أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - قبور تعود إلى أوطانها














المزيد.....

قبور تعود إلى أوطانها


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7858 - 2024 / 1 / 16 - 10:18
المحور: الادب والفن
    


رواية للكاتب العراقي محمد رشيد الشمسي
عدد صفحات الرواية إحدى وتسعون صفحة وهي من منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.
ما شدني في هذه الرواية وشجعني على تسجيل رأيي بها في هذا القراءة المتواضعة هو انسيابية السرد وسلاسته ورشاقته وكذلك فكرة الرواية الجديدة بالرغم من ثقل الحدث الذي ينطلق من مقبرة للمهاجرين العرب في إحدى دول أوروبا. فيصف أحد الموتى قبره بالقول: لم يعد طريقي معبدًا؛ منذ أن وطأت قدماي أديم هذا المكان المقفر، الذي لا شجر فيه ولا نهر.
عبد الحفيظ فهو بطل الرواية الأول أو الميت الأول الذي قُتل على يد شرطي أثناء تظاهرة انطلقت من المعهد الذي تدرس فيه ماري زوجته الأوروبية. جاء مهاجرًا مع عائلته من أجل الحصول على حياة أفضل إذ يقول والده حينما تسأله أم عبد الحفيظ لماذا خرجنا من بلادنا وتركناه ؟ فيجيبها: لم يكن الأمان هناك بالقدر الكافي والعيش ضنك جدًا وأنت تعلمين ذلك، لا حرية في التنقل لا حرية في الكلام لا حرية في... لا حرية في الاستماع لا حرية ... كفى... كفى... لا طاقة لي على العد. مختصرًا بهذه الكلمات السبب في الهجرة وواصفًا الوضع الصعب في بلده الأم ليصطدم بالوضع الأشد صعوبة في بلاد الغربة القاسية.
أما البطل الثاني فهو من العراق ويدعى عباس، عباس فقد زوجته وابنته زهراء في انفجار في إحدى أسواق بغداد القديمة وقد قام بدفنهما في حديقة البيت ليهاجر بعدها إلى ألمانيا طلبًا لحياة آمنة عجزت بلاده على أن توفرها له، لكن عباس أثناء تظاهرة للمطالبة ببعض الحقوق يتلقى رصاصة في رأسه ترديه قتيلا فيقول وهو يرى جسده يوارى في التراب بعد أن رأى الحفرة جاهزة: كما لو أنها معدة قبل يوم. لم يرافق عباس إلى قبره سوى دانيال وهو طفل مصاب بالتوحد كان عباس يشرف على علاجه في المركز فعباس يحمل شهادة الماجستير في الطب النفسي من بغداد وله خبره في علاج حالات مشابهة للطفل دانيال. ربما يرمز دانيال للإنسان النقي الخالي من الأفكار الملوثة المتطرفة.
يلتقي عباس بعبد الحفيظ بعد الموت إذ يتجاوران في القبور وحينما يسأل عبد الحفيظ جاره: من تكون أنت؟ ومن أكون أنا؟ يجيبه عباس: ليس المهم من أكون؟! ومن تكون أنت؟ ولكن المهم أننا في نفس المصير. مشيرًا إلى نهاية الإنسان أو وضع العربي في بلاد الغرب، فعباس كان محظورا عليه التحدث مع أبناء جلدته، لكن في القبور لا سلطان ولا رقيب، يستطيع الموتى التمتع بالحرية التي حرموا منها في الحياة.
يا للروعة والكاتب هنا يشير إلى حالة الخرس التي تصيب الإنسان العربي سواء كان في بلده أم في بلاد الغربة وهنا ثمة إشارة لأمر جلل عظيم إذ يعاني البطلان من انشطار هويتهما وتشظيها إلى أسئلة لا تجد لها إجابات.
في نهاية الرواية، تعود جثة عبد الحفيظ من قبل أمه إلى الجزائر، لكن عباس يظل وحيدًا في قبره يأمل في العودة ميتًا بعد فشله في العودة حيًا. فيسأله عبد الحفيظ:
- كيف تعود؟!
- القبور تعود إلى أوطانها.
- كيف؟!
- لابد من العودة إلى الوطن.
- تقصد جذورنا تعود.......
- ...... لم ينطق عباس بكلمة
- أين أنت؟!..... عباس أين أنت؟!
- ربما عاد عباس إلى وطنه!!
اتبع الكاتب سرد الأحداث بشكل تناوبي وهو أحد أشكال السرد الثلاثة المتسلسل والمتقطع والمتناوب، والأخير الذي اتبعه الكاتب تطلب منه سرد قصة ما ثم ينتقل إلى قصة آخرى وأخرى وهكذا، لكن بين هذه القصص المختلفة ثمة خط أو رابط بينها يعود بنا إلى الحدث الرئيسي.
أما عن رؤية السردية للكاتب فقد اتبع في روايته الرؤية المصاحبة للأحداث أي أن السارد استخدم ضمير المتكلم لمعرفة سير الأحداث وما ستؤول إليه.
تميزت الرواية بالسرد مرة وبالوصف مرة أخرى والفرق بين الأثنين أن الأول يتسم بالحركة والتتابع والفعل في المشاهد فينقل لنا مشاهد متحركة أما الثاني أي الوصفي فيقتصر على نقل مشاهد ثابتة في مكانها.
تضمنت الرواية مجموعة من الحَبكات الصغيرة وقد برع الكاتب في ربطها بالحدث فخلقت جوًا من الإثارة والتشويق لدى القارئ لمعرفة باقي أحداث الرواية.
رواية ( قبور تعود إلى أوطانها ) تستحق القراءة والاهتمام وما ما كتبته عنها ما هو إلا قراءة انطباعية بسيطة لم أعتمد فيها على الدراسة الأكاديمية إلا بالنزر اليسير.



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جميل وسناء
- خيوط وأبواب
- علامة أستفهام
- أيتها البصرة ..عليكِ السلام
- ثقب الباب
- وجهان لامرأة واحدة
- رسائل من سيدي المطر
- حين يحضرون
- دعوة ساتيفا
- لقاء مع الكاتبة والأديبة القاصة فوز حمزة حاورها / الكاتب وال ...
- وقلت أكتب لك
- فاصل ونعود
- فوز المفارقة وتقنيات أخرى، دراسة عن مجموعتي القصصية ( صباح ك ...
- قراءة نقدية لنص أنا وبطلات قصصي بقلم الدكتور علي سلطان
- أنا وبطلات قصصي
- تلك العجوز .. كانت شابة
- تأويليلة النص في ( رذاذ زهرة الأوركيد ) للكاتبة فوز حمزة بقل ...
- تحت شجرة الجوز
- مناجاة
- رسالة بالصمت


المزيد.....




- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...
- إشراق يُبدد الظلام
- رسالة إلى ساعي البريد: سيف الدين وخرائط السودان الممزقة
- الأيقونات القبطية: نافذة الأقباط الروحية على حياة المسيح وال ...
- تونس ضيفة شرف في مهرجان بغداد السينمائي
- المخرجة التونسية كوثر بن هنية.. من سيدي بوزيد إلى الأوسكار ب ...
- نزف القلم في غزة.. يسري الغول يروي مآسي الحصار والإبادة أدبي ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - قبور تعود إلى أوطانها