أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - موقع التونسيات في مسار الانتخابات 2023/2024














المزيد.....

موقع التونسيات في مسار الانتخابات 2023/2024


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7876 - 2024 / 2 / 3 - 22:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



يكثر الحديث خلال هذه الأسابيع، عن طرائق استبعاد السياسيين من المسار الانتخابي، ولعلّ أهمّها اتهامهم بتجاوزرات واقتراف جرائم تصل حد "الخيانة العظمى" كما هو حال عبير موسي. ولكن لا أحد يكترث بأشكال إخراج النساء من دائرة المجال السياسي فهذا موضوع "ثانوي بالنسبة إلى البعض" أو هو في عداد "ربّ ضارة نافعة" فماذا ربحنا من وراء مزاحمة النساء الرجال في السياسة؟ الهرج والمرج " و التطاول على الرجال وقلة الحياء".

ولا نحسب أنّ بمقدور أي أحد أن ينكر النتائج المترتبة عن إلغاء مبدأ التناصف، وهو آلية دافعت عنها التونسيات على اختلاف انتماءاتهن الأيديولوجية والثقافية والسياسية وغيرها حتى يتسنّى للنساء والشابات المشاركة في الفعل السياسي لا من موقع التصويت في الانتخاب فقط بل الترشّح وتنظيم الدعاية السياسية وإبداء الرأي في النقاش وغيرها. فما إن بدأ مسار ترسيخ مبدأ التناصف حتى رجعنا إلى نقطة الصفر.
وندرك من خلال مقارنة نسب المشاركة النسائية في الانتخابات السابقة، والانتخابات الأخيرة أنّ النسب صارت أقلّ مما كانت عليه، وأنّ العوامل التي من شأنها أن تحفّز النساء على ممارسة مواطنيتهن السياسية مفقودة. ويفسّر هذا التراجع بالمناخ العامّ السائد في البلاد، وبانحسار العمل الجمعياتي الذي كان له الفضل في تمكين النساء سياسيا، إذ ليس بوسعنا أن نتجاهل دور جمعيّة الناخبات التونسيات التي اهتمت باستخراج بطاقات التعريف لشريحة من التونسيات اللواتي كنّ مغيبات في المشهد السياسي ونظمت دورات تدريبية وورشات للتفكير ووضع البرامج وغيرها من الأنشطة، ولا يمكن أن نتغافل عن الأكاديميات السياسية التي نظمتها عدّة منظمات واحزاب وجمعيات كجمعيّة أصوات نساء ، وغيرها.
وإذا سلّمنا بأنّ العقليات السائدة لا تشجع النساء على التحوّل إلى فاعلات في المجال السياسي، وأنّ التجارب الماضية، فيها من الممارسات العنيفة ما يكفي لثني هؤلاء على المشاركة السياسية فإنّ الدولة لم ترسم سياسة واضحة لدعم الحقوق السياسية للنساء كفيلة بأن تشعرهن بأنّهن شريكات في تصور الشأن السياسي ولسن متفرجات أو "خزانا انتخابيا . كما أنّ استشراء العنف الذي يستهدف النساء وما حدث لعبير موسي له وقع في المقبلات على المشاركة السياسية إذ ما الرسالة التي يمكن أن ترسخ في المخيال العامّ؟
نعم، لم تكن الطريق مفروشة بالورود أمام المترشحات لرئاسة الدولة أو لقيادة الأحزاب أو البلديات... ولم تكن شرائح واسعة من التونسيين مرحّبة بدخولهنّ معترك السياسة فتعرضت أغلبهنّ لانتهاكات مختلفة. ولكنّهن استطعن رغم اختلاف أدائهن وقدراتهن ومستوياتهن الثقافية، أن يلفتن انتباه الأجيال الجديدة إلى أهميّة الانخراط في العمل السياسي واختبار الذات وخوض التجارب وتعلّم مهارة المجاجة والاستدلال وتبكيت الخصم واختيار المقام ونوعيّة الخطاب...وتمكنّن من إرباك التمثلات الاجتماعية ، وتوفير نماذج قدوة في السياسة.
فليس بوسع المرء، اليوم، أن ينكر، رغم كلّ التحفظات والاختلاف في تقييم مسيرة عبير موسي أنّها استطاعت أن تنتزع صفة "السياسيّة وأن تحتل مكانا في الذاكرة النسائية التي تحتفي بمنوبية الورتاني وبشيرة بن مراد وميّ الجريبي وأخريات. ولا أحد بوسعه أن ينسى حضور أسماء أخرى كبشرى بلحاج حميدة وسعيدة قراش وسناء بن عاشور وسامية عبّو ومباركة العويني البراهمي وأخريات دخلن التاريخ لإيمانهن بأنّهن لسن دخيلات على عالم السياسة بل هنّ مواطنات امتلكن الصوت فتحولن إلى ذوات فاعلة. وهنّ صاحبات أفكار، ومفاهيم وقيم يدافعن عنها وتصورات متنوعة بشأن الفعل في الواقع من أجل تغييره. قد تكون المرجعيّة نسويّة تقرن الشخصي بالسياسي، وقد يكنّ قوميات وقد يكنّ يساريات ترستكييات، وقد يكن محافظات أو وسطيات...ولكنّ يلتقين جميعا في حبّ الوطن والنضال من أجل مستقبل أفضل للتونسيا/ين.
يبدو أنّ الإرهاق النسويّ والإحباط والغضب قد جعل أغلبهن يبحثن عن السكينة أو يعدن التأمّل في مسارهن وتقييم ما تحقق وما تم التراجع عنه ...ولكن لا ضير في أن نذكّر أنّ الأجيال الجديدة التي ولدت في عصر الثقافة الرقمية والذكاء الاصطناعي ومناخ التحرر، ستأخد المشعل وتواصل النضال بآليات جديدة ومبتكرة.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزّة والمنعرج الجديد
- جنوب أفريقيا ودرس في إيطيقا المرافعة
- بعض من الأسئلة التي أثارتها حرب الإبادة على غزّة
- نداء إلى الحركات النسوية: -حياة الفلسطينيات مهمّة-
- المجتمع المدني والتعديل الذاتي
- ماذا بعد عنهجية الدولة المارقة وإبادة الفلسطينيين؟
- أزمة الرعاية المجتمعية
- قتل النساء وإشكالية التغطية الإعلامية
- «تسيّس الاتحاد الأوروبي»
- الانتخابات بين المركز والهامش
- قتل النساء لا يثير قلق التونسيين/ات
- «مونديال» كرة القدم قطر 2022 بنكهة دينية: «تونيزي تونيزي.. م ...
- النساء وكرة القدم
- في كره الديمقراطية
- تونس والتغيرات المناخية والتلوّث البيئي: هل يكفي الالتزام با ...
- فرض سياسات النسيان
- إخراج التونسيات من المشهد السياسي أو عندما تفصح الإرادة السي ...
- هجرة الأمّهات: محاولة فهم
- من «الأمن الجمهوري» إلى «القمع البوليسي»
- حملات انتخابات «بنكهة شعبوية»


المزيد.....




- لجنة إيرانية ترسل مسودة قانون الحجاب لمجلس صيانة الدستور لمر ...
- “فرحهم وخليهم يتسلوا”.. تردد قنوات الاطفال 2024 “توم وجيري، ...
- في جدة.. هذه السعودية تتولى مسؤولية -أهم يوم- في حياة كل امر ...
- لك ولكل الأسرة: كيفية الحصول على حساب المواطن 2024
- العراق.. السجن 15 عامًا للمثليين والعابرين
- إيه اللون الطبيعي للسائل المنوي؟ تابعونا عشان تعرفوا #الحب_ث ...
- 5 نصائح صحية للنساء للوقاية من خطر السكتات الدماغية
- “اعرفي الخطوات”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- spf.gov.om.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة بعمان 2024 و ...
- دلع البيبي.. تردد قناة طيور الجنه الجديد على نايل وعرب سات.. ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - موقع التونسيات في مسار الانتخابات 2023/2024