أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (17)














المزيد.....

حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (17)


نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 7876 - 2024 / 2 / 3 - 04:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحديث في العقل؛ على وجه التجريد المحض؛ بادراك يتغيى ذاته و حقيقته؛ لا يعدم الحوط بآليات اشتغاله؛ و مراعاة عتبات تمظهراته؛ برهان تصفير حدي القضايا في طروحاته. أما النظر في العقل بالحال؛ على وجه العرض؛ متخارجا عن الحقيقة. لا يستعيض عن الفعل و الانفعال بواقع الأمر؛ و ما يعتمل في المآل. و قد غدا مفارقا لأول الفكر نهاية العمل، أو صار محايثا لبداية العمل نهاية الفكر.

أما رصد البيدق على هدى تحركه و مراقبة مساره على الرقعة المتراصة؛ و هو يعارك الحال بعين على المآل؛ تتحسس الوضع في الخندق. و تختبر أبعاد المربع؛ حيث انحشر؛ مستشرفا تطلعات حركته؛فلا ناصر له اليوم من روي محض أو من تفكير بحت سيكبحان من نقلته المرتبكة. باضطرار أصاب أو على اللزوم خاب. و تلزمه بالخروج عن طوعه فيطلق العنان للعند الذي يأخذه إلى أبعد حدود العته؛ حيث لا ملاذ له؛ فما لم يكن يحسب له حسابا وقع و ما له في باله وارد حدوث طرأ .

البيدق المعتوه؛ و بوازع الأهواء لا يستنكر صافي رهاناته لما يدعم نصاب مراميه. لكن سرعان ما يتنصل منها و يسقطها من غامر تقديره أو اعتباره لما تسقط معالم مصالحه من ضافي حساباته. و في باله يستحضر أنه " خلال القرن الذي مضى حاولت القوى العظمى مرارا التصرف على الرغم من الفلسطينيين؛ و بتجاهلهم و بالتفاوض بدلا عنهم أو من فوق رؤوسهم، أو بادعاء عدم وجودهم، غير أن الفلسطينين في مواجهة احتمالات قوية ضدهم قد اظهروا قدرة عنيدة على مقاومة هذه الجهود لحذفهم سياسيا و تفريقهم في الجهات الأربع." [1]

فالحدس بالقادم يقلل بشكل كبير من التعقيد الاندماجي و لا يمكنه استنفاد ثراء واقع يمور أحداثا جسام. الحسم فيها مرهون بصراع عقول؛ المرونة و الإبداع في ذاتهما له غاية، يأتي بهما على القوة الغاشمة.

البيدق لا يراجع ذاكرته إلا لتقره على ما يرفضه. فقد مرّت أكثر من عشرة أعوام على الكشف عن أول نفق بالقرب من معبر إيرز في سنة 2005، قبل أن تبدأ المؤسسة الأمنية بأعمال إنشاء العائق تحت الأرض، الذي يجمع بين حواجز خرسانية عميقة وأجهزة استشعار جيو صوتية. انتهى العمل على إقامة العائق في نهاية سنة 2021، مع وعود كبيرة، وكانت القيادة الأمنية متأكدة من أنه سيمنع أي هجوم واسع النطاق على الأراضي الإسرائيلية. من هنا، لم يشعر أحد بإلحاح العمل ضد الأنفاق في داخل قطاع غزة.

"حماس" أدركت بفطنة لافتة أن " العائق أدى إلى تراجُع موضوع الأنفاق في داخل القطاع في سلّم أولويات الجيش الإسرائيلي. هذا لا يعني أننا لم نهتم بذلك. لكن كان هناك انطباع في المؤسسة الأمنية أنه ما دامت هذه الأنفاق لم تتجاوز الحدود، فإنها لا تشكل تهديداً لنا". لكن العائق لم ينجح في الاختبار في 7 أكتوبر، وتم التخلي عن الجدار فوق الأرض، والأنفاق في داخل القطاع ابتلعت أكثر من 150 مخطوفاً.[2]

يتعين على المؤسسة الأمنية الاعتراف بأن تدمير الأنفاق كان منذ البداية هدفاً غير واقعي. ربما في إمكان الجيش مواجهتها كتهديد عسكري، لكن هذه الأنفاق ستبقى تحت غزة.

المهندس المائي يائير رامتي؛ الذي لم يعالج قط الأنفاق، لكنه يُعتبر أحد مؤسسي المشروع الدفاعي الإسرائيلي ضد الصواريخ؛ اختصر القناعة الفاصلة "في السماء، ستكون إسرائيل دائماً متفوقة تكنولوجياً. لذلك، ستحاول "حماس النيل منا من تحت الأرض".

و هذا ما علق عليه غالانت ببصيرة تستشرف غير المرغوب: إذا لم يفكّك الجيش الإسرائيلي قدرات حركة "حماس" بالكامل، فلن يكون في الإمكان العيش في إسرائيل. معاريف18 يناير 2024[3]

فالصدام بين القوى المتعارضة؛ دافعه قضية عادلة وإيمان عقائدي و حراك زئبقي. و كفيله عبارة متبصرة من رشيد الخالدي بحق الكيان البيدق و مستوطنيه حيث أن" قلقا غير معلن بأن واقعا تم صنعه بحذر و واقع استعماري مبرر يعيشون فيه قد ينهد فجأة.[4] فإن حاصله لا يعدم إقرار أن ما جرى ليس مسوغا لوضع عابر، يلزم التأقلم مع متغير الحاصل. بل في حقيقته يوطن قناعة على رغمه. لقد "خسرنا – المشروع الصهيوني - بسبب الغطرسة والتكبر".[5]

-------------
[1] رشيد الخالدي؛ حرب المائة عام على فلسطين، الدار العربية للعلوم ناشرون. الطبعة الأولى 2021. ص336
[2]أنشيل بابر. 3 أشهر من القتال أثبتت أن الأنفاق تحت غزة لا تزال هنا، وستبقى هآرتس22 يناير 2024
[3]غالانت: إذا لم يفكّك الجيش الإسرائيلي قدرات حركة "حماس" بالكامل، فلن يكون في الإمكان العيش في إسرائيل. معاريف18 يناير 2024
[4] رشيد الخالدي؛ حرب المائة عام على فلسطين، ص 346.
[5] من فيديو حوار مع الباحث الإسر ائيلي إلياهو يوسيان. . 2024-01-18 ترجمة عن العبرية. د. أحمد سليم. Youtube.



#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمس جبهات ضد العولمة الأحادية القطب - الكسندر دوغين
- الواقعية في العلاقات الدولية. الكسندر دوغين 5/5
- الواقعية في العلاقات الدولية. الكسندر دوغين 4/5
- الواقعية في العلاقات الدولية. الكسندر دوغين 3/5
- الواقعية في العلاقات الدولية. الكسندر دوغين 2/5
- الواقعية في العلاقات الدولية. الكسندر دوغين 1/5
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (16)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (15)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (14)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (13)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (12)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (11)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (10)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (9)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (8)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (7)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (6)
- الغرب جعل الإسلام عدوا له - الكسندر دوغين
- جوهر الصهيونية - الكسندر دوغين
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (5)


المزيد.....




- حمزة يوسف.. الوزير الأول بإسكتلندا يعلن أنه سيستقيل من منصبه ...
- مصادر لـCNN: حماس تناقش مقترحًا مصريًا جديدًا لإطلاق سراح ال ...
- رهينة إسرائيلية أطلق سراحها: -لن أسكت بعد الآن-
- لا يحق للسياسيين الضغط على الجامعات لقمع الاحتجاجات المناصرة ...
- باسم خندقجي: الروائي الذي فاز بالجائزة العالمية للرواية العر ...
- بلينكن يصل إلى السعودية لبحث التطبيع مع إسرائيل ومستقبل غزة ...
- ظاهرة غريبة تثير الذعر في تايوان.. رصد أسراب من حشرات -أم أر ...
- مصري ينتقم من مقر عمله بعد فصله منه
- لردع الهجمات الإلكترونية.. حكومة المملكة المتحدة تحظر استخدا ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة في دونيتسك والقضاء على 975 جن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (17)