أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ضياء المياح - خذ حتى ترضى














المزيد.....

خذ حتى ترضى


ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي

(Dhiaa Al Mayah)


الحوار المتمدن-العدد: 7787 - 2023 / 11 / 6 - 14:02
المحور: القضية الفلسطينية
    


نعرف إن المال مٌقدم على غيره مما يملكه الإنسان أو مما لديه، والخالق أعلم بخَلقه فذكره بقرآنه المجيد عشرات المرات، فقدم الله سبحانه وتعالى مال الأنسان على بنيه في قوله عز وجل ((الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)) للدلالة على الأسبقية، ثم قال بعقبها ((وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا)). وفي قول الخالق دلالة على إن أفضلية المال لا تعني أسبقيتها على دنيا البشر وآخرته. فبدون حياة البشر وذريته لا قيمة لماله. فإن ضحى الإنسان بماله، فليس هناك كرما أكثر من الجود بالنفس ولا أغلى من البذل بالأبناء فلذات أكباد ذويهم. ومهما بلغ كرم الإنسان، ففوق كل ذي كرم كريم وهو الخالق الذي سيجزي المضحين عن تضحياتهم والكرماء عن كرمهم.
يضحي أهل غزة كل يوم ومنذ السابع من شهر أكتوبر من هذا العام وقبل ذلك منذ عشرات السنين بأموالهم وبيوتهم وأولادهم وحياتهم فداءً لدينهم ولبلدهم ومما يستطيعون التضحية به حتى يٌرضوا ربهم. يٌقطع عنهم اليوم الماء والدواء والطعام والكهرباء وتقصف بيوتهم كل دقيقة بشتى أنواع الأسلحة فيتساقط الحديد والحجر من كل بناء فوق رؤوسهم وأجسادهم المتعبة. من بين الأنقاض ومن تحت الركام وفي الشوارع والأزقة، ينتشل أهل غزة موتاهم من الاباء والأخوة والأبناء والأزواج ومن الأمهات والأخوات والبنات والزوجات ويقدموها قرابين لوطنهم متوجهين إلى بارئهم ولسان حال يقول؛ يا الهي خذ وخذ حتى ترضى.
ضاعت ملامح مدينة غزة وما تبقى منها مجرد أنقاض وحطام لما كانت تحتويه المنازل المهدمة يتقافز فوقها الناس هاربين من بطش الطغاة يبحثون عن مأوى يحميهم. تنقل وسائل الاعلام إلى العالم كل دقيقة صورا ومشاهد متجددة لشهداء غزة بهيئات تفطر القلوب وتدمي العيون وترتجف منها الأجساد. فهنا أطفال تقطعت أوصالهم أو تهدلت منهم أجزاء مكسورة وهناك أجساد محروقة وعظاما مهشمة ووجوه فاقدة الملامح تحت كونكريت الأبنية وحديدها. مجازر دموية وحشية ترتكب كل ثانية بحق نساء وأطفال عزل لا ذنب لهم إلا أنهم فلسطينيون يعيشون في غزة.
ولعل خير من ضحى بنفسه وأولاده وأخوته هو سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة حين قتل ولده الرضيع في كربلاء فخاطب ربه؛ "اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى". وهذا هو لسان حال أهل غزة وأهل فلسطين، فقالوها وعبروا عنها أمام الكاميرات وفي مدنهم المدمرة من تحت ركام بناياتهم وهم ينتشلون جثث أحبتهم من تحت ركام؛ يا رب إن كان هذا يرضيك فخذ وخذ حتى ترضى، اللهم لك العتبى حتى ترضى. إن صبر أهل غزة وتضحياتهم هي الباقيات الصالحات التي لا انتهاء منها ولا زوال لها ولا اضمحلال في دنياهم وأخرتهم. وستبقى غزة وأهلها درسا أخلاقيا عاليا لمن أعطى وأعطى فبلغ عطاؤه أعظم العطايا، وتظل غزة سٌما زعافا في فم من أرتضى أن يصطف مع قتلة أهل غزة فعلا أو سكوتا.



#ضياء_المياح (هاشتاغ)       Dhiaa_Al_Mayah#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داسم ومطرش هما قدوة الشباب
- ماذا فعلت حماس؟!
- المرتشي والراشي والدبس
- بسبب العرب تضيع فلسطين
- قل الكلمة وإلتزم بها
- طالبتني طالبتي بالحل!!
- الدراسة والتميز في الحياة
- لنتوقف عن الكتابة .. لنوقف الكتابة
- التدريسي في الجامعة ليس موظفا كغيره
- أنانيتنا سبباً للتخلف
- لماذا علينا احترام السيئين والمسيئين؟
- ما الكتابة؟
- مشاكل العشيرة
- دولة بلا تعليم .. دولة بلا مستقبل
- رواتب العاملين في الجامعات الخاصة
- هل نحن شعب يقرأ؟
- امتحانات البكالوريا الوزارية وقطع الأنترنيت
- يا مجلس القضاء: أنقذ الأبرياء من أخطاء القٌضاة
- لماذا الاعتداء على شرطة المرور


المزيد.....




- بدء هجوم صاروخي إيراني واسع على إسرائيل الآن وصفارات الإنذار ...
- لقطات فيديو لسقوط صواريخ إيرانية على مناطق متفرقة في إسرائيل ...
- يديعوت أحرنوت: هجوم إيراني جديد بالطائرات المسيرة من المناطق ...
- مباشر: موجات متتالية من القصف والصواريخ بين إسرائيل وإيران ت ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي يسيطر على أجواء قمة مجموعة السبع ...
- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ضياء المياح - خذ حتى ترضى