أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - الانتخابات بين المركز والهامش














المزيد.....

الانتخابات بين المركز والهامش


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7473 - 2022 / 12 / 25 - 09:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



استحوذت المحطات الانتخابية السابقة على اهتمام التونسيين /ت فدفعتهم إلى الخروج من السلبية إلى الفاعلية، ومن اللامبالاة إلى الانشغال،ومن المقاطعة إلى المصالحة بل إنّها حفّزتهم على عرض ذواتهم ونشر صور أصابع غُمّست في الحبر الأزرق فكانت بمثابة دليل الانخراط في مسار اكتساب المواطنة. وفي السياق نفسه تابع المراقبون والمحللون والإعلاميون والأكاديميون وغيرهم المسارات الانتخابية التي صارت في مركز الصدارة، واستطاعت أن تلفت انتباه جمهور لم يكن في العادة، من المتابعيين لأخبار الانتخابات في «بلدان العالم الثالث/الجنوب...» وهكذا أضحت الانتخابات التونسية من التجارب التي تدرّس في جامعات كثيرة لرصد نسب المشاركة وتقاطعها مع الجندر والسن والطبقة والانتماء الثقافي والحزبي وغيرها من المحدّدات، واختبار الفرضيات الخاصّة بآليات بناء مسار ديمقراطي إلى غير ذلك من المحاور.

وفي المقابل لم يواكب الإعلام الغربي والرأي العام العالمي انتخابات 2022 فكانت التغطية الإعلامية العربية ضعيفة بل إنّ أغلب «المحللين» والمثقفين امتنعوا عن تحليل الحدث واكتفى أغلبهم، بالتأمّل في أسباب عزوف التونسيين/ات عن المشاركة في الانتخابات التي كان من المفروض أن تكون «عرسا»، وتصميمهم على تحويل يوم الانتخاب إلى يوم عادي يهتمّ فيه المرء بتحصيل قوته والبحث عن «الحليب والسكر و...» فهذا هو مركز اهتمامه أمّا الانتخابات فتذهب جُفاء...وخلص المحللون إلى أنّ البلد الذي انطلق منه «الربيع العربي» عجز عن المحافظة على الريادة والاستثناء فهوى ووأد الأمل.
تثبت ثنائية المركز/الهامش التحولات الجذرية في تمثّل السياسة والدولة والسياسي وفي علاقة التونسيين/ات بها دون أن نتجاهل البنية النفسية وأثرها في المشاركة الانتخابية. فعندما يصمّم صاحب الإرادة السياسية على أن يكون في المركز ويعمل على «تحييد» الفاعليين، وتجريدهم من حقّ المشاركة في بناء المسار، وتحويل أغلبهم إلى أشباح يصبح الانتخاب بلا معنى. إذ لا أحد ينكر دور الأحزاب في تأطير المنخرطين فيها، وتدريبهم على المحاججة والإقناع والخطابة والمراوغة والمسرحة وغيرها من الاساليب وأداء أدوار متنوعة فضلا عن تمكّنها من خلق ديناميكية وإثارة الجدل وفتح النقاش الذي يسمح للناس بتقييم الفاعلين. ولا أحد ينكر مسؤولية مختلف مكوّنات المجتمع المدني في مرافقة المترشحين/ات وتدريبهم/ن ومساندتهم/ن حتى يحقّقوا/ن أهدافا تضمن المشاركة الفعّالة والمسؤولة. يُضاف إلى ذلك حيوية المجتمع المدني ودوره في التوعية والدعاية وفتح النقاش ... والواقع أنّه لولا مراقبة المجتمع المدني للانتخابات وتمكّنه من كشف المخالفات والانزياحات لما تمكّن الإعلام من نشر الأخبار والضغط و...

لقد اُريد إثبات فرضية «موت الأحزاب» والاستغناء عنها بدعوى أنّها باتت من الماضي وأفلست واُريد أيضا إقناع التونسيين/ات بأنّ النخب السياسية والثقافية ما عادت «تنفع الناس» بل وجب «ترذيلها» و«تصميتها» و»إدانتها» وتجريدها من سلطة التأثير وكانت النتيجة تحويل الشأن السياسي إلى موضوع هامشي و» بارد» وفاقد للأهمية ولا يمكن أن يكون في المركز... وحده كأس العالم القطري الجدير بالمتابعة والتحليل والكتابة ففيه نصيب من المتعة والفتنة والإغراء والدهشة والحبّ والشغف....

لقد عادت النساء الناخبات بإرادتهن ،إلى الهامش قانعات وراضيات فلا معنى لانتخابات لا يؤخذ فيها رأي التونسيات ولا يستمع فيها إلى تصوراتهن وكان الدرس: أن تكون/ي في الهامش لا يعني دائما أن تكون الضحية بل معناه أن تختار موقعك وتتحمّل مسؤوليتك التاريخية. وعاد أغلب الشبان/ات الذين كانوا مؤمنين بالرئيس ومقتنعين بأنّه المخلّص إلى قواعدهم بعد أن اختبروا وعاينوا وصدموا فكان اللجوء إلى الهامش أفضل بالنسبة إليهم.

واليوم بعد أن «وقع الفاس في الراس» واربكت المواقع وتخلخل البنيان فهل بالإمكان أن نقوم بالمراجعات ونقيّم التصورات و«المشروع» والأوامر والآليات ؟ وهل بالإمكان أن نقرّ بأنّه كان طوبايا لا يتلاءم مع واقع معقّد تحكمه إكراهات الداخل والخارج؟ وحده الاعتراف يمكن أن يكون منطلق بناء مسار مختلف. أمّا الاستمرار في الإنكار والتجاهل ورجم الآخرين فإنّه مسلك سيؤدي حتما إلى الخراب .



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتل النساء لا يثير قلق التونسيين/ات
- «مونديال» كرة القدم قطر 2022 بنكهة دينية: «تونيزي تونيزي.. م ...
- النساء وكرة القدم
- في كره الديمقراطية
- تونس والتغيرات المناخية والتلوّث البيئي: هل يكفي الالتزام با ...
- فرض سياسات النسيان
- إخراج التونسيات من المشهد السياسي أو عندما تفصح الإرادة السي ...
- هجرة الأمّهات: محاولة فهم
- من «الأمن الجمهوري» إلى «القمع البوليسي»
- حملات انتخابات «بنكهة شعبوية»
- الاحتجاجات النسائية –الإيرانية: دروس وعبر
- الحاجة إلى السكر والزيت والماء والحليب... أهمّ من الحاجة إلى ...
- القانون الانتخابي وتراجع المشاركة النسائية
- «اشكي للعروي» ... «اشكي لسعيّد»
- تونسيون/ات يُهاجرون ولا يلوون على شيء وحكومة لا ترى ولا تسمع
- «تيكاد» وأحلام التونسيين
- الشعبوية والتعددية والإعلام
- التونسيات والديناميات الجديدة
- التونسيون/ات وتقرير المصير
- هل طويت صفحة الأحزاب الفاعلة في الحياة السياسية؟


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - الانتخابات بين المركز والهامش