أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء المياح - أنانيتنا سبباً للتخلف














المزيد.....

أنانيتنا سبباً للتخلف


ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي

(Dhiaa Al Mayah)


الحوار المتمدن-العدد: 7740 - 2023 / 9 / 20 - 01:10
المحور: المجتمع المدني
    


أول مخلوق أناني في هذا الكون هو أبليس اللعين حين ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ((قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)) وباعد رسول الله الأعظم (ص) الإيمان عن الأنانية حين قال (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). الأنانية هي أن تفكر بنفسك ولا تهتم لأحد غيرك، أن تداري مصالحك ولا يهمك مصالح الأخرين أفرادا أو جماعات. إنها تقوم على فردية الفرد أولا وأخيرا وإهمال ما سواها مهما كان وأن تضرر المجتمع. وإن واجهت صمت الأخرين لاسيما غير المتضررين مباشرة منها، يمكن لأنانية فرد أن تتناسخ وتتكاثر من قبل أفراد اخرين وتصبح أنانية مجموعة ثم تتوسع لتصبح أنانية مناطق أو شرائح أو مجموعات ثم ثقافة شائعة وتكون صفة للجميع وسمة للمجتمع.
وكيف نعرف أن هذا الفرد أناني أم لا؟ هل هناك صفات أو تصرفات تشير إلى أنانية الفرد أو الفرد الأناني؟ هل هناك أفراد أنانيون كثر بيننا؟ يمكن أن تكون الأجوبة على مثل هذه الأسئلة على شكل أمثلة نراها أمامنا كل يوم. ماذا نسمي من يهتم بنظافة بيته وسيارته ولا يهتم بنظافة أي مكان غيره عاما كان أم خاصا؟ وقد يكون هذا الأناني النظيف في بيته وسيارته سببا في وساخة الأماكن الاخرى؟ ومن يستخدم الرصيف الموازي لبيته فيحدده بسياج أو بحديقة أو بناء أو يضع به مولدة كهربائية أو يستخدمه لاي غرض اخر، هل هو أناني؟ البعض يعتبر أن الشارع المجاور للرصيف أمام منزله ملكا خالصا له ولا يحق لأحد استخدامه. كما يمكنه أن يعطل سير المركبات أمام بيته سواء بالمطبات الصناعية أو غلق الشارع بمواد البناء لأيام وبالحواجز الكونكريتية لأشهر وسنوات وعلى الاخرين إستخدام طرقا أخرى. أما الشوارع العامة فهي ملكه أينما سارت مركبته يسابق الجميع ولا يعطي لأحد مجالا للمرور قبله ولا يتعامل بإشارات المرور. أما أرصفة الشوارع التجارية، فيتم تضييقها أمام المارة بسبب إستخدامها من قبل أصحاب المحلات التجارية لعرض بضائعهم أو استقبال زبائنهم في المطاعم والكازينوهات. ماذا نسمي هذه التصرفات الفردية؟ هل يمكن أعتبارهذه التصرفات الأنانية مرض؟ إذا كانت مرض، كم واحد منا يطبقها؟ ومن لم يطبقها، ما دوره إزاء هذه الأفعال؟ هل أعترض على هذه التصرفات؟ أكيد لا! بحجة عدم علاقته بالموضوع.. أنها ستبب مشاكل له هو في غنى عنها!! أنا أولا والاخرين أخيرا.. أنا وليأتي بعدي الطوفان. وهذا نوع أخر من الأنانية.
ورغم أن الأنانية صفة منبوذة، لكنها يمكن أن تصبح مقبولة ومألوفة كثقافة عامة إن انتشرت بين أفراد المجتمع وأعتاد الجميع عليها وتعاملوا بها مع بعضهم البعض. لقد أصبح من المعتاد أن يقوم أي فرد منا وبدون إجراءات أو موافقات قانونية أصولية؛ بسحب التيار الكهربائي من أعمدة الكهرباء القريبة أو البعيدة من منزله وتشغيلها بدون مقياس الكهرباء، وتأسيس أنابيب الماء والمجاري للمنازل والمحلات والشركات بالطريقة التي يراها مناسبة وبدون عداد إستخدام الماء الذي يهدر بشكل كبير لاسيما بوجود ماطورات لسحب الماء وقتما نشاء، والبناء كيفما اردنا بدون إجازات بناء أصولية وعلى أية مساحة أرض حتى وإن كانت أقل من خمسين مترا. هل هذه التصرفات الأنانية مرضا يضر بالجميع والمجتمع أكثر من ضرره بصاحبه؟ ويمكن بحسب ظروف تمر بها المجتمعات، أن تكون أمراض بعض الأفراد أمراضأ للمجتمع. وإذا كثرت أمراض المجتمع ساد تخلفه.
هناك الكثير من الأمثلة الأخرى عن أنانية الفرد في مجتمعنا على الرغم من الإشكالات الشرعية التي يوجبها الدين الإسلامي الحنيف لمثل هذه التصرفات الفردية الأنانية. ومع هذا فإن قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 قد وضع عقوبات رادعة لكثير من التصرفات الفردية الأنانية غير القانونية والتي لا تتماشى مع الذوق العام، إلا أن ذلك لم يجدي نفعا ولم يقللها. لقد بدأت تنتشر مثل هذه التصرفات لتصبح ثقافة معبرة عن جهل وتخلف المجتمع سواء بسبب أنانية الأفراد أو صمت الاخرين عنهم أو عدم إتخاذ إجراءات رادعة من الجهات ذات العلاقة بحقهم. في مثل هذه الحالة، هل ننتظر إجراءات تقوم بها أجهزة الدولة للحد من هذه الظاهرة؟ مثل هذا الإنتظار قد يطول إلى أمد لا نعلم نهايته! نحتاج الان إلى ثقافة مضادة تلتزم الإيثار نقيضا للأنانية على أن تظهر علنا مبادرات الإيثار ونبذ الأنانية بصورة واضحة ودائمة.



#ضياء_المياح (هاشتاغ)       Dhiaa_Al_Mayah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا علينا احترام السيئين والمسيئين؟
- ما الكتابة؟
- مشاكل العشيرة
- دولة بلا تعليم .. دولة بلا مستقبل
- رواتب العاملين في الجامعات الخاصة
- هل نحن شعب يقرأ؟
- امتحانات البكالوريا الوزارية وقطع الأنترنيت
- يا مجلس القضاء: أنقذ الأبرياء من أخطاء القٌضاة
- لماذا الاعتداء على شرطة المرور


المزيد.....




- -أكسيوس-: الولايات المتحدة ستصدر قريبا تدابير جديدة تخص طالب ...
- رايتس ووتش: إسرائيل تستهزئ بأوامر العدل الدولية بإغلاقها معا ...
- -شهادات مرعبة- ودعوات لوقف الحرب.. عشرات آلاف النازحين يفرون ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات في الضفة
- ما الذي يعيق عودة اللاجئين السوريين من لبنان لبلدهم؟
- رائد فضاء في مهمة لفتح الفضاء أمام ذوي الاحتياجات الخاصة
- أكسيوس: تدابير جديدة تخص طالبي اللجوء في أميركا تصدر قريبا
- انعكاسات الأحداث الجارية على الوضع الإنساني في غزة؟
- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يبعث رسائل لمسؤولين أمميين حو ...
- اقتحام رام الله والبيرة واعتقال 3 فلسطينيين بالخليل وبيت أمر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء المياح - أنانيتنا سبباً للتخلف