أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - مطاعم سفراء البضاعة السياسية الكاسدة














المزيد.....

مطاعم سفراء البضاعة السياسية الكاسدة


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7863 - 2024 / 1 / 21 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما كتبَ قبل سنوات ماثيو باريس أشهر كتّاب أعمدة صحيفة التايمز البريطانية عن الفشل الغربي في العراق، كان يعبّر عن حقيقة لا يريد السياسيون الإقرار بها، ذلك ما دفعني إلى سؤال السفير البريطاني الأسبق في العراق السير تيرينس كلارك “كمْ تتحملون من مسؤولية تسليم العراق إلى إيران”؟
قال السير تيرينس الذي سبق وأن قال له صدام حسين في ثمانينيات القرن الماضي إن العلاقات البريطانية العراقية “مكتفة” أكثر مما ينبغي!
“لست متأكدا كمْ، لكن من أفسد العراق التدخلات الخارجية”!
كتب باريس في صحيفة التايمز “حان الوقت كي نعترف بأننا ضللنا الطريق في الشرق الأوسط. أسفل سياسات الخارجية والدفاع البريطانيتين تقبع أكبر كذبة استمر تداولها منذ حرب الخليج الأولى، وهي أننا نعرف ماذا نفعل هناك”.
وأضاف “الحقيقة هي أنه ليس لدى البريطانيين ولا الأمريكيين أدنى فكرة عما يحدث هناك، رغم محاولات إقناع أنفسنا أنه دائما هناك الشيء الصحيح الذي يتعين علينا القيام به (…) ماذا لو لم يوجد أصلا هذا الشيء الصحيح؟”.
وقال “على مدار ما يقرب من عقدين من الزمن عززنا الفشل الواضح، حيث افتقرنا إلى العقل”.
ومع أنه من الصعب أن نجد الكثير من السياسيين البريطانيين من جوقة رئيس الوزراء الأسبق توني بلير أو الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، من يأخذ تحليل ماثيو باريس على محمل الإخلاص الصحافي العميق للقيم الإنسانية المشركة والتعاطف مع ملايين الضحايا الذي سقطوا في حرب غير عادلة وتفتقر للمسوغات الأخلاقية في العراق أو المنطقة، فأنه يحلو لي أثبات ذلك على سلوك بعض الدبلوماسيين في العراق وبعض دول المنطقة اليوم، عندما صاروا يقدمون عروضهم في الطعام كمفاجأة، بيد أن الأمر لا يتعدى السخف الدبلوماسي لأن مثل هذا الطعام متاح بكثرة في بلدانهم. بل وصل الحال بالممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، في تقديم طقوس “العبادة الزائفة” في زيارة مراقد النجف!
لقد أثار السفير البريطاني في العراق ستيفن تشارلز هيتشن، استهجان العراقيين عندما قدم نفسه أكثر من مرة أشبه بمراسل سياحي للأماكن والأطعمة العراقية. وقبل أيام قدم نفسه كممثل كوميدي في برنامج تلفزيوني ساخر!
وركز السفير على عرض احتفاله المبالغ فيه بالأطعمة العراقية وكتابة تعليقات باللهجة العراقية الدارجة والتحدث فيها في خطاب شعبوي يفتقد للرصانة والمعايير الدبلوماسية.
وظهر في فيديو مع كادر السفارة وهم يتناولون إفطارا عراقيا، في احتفال مبالغ فيه وكأن هذه الأطعمة لا توجد في الأسواق البريطانية.
كان ذلك العرض الأبله لكادر السفارة البريطانية يوحي وكأن العراق تحول إلى “مطعم دبلوماسي” بينما لازال مئات الآلاف من العراقيين المهجرين يعيشون في مخيمات تفتقر الى الطعام والكرامة الإنسانية.
وقبلها عرّف السفير البريطاني السابق مارك برايسون ريتشاردسون نفسه للجمهور العراقي بأنه مسلم ولديه ولد اسمه “علي” يتحدث كثيرا معه عن كرة القدم.
لا نعرف دلالة اسم “علي” بالنسبة إلى السفير البريطاني، ومع أنه لفظه بعربية صحيحة، وكذلك دلالة دخوله إلى الإسلام والاحتفاظ باسمه الأصلي، وعما إذا كان ذلك مرتبطا بزواجه من مسلمة “لا توجد أي معلومات منشورة عن زوجة ريتشاردسون”، لكن اسم “علي” شائع ومعروف في المجتمع البريطاني وإن اختلف بحروف التهجي الإنجليزية عما يكتب بالعربية.
فـ”آلي” الإنجليزي اسم يطلق على الإناث والذكور على حد سواء. أحد أنجح المسلسلات التي عرضت قبل سنوات على شاشة هيئة الإذاعة البريطانية “بي. بي. سي” كانت بطلته اسمها آلي في المسلسل.
الجمهور العربي يعرف جيدا أن لاعبي المنتخب الإنجليزي وناديي ايفرتون وأستون فيلا ديلي آلي وأولي واتكينز، اسماهما هما نوع من تهجي اسم علي العربي.
أما السفير الياباني السابق في العراق والحالي في السعودية فوميو إيواي، فقد كان كل نشاطه أشبه بعارض أزياء للألبسة العراقية والسعودية، وكأنه يمارس دورا ليس له في مسرحية كوميدية ساخرة. بل وصل الحال به في آخر رسائله على مواقع التواصل أن يطلب من السعوديين أن يدلوه على موسم بيع البطيخ في الأسواق، ليكون حاضرا!
بينما عبر السفير الفرنسي في السعودية لودوفيك بويّ، عن مجاملة زائفة عندما زعم أنه يحسّن أداؤه لرقصة العرضة السعودية بعد مشاركته احتفال لنادي الإبل.
حسنا، لا أحد يصادر حق هؤلاء السفراء أن يمارسوا ما يفضلونه من أمور شخصية، لكن الاستعراض بها باعتبارها منجزا دبلوماسيا، يعبر عن الزيف المكشوف، فالشعوب تنتظر منهم أكثر من ذلك، لأنها تعرف أطعمتها وأزياءها، تنتظر أن يكون لهؤلاء السفراء دورا في تخفيف معاناة المهجرين من بيوتهم ومساعدة الصغار في إيجاد مدارس لائقة بهم، وتتوق للاعتراف بجرائم الحرب التي ارتكبتها حكوماتهم بحق العراقيين!
فعلى عكس ما يقوله بعض كبار العسكريين، يمكن أن تكمن الشجاعة في الاعتراف بالفشل، وليس من الشجاعة دائما مضاعفة الأرواح المهدورة، ومن ثم استعراض جلسات الطعام وعروض الأزياء المحلية من قبل السفراء.
بودي أن أسأل في النهاية سفراء “الكاهي والبطيخ ورقصة العرضة” كم تعلموا من الحكمة العميقة التي قدمها لهم الكاتب ماثيو باريس؟



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديكور فيلم هندي في بغداد
- يا لسعادة العراقيين بمقتل السعيدي
- عودة إلى مجزرة أنشودة المطر اللحنية
- أرقد بسلام أيها المدافع الشرس عن الحقيقة
- عرض السوداني الأخرق على ضفة الكاظمية
- بلاد العصابات
- أبحث عن تونس في تونس!
- قفازات إيران البيضاء بوجه إسرائيل
- علي جودة يكسر قلب الأغنية العراقية
- بوتين في بيتنا، أي أمل سيتركه؟
- متى يلحن كاظم الساهر لنانسي؟
- عن أخلاقية الحرب مرة أخرى!
- واشنطن تخسر وإسرائيل لن تربح
- حرية التعبير ضحية أيضا
- امرأة تعلمنا أن نكون على قيد الحياة
- لا نحتاج حلا لمعادلة الحلبوسي
- كم عبدالحليم في مصر اليوم؟
- لابد من درويش عندما يُفقد الأمل
- يفكرون نيابة عنا!
- العراق المزيف لا يشكل خطرا على إسرائيل


المزيد.....




- وجهة واعدة في الشرق الأوسط.. كيف أصبحت السعودية رائدة في قطا ...
- أذربيجان تطالب وزير الداخلية الفرنسي بالاعتذار
- -قوات دولية وتطبيق حل الدولتين-.. هل توصيات القمة العربية قا ...
- من هم قضاة محكمة العدل الدولية في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائ ...
- في محكمة العدل الدولية: إسرائيل تعتبر قراءة جنوب إفريقيا للق ...
- المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من ...
- مبادرة تسلق جبال ويليز..طفل في السادسة يحاول إنقاذ عائلته في ...
- بوتين من الصين: لا خطط حاليا لتحرير خاركوف
- وزير الخارجية الأمريكية يمنح سلطات كييف حرية قصف الأراضي الر ...
- حزب تركي يدعو لتجمعات جماهيرية ضد محاكمة قيادات كردية بارزة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - مطاعم سفراء البضاعة السياسية الكاسدة