أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - الاحتجاجات النسائية –الإيرانية: دروس وعبر














المزيد.....

الاحتجاجات النسائية –الإيرانية: دروس وعبر


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7389 - 2022 / 10 / 2 - 11:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



ما الدروس التي يمكن أن يتعلمها الساسة ومختلف مكونات المجتمع المدني من الاحتجاجات النسائية الإيرانية الأخيرة؟

سؤال يجد مبرّره بعد التحولات التي عاشها التونسيون/ات على امتداد أشهر والتي أفضت إلى لجوء أعداد غفيرة إلى «الحرقة» اعتقادا منهم بأنّها أفضل وسيلة مُتاحة لتغيير الواقع أو اختيار بعضهم للهجرة النظامية أو إقدام أفراد على الانتحار حرقا للتخلّص من أعباء اليومي وإكراهات ما عادوا قادرين على تحمّلها. إنّه واقع معقّد وصعب يُنذر بردود فعل غير متوقعة.

يكمن أوّل درس في عدم الاستهانة بالجماعة التي تُتمثل على أنّها ضعيفة ومنضبطة ومهادنة ومتقبلة للقوانين والمعايير الاجتماعية والقيود و... إذ كلما استمرت الضغوط على الناس اشتدّ غضبهم وانفلت عقالهم وكلّما ازداد القهر استوت الأضداد: الموت والحياة.

أمّا الدرس الثاني فيتمثّل في أنّ الغضب صار من أكثر الأهواء المشتركة بين الناس على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم التعليمية وأعمارهم... وقد تحوّل إلى عنصر أساسي محفّز على الاحتجاج والعصيان والتمرّد وعلى الانضمام إلى الحركات الاجتماعية دفاعا عن العدالة الاجتماعية. ومهما حاول المستفيدون من أنظمة الاستغلال والقهر تشويه صور المحتجين/ات والتلاعب بالروايات فإنّ الجمهور ما عاد يصدّق بل إنّه يبدي تعاطفا مع المقهورين أو احتراما لنضال الأفراد والجماعات من أجل الكرامة والمساواة وتحقيق العدالة بين الجميع. وليس الغضب شكلا من أشكال التعبير والتفريج عن الكرب بل إنّ الحالة الغضبية قد تأخذ مسلكا مغايرا ينذر بالخطر لذلك تراقب الدول درجات غضب الجماهير لأنّها تعي النتائج المترتبة عن الانزياح أو توظيف غضب الجماهير لغايات مختلفة.

ويتلخص الدرس الثالث في أنّ السياسي عندما يبدي غضبه من الفاسدين والخونة والعملاء ... فإنّه يتكلّم من المركز ومن موقع أصحاب الامتيازات القادرين على التعبير عن غضبهم واستيائهم من خلال خطاب «بليغ» ولكنّه لا يشترك مع المهمّشين والمقهورين في التجربة: إنّه لا يدرك معنى أن تتحمّل ممارسات الشرطة ‘القهرية’ وأن تهدر كرامتك وتهان أمام الملإ وأن تتحمّل أشكال العنف الممارس على جسدك ونفسك...ومعنى أن تكون ممنوعا من التعبير عن الغضب.

ولا يمكن تجاهل الدرس الرابع المتمثل في ابتكار أشكال احتجاجية جديدة في المجتمعات «العربية والإسلامية» قائمة على تحويل الأجساد الأنثوية إلى أدوات لمواجهة السلطة القهرية. فليس حلق النساء أو قص شعورهن وحرق حُجبهن مجرّد تعبير عن غضب النسوان الذي لا يمكن أن يؤخذ بعين الاعتبار لأنّهن «ناقصات عقل ودين» يرغبن في «تقليد الكافرات» و«التشبه بالرجال» بل إنّه فعل سياسي بامتياز. فمنذ أشهر تبادلت روسيا الأسرى مع أوكرانيا وظهرت المجندات الأوكرانيات حليقات الرؤوس، ولجوء المؤسسة العسكرية الروسية إلى هذه الممارسة دال على الرغبة في إذلال العدو وإهانته من خلال العنف الممارس على نسائه.

نزع حجاب الرأس وإظهار الشعر أو قصّه هي مشاعر سياسية معلنة في الفضاء العام، وهو علامة على القدرة على مواجهة الخوف الذي زرعته الأنظمة وطوّعت من خلاله الجمهور، وهو حجّة على التحرّر من قبضة النظام السياسي والنظام الأبوي وممثّلي المؤسسة الدينية والأيديولوجيا و... ولو لبضعة أيام. إنّه استعادة المرأة لسلطتها على ذاتها وانتزاع حقها في التحكم في جسدها، وفي اختيار المظهر الذي يليق بها، وهي أفعال تثبت أنّ الناس غيّروا علاقاتهم بأجسادهم وحوّلوها إلى وسائل للتمرّد على المعايير والقوالب التقليدية والسلطة القهرية بعد أن جرّبوا كلّ الوسائل.

جماع القول إنّ الحركات الاجتماعية الجديدة تثبت حصول ديناميكية مثمرة وتجدّد طاقة المجموعات المهمّشة كما أنّها تدل على طرائق اكتساب الناس وعيا مغايرا للمألوف يجعلهم يتعلمون ما معنى أن تكون غاضبا في عالم متأزّم؟ وكيف تعبّر عن غضبك؟ وكيف توظف الغضب لتتفاوض مع مختلف السلط؟
ظاهر الرواية: مقتل امرأة قاد إلى اندلاع الاحتجاجات ومطالبة النساء بالتحرر من الحجاب المفروض عليهن، وما وراء الرواية:غضب الناس من ممثلي الهيمنة ومن تدهور الأوضاع الاقتصادية واتساع الفجوة بين الطبقات وفشل سياسات الإصلاح...قاد إلى احتجاجات أربكت السلطة وعندما تتحرّك النساء يرتجف النظام.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاجة إلى السكر والزيت والماء والحليب... أهمّ من الحاجة إلى ...
- القانون الانتخابي وتراجع المشاركة النسائية
- «اشكي للعروي» ... «اشكي لسعيّد»
- تونسيون/ات يُهاجرون ولا يلوون على شيء وحكومة لا ترى ولا تسمع
- «تيكاد» وأحلام التونسيين
- الشعبوية والتعددية والإعلام
- التونسيات والديناميات الجديدة
- التونسيون/ات وتقرير المصير
- هل طويت صفحة الأحزاب الفاعلة في الحياة السياسية؟
- «الدستور» وضرورة مغادرة السقيفة
- قراءة سياقيّة للدستور
- تحويل الوجهة من قيس سعيّد إلى أنس جابر
- قراءة أولى لنصّ الدستورالمقترح/ المفروض على التونسيين/ات
- التونسيون/ات و«المسؤولية الاجتماعية»
- قراءة في المسار الجديد للهجرة اللانظامية
- الشعبوية وحقوق الشّابات والنساء
- كيف يخاطب المجتمع المدني السلطة؟
- لا أستطيع أن أتنفّس I can’t breath
- ما وراء خطاب الحماية
- خفوت النشاطية وانحسار دور المجتمع المدني


المزيد.....




- المؤتمر الدولي الخامس عشر لحوار الأديان يناقش أهمية الأسرة و ...
- فرنسا.. القضاء يلغي أمر ترحيل امرأة جزائرية عائدة من سوريا
- ارتاحي من زن العيال طول النهار .. تردد قناه طيور الجنة 2024 ...
- مطالب بضرورة حماية الأسرة في مؤتمر الدوحة لحوار الأديان
- متحف مخصص للنساء فقط يتحول إلى مرحاض لـ -إبعاد الرجال-
- المرأة الجديدة تبحث عن باحثة بدوام جزئي لبرنامج النساء والعم ...
- إعادة بناء وجه امرأة من -النياندرتال- عاشت قبل 75 ألف عام في ...
- يركّز على قضايا الأسرة.. انطلاق فعاليات مؤتمر الدوحة لحوار ا ...
- فرنسا: ناشطات نسويات يلطخن لوحة -أصل الكون- بطلاء أحمر أثناء ...
- تدمير رفح…معبر غزة الوحيد نحو النجاة


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - الاحتجاجات النسائية –الإيرانية: دروس وعبر