أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ضياء المياح - مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-3) قيمة الشهادات الجامعية في العراق














المزيد.....

مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-3) قيمة الشهادات الجامعية في العراق


ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي

(Dhiaa Al Mayah)


الحوار المتمدن-العدد: 7862 - 2024 / 1 / 20 - 21:09
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


ما يحدث في العراق لا يحدث في دول اخرى. الكل في العراق يسعى جاهدا للحصول على الشهادة الجامعية. الكل يحمل أو سيحمل عما قريب الشهادة الثانوية التي تؤهله للدراسة الجامعية. الكل قادر أو سيقدر ماليا في الوقت الحاضر أو في المستقبل القريب على الانخراط في الدراسة في الجامعات الأهلية. الكل مصمم على الحصول على الشهادة الجامعية. فما الحكاية؟ اسألوا العراقيين وغير العراقيين ممن يعيش في أمريكا وأوربا الغربية واستراليا وكندا وغيرها من الدول المتقدمة قبل الدول النامية، اسألوهم؛ هل إن جميع مواطني هذه البلدان كالعراقيين قادرون على الحصول على الشهادة الجامعية؟ هل معظمهم يفكرون ويسعون ويقدرون على الدراسة الجامعية؟ الجواب بالتأكيد لا وألف لا. ليس بالضرورة أن يكون جميع المواطنين يحملون شهادات جامعية أو يفكروا في الحصول عليها لصعوبة الأمر ولعدم الحاجة إليه أصلا.
الكل في العراق يسعى جاهدا للحصول على الشهادة الجامعية لاسيما مع هذا العدد الكبير من الجامعات الأهلية. صار الحصول على الشهادة الجامعية في العراق أمرا ليس صعبا كما هو الحال في الدول المتقدمة أو حتى على الأقل كما كان داخل العراق في السابق حتى أصبحت الشهادة الجامعية لا قيمة لها. السؤال الذي يجب ان يُطرح هنا هو؛ لماذا هذا السعي الحثيث من قبل الجميع للحصول على الشهادة الجامعية؟ الموضوع كبير ولا يختزل بمقالة صغيرة! ولكن يمكن أن ندخل الموضوع من زاوية صغيرة جدا منه إذا عرفنا قيمة الشهادة الجامعية في العراق.
ولمعرفة قيمة الشهادة الجامعية في العراق، تتزاحم الأسئلة والملاحظات المتعددة والمتنوعة والتي تحتاج إجابات وتعليقات من المواطنين والمسؤولين والمختصين والمعنيين بهذا الأمر. فيحق لنا أن نسأل المواطنين قبل المسؤولين؛ لماذا الشهادة الجامعية مهمة؟ لماذا هي مطلوبة في حياتنا؟ هل لأغراض العمل ام التباهي بها أمام الآخرين؟ وما فائدة الشهادة الجامعية إذا لم تحقق لحاملها عملا أو ترتقي بعمله المتوفر؟ إذا أردنا أن نعطي للشهادة الجامعية وزنا، فكم تشكل في حياتنا؟ وإذا أخذنا جانبها المالي، وقارناها بالعمل بدون شهادة جامعية أو بالزواج أو بالالتزام العائلي والاجتماعي أو الترفيه عن النفس وراحة الجسد وغيرها من أمور الحياة وضرورياتها، أين موقعها بين هذه المستلزمات؟
فإذا استطعنا أن نحصل على أجوبة لهذه الأسئلة، سنعيد صياغة نفس الأسئلة الآنفة الذكر للمسؤولين والمختصين قبل المواطنين مع وصف الحصول على هذه الشهادة. فنقول وإن جاءت الشهادة الجامعية بدون جهد جهيد! وأن تحصلت بدون دراسة حقيقية وبدون تضحية وبدون حضور للجامعةّ! وإن تحققت الشهادة مقابل القسط الدراسي المدفوع، بمجرد توالي الأيام والأسابيع والأشهر والسنوات. في بعض الجامعات الأهلية، تأتي الشهادة اليك وأنت جالس في بيتك أو وأنت تزاول عملك. فقط أدفع قسطا تنجح صفا. ثم ما الذي يفرق للجامعة بمدرسيها وإداراتها واجراءاتها، أو ما الذي يفرق للوزارة بمؤسساتها ومسؤوليها، أو ما الذي يفرق للمجتمع وللبلد إن تم الحصول على الشهادة الجامعية باستحقاق أو بدون استحقاق؟ وما هي المشكلة أن تحققت بيسر وبدون تضحيات كبيرة؟ ما الذي يفرق إن حصلنا على الشهادة الجامعية بدون حضور؟ أين المشكلة في الحصول على الشهادة الجامعية بسهولة من قبل الجميع أو الأعم الأغلب من أبناء الشعب.
الإجابة على هذه الأسئلة قد تفسر لنا سر التوجه الكبير لمعظم أفراد المجتمع العراقي للحصول السهل على الشهادة الجامعية! سيأخذ معظم العراقيين شهادات جامعية في السنوات القادمة وربما ندخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعدد حاملي الشهادات الجامعية قياسا بعدد نفوس العراق. كثير من هذه الشهادات ستكون قيمتها لا تتعدى قيمة ورقها فقط ليس إلا! الشهادة ستكون للتفاخر والزواج وللكسب غير المُستحق. وسنجد أصحاب شهادات لا علم لهم في اختصاصاتهم وكأنهم لم يدرسوا يوما في اي جامعة. وقد نصل لزمن وربما وصلناه يكون فيه خريج الجامعة لا يستحق أن يصل لمرحلة الثانوية وليس الجامعة. أعتقد أننا وصلنا لمرحلة لا نميز فيها هذا النوع من حملة الشهادات الجامعية عمن حصل عليها بجدارة واستحقاق وهم قليلون، فقد أُهملت المعايير وضاعت الاستحقاقات والفرص.
نحن لا نتحدث عن الشهادات الأجنبية المستوردة ولاعن الشهادات العليا فتلك أمرها أمر وحالها حال. وبجمع صورة مشتركة للشهادات الجامعية الأولية والعليا محليا وخارجيا، يمكن أن نتوقع الكثير والكثير عن مستقبل العراق. إننا نكتب ونعرف إن لا أحد من المعنيين بالموضوع يقرأ لنا وهو غير مستعد لسماع مثل هذه الأفكار، إن لم نقل إن مثل هذا الطرح غير مهم له أو لا يعنيه وإن كانت مسؤوليته التربية والتعليم العالي او التخطيط. ورغم كل هذا، نرى إن الموضوع مسؤولية الجميع، كل من موقعه وبحسب إمكانياته، فان تشعل شمعة صغيرة خير من أن تلعن الظلام. ما نحتاجه إعادة هيكلة التعليم العالي لتكون مخرجاته تتناسب والتغيرات التي حصلت في جميع مجالات الحياة. نحتاج خريجي جامعات قادرين على أن يبنوا البلد لا أن يهملوه ولا يتركوه بيد العمالة غير العراقية لتي غزت وستغزو العراق أكثر وأكثر.



#ضياء_المياح (هاشتاغ)       Dhiaa_Al_Mayah#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تحصل على الرئاسة بالمال؟!
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-2) زيادة أعداد الطلاب والإ ...
- حكومة جنوب افريقيا أشرف منكم يا حكام العرب والمسلمين
- أقطع أنفك لتعيش في المملكة
- لا تنتظرين أخوتك يا غزة
- مسؤولون لا يستحقون أن يكونوا مسؤولين في الجامعات
- كيف تعرف أن علاقتك بالآخر صحيحة؟
- مشاكل العراق القادمة؛ (1) السيارات و(2) الشهادات
- أما مِنْ مُغيثٍ يُغيثُ أهل غزة؟
- خذ حتى ترضى
- داسم ومطرش هما قدوة الشباب
- ماذا فعلت حماس؟!
- المرتشي والراشي والدبس
- بسبب العرب تضيع فلسطين
- قل الكلمة وإلتزم بها
- طالبتني طالبتي بالحل!!
- الدراسة والتميز في الحياة
- لنتوقف عن الكتابة .. لنوقف الكتابة
- التدريسي في الجامعة ليس موظفا كغيره
- أنانيتنا سبباً للتخلف


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ضياء المياح - مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-3) قيمة الشهادات الجامعية في العراق