أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - قتل النساء وإشكالية التغطية الإعلامية














المزيد.....

قتل النساء وإشكالية التغطية الإعلامية


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7609 - 2023 / 5 / 12 - 10:00
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كيف يكون التعاطي الإعلامي مع قتل النساء؟
سؤال آن أوان طرحه بعد أن تورّط عدد من الصحفيين والإعلاميين في مجموعة من الأخطاء التي تقيم الدليل على انعدام المهنية، وغياب ايطيقا التعامل مع مواضيع ذات صلة بأوّل حقّ طبيعي، وهو الحقّ في الحياة. فأن يستهزئ منشّط بأسباب القتل أو أن يقلّل من شأن الحدث أو أن يبرّر سبب القتل معناه ببساطة غياب الحسّ الإنساني الذي يجعلك تتفاعل مع كلّ خبر يصنّف ضمن الجرائم البشعة فلا تكتفي بالترحم على الضحية والتعاطف معها وإبراز الشفقة تجاهها بل لابدّ أن تتموقع ضمن ثقافة حقوقية تفرض عليك مراجعة الموروث الاجتماعي الثقافي الذي نشأت عليه وتغيير مواقفك وسلوكك وممارساتك بما يتلاءم مع المرجعية الحقوقية، وأن تطلّع على عدد من الدراسات الاجتماعية والثقافية والنسائية والنسوية والجندرية والقانونية وعلم الإجرام وغيرها وعليك أيضا أن تنخرط في مسار المقاومة الحقوقية لأنّك لا يمكن أن تكون صحفيا رافعا راية الدفاع عن الحق في التعبير والتفكير و...وأنت متعصب جنسيا، كارها للنساء فالحقوق لا تتجزأ والمبادئ لا تختزل.
إنّ أولى خطوة في مسار الالتزام بالمقاومة تحمّل المسؤولية: أن تكون/ي صحفيا أو إعلاميا مسؤولا ينتقي لغة الخطاب ذلك أنّ مؤسسة اللغة سلطوية بامتياز، ومن هنا كان اختيار المفردات والعبارات، في التغطية هامّا: إنّها ليست امرأة/ضحية/أمّ ...بل هي القتيلة المعنّفة وأدنى علامات الاحترام ذكر اسمها لأنّها ليست "الضحية رقم 10 في غضون السنة بل إنّها تحمل اسما لابد أن يُخلّد.
إنّهن رفقة / صابرين/...اللواتي يسائلن الدولة ويحرجن واضعي/ات السياسات، ويفضحن التقصير، وقصور السياسات التربوية والتعليمية والاجتماعية والإعلامية...إنّهن في التاريخ والذاكرة الجمعية حتى وإن تنكّر البعض من المسؤولية أو تجاهل أصحاب القرار الظاهرة أو أنكروا خطورتها. فأن تسمّي القتيلة معناه أن تعترف بأنّها كانت بيننا، عاشت، تألّمت، ضحكت، تعبت، صرخت، مزحت، أكلت ورقصت وشاهدت، وعشقت، وحلمت، ورغبت في ...ولكن أراد الزوج/الخطيب/الصديق مصادرة حياتها وشطب أفعالها وأقوالها وسيرتها.
لا يتسع المجال لعرض عينات من التغطية الإعلامية التونسية التي تعكس التمثلات الاجتماعية/الدينية/الرمزية، وطرائق التلقي الاجتماعي لجرائم قتل النساء وتثبت في الوقت ذاته، مدى دخلنة أغلب أهل القطاع من الرجال/النساء للصور النمطية وللأحكام التي تعتبر المرأة آثمة بالضرورة فتشيطنُ أفعالها وتموضعها في دائرة الشرور ومن ثمّة تكون التغطية الإعلامية فرصة لتبرير ما اقترفه المجرم ومحاولة لالتماس الأعذار نعم هو قتل ولكن من أجبره على هذا الفعل؟" وبذلك تُحجب مسؤولية المجرم، ويغيّب دور البنى المنبثقة عن النظام البطريكي، وتقاطع علاقات القوة والهيمنة، ويقدّم قتل النساء على أنّه "طبيعي" أو" قضاء مقدّر ولا مهرب منه ومن المستحيل تجنّبه، بل هو إرادة الله ولا راد لإرادته ويغدو التعاطي مع الخبر منحازا ومعبّرا عن قيم المجتمع والتمثلات السائدة فيه وأنماط العلاقات المهيمنة، وينقلب أسلوب التغطية إلى نقل بارد لا روح فيه وشكلا من أشكال العنف الممارس على الأحياء والقتيلات فمنهن من تستحق ومنهنّ من لا تستحق" الموت ...
لا ينتبه عدد من أهل القطاع إلى النتائج المترتبة عن خطاباتهم/ن غير المسؤولة والمتواطئة أو المنحازة للأيديولوجيا الذكورية والمجتمع والتقاليد والأعراف ... والمرسّخة للتمثلات والصور النمطية وخطاب الكراهية...لأنّهم يجهلون دور الإعلام في بثّ الوعي ولا يؤمنون بمسؤوليته في مناهضة العنف الممارس ضدّ الفتيات والنساء حتى وإن حضروا الورشات ودرّبوا الصحفيات/يين حول العنف المبني على النوع الاجتماعي فشتان بين الفهم والالتزام ونقل المعلومات وشتان بين القناعات والاسترزاق... إن هي إلاّ فرص للاستثمار في قضايا النساء...ولا عزاء للقتيلات.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «تسيّس الاتحاد الأوروبي»
- الانتخابات بين المركز والهامش
- قتل النساء لا يثير قلق التونسيين/ات
- «مونديال» كرة القدم قطر 2022 بنكهة دينية: «تونيزي تونيزي.. م ...
- النساء وكرة القدم
- في كره الديمقراطية
- تونس والتغيرات المناخية والتلوّث البيئي: هل يكفي الالتزام با ...
- فرض سياسات النسيان
- إخراج التونسيات من المشهد السياسي أو عندما تفصح الإرادة السي ...
- هجرة الأمّهات: محاولة فهم
- من «الأمن الجمهوري» إلى «القمع البوليسي»
- حملات انتخابات «بنكهة شعبوية»
- الاحتجاجات النسائية –الإيرانية: دروس وعبر
- الحاجة إلى السكر والزيت والماء والحليب... أهمّ من الحاجة إلى ...
- القانون الانتخابي وتراجع المشاركة النسائية
- «اشكي للعروي» ... «اشكي لسعيّد»
- تونسيون/ات يُهاجرون ولا يلوون على شيء وحكومة لا ترى ولا تسمع
- «تيكاد» وأحلام التونسيين
- الشعبوية والتعددية والإعلام
- التونسيات والديناميات الجديدة


المزيد.....




- في جدة.. هذه السعودية تتولى مسؤولية -أهم يوم- في حياة كل امر ...
- لك ولكل الأسرة: كيفية الحصول على حساب المواطن 2024
- العراق.. السجن 15 عامًا للمثليين والعابرين
- إيه اللون الطبيعي للسائل المنوي؟ تابعونا عشان تعرفوا #الحب_ث ...
- 5 نصائح صحية للنساء للوقاية من خطر السكتات الدماغية
- “اعرفي الخطوات”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- spf.gov.om.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة بعمان 2024 و ...
- دلع البيبي.. تردد قناة طيور الجنه الجديد على نايل وعرب سات.. ...
- نقل المنتج الهوليوودي وينشتاين إلى المستشفى لإجراء فحوصات بع ...
- البابا فرنسيس يلتقي سجينات البندقية


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - قتل النساء وإشكالية التغطية الإعلامية