أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - الواقعية في العلاقات الدولية. الكسندر دوغين 3/5














المزيد.....

الواقعية في العلاقات الدولية. الكسندر دوغين 3/5


نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 7848 - 2024 / 1 / 6 - 04:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكسندر دوغين
Alexander Dugin

ترجمة : نورالدين علاك الأسفي
[email protected]

أول إشارة، نظرية عالم متعدد الأقطاب تدور حول السيادة. وهذا يعني الواقعية. ولكن مع تحذير للغاية مهم: هنا، حامل السيادة ليس مجرد دولة قومية تمثل مجموعة من المواطنين الأفراد، بل دولة حضارة، تتحد فيها شعوب وثقافات بأكملها تحت قيادة أفق أعلى، دين، مهمة تاريخية، فكرة مهيمنة (كما هو الحال مع الأوراسيين). الدولة الحضارة هي اسم تقني صرف؛ جديد للإمبراطورية؛ الصينية و الإسلامية والروسية والعثمانية، والغربية طبعا. دول الحضارات هذه؛ حددت توازن سياسات المعمور في عصر ما قبل كولومبوس. الاستعمار وصعود الغرب في العصر الحديث غير هذا التوازن لصالح الغرب. الآن هناك تصحيح تاريخي بالتأكيد يحدث. حيث اللاغرب يعيد فرض نفسه. فروسيا تقاتل الغرب في أوكرانيا من أجل السيطرة على منطقة حدودية حاسمة. و الصين تتنافس على الهيمنة في الاقتصاد العالمي. و الإسلام يشن جهادا ثقافيا دينيا ضد الإمبريالية الغربية و الهيمنة. و الهند تنمو لتصبح موضوعا عالميا كاملا. و موارد أفريقيا وإمكاناتها الديمغرافية تجعلها تلقائيا في المستقبل القريب لاعبا رئيسا. كما تؤكد أمريكا اللاتينية حقوقها في الاستقلال.

النطاقات الجديدة - دولة الحضارات، وفي الوقت الحالي، الحضارات فقط، التي تفكر بشكل متزايد في اندماجها في كتل قوية ذات سيادة، فضاءات كبيرة - ينظر إليها على أنها أشكال جديدة للواقعية العالمية.

لكن؛ وعلى نقيض الدول القومية التقليدية، التي تم إنشاؤها في قالب الأنظمة البرجوازية الأوروبية في العصر الحديث، فإن دولة الحضارات هي فعلا بطبيعتها أكثر من مجرد اندماج عشوائي للحيوانات العدوانية والأنانية، كما يتصور الواقعيون الغربيون المجتمع. فعلى عكس الدول العادية، دولة الحضارة مبنية على مهمة وفكرة وحول نظام قيم ليس عمليا و ذرائعيا فقط. و هذا يعني أن مبدأ الواقعية، الذي لا يأخذ في الاعتبار هذا البعد المثالي، لا يمكن تطبيقه هنا بالكامل. و عليه، إننا نتعامل مع المثالية، التي تختلف اختلافا جوهريا عن الليبرالية، لأن الليبرالية هي الأيديولوجية السائدة لحضارة واحدة فقط؛ الحضارة الغربية. و الآخرون طرا، بكونهم فريدين ويعتمدون على قيمهم التقليدية، هم موجهون نحو أفكار أخرى.لذا، يمكننا أن ندعو مثل هذه المثالية للحضارات غير الغربية الصاعدة؛ و التي تشكل عالما متعدد الأقطاب ، غير ليبرالية.

و بالنتيجة، فإن دولة الحضارات في نظرية العالم المتعدد الأقطاب تتبنى في نفس الآن عناصرا من الواقعية والليبرالية في العلاقات الدولية.

فمن الواقعية، يأخذون مبدأ السيادة المطلقة و غياب أي سلطة إلزامية على مستوى المعمور. و كل حضارة ذات سيادة كاملة؛ لا تخضع لأي حكومة عالمية. و هكذا، فبين دولة الحضارات، توجد "فوضى" مشروطة، كما هو الحال في نظريات الواقعية الكلاسيكية. لكن على عكس هذه النظريات، نحن نتعامل مع موضوع مختلف - ليس مع دولة قومية تم تشكيلها وفقا لمبادئ أزمنة أوروبا الحديثة، ولكن مع نظام مختلف اختلافا جوهريا؛ يعتمد على فهم مستقل للإنسان، الرب، المجتمع، المكان، والزمان، نابعة من خصوصيات رمز ثقافي معين-أوراسي، صينى، إسلامي، هندي، إلخ.

يمكن تسمية هذه الواقعية بالحضارية، وهي لا تستند إلى منطق هوبز، الذي يبرر وجود ليفياثان / Leviathan بحكم طبيعة نقص وعدوانية الوحوش البشرية، ولكن على اعتقاد المجتمعات الكبيرة، التي توحدها تقاليد مشتركة؛ (غالبا ما تكون مقدسة) في سيادة تلك الأفكار والمعايير التي يعتبرونها عالمية. تقتصر هذه العالمية على الفضاء الكبير ، أي حدود إمبراطورية معينة. ضمن هذا الفضاء الكبير ، المسلم به و القائم. هذا هو عماد سيادتها. لكن في الحالة هذه ، ليست أنانية ومادية، و لكن مقدسة وروحية.



#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواقعية في العلاقات الدولية. الكسندر دوغين 2/5
- الواقعية في العلاقات الدولية. الكسندر دوغين 1/5
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (16)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (15)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (14)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (13)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (12)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (11)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (10)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (9)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (8)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (7)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (6)
- الغرب جعل الإسلام عدوا له - الكسندر دوغين
- جوهر الصهيونية - الكسندر دوغين
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (5)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (4)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (3)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (2)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (1)


المزيد.....




- ستيف ويتكوف يتجول في وسط موسكو
- مسيرة حاشدة في مصراتة الليبية نصرة لغزة
- لماذا لا يستطيع زيلينسكي التنازل عن شبه جزيرة القرم؟
- خلافات عائلية تتحوّل إلى مأساة: مقتل سيدة على يد زوج ابنتها ...
- موسكو: مقتل جنرال روسي بارز في تفجير سيارة مفخخة
- ترامب يبدي استعداده للقاء خامنئي ولكن -الحرب قادمة- لو لم يح ...
- افتتاح معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين (في ...
- ترامب: أجريت عدة محادثات مع الرئيس لصيني
- لافروف منتقدا تصريحات السفير الفرنسي: باريس لعبت دورا رئيسيا ...
- ترامب يؤكد عدم سعيه لتوسيع صلاحياته


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - الواقعية في العلاقات الدولية. الكسندر دوغين 3/5