبة بالمساءلة والمحاسبة وبفرض الحوكمة التشاركية داخل المؤسسات الجامعية حتى لا يستأثر الرؤساء بسلطة اتّخاذ القرار، ويورّطوا الجامعات في أعمال تتعارض مع أيطيقا البحث العلمي وبناء المعرفة وإنتاجها.
لقد استطاعت حرب الإبادة على غزّة أن تبيّن مدى الانحطاط العربي وسقوط المنظومة المعرفية، وأن تفضح فشل مؤسسات عديدة : مجلس الأمن، هيئات الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات التي برزت بعد الحرب العالمية، كما أنّها تمكنت من إرباك المنظومة القانونية والمنظومة القيمية وإبراز "الصمت المخجل" لأغلب المثقفين العرب ومدى تورط مجموعة من المؤسسات الجامعية في إنهاء وجود الفلسطينين ومحو آثارهم.
ويحقّ لنا ضمن هذه التحوّلات أن نتساءل عن وضع وزارة التعليم العالي التي لم تبادر برسم سياسات جديدة تتساوق مع حركات التضامن وبذلك اقتصر ردّ بعض المؤسسات الجامعية على ردود فعل مناسبتية سرعان ما توقفت بينما آثرت مؤسسات أخرى تجاهل ما يحدث والاستمرار في التعامل مع سفارات البلدان الداعمة للاحتلال وعقد برامج الشراكة مع المراكز والمنظمات التابعة للاتحاد الأوروبي وغيرها. وبالإضافة إلى هذين الموقفين ظهر موقف متناقض داخل بعض الجامعات. فهي مؤازرة للقضية الفلسطينية من خلال تنظيم التظاهرات الثقافية ...، و في الوقت نفسه ،هي متناغمة مع سياسات الدول الداعمة لدولة الاحتلال تنتفع من الدعم المالي لإنجاز مشاريعها.
ولا نملك إزاء هذا الوضع إلاّ أن نتساءل: هل أنّ مؤسساتنا الجامعية داخل النقاشات المعرفية التي تطرح في كلّ بلدان العالم لمراجعة مفاهيم نظريات ومصطلحات... أم أنّنا خارج التاريخ ونزعم أنّنا في مرحلة ما بعد الحداثة؟



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقع التونسيات في مسار الانتخابات 2023/2024
- الحرب على غزّة والمنعرج الجديد
- جنوب أفريقيا ودرس في إيطيقا المرافعة
- بعض من الأسئلة التي أثارتها حرب الإبادة على غزّة
- نداء إلى الحركات النسوية: -حياة الفلسطينيات مهمّة-
- المجتمع المدني والتعديل الذاتي
- ماذا بعد عنهجية الدولة المارقة وإبادة الفلسطينيين؟
- أزمة الرعاية المجتمعية
- قتل النساء وإشكالية التغطية الإعلامية
- «تسيّس الاتحاد الأوروبي»
- الانتخابات بين المركز والهامش
- قتل النساء لا يثير قلق التونسيين/ات
- «مونديال» كرة القدم قطر 2022 بنكهة دينية: «تونيزي تونيزي.. م ...
- النساء وكرة القدم
- في كره الديمقراطية
- تونس والتغيرات المناخية والتلوّث البيئي: هل يكفي الالتزام با ...
- فرض سياسات النسيان
- إخراج التونسيات من المشهد السياسي أو عندما تفصح الإرادة السي ...
- هجرة الأمّهات: محاولة فهم
- من «الأمن الجمهوري» إلى «القمع البوليسي»


المزيد.....




- وزير الخارجية المصري يدعو إسرائيل وحماس إلى قبول -الاقتراح ا ...
- -حزب الله- استهدفنا مبان يتموضع بها ‏جنود الجيش الإسرائيلي ف ...
- تحليل: -جيل محروم- .. الشباب العربي بعيون باحثين ألمان
- -حزب الله- يشن -هجوما ناريا مركزا- ‏على قاعدة إسرائيلية ومرا ...
- أمير الكويت يزور مصر لأول مرة بعد توليه مقاليد السلطة
- أنقرة تدعم الهولندي مارك روته ليصبح الأمين العام المقبل للنا ...
- -بيلد-: الصعوبات البيروقراطية تحول دون تحديث ترسانة الجيش ال ...
- حكومة غزة: قنابل وقذائف ألقتها إسرائيل على القطاع تقدر بأكثر ...
- الشرطة الفرنسية تفض مخيما طلابيا بالقوة في باحة جامعة السورب ...
- بوريل يكشف الموعد المحتمل لاعتراف عدة دول في الاتحاد بالدولة ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - امال قرامي - المؤسسات الجامعية وإبادة الفلسطينيين