أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - ماذا بعد عنهجية الدولة المارقة وإبادة الفلسطينيين؟














المزيد.....

ماذا بعد عنهجية الدولة المارقة وإبادة الفلسطينيين؟


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7812 - 2023 / 12 / 1 - 20:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تبدو المنافسة على أشدّها بين عدد من البلدان الراغبة على إعادة إعمار غزّة بعد الدماروإبادة الناس جميعا بلا استثناء، وهو أمر متوقّع. فالدول المموّلة للصراعات والحروب أو المتواطئة مع العدوّ لا تفوّت فرصة لتحقيق مصالحها والبحث عن الاستثمارات الجديدة حتى ولو كان ذلك على حساب الرضّع والأطفال والنساء والشيوخ وغيرهم. بيد أنّ الذي يعنينا، في هذه الافتتاحية، هو التحولات الفكرية المصاحبة لحدث الإبادة الجماعية للفلسطينيين، والتي بدأت مسارتها تتضح يوما بعد آخر، نلمسها في رغبة الأجيال الجديدة في الاطلاع على تاريخ الأنظمة الفاشية فكلّما انتشرت صور ضحايا الغزو والترويع الذي تمارسه الدولة المارقة وبشاعة التقتيل والتجويع ازداد الربط بين إسرائيل والأنظمة الفاشية التي كانت تجد متعة في تعذيب الأعداء، وعرض ثقافة توظيف التكنولوجيا لزهق الأرواح وخدمة الدعاية العسكرية.إنّه الانهمام بالذات وأمثلتها(idealization) والشغف بالهيمنة والسلطة ولذا يتم الربط بين الأنظمة الفاشية والأنظمة الاستعمارية والأنظمة الشمولية والأنظمة القهرية والشعبوية.
تلتقي رغبة الأجيال القديمة في إعادة الاطلاع على النصوص المرجعية مع فضول الأجيال الجديدة فالكلّ منكبّ على البحث عن معرفة تقدّم محاولة قراءة وفهم أو أجوبة على مجموعة من الأسئلة التي تفرض نفسها على المتابع لحرب الإبادة على الفلسطينيين ودفع الأحياء منهم إلى التهجير. وهي أسئلة تتصل ببناء المعرفة والتاريخ والهويات وغيرها. وبذلك تغدو الأجيال، التي نشأت على احترام ثقافة الاختلاف والتعددية والتنوع والتثاقف وكونية حقوق الإنسان... أكثر رغبة في معرفة تاريخ اليهود، ونشأة الصهيونية من جهة، وتاريخ حركات المقاومة الفلسطينية ، وعلى رأسها حماس، وكتائب القسّام...من جهة أخرى. وهذه الأجيال التي كانت شغوفة بأيقونات الفن وأبطال هووليود وسرديات النجاح الأمريكي ...بدت مصوبة الأنظار نحو "أبو عبيدة" واضعة كلّ منظمات الأمم المتحدة تحت المحاسبة وغير مهتمة بالأنظمة العربية لأنّها أفلست من زمان واستعاضت عن السياسيين العرب بالسياسيين الأفذاذ من بوليفيا والمكسيك ومختلف بلدان الجنوب، وهو أمر يجعلنا ننتبه إلى التموقع الجديد فما عادت أوروبا هي وجهة الاكتشاف بل أضحت البيرو وبوليفيا و..موطن البحث عن الصدمة المعرفية، وبات "تشيقفارا" متربعا على عرش المتخيل . فلا عجب أن رأينا مجموعة من طلبة/ات الجامعة التونسية/الناشطين ينظمون حملات المقاطعة ويمارسون الضغط على المستهلكين، ويشهّرون بالجمعيات والجامعيين الذين لا يزالون ينشطون مع منظمات أجنبية تنتمي إلى بلدان متواطئة وداعمة للإبادة وكأنّ شيئا لم يحدث، وينددون بجامعي "العار " المتخاذلين مع القضية ، الصامتين ،والصمت في هذا السياق شكل من أشكال العنف.
لا يكتفي المتابعون لحدث الإبادة باهتمام شديد، بالاطلاع والتمحيص بل إنّ أغلبهم صار أكثر تصميما على مراجعة بعض المصطلحات والمفاهيم والعبارات المتداولة والشروط التي فرضت على جميع منتجي الخطابات السياسية والإعلامية والعلمية وغيرها فما معنى الحياد اليوم؟ وهل يمكن أن يبقى الإعلامي والأستاذ والمثقف والناشط والممارس محايدا حين يتكلم عن الوضع في كلّ شبر من فلسطين؟ وما معنى التعاطي الموضوعي مع الخبر ومشاعرنا وعواطفنا، وأحاسيسنا أضحت الدليل الوحيد على عدم ضمور الحس الإنساني لدينا في مقابل من جرّدوا من إنسانيتهم؟ وما معنى” الصوابية السياسية ‘political correctness؟ إنّها آلية لمراقبة الخطابات، بما فيها الخطاب الأكاديمي/المعرفي وللجم كلّ من ينتقد العدوان الجماعي توظف لخدمة الأهداف السياسية والعسكرية.
لاشكّ أنّنا إزاء إعادة ترسيم للحدود demarcationبين الأنا/الآخر، نحن/هم بدت جلية في الخطابات الإعلامية المنحازة للدولة المارقة على كلّ القوانين الدولية والمعاهدات والاتفاقيات والشرائع والقيم...ومع إعادة بناء الجدران العازلة تنهار مصفوفة "الكونية"، و العيش معا باختلافاتنا ومنظومة حقوق الإنسان ...لتنطلق ورشات التفكير في ما بعد الإبادة والنتائج المترتبة عنها على المستوى المعرفي، ونقدّر أنّ أهمّها تقويض الارتهان للفكر الاستعماري، ولذا يبدو الخطاب المعرفي الديكولونيالي أكثر جاذبية لدى خاصة الشباب المقاوم لبنى الهيمنة والاضطهاد وتبدو نظرية ما بعد الاستعمار اليوم أكثر حضورا في النقاشات الفكرية لتفكيك خطابات المركزية الغربية والتمركز الأوروبي، وتفوّق الأبيضwhite supremacy...وتلوح أمكانات جديدة فثمة طرح لمنظومة حقوقية خارج المنجز الأوروبي، وثمة مصطلحات أكثر تعبيرا عن الوضع من المعجم المتداول ...إنّها تحولات جديرة بالنظر والتحليل.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الرعاية المجتمعية
- قتل النساء وإشكالية التغطية الإعلامية
- «تسيّس الاتحاد الأوروبي»
- الانتخابات بين المركز والهامش
- قتل النساء لا يثير قلق التونسيين/ات
- «مونديال» كرة القدم قطر 2022 بنكهة دينية: «تونيزي تونيزي.. م ...
- النساء وكرة القدم
- في كره الديمقراطية
- تونس والتغيرات المناخية والتلوّث البيئي: هل يكفي الالتزام با ...
- فرض سياسات النسيان
- إخراج التونسيات من المشهد السياسي أو عندما تفصح الإرادة السي ...
- هجرة الأمّهات: محاولة فهم
- من «الأمن الجمهوري» إلى «القمع البوليسي»
- حملات انتخابات «بنكهة شعبوية»
- الاحتجاجات النسائية –الإيرانية: دروس وعبر
- الحاجة إلى السكر والزيت والماء والحليب... أهمّ من الحاجة إلى ...
- القانون الانتخابي وتراجع المشاركة النسائية
- «اشكي للعروي» ... «اشكي لسعيّد»
- تونسيون/ات يُهاجرون ولا يلوون على شيء وحكومة لا ترى ولا تسمع
- «تيكاد» وأحلام التونسيين


المزيد.....




- قائد الجيش الإيراني يتوعد أمريكا بـ-رد قوي- بعد ضرباتها على ...
- رسم بياني يوضح تفاصيل عملية -مطرقة منتصف الليل-
- بعد الضربات الأمريكية إسرائيل لا تسعى لـ-حرب استنزاف- مع إير ...
- ترامب يؤكد تدمير المواقع النووية الإيرانية ويجتمع مع فريقه ا ...
- مركز أصفهان لمعالجة اليورانيوم منشأة إيرانية تعرضت لقصف إسرا ...
- عاجل.. الجيش الإسرائيلي: عطلنا القدرة التشغيلة لستة مطارات ع ...
- العربدة الصهيو-امبريالية تتصاعد ولا حلّ إلا في أن تواجهها ال ...
- منظومة الامتحانات عنوان لفشل المنظومة التّربويّة
- كوريا الشمالية تُعلّق على ضربات أمريكا لمنشآت نووية إيرانية ...
- شاهد.. طاقم CNN يضطر للإخلاء أثناء البث المباشر تزامنًا مع إ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - ماذا بعد عنهجية الدولة المارقة وإبادة الفلسطينيين؟