أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آرام كربيت - هواجس في الثقافة ـ مقتطفات ـ 1 ـ















المزيد.....

هواجس في الثقافة ـ مقتطفات ـ 1 ـ


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7844 - 2024 / 1 / 2 - 16:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الثورة حلم أخرس.
الثورة لا تستطيع أن تعبر عن نفسها أو تكتب أو تصرخ أو تبكي في الفضاء الأخرس
إنها حلم يحتاج إلى حامل إنساني صادق يعبر عنها ويترجمها على أرض الواقع.
الثورة هي إنسان، خرج من شروش الأرض وجروح الزمن ووجعه، وأبن الواقع الموضوعي، ويحتاج إلى تمثيل واقعي ينبع من قوانين هذا العصر وأدوات هذا العصر.
الثورة يجب أن تكون معاصرة، تستخدم مفاهيم العصر وأساليبه وتقنياته وعلمه ومكتشفاته، ووضع كل هذا في ميزان العمل الجاد
بهذا ستكون الثورة موضوعية لها ثقلها الحقيقي على الأرض، وستكنس كل المخلفات الماضية.

ثيودور نولدكه
ثيودور نولدكه من مواليد العام 1836 ـ 1930، كتب تاريخ القرآن، وحصل على الدكتوراه عن هذا البحث، وهو في العشرين من عمره، ونشره في العام 1860 م.
يتناول هذا البحث" مسألة نشوء النص القرآني وجمعه وروايته، والتسلسل التاريخي للسور واقترح ترتيبًا له، يختلف عن ترتيبه بحسب زمن تجميعه، كما هو معهود في الإسلام".
كنت أفضل أن يكون العنوان، تاريخ المصحف، فهذا أدق من الناحية الواقعية، لأن القرآن ضاع في طيات المصحف أثناء جمعه في زمن الخليفة عثمان بن عفان.
المشكلة أننا كعرب ومسلمين ننظر إلى الاستشراق من موقع الريبة والشك، وأن هذه الجهة تعمل على النيل منّا كعرب ومسلمين، من موقع المتكبر، المتغطرس الذي يقرأ تاريخنا من أجل السيطرة علينا، ونعتقد أن الربط بينه وبين الاستعمار جليل واضح.
لو أننا تعاملنا مع هذا الاستشرق من موقع محاولة قراءته قراءة علمية، وفهمه، وفهم مراميه بعيدًا عن عقدة الاضطهاد لربما غيرنا بما أنفسنا، بما نحن عليه.
قضى نولدكه عقودًا من حياته العلمية في السعي نحو فهم شامل للقرآن، ولم يبد له" أن التنوير العلمي والدين ضدان لا يتفقان. وهو لم ير في التعددية تهديدًا، بل تحديًا علميًا"
نحن نتناول كل شيء بالريبة، بسبب تمترسنا حول أنفسنا، ذاتنا الضيقة، بل المريضة.
المشكلة بدأت من عندنا، الجمع الأول الذي قام به زيد بن ثابت للقرآن التي سبقت، مصحف عثمان بن عفان، تناول نشوءه، وكيف، مما فسح المجال للأخر دراسته، وترتيب سور القرآن المكية ثم المدنية وفق قراءات كل باحث غربي.
أما نحن، لم نقم بهذا المجال، لا نريد أن نسيء إلى أنفسنا، او نحلل أسباب هذا التجميع أو إدانتا له. لا نريد أن نعلن أن بيتنا مفتوح لكل التيارات الهوائية، ولا نعالجه، ولا نقبل من الأخر محاولة قراءة هذا النص وأسباب تجميعه، ونرجم من يحاول. المعضلة بدأت من عندنا في المقام الأول
عندما يكون البحث عميقًا، يتناول منطقة ما، ومدعم بالأدلة والاثباتات، ومراجع كثيرة، يتحول البحث إلى نص علمي، يفترض الرد عليه يكون من الموقع ذاته.
لنعترف أن المفكرين الغربيين يشتغلون على مادتهم بشكل عميق جدًا، وبأدلة، لهذا يجب يكون الرد عليهم بمادة علمية عميقة، أي أن لا تكون كرد فعل، أو تعصب أو توتر. ولا أحب ان نبقى مجرد أداة للأخرين.
أين دورنا في تفكيك خطاب الاستشراق، مثلا؟
القرآن أصبح مصحفًا، لماذا لم نقم على إعادته إلى مربعه الأول، لماذا لا نعيده إلى القرآن؟
هل هو كسل، خوف، أم أننا لا نرغب في تناوله؟.
الثقافة تبدو محلية ولكنها عمليًا عالمية. اعتقد بعد الثورة الفرنسية، جرى تحول في البناء الأوروبي، خرج علينا علماء متحررين من الثقافة المسيحية، تبغي المعرفة. نولدكه اشتغل على تاريخ القرآن كل حياته الممتدة 94 عامًا، لماذا لم نقم نحن بمثل عمله.
لا شك أن هناك علماء غربيين لديهم أجندة، ويوجد أخرين يبغون المعرفة.
أغلبنا صدى لأفكار الغرب، نعتمد عليه في تفكيك تاريخنا، مع القليل من التحوير. ليس لدينا بناء مستقل عن المفاهيم الغربية، ما نكتبه لا يتجاوز ما يكتب الغرب. دوافع المفكر الغربي يختلف عن دوافعنا بالعمق والسطح. حتى أدوار سعيد في كتابه عن الاستشراق جاء كرد فعل على الواقع المأساوي لقضية فلسطين، وقد حلل الغرب عبر نصوص أدبية ليؤكد على نظريته دون أخذ الغرب بعين الاعتبار، أن الغرب يتجاوز الأدب، لقد دخل كل مجالات الحياة في كل العلوم والأبحاث وليس في الجانب الأدبي فقط، بمعنى لا أحب أن نقدم أنفسنا ضحايا، وأن الآخر شغلته هو النيل منّا.
لنقرأ الأخر، ونفهم كيف ينظر إلينا، وعلى أساس هذا نحاول ان نطور ما بنا، أن نبني لغة مفهومية تخرج من لدننا. المسألة صعبة للغاية، نريد نولدكه خاص بنا، نقرأ أنفسنا دون استعراض أو محاولة تعبئة الفراغ.
هنا تأتي مهمة الباحث الرصين، أن يعيد النص إلى تاريخيته، إلى المربع الذي خرج منه. المشكلة أن العلاقة بين الحقيقة والوهم هي أشبه بخيط دخان، رفيع جدًا. فما فائدة الحقيقة إذا كان أكثر من سبعة مليار من البشر يؤمنون بالوهم. وما فعله نولدكه مع عدد قليل من المهتمين، هو محاولة النحت في جبل صخري قاسي، محاولة تفكيك المتعارف عليه منذ آلاف السنين.
علينا أن نقرأ التراث قراءة معاصرة استنادًا إلى تراكم العلوم الإنسانية التي في حوزتنا.
إن نقرأ التاريخ على أنه تاريخ، دون رموز أو مقدسات، لأن الشمس واضحة في ضياءها لا تحتاج إلى معرفة لتأكيد وجودها وذاتها.
كيف يمكننا أن ندخل التاريخ وغير مسموح لنا أن ندخل في المناطق المحرمة؟
كيف يمكننا أن نستخدم مفاهيم حديثة، وما زال هناك مسلمات في وعينا أو في لا وعينا العام، أو الجمعي الذي يرفض الزحزحة عن ذلك الماضي الذي يأبى أن يغادرنا؟
عندما نجرد المقدس من قداسته، نكون قد تحررنا من الثقل، وبدأنا الدخول في التاريخ، والمساهمة في تغيير ذواتنا وحياتنا وعالمنا.
على غير هذا الطريق، سنبقى في أسفل السلم، وسيعبث بنا الأصدقاء قبل الأعداء، والعجيان قبل الدبابير

الدهشة
القدرة على الدهشة يملكها الأطفال، بيد أنهم يتحولون مع الأيام إلى كائنات غريزية مثل الذين سبقوهم، يبحثون عن الطعام والجنس وإكمال ما تبقى من العمر.
وهناك قلة تتابع، وتبقى مندهشة.
عندما نتابع حياتنا على أنها مجرد عادة وواجب، تكون الشيخوخة قد دبت في مفاصلنا في وقت مبكر من العمر.

الفهم والأيمان
الفهم والأيمان مقولتان متباعدتان متنافرتان، لا رابط بينهما.
الفهم هو عمل عقلي، محاولة القبض على المعرفة، إلى ما يسعى المرء إلى فهمه.
أما الأيمان فهو التسليم بما جاء على أنه مسلمة ثابتة، وفي هذا المبغى، هناك حالة ضياع وغربة.
الأيمان بالغيب، بالمسلمات، يأتي كقرار سابق على التفكير.

سقوط الرمز
إن السقوط الرمزي للديكتاتور وثقافة الاستبداد، عرانا بالكامل.
هذا ما فعلته الثورات العربية، اسقطت الكثير من الأقنعة والرموز القميئة.
إننا في العراء، دون ثياب أو بيت أو سقف أو جدران أو غطاء، لهذا لا نعرف ماذا نفعل. إنه السقوط لنا جميعًا.
لهذا، نحن حزانى، نبكي على وعينا الجمعي الذي مضى دون رجعة، بعد أن فكك كل الوصايا السابقة دون بديل يرقى على لملمتنا.
لم يعد هناك حامي لنا، لا ثقافة ولا رمز، نعيش خبط عشواء دون غلاف أو إطار، ولا مرياع يضمنا ويجمع شملنا من الشتات والضياع.
لم يعد لنا أب كبير أو قضيب ضخم نستظل تحت فيئه أو خيمته الذي ذراها الريح.

عن غسان عبود
من الطبيعي أن يخرج علينا واحد قميء وكريه مثل غسان عبود، لأن الثورة لم يكن لها برنامج سياسي اجتماعي اقتصادي فكري إنساني واضح، ولم تعبر عن طموحات الشباب الذي نزل إلى الشارع حاملًا قلبه على كتفه وصرخ واحد واحد الشعب السوري واحد، ولم يكن لها قوى حية تمثلها.
أغلب المتنطحين لقيادة الثورة لم يكن يختلفون في الجوهر والمضمون والشكل عن عقل وتفكير غسان عبود صاحب قناة اوروينت.
الرجل جريء وواضح، وهذا يسجل له وليس عليه، ولم يخبأ طائفيته وانتماءه العقائدي والسياسي.
الرجل جريء في وقاحته وكرهه للطوائف كلها، باستثناء السنة.
ثورة الشباب سرقها العجائز الذين عاشوا في عصر الستالينية والهتلرية والموسولينية وتشبعوا بالعقل الأحادي القائم على العقيدة الشمولية، الرافض للأخر، بله سحقه.
الثورة هي تنظيم، إرادة حية، برنامج سياسي وطني جامع، حلم بالانتقال إلى الضفة الأخرى لمعارك الحياة من موقع الأيمان بالإنسان وحقه في الحياة.
لو بيدي، لما سمحت لرياض الترك والبيانوني وطيفور ولزيادة وغليون وسيدا وكيلو وصبره أن يمثلوا الثورة، بل لرميتهم خارج التاريخ، عمليًا هم خارج النسق السياسي والفكري للعصر وتحولاته.
الثورة كانت حلم الشباب، وكانوا الأجدر في قيادتها لنقل تحولاتها من الحلم إلى أرض الواقع.
الشباب في هذا العصر هم الأقدر على حمل التاريخ المعاصر.

العادة
أسوأ شيء في الحياة هي العادة، اجترار الذات، التصالح مع الواقع على أنه من المسلمات.
تكف عن معرفة ما يدور حولك، لا يثيرك أي شيء، ويموت في داخلك حس الاكتشاف والمعرفة والاندهاش.
يمكن تسليط الضوء على الكثير من الأشياء التي تدور حولنا، مثل الجراح الذي ينظر إلى لحم مريضه على انه مجرد عمل مجرد، خال من المشاعر والعواطف، يغرز مبضعه في الجسد الإنساني دون أن يرف له جفن.
تتبلد الروح والعقل بفعل العادة، تموت الأحاسيس والمشاعر، ويصبح الميت مثل الحي، والحياة مجرد عادة نعيشها دون ذات صاعدة تحملنا من رتابتنا وتضعنا في المكان الذي نرغب.
المدينة عالم من الرتابة، بيروقراطية، تكرار ممل، أكل، شرب، نوم، جنس، إنجاب، أولاد، عمل.
أما الآخر فهو مجرد كائن يمشي على قدمين، لا شيء مثير.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد رأس السنة الجديدة في السجن
- فرانكشتاين
- قراءة متأنية في رواية الرحيل إلى المجهول للكاتب آرام کرب ...
- الهيمنة
- البشموري
- والدي العاقر
- المثقف العضوي
- مشكلة سبينوزا
- الكبت في رواية عندما بكى نيتشه
- عندما بكى نيتشه
- الوعي المغيب
- نيتشه في رواية
- تدمر العسكري أقسى سجون العالم
- الأثير
- أدم وحواء
- أبق حيث الغناء ـ 20 ـ
- أبق حيث الغناء ـ 19 ـ
- أبق حيث الغناء 18
- أبق حيث الغناء 17
- أبق حيث الغناء 16


المزيد.....




- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آرام كربيت - هواجس في الثقافة ـ مقتطفات ـ 1 ـ