أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - امال قرامي - تونس والتغيرات المناخية والتلوّث البيئي: هل يكفي الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية؟














المزيد.....

تونس والتغيرات المناخية والتلوّث البيئي: هل يكفي الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية؟


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7431 - 2022 / 11 / 13 - 19:16
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    



مرّة أخرى، تُثار قضية التلوّث البيئي في صفاقس بالتزامن مع انعقاد قمة المناخ COP27 «كوب 27» فتتضح الفجوة بين الخطاب الرسمي الذي تتبناه الدولة التونسية وبين ما يجري على أرض الواقع من ممارسات لا تدع مجالا للشك، في مدى عجز المسؤولين عن وضع السياسات الملائمة وإيجاد الحلول الناجعة. وبين السردية الرسمية التي تصاغ حول تونس وتونس التي نعرفها مسافة يدركها أصحاب الألباب.
والمسألة لا ترتبط في تقديرنا، بالمؤامرات والدسائس ومقاومة المواطنين أو«قطاع الطرق» أو أصحاب المصالح الخاصة الذين يعطلون محاولات الإصلاح بل إنّها ذات صلة بغياب الوعي والإرادة السياسية والسياسات الشمولية التي تدمج الجميع في مشروع الوقاية من الآثار المترتبة عن التغييرات المناخية فضلا عن غياب ثقافة التعامل مع البيئة من حيث الحفاظ على الموارد وتجذير الوعي بأهميّة حماية حقّ الأجيال القادمة في بيئة سليمة.

ولذا فإنّ السؤال الذي يتبادر إلى ذهن التونسيين/ات المتابعين لما يجري في قمة شرم الشيخ «COP27» والفارين من التلوّث الثقافي والإعلامي: ما هو موقع تونس والتونسيين ضمن هذه الأنشطة والمبادرات والتصورات والتجارب والجدل؟
ففي الوقت الذي تبرز فيه أجيال من الناشطات /ين في مجال حماية البيئة تربّت على قيم رعاية الأرض كاليافعة الليبية ريفان أحمد، وهي ناشطة صغيرة في دراسات البيئة والتغير المناخي نلاحظ أن لا مرئية للفتيان/ات في بلادنا ولا في المنابر العالمية. وهو أمر متوقّع فنحن لا نحتفي بالمبتكرين والمخترعين وأصحاب التصورات المستقبلية والتفكير و«العقول النيرة» والتجارب الخلاقة لأنّ كلّ هؤلاء لا يثيرون اهتمام الجماهير المولعة بأخبار مريم الدباغ أو بن مولاهم أو الزوجة التي صوّرت زوجها... إلى غير ذلك من الأخبار التي تثبت ما الذي يشغل الناس ويثير الاهتمام. ولا غرابة في ذلك فعندما ينحدر مستوى التعليم في كافة مستوياته، وتغيب التصورات الثقافية لا تسل عن أسباب الافتتان بممارسة التنمر والسخرية والتهكم والولع بتدمير الآخر ونسف مبادراته ومشاريعه.

يبذل الشبّان/ات جهودا جبّارة من أجل إطلاق المبادرات الصديقة للبيئة والمشاريع الصغرى الهادفة إلى الحدّ من التصنيع المدمّر للبيئة والمضرّ بصحة المواطنين ويرغب هؤلاء رغم كل العراقيل، في «الاستقرار في بلادهم» ولكن من يعرفهم؟ من سمع بصابرين الشناوي وغيرها؟ من يعرف عدد الناشطين/ات في مجال حماية البيئة؟ من يميّز بين العدالة المناخية والمساواة البيئية؟ من له دراية بالمعجم الخاص بالتغييرات المناخية؟ ومن هو على اطلاع على التجارب المقارنة في مجال الوقاية والحماية واختراع المواد الصديقة للبيئة ونمط العيش المحافظ على البيئة؟ ومن هم الصحفيون/ات المتخصصون في الصحافة البيئية؟ وما هي الرسائل التي يبعثها هؤلاء الفاعلون الجدد؟ ومن هنّ النسويات المعنيات بتطوير خطاب جديد يظهر التقاطع بين العدالة الاجتماعية والعدالة المناخية، وبين الرأسمالية , والأبوية وهشاشة النساء....؟د وما هي المقاربات المعتمدة في مقاومة الاحتباس الحراري والتلوث وكيف ادمجت مقاربتي النوع الاجتماعي والرعاية في التصدي للتغيرات المناخية؟...

ليست القضايا المطروحة في هذا المجال قضايا «نخبوية» أو قضايا صنف من الناشطين المؤدلجين الذين يقفون بالمرصاد للمشاريع التنموية بدعوى أنّها استغلالية /استعمارية/ امبريالية ... بل هي قضايا سياسية بامتياز تروم تغيير نمط العلاقات بين الدول «العظمى» ودول الجنوب، وبين الأجيال وبين الجنسين، وبين الإنسان ومختلف الكائنات، وبين أصحاب السلطة والمستغلين، وذوي الهشاشة... إنّها قضايا إنسانية ذات صلة بالوعي وتغيير النظرة إلى الكون، وترشيد السلوك والالتزام بأخلاق الرعاية وايطيقا العيش معا على هذه الأرض... إنّها قضايا متصلة بالحقّ في الحياة. ولكن أنّى لمن لم تعلّمه الحياة كيف « يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر ...، ولم يدرك رمزية الأرض ولم يمتلك المعرفة المعمقة أن يكون فاعلا متميّزا في «COP27» وصاحب/ة خطاب يفارق المعهود ويزلزل «الثوابت الديبلوماسية فتشرئب له الأعناق»؟



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرض سياسات النسيان
- إخراج التونسيات من المشهد السياسي أو عندما تفصح الإرادة السي ...
- هجرة الأمّهات: محاولة فهم
- من «الأمن الجمهوري» إلى «القمع البوليسي»
- حملات انتخابات «بنكهة شعبوية»
- الاحتجاجات النسائية –الإيرانية: دروس وعبر
- الحاجة إلى السكر والزيت والماء والحليب... أهمّ من الحاجة إلى ...
- القانون الانتخابي وتراجع المشاركة النسائية
- «اشكي للعروي» ... «اشكي لسعيّد»
- تونسيون/ات يُهاجرون ولا يلوون على شيء وحكومة لا ترى ولا تسمع
- «تيكاد» وأحلام التونسيين
- الشعبوية والتعددية والإعلام
- التونسيات والديناميات الجديدة
- التونسيون/ات وتقرير المصير
- هل طويت صفحة الأحزاب الفاعلة في الحياة السياسية؟
- «الدستور» وضرورة مغادرة السقيفة
- قراءة سياقيّة للدستور
- تحويل الوجهة من قيس سعيّد إلى أنس جابر
- قراءة أولى لنصّ الدستورالمقترح/ المفروض على التونسيين/ات
- التونسيون/ات و«المسؤولية الاجتماعية»


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - امال قرامي - تونس والتغيرات المناخية والتلوّث البيئي: هل يكفي الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية؟