أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - إخراج التونسيات من المشهد السياسي أو عندما تفصح الإرادة السياسية عن مشروعها














المزيد.....

إخراج التونسيات من المشهد السياسي أو عندما تفصح الإرادة السياسية عن مشروعها


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7419 - 2022 / 11 / 1 - 21:37
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تفاعلت عديد المنظمات والهيئـــات والجمعيـات والأحزاب مع المرسوم عدد55 لسنة 2022 فقد ندّدت بالنهج الإقصائي الذي يكرّسه القانون الانتخابي من خلال نسف آلية التناصف التي تضمن تمثيلية أكثر إنصافا للنساء، ونبّهت إلى أنّ حضور النساء في البرلمان القادم سيكون لامحالة، باهتا... ولكن لا مجيب . ولا معنى لهذا الإصرار على تجاهل إكراهات واقع اجتماعي يرى أنّ السياسية امتياز ذكوري، ولا يجد حرجا في ممارسة العنف الرمزي والنفسي وأحيانا المادي على المترشحات سوى وجود إرادة سياسية ترى أنّ المشهد السياسي يتطلّب إعادة هيكلة و«تطهيرا».
هذا النكوص يبرّره مناصرو مسار 25 جويلية بأنّ أداء النساء (عبير موسي وسامية عبوّ وأخريات...) كان جزءا من المشكلة إذ «فسدت السياسية» وعمّت الفوضى وكثر «العراك» وتمت «مسرحة» عديد المواقف وظهرت سلوكيات «غريبة» كالغناء والزغاريد و«تأنّثت» السياسية. وينمّ هذا التبرير في تقديرنا،عن التمثلات الاجتماعية-الدينية والرمزية المترسّخة في المتخيل الجمعي التي تقرن النساء بالشيطان والكيد والنجاسة و... وتنسب لهن العاطفية والانفعالية والفوضى و... في المقابل يُتّصف الرجال بالعقلانية والنظام والانضباط وقوّة التدبير...
ولعلّ استرجاع الخطابات التي برّرت «إخراج عائشة» من عالم السياسة بعد «واقعة الجمل» وإلزامها بالبيتوتة مفيد في هذا الصدد، لأنّه يقيم الدليل على أنّ البنى الذهنية لا تزال متصلبة وأنّ «دخول النساء» إلى المجال السياسي يبقى في الغالب،غير مرحّب به، فهنّ «الوافدات» ولا يستطعن الثبات ولا الارتقاء بالنشاط السياسي ويكفي هنا أن نتذكّر ما فعلته زوجات السلاطين ورؤساء الدول و... لنزداد يقينا بأنّهن غير مؤهلات لاقتسام السلطة مع الرجال.
قد يكون الحدّ من تمثيلية النساء مفهوما في هذا المشروع «الإصلاحي- التطهيري» الذي يزيح النساء «المفسدات في الأرض» و«النجسات» من المشهد، ويستبدلهن بفئة أخرى من النساء الحارسات للنظام الأبوي والمدافعات عن «مسار 25 جويلية» الذي سيحقق لهن بعض المواقع التي لا تكتسب من خلال الكفاءة والمعرفة والخبرة... بقدر ما تفيد من بنى القرابة والنظام العشائري الحامي والشعور بالمظلومية... وفي الواقع لا تعوزنا التجارب التاريخية السياسية التي أثبتت تواطؤ فئة من النساء مع النظام، وانقلابهن على المنجز النسائي والمكتسبات التي تحققت بفضل التضحيات الجسام. من قال إنّ الذكورية أيديولوجيا لا ينافح عنها إلاّ الرجال ؟
إنّ مسار الجمهورية الجديدة يتطلّب، حسب مهندسيه، إعادة الاعتبار إلى الرجال الممثلين «للذكورة التقليدية المهيمنة» وإعادة النظر في البنية العلائقية بين الجنسين ونظام الأسرة وغيرها من المسائل الاجتماعية التي لا تنفصل عن التصورات السياسية. كما أنّ هذا المسار يعيد ترتيب البيت السياسي الداخلي من خلال وضع كلّ «جنس» في مكانه «الطبيعي». وليست النساء المعوّل عليهن في عملية البناء إلاّ أدوات في خدمة المشروع ولا يمكن أن يكن بأي حال ذواتا تعبّر وتنتقد وتفعل وتهدد و... فهذا الأنموذج يشكّل مصدر خطر جسيم. إنّه يثير مخاوف قديمة لدى الرجال لها صلة بمختلف السلط.
فما المطلوب من التونسيات اليوم ؟: أن يحرقن وراءهن تاريخا من النضال من أجل انتزاع مواطنيتهن؟ أن يُعدن التصرّف في ذاكرتهن على نحو تُمحى فيه كلّ الصور التي تثبت فاعليتهن في محطّات مختلفة من التاريخ بدءا من حقبة مقاومة المستعمر وصولا إلى أحداث الرديف والقصبة1 و2 واعتصام الرحيل واحتجاجات أمّهات الشهداء/ات وجرحى/ات الثورة وعاملات المصانع وغيرها... ؟ أن يدخلن «بيت الطاعة» ليصبحن «متأدبات» مطيعات وخانعات ومتقبلات لكلّ القرارات والقوانين، ومطبّعات مع العنف الأبوي - السياسي، والطبقي والاقتصادي والقمع البوليسي...؟ أن يتخلّصن من المعارف القانونية والسياسية والاقتصادية والتكنولوجية والنسوية و... والتجارب والخبرات التي جعلتهن متمكّنات وصاحبات صوت مسموع وفعل على الميدان؟ أن يُعدن تشكيل ذواتهن فيتحوّلن إلى نساء في خدمة مسار سياسي جديد لا مواطنات متساويات مع الرجال؟ أن يتعمدن النسيان ويعتدن على التصميت؟
إنّ شوارع السودان وموريطانيا وكينيا وإيران تقيم الدليل على أنّ حركة التاريخ تسير إلى الأمام وأنّ صناعة الأمل مستمرة وهي الدعامة الكبرى لحركات التحرر.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجرة الأمّهات: محاولة فهم
- من «الأمن الجمهوري» إلى «القمع البوليسي»
- حملات انتخابات «بنكهة شعبوية»
- الاحتجاجات النسائية –الإيرانية: دروس وعبر
- الحاجة إلى السكر والزيت والماء والحليب... أهمّ من الحاجة إلى ...
- القانون الانتخابي وتراجع المشاركة النسائية
- «اشكي للعروي» ... «اشكي لسعيّد»
- تونسيون/ات يُهاجرون ولا يلوون على شيء وحكومة لا ترى ولا تسمع
- «تيكاد» وأحلام التونسيين
- الشعبوية والتعددية والإعلام
- التونسيات والديناميات الجديدة
- التونسيون/ات وتقرير المصير
- هل طويت صفحة الأحزاب الفاعلة في الحياة السياسية؟
- «الدستور» وضرورة مغادرة السقيفة
- قراءة سياقيّة للدستور
- تحويل الوجهة من قيس سعيّد إلى أنس جابر
- قراءة أولى لنصّ الدستورالمقترح/ المفروض على التونسيين/ات
- التونسيون/ات و«المسؤولية الاجتماعية»
- قراءة في المسار الجديد للهجرة اللانظامية
- الشعبوية وحقوق الشّابات والنساء


المزيد.....




- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - إخراج التونسيات من المشهد السياسي أو عندما تفصح الإرادة السياسية عن مشروعها