أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 18















المزيد.....

هواجس في الثقافة مقتطفات 18


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7857 - 2024 / 1 / 15 - 10:16
المحور: الادب والفن
    


الوعي بالحرية
أول شرط الحرية هو تحطيم جميع الوظائف الهيكلية المدجنة للعقل، وكسر جميع الأصنام الثقافية والفكرية والاجتماعية القائمة. من المؤكد أن الإنسان بعيد جدا عن مفهوم الحرية، ربما لن يصل إليه في المنظور القادم، هو أمنية، والحقيقة لا نعرف ما معنى الحرية في العمق.
إن الوظائف المدجنة للعقل تم بناءه لبنى لبنى منذ قبل عشرات الآلاف من السنين، وأن تكسير هذه المداجن يحتاج إلى وقت طويل جدًا جدًا.
لم نتشوف شروط الحرية، ولم نكسر الأصنام، ومشوارنا مفتوح على احتمالات كثيرة
نحتاج إلى وضع لبنى مفهومية للخروج من النفق، للخروج من العبودية المختارة.

معرفة الذات
يقول الفيلسوف نيتشه الشكاك:
ـ كن من أنت.
عندما تكون من أنت لن يتسلل الضعيف إلى أعماقك.
نذهب مع الفيلسوف الأخر، سقراط:
ـ أعرف نفسك.
معرفة الذات هي الخيمة الذي يتظلل بها المرء، أن لا يسمح للأخر أن يأخذ منه شمسه. قلت سابقًا:
إن الأصدقاء الرجال لا يستطيعون النيل مني، أنهم تحت مرمى نظري، اختارهم بدقة شديدة جدًا، ولم يسبق أن صديقًا لي خذلني.
المرأة هي الكارثة، لأن الدوافع لديها مظللة لها، الأشياء مختلطة لديها. ربما المرأة تعرف المرأة أكثر.
المشكلة هذه العلاقة المختلسة والمهمة والعميقة والمتداخلة، بين الرجل والمرأة، فيها رغبات وشهوات وخضوع وانجذاب وانبهار وحزن وحب وجنس، هذا الذي يشوش العلاقة بينهما.
الدوافع لدى المرأة غامضة بالنسبة للرجل، تتشوش قبل أن تقع في الحب، وعندما تحب تتشوش الحياة كلها لديها، بل تضيع، ويصبح زمام الأمر كله بيد الخصم.
هل نتعلم من تجاربنا، بالتأكيد لا، ومن لا يتعلم من تجاربه يصعب عليه أن يصبح كائنًا عاقلًا.

الهم الوجودي
أغلب الناس ليس لديهم هم الوجود، وجودهم، أو لا يعون وجودهم.
الوعي بالوجود، كالوعي بالأنا، الذات الموضوع، أي، هي علاقة بين كائنين موجودين في مكان واحد، علاقة ذات، موضوع.
والعلاقة بين الذات والموضوع يحتاج إلى الشعور بالاهتمام المتبادل، تبادل المحبة والتصالح أو التعاضد والرحمة.

الثوب القديم
الثوب الممزق الذي ارتديته طويلًا لا يمكن رتقه، أو إعادته إلى سابق عهده.
لقد أسرفتُ في الأمر، وجاوزت الحد.

معرفة الآخر
إذا أردت أن تعرف إنسان ما، عليك البحث عن دوافعه الخفية، البعيدة عن متناول اليد.
الدوافع لا تكذب أبدًا، أنها مملوءة بالرغبات والحاجات والشهوات والتملك.

السجان العربي
الأسير الفلسطيني في دولة الاحتلال الإسرائيلي كريم يونس مكث في السجن أربعين سنة لقتله جندي إسرائيلي، وخرج بشهادة جامعية وكان له زيارات دورية منذ الأيام الأولى لاعتقاله.
السجن الإسرائيلي أقل سوءا من السجن العربي بمليار سنة ضوئية.
سنة واحدة في سجن تدمر يساوي أربعين سنة في سجن إسرائيل.
الدجل الإعلامي العربي الرسمي يتحدث عن السجن الإسرائيلي وينسى المعتقل العربي في السجون العربية المجرمة التي لم تخرج من باطنها إلا المبتلين بمئات الأمراض الجسدية والنفسية والعقلية.
اللعنة على الحاكم العربي، منتج محمد قبنض، أو أن هذا الأخير أنتج الأول
الفارق حضاري بين الديوث الوطني والمحتل العاقل، لا يمكن المقارنة.

الخيال الطبيعي
إن الخيال في عصرنا في طريقه إلى الموت، هذا زمن دفنه.
الخيال يحتاج إلى البراري العذبة والينابيع الصافية والروح المرفرفة في السماء.
كيف سيعيش الخيال مع مياه المجارير والتلوث والحواجز في كل شيء.
كيف سيعيش مع الخوف اليومي، مع انعدام الأمان والاستقرار والراحة النفسية.
إنه زمن القلق والاضطراب، زمن موت الجمال، والجمال جزء لا يتجزأ من الخيال والإبداع.
أصبح الخيال مسورًا بالسوق، وجمال السوق، والسلع والبضاعة الملونة بالتلوين الصناعي.
حتى الطفل بدأ يفقد حاسة الخيال والشغف في المعرفة.
بدأ يحدث انفصال تام عن الواقع، كاللعب الطبيعي، الشغف في رؤية النهر أو البحر أو الجبل أو الطبيعة.
كل شيء سيكون في يديه في الايباد أو التلفون الخليوي.
الله الميت، سيكون بعونكم يا معلمين كما يقول المثل، كيف ستتعاملون مع هذا الطفل.

الغجر أبناء السماء
الغجر يصعدون إلى السماء، أنهم يصعدون، لأنهم بررة، لأن قلوبهم لم تلوثها الحضارة الملوثة بالدم الأسود.
الغجري لا يؤمن بمفهوم الوطن، أو فكر الوطن أو القومية أو الملكية الخاصة أو الحدود أو الحواجز أو تسويق فكر أو قناعات مسبقة الصنع أو مبادئ أو قيم تكون اساسًا للوصايا والاستعلاء وجنون العظمة والأمراض النفسية.
إنه حر في أعماقه وتكوينه، هذا كاف أن لا يكون مثلنا في سلوكه وممارساته وتنظيم حياته.
وإنه دون أيديولوجية تكون اساسا للحروب والجريمة المنظمة.
إنه إنسان رحال، لا يمكث في مكانه أكثر من شهر، ينتقل من مكان إلى أخر، عربته جاهزة لحمل بعض الأمتعة البسيطة، منها مزماره أو فيثارته أو ثياب الرقص والغناء.
في القرن العشرين تم رفع الحدود والحواجز عاليًا في أغلب بقاع الأرض، وأجبروا على الخضوع للدول الجديدة، والتوطين فيها في أطر مرسومة مسبقًا
تم خنق ثقافتهم الطبيعية، فهم لا يدونون تاريخًا ولم يكن يقرءون أو يهتمون بالماضي، لهم بعض العادات والتقاليد الشفهية يتقيدون بها.
نحن، الكائنات العبودية لا نحبهم ونهرب من الاحتكاك بهم، نظن أننا الأرقى والأنبل، نخاف منهم، نخاف على جيوبنا من السرقة، ولكن في الجوهر العكس صحيح.
يمكننا تحليل ظاهر الفجر إلى ما لا نهاية، والى الفارق الهائل بيننا وبينهم.
البشرية المسيسة ظلمتهم كثيرًا، تعاملوا معهم بفوقية واستعلاء.
تم قتل الملايين منهم دون سبب. هتلر رماهم في الأفران وذوبهم بدم بارد، هذه الجريمة جيمة مركبة، والجريمة الأخرى أن محكمة نورنبورغ لم تعترف بهم، كانت المحكمة بقيادة أصحاب البنوك والتجارة والربا الذين قدموا أنفسهم أنهم مضطهدين عبر التاريخ كذبًا.

الأموات يتحدثون
في العام 2004 كنت جالسًا في بيت صديق لي بحضور عائلته، فجأة دخل علينا أحدهم، سلم علينا وجلس. بادره صاحب البيت:
ـ مبروك الإقامة، أخيرًا حصلت عليها.
ـ يبارك في عمرك.
ـ لقد انتظرت طويلًا إلى أن حصلت عليها.
ـ تسع سنين عدًا ونقدًا، خسرتها من عمري وعمر عائلتي.
ـ على أي خانة قدمت الإقامة.
ـ على خانة المكتب السياسي.
ـ على خانة الحزب الشيوعي المكتب السياسي؟ هل كنت في الحزب؟
ـ لا. ولا أعرف أي شيء عنه.
ـ كيف حصلت على الإقامة إذًا؟
ـ لقد حصلت على شكل اضبارة من رفاقه، باسم آرام كربيت، وصورة عن بيته، أسم أخواته وأخيه، مواليدهم، صورهم، وتاريخ الاعتقال، وملابسات الاعتقال. لست الوحيد الذي حصل على تجربته، بل الآلاف الذين وفدوا إلى أوروبا، لدرجة أن المحقق الألماني قال لي:
ما هذا الحزب الذي يتزعمه آرام، حزب بالآلاف، لو لدي هذا العدد، لهزمت أكبر دولة في العالم.
المضيف أشار إلي، وتكلم مع الضيف، سأله:
هل تعرف هذا الرجل الذي أمامك، هل التقيت به سابقًا؟
دقق الرجل في وجهي، قال:
ـ لم يسبق لي أن القيت به.
ـ أنه آرام، الذي قدمت الإقامة على اسمه.
ـ نظر إلي وكأن الأمر عادي، قال:
ـ جميعنا قدمنا على اسم المكتب السياسي، ورفاقكم كانوا يساعدونا، ولم يبخلوا علينا بالتلقين. قلت له:
ليس العيب فيك وحدك، أنما في جميع من أقدم على هذا الفعل الخسيس، أنتم قليلي الذمة والضمير، كنّا في السجن نتعرض للتعذيب والقهر وحضرتك استخدمت اسماء الضحايا لتتسلق عليهم، لتحسن شروط حياتك على آلامنا.
هذا هو المجتمع، الكثير منه هكذا، أنها الأرض الجرداء، التي لا تنتج إلا الزيوان.
هناك جملة عوامل للتغيير، الثقافة أصبحت في متناول اليد.
برأي القطار بدأ يتحرك، انطلق من المحطة، سيجتاز المنعطفات الخطيرة، بيد أن السكة أمامها وعليها أن تشق طريقها.
مجتمعنا أعرج، مكسور الساقين، يحتاج إلى تضافر الرجل والمرأة معًا، الوعي العام لتغيير البناء الاجتماعي كله.
العبيد عربة كبيرة، نفق واسع وسع الكون يتحركون ضمنه بإطار نمطي، علينا كسره بالثقافة.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الثقافة مقتطفات 17
- هواجس في الثقافة مقتطفات 16
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 15 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 14
- هواجس في الثقافة مقتطفات 13
- هواجس في الثقافة مقتطفات 12
- هواجس في الثقافة مقتطفات 11
- هواجس في الثقافة مقتطفات 10
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 9 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 8
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 7 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 6
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 5 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 4 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 3
- هواجس في الثقافة مقتطفات 2
- هواجس في الثقافة ـ مقتطفات ـ 1 ـ
- عيد رأس السنة الجديدة في السجن
- هواجس ثقافية معاصرة
- فرانكشتاين


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 18