أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضياء المياح - داسم ومطرش هما قدوة الشباب














المزيد.....

داسم ومطرش هما قدوة الشباب


ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي

(Dhiaa Al Mayah)


الحوار المتمدن-العدد: 7782 - 2023 / 11 / 1 - 15:18
المحور: كتابات ساخرة
    


باع داسم بيته وجميع ما لديه من ماشية وأراض زراعية في القرية التي يقطنها وجاء ليسكن المدينة. جمع مالا كثيرا وقرر أن يفتح مدرسة أهلية ليصبح مستثمرا كبيرا. خطواته الكبيرة هذه جاءت بحسب نصيحة مطرش صديق طفولته الذي أصبح عضوا في مجلس المحافظة منذ سنتين وله علاقات واسعة ومتشعبة مع المسؤولين في المحافظة والبلد. كان الاتفاق بين الاثنين أن يعين مطرش داسم في تأسيس مدرسة أهلية مقابل حصة لا تزيد نسبتها عن 25 % من أرباحها السنوية تذهب لجيب عضو مجلس المحافظة مطرش لتوفيره التسهيلات والحماية التي يقدمها لأعمال داسم.
كانت فكرة تأسيس المدرسة قد تمت مناقشتها من قبل داسم ومطرش منذ سنوات وقبل أن يدخل مطرش مجلس المحافظة. ولأن داسم واجه مشكلة التحصيل الدراسي والشهادات المطلوبة غير الموجودة لديه. أعانه مطرش بتقديم كل ما يسهل أمره من التسجيل والعثور على من يدخل امتحان الصفوف المنتهية (الثالث متوسط والسادس الأدبي) بدلا منه. وبحكم علاقاته ومن خلال الجامعة الأهلية التي يملكها شقيق دهار زميل مطرش في مجلس المحافظة. تم تسجيل داسم في الوجبة المسائية دون الحاجة إلى حضوره عدا ايام الامتحانات وفعلا أجتاز داسم الجامعة خلال أربع سنوات وبتقدير امتياز نافس فيه الطلبة الأوائل في القسم والكلية أجمعها.
بدأ الاستعداد لتأسيس المدرسة الأهلية في وسط المدينة. وبعد أن أشترى داسم بناية المدرسة وتم تأثيثها، بدأ يفتش عمن يعينه مديرا للمدرسة ومعاونا للمدير. كان مطرش قد نصحه بان تكون أهم مواصفات من يدير المدرسة هو السعي لكسب رضا المستثمر والمحافظة على منصبه بكل الوسائل. وأن يكون الهدف الأول للإدارة هو استخدام كل ما متاح لتعظيم أرباح المدرسة، فيخفض رواتب المدرسين والموظفين كلما استطاع إلى ذلك سبيلا، وأن يبحث عن مدرسين بدلاء لتعويض من يعترض منهم على حاله في المدرسة. ومطلوب من مدير المدرسة أو معاونه أن يوفر من المستلزمات ما يقدر عليه ويوعد بالأخرى وعدا قد لا ينفذ. وكل أجراء تقوم به المدرسة لطلبتها يجب أن يكون بثمن. فلا وثيقة تخرج أو كتاب تأييد أو أي ورقة من المدرسة بدون مقابل نقدي، وحتى التأخير في تسديد اقساط الطلبة يجب أن يدفع عنها غرامات تأخيرية.
يجب على مدير المدرسة أن يهتم بالطلبة وشكاواهم أكثر من اهتمامه بالمدرسين واحتياجاتهم. طلبة المدرسة هم الزبائن، وهؤلاء أهم بكثير من المدرسين الذين يمكن تعويضهم كيف ما كان. على مدير المدرسة أن يزيد من نسب نجاح الطلبة ولن يٌقبل منه نسبة تقل عن التسعين من المائة وذلك ليجذب عددا أكبر من الطلاب في السنوات القادمة. ومن المهم أن لا يضغط على الطلبة بشأن الغياب والغش وتجنب ما ينفرهم من المدرسة باعتبار إن المدارس الأهلية أصبح عددها أكثر من الاسواق والمولات في المدينة.
نجحت مَدرسة المستثمر داسم في سنتها الأولى حيث تم قبول عدد كبير من الطلبة في السنة الأولى، وكانت الارباح أكثر مما توقعها المستثمر وصاحبه مطرش عضو مجلس المحافظة الذي أستلم حصته من هذه الارباح. بعد سنوات توسعت مشاريع داسم حيث أسس بنايات جديدة ليتوسع في قبول الطلبة وأشترى عددا من المدارس في مدينته وفي العاصمة، وأصبح مساهما كبيرا في أحدى المصارف الأهلية. كانت حصص مطرش قد ازدادت بسبب التوسع في مشاريع داسم الذي بدا يتبرع بمئات الملايين من الدنانير للجمعيات الخيرية وبعض الأحزاب. توطدت علاقات داسم ببقية أعضاء مجلس المحافظة وبعض اعضاء مجلس النواب في العاصمة. أصبح داسم من أغنياء المحافظة والبلد بعد هذا النجاح، وراح داسم يخطط ليتوسع في استثماراته داخل محافظته وفي العاصمة لتشمل الجامعات والمستشفيات الأهلية والمولات.



#ضياء_المياح (هاشتاغ)       Dhiaa_Al_Mayah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا فعلت حماس؟!
- المرتشي والراشي والدبس
- بسبب العرب تضيع فلسطين
- قل الكلمة وإلتزم بها
- طالبتني طالبتي بالحل!!
- الدراسة والتميز في الحياة
- لنتوقف عن الكتابة .. لنوقف الكتابة
- التدريسي في الجامعة ليس موظفا كغيره
- أنانيتنا سبباً للتخلف
- لماذا علينا احترام السيئين والمسيئين؟
- ما الكتابة؟
- مشاكل العشيرة
- دولة بلا تعليم .. دولة بلا مستقبل
- رواتب العاملين في الجامعات الخاصة
- هل نحن شعب يقرأ؟
- امتحانات البكالوريا الوزارية وقطع الأنترنيت
- يا مجلس القضاء: أنقذ الأبرياء من أخطاء القٌضاة
- لماذا الاعتداء على شرطة المرور


المزيد.....




- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضياء المياح - داسم ومطرش هما قدوة الشباب