أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - دعوة ساتيفا














المزيد.....

دعوة ساتيفا


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7761 - 2023 / 10 / 11 - 16:15
المحور: الادب والفن
    


ي البقعة التي تلتقي عندها مياه بحر نورجا مع مياه بحر نورشا .. ثمةُ جزيرة تحيطها من إحدى الجهات أشجار البرقوق الأحمر الذي زادته أشعةُ الشمس توهجًا!
أشجار الصفصافِ، سِحر ظلالها الخضراء تميس مع الأنسام لتغوي الورد، فيمتلئ المكان بالعبير، الذي ينعش الأفئدة فتهيم الروح في الملكوت، بينما الشّلال الفضي الواقع على طرف الجزيرة الآخر، لم تتوقف يومًا مياهه عن التدفق والجريان.
أشجار الكرز بألوانها الرائعة كانت تحيط بالقصرِ ذوالشرفاتِ الكبيرة كأنها أجنحة للحوريات!.
كل شيء هادئ وساكن، مَنْ يجرؤ على أنْ يصدر صوتًا فيثير غضب ساتيفا ربة البحر؟!.
ذات صباح صيفي...
شيء ما حرك السكون، زعزع سلامَ الجزيرة فاختلط هديل الحمام مع زقزقة العصافير.
خرجتْ الأفاعي من جُحورها مذعورة، نفضتْ الأشجار أوراقها ارتجافًا. صوتٌ غريب حملته الأمواج القادمة من بعيد، صوت أثار الحزن لدى سكان الجزيرة ولم يكن أحد من قبل قد ألِفَ هذا الشعور.
أسراب النوارس البيضاء طارت نحو الشّرفة بعد أن لمحتْ ربتها تشير إليها بالقدوم. انحنتْ قبل أن تقول:
- غفرانكِ مولاتنا ساتيفا!
وقبل أن تكمل الطيور حديثها .. أمرتهم ربتهم بإحضار من عصى أوامرها واخترق القوانين.
اندهش كل من كان على الجزيرة، إذ لم يسبق لهم أن رأوا مخلوقًا يمشي على قدمين، يدير رقبته في أنحاء المكان مستغربًا هو الآخر مما يراه.
إشفاقهم عليه كان كبيرًا حين تذكروا ما ينتظره من عقاب .. اندهاش الربة ساتيفا كان أكبر حين وقع بصرها عليه، لم تنتظر طويلاً قبل أن تساله:
- مَنْ أنتَ؟!
أجابها:
- لا أدري!
- كيف وصلتْ إلى هذه الأرض؟!
ـ لا أدري!
ـ ما هذا الذي تحمله بين يديك؟
- نايًا، أعزف عليه ألحان أشجار ودعتْ الحياة. وبدأ يعزف والكل مصغ إليه.
قبل هذه اللحظة، لم تكن ساتيفا قد عرفت من قبل مشاعر الحيرة، هذا المخلوق القادم من عتبات الزمن ولّدَ لديها شيئًا لم تعرف ما هو، اقتربتْ منه ..
أصاب الخدر جسدها حينما استنشقتْ عطره فانتشت روحها، أبصرت خيوطًا تحيطُ بهذا الكائن الغامض، هالة من نور تمتد إليها، تحيط بها وتأسرها!.
نظراته أذابت الجليد لينبت بدلاً عنه زهرًا يبوح بالندى والحب، تمكن من قلبها، عزف على أوتاره أعذب لحن فتمكن العشق منها وراح الموج يرقص في هدوء ناعس.
لأول مرة، تتذوق ساتيفا وهي مطبقة الأجفان طعم الحلْم!
ما لبثتْ حتى تزوجتْ ربّة البحار هذا المخلوق العجيب .. فأنجبا إنسان.



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء مع الكاتبة والأديبة القاصة فوز حمزة حاورها / الكاتب وال ...
- وقلت أكتب لك
- فاصل ونعود
- فوز المفارقة وتقنيات أخرى، دراسة عن مجموعتي القصصية ( صباح ك ...
- قراءة نقدية لنص أنا وبطلات قصصي بقلم الدكتور علي سلطان
- أنا وبطلات قصصي
- تلك العجوز .. كانت شابة
- تأويليلة النص في ( رذاذ زهرة الأوركيد ) للكاتبة فوز حمزة بقل ...
- تحت شجرة الجوز
- مناجاة
- رسالة بالصمت
- حبيبي
- ملك العناوين
- أحمر شفاه
- أسير الظلال
- أحببّتكَ
- شيزوفرينيا
- إله العشق
- إشارة فوق الحمراء
- أيها الحب ..عليك السلام


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - دعوة ساتيفا