أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كرابيت - هواجس ثقافية معاصرة















المزيد.....

هواجس ثقافية معاصرة


آرام كرابيت

الحوار المتمدن-العدد: 7831 - 2023 / 12 / 20 - 17:24
المحور: الادب والفن
    


لن تكون لنا رواية ما دام الخجل والعيب متغلغل في أعماقنا.
الرواية تحتاج إلى فاتح الحدود والحواجز، جزار، إلى مقاتل خالي من الرحمة والشفقة والعيب والحلال والحرام.
إن لا يكون للروائي عهد أو ذمة أو ضمير أو أخلاق، عليه أن يكون عاريًا من الثياب أو المبادئ، أن يعري شخصياته، أن يجردهم من كل الثياب القذرة العالقة بهم، يخرجهم من الظلمات ويضعهم تحت الشمس الحارقة، يعقمهم قبل أن يدخلهم إلى حضيرة الحياة القذرة.
إن يكون متمردًا على القيم السائدة، على الأخلاق، أن يكون شجاعًا، بارد الاعصاب مثل الجراح الذي يفتح الجرح من أجل سلامة المريض.
إن يتغلغل في أعماق النفس الإنسانية، أن يجردها من من ماضيها وحاضرها، أن يأخذها إلى البدائية الطبيعية المتوحشة، أن لا يعرف الرحمة الكاذبة، أن يخرجهم ويحاكمهم كما يحاكم المجرم.
الجنس أحد المفاتيح الذي يجب اقتحامه بصلابة وقسوة، كثورة على كل الموروث السائد.
إن لا يكون الروائي مائعًا مسايرًا، طيب القلب مسكينًا يساير شخصياته.
وإن لا يرضي أي إنسان أو يسايره، أن يمسك التاريخ بيديه وأسنانه، يبصق عليه دون أي إحساس بالذنب أو الألم أو الخوف.
الرواية هي أكثر قدرة من علم النفس على التغلغل في النفس الإنسانية وتعريتها، لأن الرواية لديها القدرة أن تكون متوحشة عندما تريد الوصول إلى أعماق الجذور، جذر الإنسان ووجوده.

لا توجد امرأة عاهرة في هذا العالم.
وإن استخدام هذه الكلمة تاريخيًا وفي زمننا المعاصر عار على جبين البشرية.
المرأة كائن مظلوم.
وظلم على يد التاريخ وثقافة التاريخ وقهره ومجازره.
وكانت سلعة في الحروب ومادة لإنتاج اللذة وتفريغ الشحنة الزائدة للمقاتلين والقوادين والأبطال والمنتصرين لإعلاء راية الهزيمة للمجتمع.
العهر الحقيقي خرج من السياسة والسلطة والحكومة وبدعم ومباركة من الدين.
السياسة هي من أعطت الألقاب ووزعته على الآخرين.
منحت رجالها ورجال الدولة ونخبها وتابعيها ألقاب النبالة والكرم والأخلاق العاليا والمكانة.
ووصفت الفقراء والمحتاجين بصفات قذرة كالشحاذ والحرامي والمومس.
إذا أردنا معالجة جروح التاريخ علينا أن نرجم السياسة والدولة والسلطة ونفكر معًا في بناء منظومة إنسانية تعيد للإنسان إنسانيته وبها نحافظ على البيئة والطبيعة وبقية الكائنات من عبثهم.

الأخلاق إما إن تكون موضوعية، أخلاق قيمية عالية أو مهزلة.
الأخلاق المتداولة، هي أخلاق البطريرك.

يأتي الكذب للاغواء، لغاية، يكون الكذاب في لحظة الكذب صادقًا مع بناءه النفسي المشوه، لأنه يريد الوصول إلى الغايات بأقصر الطرق.
بعد أن ينتهي من مراسيم الكذب، وطقوسه، يحلق، لا يشعر بتأنيب الضمير، أو تأنيب نفسه، لأنه هكذا، تفكيره قائم على التلوين، مثل الطفل الصغير لا يجيد تنسيق الألوان والمواقف، ولا يعرف أنه يكذب أو يصدق.
هذا نوع من المرض.
المحاكمة العقلية للكذاب شبيهة إلى حد كبير بالانتهازي أو الوصولي، الغاية تبرر الوسيلة، براغماتية مبتذلة، الذي يوازن بين مصالحه والخوف من الانكشاف، بيد أنه في لحظة الحسابات الذاتية، حسابات الربح، ينسى أنه يكذب أو يخون أو يغش.
هذا على المستوى الشخصي، أما على المستوى السياسي لبعض الدول فحدث ولا حرج
إنه نوع من التمرد على الذات والضمير وتأكيدهما، وتفضيل الأنا المريضة على كل شيء.


النظم الديمقراطية هي نظم أوامرية في الجوهر، لكن مخلب السلطة مخفي، بمعنى، ليس مقصوصًا أو مقتولًا أو ميتًا.
جميع القرارات الصادرة من أعلى الهرم السياسي، إلزامي، وعلى المجتمع تنفيذه سواء برغبته أو بالرغم عنه.
والقرارات المصيرية العامة والمهمة لا يسأل المجتمع عنها كقضايا الحرب والسلام وفي الموازنة العامة للدولة أو في رفع الفائدة أو في العلاقات الخارجية.
الدولة كمفهوم جهاز قمع، إرغام، والديمقراطية مشاركة.
عندما يتساوى قرار الدولة مع مصلحة الفرد الخاصة والعامة دون أي غبن، وأن رأيه يعادل رأي الدولة على جميع المسارات، وقتها سنقول هذا النظام ديمقراطي.
يستطيع أي مدير في جهاز الدولة، الديمقراطية، أن يفصل الموظف عندما يرى مصلحة الدولة يقتضي فصله أو طرده دون أي اعتبار أخلاقي أو إنساني ودون أي مرجعية قانونية أيضًا.

النظام الديمقراطي أوامري في جوهره.
يستطيع المدير إرهاب الموظف أو تهميشه أو تجريده من المميزات أو منحه علاوات أو رفع مرتبته تحت ذرائع كثيرة أو أسباب كثيرة.
البشر في كل مكان بشر.
هذه الحرب الطاحنة بين الناتو وروسيا تطرح علينا السؤال التالي:
ـ لماذا هذه الدول الغربية لم تلجأ إلى سؤال المجتمع عن خياره في السلام أو الحرب؟
أوروبا صرفت ترليون دولار عليها، واوكرانيا تحتاج إلى ترليون دولار للإعمار، السؤال:
ـ ألم يكن بالإمكان التسوية قبل الحرب بوسائل سياسية؟
لماذا المجتمع غائب عن القرارات المصيرية؟
والإعلام تابع لمن يدفع، خاضع، يبدو من الخارج أنه حر، لكنه يسير جنبا الى جنب مع السياسات الحكومة، يتم تظليل المجتمع ويقدم له تقارير كاذبة ومزيفة.
في الجوهر الدولة هي الدولة، هذه النظام الديمقراطية مبروزة وذاك المستبد واضح، مع التأكيد أن الديمقراطية أقل سوءًا من الاستبداد والديكتاتورية المباشرة، على الأقل أنها لا تسجن المرء ثمنًا لكلمة عابرة أو رأي لا يقدم ولا يؤخر.
هذه ميزة كبيرة تسجل للنظام الديمقراطية.

الإنسان الذي لا يتحول إلى وحش بري لا يمكن أن يتصالح مع نفسه وغربته وقهره وذله وهزيمته.
هذه الهزيمة لم تأت من فراغ أو خطأ في الحسابات، وأنما جاءت بفعل فاعل، عبر تخطيط ودراسة وتفكير عميق من قبل نخب ولصوص وقطاع طرق.
إن كسر الفكر السائد والتراتبية القائمة على العنف الظاهر أو الباطن يحتاج إلى عقل بري، وحش رافض لكل القيم المايعة السائدة في عالمنا.
جميع القيم التي تبناها أجدادنا وأباءنا، ونحن هي قيم كاذبة، قائمة على ابقاءنا مسخ وإخضاع واستلاب.
الوحش الإنساني البري البريء نائم في داخل كل واحد منّا، لهذا علينا إيقاظه قبل أن يبتلعنا الوحش الهمجي القائم اليوم.

في الألفية الثالثة، هذا أول مونديال اتابعه بحماس، ولكن ليس جميع المباريات.
تابعت فرنسا المغرب ـ الأرجنتين وكرواتيا. وكرواتيا المغرب ـ والأرجنتين فرنسا.
اليوم اكتشفت أن كأس العالم العام 2018 كانت بين الأرجنتين وفرنسا.
واكتشفت أنني متابع لا يعتد به وبرأيه.
لم أحضر المباريات التي لعبها ميسي أو رونالدو ولا محمد صلاح. ممكن اتابع خمس دقائق أو عشرة، ثم أذهب لحال سبيلي.
ويا ريت هذا المونديال كمان ما تابعته، شعرت أنه يراكم احقاد وكراهية وانقسام بين الشعوب والدول وكل طرف له حساباته.
كأننا عدنا إلى حروب القرون الوسطى.
الإنسان يميل موضوعيًا إلى منتجات الحضارة الحالية كالكراهية والحقد والحسد والغيرة والدين والمذهب والطائفة والعشيرة والقبلية والقبيلة



#آرام_كرابيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطمة العثمانية والجنوح نحو الغرب


المزيد.....




- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كرابيت - هواجس ثقافية معاصرة