أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد موكرياني - من سمح لأمريكا وبريطانيا ان تكونا شرطة عالمية؟















المزيد.....

من سمح لأمريكا وبريطانيا ان تكونا شرطة عالمية؟


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 7858 - 2024 / 1 / 16 - 16:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


ان سجلات التاريخية للإدارة الأمريكية والحكومة البريطانية من أكثر الحكومات الغربية حافلة بالإجرام، وتدعيان الديمقراطية وحماية حقوق الأنسان كذبا ونفاقا، فحكومتا أمريكا وبريطانيا من ابعد الناس عن القيم الإنسانية، فجرائمها دونتها صحف التاريخ بدماء ضحاياهما في العالم.

فمن أكبر الجرائم المعروفة للحكومة البريطانية في الشرق الأوسط استعمارها للعراق وفلسطين ومشيخات الخليج العربي وتقسيم الدولة الإسلامية الى دويلات قومية عربية متنازعة فيما بينها، وحكامها في صراع مع القبائل متنافسة على الحكم، ويتحكمون على القوميات المستوطنة في المنطقة قبل وجود العرب بآلاف السنين، والهدف كان القضاء على الخلافة الإسلامية ووحدة الشعوب الإسلامية، وزرعت الحكومة البريطانية دولة اسرائيل على ارض فلسطين بعد الحرب العالمية الثانية لتجعلها قاعدة متقدمة لها في الاستمرار في سياستها "فرق تسد" بين شعوب المنطقة في صراع قومي وديني ومذهبي وعشائري وحتى الصراع داخل العائلة الواحدة على كرسي الحكم.
o ان عدم الاستقرار الحالي في المنطقة ناتج عن السياسة الخبيثة للاستعمار البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى وبعد الحرب العالمية الثانية.

اما جرائم الإدارة الأمريكية فلا تعد ولا تحصى، بدأت من إبادة سكان أمريكيا من الهنود الحر والمتاجرة واستعباد الأفارقة، واستخدام القنابل النووية في قتل المدنيين في اليابان لتهزم الجيش الياباني بعد فشلها الانتصار على الجيش الياباني، كما تفعل الآن الحكومة الصهيونية في تل أبيب بقتل الأطفال والمدنيين وتدمير المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والبنى التحتية في غزة بسبب فشلها في هزيمة المقاومة الفلسطينية، وتدمير فيتنام، وأفغانستان، وتدمير العراق في 1991 و 2003.

ان الجرائم أعلاه تمنح الشعوب المنطقة الحق استخدام كل الوسائل السلمية للرد على جرائم إدارة الامريكية والحكومة البريطانية التي تسببت في ضحايا وتشريد الملايين وتخلف المنطقة، وان تطلب تعويضات مالية مناسبة كما هي الحالة في تعويض المانيا لضحايا الهولوكوست وابنائهم واحفادهم، وإلا تُقطع العلاقات السياسية والاقتصادية معهما، وبالأخص تعويض الشعب الفلسطيني من قبل حكومة بريطانيا، والشعب العراقي من قبل الولايات الأمريكية لتدمير البنى التحتية في العراق والتسبب بقتل وتهجير الملايين العراقيين في سنتي 1991 و2003 بسبب ادعائها امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ولم يجدوا شيئا منها بعد احتلال العراق.

لنترك بريطانيا جانبا فأنها عجوزة مشاكسة تابعة وتعتمد كليا على الدعم الأمريكي، فلولا الدعم الأمريكي لها في الحرب العالمية الثانية لكانت الآن مستعمرة ألمانية.

السؤال: هل يمكن ان نهزم أمريكا سلميا؟
الجواب نعم، إذا توفرت النية والعزيمة عند الحكام المنطقة لتطهير تاريخهم المذل للاستعمار البريطاني والأمريكي.

أولا: يجب ان نستطلع نقاط الضعف في إدارة الولايات المتحدة الأمريكية، ومنها:
1. يتنافس عجوز صهيوني مخرف ومهرج معتوه على رئاسة إدارة الولايات المتحدة الأمريكية.
2. ديون الإدارة الاتحادية للولايات المتحدة الأمريكية تبلغ أكثر من 33 ترليون دولار بقيمتها الفعلية لهذا اليوم، وهي أكبر من الدخل القومي الأمريكي السنوي، ونسبة 25٪ من هذه الديون هي ديون خارجية.
3. لا يوجد غطاء ذهب للدولار الأمريكي، ان قيمة الدولار الحقيقية لا تساوي أكثر من بعض سنتات لقيمة الورقة المطبوعة عليها تصميم العملة وكلفة الطباعة.
4. قوة الدولار اليوم تعتمد على التعامل التجاري في النفط عالميا، وهذه أضعف نقطة في الولايات المتحدة الأمريكية، فإذا استطاعت دول الشرق الأوسط النفطية التعامل باليورو او بعملاتها المحلية، فأن انهيار الاقتصاد الأمريكي يكون أكبر من انهيار الاتحاد السوفيتي، وسينهار البنك الفدرالي الأمريكي المملوك للصهاينة، وبذلك تفقد حكومة الصهاينة في تل أبيب قوة ونفوذ اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية في دعمها المالي والإعلامي.
5. احتمالية تجزئة الولايات المتحدة الى ولايات غنية وولايات فقيرة واردة، كما تفككت دول الاتحاد السوفيتي.
o من خلال زياراتي المتعددة الى ولاية تكساس في التسعينيات القرن الماضي، كنت اسمع عن رغبة انفصال تكساس عن الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه الرغبة ليست جديدة، قرأنا وشاهدنا أفلام أمريكية عن الحرب الأهلية الأمريكية بين الولايات الشمالية والجنوبية لفترة 4 سنوات من 1861 الى 1865.

ثانيا: هل مشيخات الخليج والعراق وإيران مستعدة ان تتجاوز خلافاتها وتنسق اقتصاديا لتصبح أكبر قوة اقتصادية في العالم قبل ان ينتج اختراق في انتاج الطاقة أرخص من الطاقة المنتجة من البترول والطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وهنا اقصد الطاقة الناتجة من الاندماج الذري، وهي عملية عكسية للانشطار الذري، وهي طاقة مماثلة للطاقة المنتجة من الشمس حيث لا تترك اثار جانبية على صحة الإنسان، وعندها تفقد مشيخات الخليج والعراق وإيران قوتها الاقتصادية أي نفوذها، وهي القوة الوحيدة التي تملكها.
الجواب: لا
o ان حكام مشيخات الخليج يوزعون النسبة الأكبر من عائدات البترول على أنفسهم، وكل طفل يولد في العائلة الحاكمة يخصص له دخل من يوم ولادته الى يوم مماته وحتى وان كان عاطلا عن العمل، ويدعون نسلهم بالشيوخ والشيخات والأمراء والأميرات بامتيازاتهم المالية والمعنوية والوجاهية كطبقة عليا من المجتمع، وكأنهم شعب الله المختار.
o أما العراق، فساد الحكومات والأحزاب بعد 2003، ونهب عائدات النفط مُشرعنْ، سُرقتْ ونُهبتْ أكثر من نصف موارد العراق والممتلكات العامة ومصافي النفط والمصانع منذ 2003 من قبل اللذين تولوا الحكم والمليشيات الإيرانية في العراق، فتسبب الفساد في تخلف العراق، وتحول ارض العراق للصراع بين عملاء إيران والشعب العراقي للسيطرة على الحكم في العراق.
o الصراع المذهبي الإسلامي بين المتاجرين بالدين أعمق بكثير من الاتفاق بينهم، فقد شاهدنا دعاة التقارب بين الأديان المسيحية واليهودية والإسلام وتحديث مصطلح للديانات الإبراهيمية، ولكنهم لم يفعلوا شيء للتقارب بين المذاهب الإسلامية التي تتصارع فيما بينها، ويكفر كل مذهب الآخر، وحتى وجود الخلاف بين فقهاء المذهب الواحد، وما صراع المذهب الشيعي الإيراني والمذهب الشيعي العلوي العراقي المعتدل حول ولاية الفقيه الا صورة لما آل إليه صراع المتاجرين في الدين والمذهب، نتج منه خرافات تجاوزت الخرافات الجاهلية قبل الإسلام.
o وجود النظام الإيراني العنصري المذهبي المتطرف صاحب أكبر عدد من احكام وتنفيذ الإعدامات في العالم تعرقل اية خطوة تقارب بين دول الشرق الإسلامي، وما قصف أربيل ليلة أمس وقتل طفلة رضيعة عمرها اقل من عام واحد الا دلالة على جرائم النظام الإيراني، فلا فرق بين النظام الإيراني الحالي وحكومة نتن ياهو في تل ابيب الا بالتسمية.

كلمة أخيرة:
o ان قوة اعدائنا ناتج من ضعفنا، وهي نتيجة للفرقة والفساد المالي والأخلاقي للذين يتولون الحكم والسلطة في بلداننا.
o ان غزوة طوفان الأقصى غيرت المفاهيم والمسلمات كانت متعارف عليها ومقبولة بسبب خنوع وجبن قياداتنا وحكامنا واولهم جمال عبد الناصر، الذي كنت معجب به اشد الأعجاب وكنت اعتبره رمزا للتحرر من الاستعمار، فلم يقاوم جمال عبد الناصر القوات الإسرائيلية لأكثر من 6 إيام في حرب حزيران 1967، وكان مدعوما من كل الدول العربية والاتحاد السوفيتي، بينما مجموعة صغيرة محاصرة في بقعة ارض أصغر من مساحة محافظة القاهرة قاومت القوات الإسرائيلية البربرية لأكثر من 100 يوم، ولا تدعمها اية دولة غير اليمن وجنوب أفريقيا والشعوب الحرة في العالم.
o رغم جرائم الحوثيين في اليمن وعمالتهم لإيران، اجتمع اليمنيون رغم خلافاتهم بالملايين لدعم الشعب الفلسطيني، اليمن الدولة الفقيرة المعدمة، تعتبر اليوم أكبر قوة مساندة ومؤثرة للشعب الفلسطيني في تحكمهم في باب المندب، وأضرّوا الاقتصاد الإسرائيلي بخسائر تفوق خسائرها الاقتصادية من غلق مضائق تيران وحرب حزيران في سنة 1967.
o سياتي يوما ويقرأ أحفادنا تاريخ الجبن والذل والفساد والعمالة للقيادات والحكام الحالين في منطقتنا، ولن يكونوا هناك للدفاع عن أنفسهم أو ان يشتروا ذمم وعاظ السلاطين والمرتزقة من الإعلاميين.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق اليوم كسفينة في بحر هائج قد تغرق في بحر من الدماء
- معركة غزة وصهاينة العرب والمسلمين
- تأملات وتوقعات ورؤيا للعام القادم 2024
- يجب محاكمة حكومة نتن ياهو والقيادة العسكرية والطيارين الإسرا ...
- كيف تُهزم أمريكا وتنتهي سيطرة الصهيونية العالمية على الاقتصا ...
- ان المنطقة بعد مجازر الحكومة الإسرائيلية في غزة لن تكون كما ...
- مأساة الشعب الفلسطيني والمتاجرين بالدماء الفلسطينيين من الفل ...
- الى متى يستمر الطاغية المغولي اردوغان قتل الأبرياء في العراق ...
- حروب الأفيون في الصين وانتشار المخدرات في العراق
- لابد من هزيمة بوتين في غزوته لأوكرانيا ليعود الاستقرار الأمن ...
- تعريب وتتريك كركوك
- بريكس -BRICS- استبدال الاستعمار القديم بدول مستبدة وغير متجا ...
- هجرة الشباب والكفاءات المهنية والعلمية عار على حكوماتهم
- الفوضى المناخية والسياسية والأخلاقية تقود البشرية الى الهاوي ...
- رؤساء الدول التي تدعي الديمقراطية يهنؤون أردوغان واياديه ملط ...
- رسالة الى الشعب الكردي في الأناضول لا يمكنكم التحرر مع وجود ...
- من سخريات الوضع السياسي ان المجرم بوتين يصدر مذكرة اعتقال بح ...
- كيف يمكن للرئيس الوزراء محمد شياع السوداني التخلص من المليشي ...
- كيف تتمكن المعارضة في تركيا الفوز على اردوغان في الجولة الثا ...
- دَبَّ الخوف في القيادات السلطوية وقيادات المليشيات الإيرانية ...


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد موكرياني - من سمح لأمريكا وبريطانيا ان تكونا شرطة عالمية؟