أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - البشموري















المزيد.....



البشموري


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7350 - 2022 / 8 / 24 - 13:34
المحور: الادب والفن
    


البشموري، رواية مثيرة في أحداثها وأسلوب كتابتها، ولغتها، وقدرة الروائية المصرية سلوى بكر أن تستلهم من التاريخ الأموي في نهاياته، ومن الفترة العباسية في زمن المأمون سياقات عملها.
عمليًا، دخلت الرواية في المناطق المحظورة لما هو متعارف عليه في عالمنا العربي، المناطق الممنوع تناولها، عرت العلاقة بين الدولة والمجتمع في هذه الفترة الغامضة من الواقع الاجتماعي السياسي الاقتصادي لشعوب هذه المنطقة عامة، ومصر على وجه الخصوص.
المفردات اللغوية القديمة التي استخدمتها دفعتني أن ابقي القاموس إلى جانبي، أفتحه بين الفينة والأخرى، لأدخل وأعرف الرموز من وراء هذا الحشد الهائل من الكلمات الغريبة علينا نحن أبناء النصف الثاني من القرن العشرين وفي الربع الأول من القرن الواحد والعشرين.
في البداية ظننت أن سلوى بكر امرأة مسيحية متزمتة تريد تسليط الضوء على الكنيسة القبطية، آلام المسيحيين وأحزانها في ظل الدولة الإسلامية، بل كدت أرمي الرواية من يدي، لأني حقيقة أشعر بالنفور من قراءة أعمال الأيديولوجيين الدينيين، وأعرف تزمتهم ولا موضوعيتهم.
بدأت سلوى بكر روايتها بهذه الكلمات:
ـ كنت ما أزال قائمًا بعجن القربان، أعمل على ربه ربًا جيدًا، لأتركه بعد ذلك ليخمر وقد غسلت ماجوره بالماء الطاهر، وكذا الغطاء والمنخل، وكان القسيس يقف على رأسي يقرأ عليه المزامير الداودية، ويصلب.
تبدأ أحداث الرواية في الدير، قاطنيه رهبان، بيد أنها التراتبية الاجتماعية في هذا المكان قائم بقوة، وهناك أوامر ونواهي وتوجيه من أعلى رمز في الدير وهناك رهبان عاديين يخضعون.
الدير هو المطعم والفندق والفضاء الوجودي كله لهؤلاء المستلبين نفسيًا وعقليًا بإرادتهم الذاتية، ولكل راهب صومتعه، تسميها الروائية بالقلاية، تصف بطريقة احترافية كل مكان في الدير بدقة شديدة، وكأنها كانت راهبة في دير ما في أيامنا:
ـ وعدوت خارجًا أقطع فناء البيعة" الكنيسة" إلى الجانب الآخر منه في اتجاه الأب يوساب، فما أن فعلت وصعدت الدرجات البازلتية الثلاث، التي وضعت مؤخرًا بدلًا من الدرجات الجيرية القديمة ـ وقد جاد بها على البيعة عبد كنسي صالح من هيرموبوليس من واحدة من برابي المدينة القديمة، وجاء بها على حماريه من هناك، وفاء لنذر قطعه على نفسه ـ حتى دلفت إلى الدهليز الشرقي واصلًا في النهاية إلى مقر نيافته، فوجدته مجتمعًا مع الكاهن والأرشيد ياقن، وكل الشمامسة، وبينهم ثاونا الشماس الذي ناداني، فتهيبت وطأطأت رأسي إجلالًا لهذه الحضرة الكنسية جميعها بعد أن ضربت مطانيا/ تحية كنسية/
شعرت لبضعة لحظات أن هؤلاء الرهبان أو الطاقم الكنسي كأنهم في معسكر اعتقال في أحد سجون دول العالم ثالثي، أو في مضافة هتلر، الفارق أن هؤلاء المساكين صلبوا أنفسهم بأنفسهم خدمة لنزوع وهمي، ذهاني، أيماني دوغمائي، استقالوا عن العقل والحياة والمرأة والجمال والحرية، وقيدوا وجودههم في بؤرة مغلقة فيها أوامر ونواهي، بل تنازلوا طوعًا عن إرادتهم الخيرة وحريتهم، ودخلوا في نفق العبودية المغلف بلون الظلمة.
في الدير، المجسم هو الصورة المصغرة عن الدين كتجريد، وأساليب رجاله، صراعاتهم المعلنة والخفية، تصفياتهم البيضاء أو السوداء لبعضهم، نزواتهم المكبوتة، الصراع بين الرغبة والكبت، كل واحد منهم كاتم مشاعره، على نفس نفسه، مغلق على نفسه، لا يثق بالأخر، لا يتجرأ أن يفصح عن مكنوناته، عن تجربته الحياتية السابقة على التحاقه بالدير، كضغوط الجسد، الرغبة بالمرأة، وعندما يكون الراهب لوحده ويطمئن أن لا أحد يسمعه يسمح لنفسه أن ينعم بالحرية قليلًا، فيخرج أصوات الآهات المكبوتة في داخله من دهاليز الذات المقموعة، ثم يندم، ويدخل في أعماق الذات، يرجمها ويعذبها لأنها حاولت أن تخرج عن مسارات العبودية الذاتية والعامة.
وبغياب الشفافية والحرية تنعدم الصلة الحقيقية بين الرهبان، لهذا يسود بينهم صمت مختلس وكذب داخلي صامت.
هذا الصمت المدمر قاتل لصاحبه، ولا يوجد فضاء يعلن المرء عن مكبوتاته تحت ضغط الرجم من قبل الآخرين.
الأب يوساب أراد التخلص من الشماس ثاونا بأسلوب ينطوي على الخبث والدونية وسوء أخلاقه، تحت حجج إنسانية، حاجة الكنيسة في ظاهرها، كالحرص على الأقباط، بينما في قرارة نفسه، وفي أعماق ذاته، هناك رغبة، توأطا مع السلطة القائمة، أن ينعموا بخيراتها على حساب المجتمع؟
وفي الطريق إلى هذا العمل يحاول التخلص من خصم قوي، مثقف، ذكي ممكن ينطوي وجوده بينهم على عقبة أمام طموحاته، فيكلفه بمهمة ربما تودي إلى نهايته ونهاية مرافقه بدير. يكلفه بمهمة خطيرة جدًا، هو الذهاب إلى مناطق الثورة على السلطة السياسية القائمة في ذلك الوقت، تحت حجة حمل رسالة من الدير إلى الثائر القبطي مينا ورفاقه من أجل إيقاف الثورة ضد السلطة. وسيرافق الشماس ثاونا رجل من منطقة البشموريين الثائري.
رفع الأب يوساب الصليب وصلب، ثم قال لي بلسان قبطي بشموري بيّن:
ـ أيها العبد الطيب بدير، لقد اختارك الرب لمهمة كنسية مقدسة، عليك أن تتمها بصدق وإخلاص على الوجه المطلوب منك دون زيادة أو نقصان.
يقول بدير المرافق للشماس:
تمتمت بصوت خافت خاشع، رادًا عليه باللسان الذي حدثني به دون أن أرفع رأسي، وقلت:
ـ مشيئة الرب لا راد لها أيها الأب المغبوط.
الدير مؤسسة قمع، تطوعية يقوم عليها قسم كبير من الرهبان بإرادتهم سواء برغبتهم أو هربًا من انكسار اجتماعي ما، هؤلاء لديهم متعة ذاتية في الانتحار الذاتي اليومي، كنوع من المازوخية، أو رغبة ذاتية في تدمير الذات، نتيجة انتكاسات أو إرهاصات كبيرة حدثت في مرحلة الطفولة أو بداية الشباب.
رغبة لم تتحقق، كائنة أو مستقرة في الأعماق، ولم تلب. وتركت رضة عميقة في النفس. هذه الرضة أو الفشل من تحقيق رغبة ما تعلن عن نفسها، كنوع من التمرد على الذات المغبونة او المكسورة.
اعتقد أنه انتقام من حدث مستقر في لا شعور الإنسان من هذا النوع، الذي يتلذذ بالدمار الذاتي عبر شحن مستمر لتاكيد هذا الانكسار، يغذيه لاشعوره كل يوم أو ساعة ودقيقة، وكأنه يعلن للأخرين:
ـ إنني احتقركم كما احتقرتوني عندما كنت صغيرًا، ولا يمكن أن اتصالح مع نفسي ومعكم
. المشكلة أن النفس الإنسانية عائمة على بحر من التناقضات الذاتية، وهي انعكاس لواقع اجتماعي سياسي، أو انعكاس لهذه الحضارة القاسية، لثقافتها ومعارفها وأمراضها.
إن الأمراض النفسية والعقلية هي تذكير لنا جميعًا، إن ثقل هذه الحضارة تصيبنا جميعًا وتهز ذاتنا ووجودنا وحياتنا. وإن الكبت اللأشعوري العميق في دواخلنا مستمر.
هنا تبرز التناقضات الإنسانية والنوازع الداخلية لكل فرد، كالحب والكره، الغيرة والحسد، الرغبة، ومحاولة ضبط الكبت من خارجه، بيد أن الراهب بمجرد أن يرى امرأة أو فتاة ما تقترب منه، ينظر إليها، ويتحسس مناطق الشهوة لديه، تأتيه الرعشة بالرغم عنه، في هذه الحالة يبدأ الصراع في داخله بين القمع وانفلات الأمر من يديه.
الدين قائم على الطاعة والخضوع، ولا يمكن أن يكون غير ذلك، وبالرغم من أن الرهبان خضعوا له بإرادتهم إلا أنهم تحولوا مع الأيام إلى مجرد بشر من الشمع، القليل من الحرارة تذوبهم بسرعة.
استطاعت سلوى أن تفكك الطقوس المسيحية، وما أكثرها، أغلبها طقوس وثنية شكلانية، بيد أن الكهنة يمارسونها بمنتهى الحرفنة العالية لدرجة يشعر المرء أن الروائية عاشت في الكنيسة في القرن السابع والثامن:
قمت بمسح كل قناديل البيعة بخرقة الكتان التي أخصصها لذلك... أزندها عندما يحل الليل بزنادي من قنديل الشرق في الهيكل، لأنه لا يجوز أن يطفأ لا في الليل ولا في النهار حتى لا تدخل البيعة أو الهيكل نار غريبة، لأن الذبائح الأولى كانت تنزل نارًا من السماء وتحرقها، وما نار غريبة تدخل فيها.
كل شيء يدور حول الصنم، الممجد، يحاكونه بدقة، القبر الذي دفن فيه المسيح، الحجر الذي أغلق عليه، يعملون نظيره وكيف دحرج عن القبر فوق الجسد المدفون، المنارة والكوز والطاسة والمجرة ودرج البخور والحامل الذي يوضع عليها الكاس والصليب، وكل ذلك موضوع في قبة قدس، التي هي قبة القدس الجديدة.
عمليًا المسيحيين يمارسون مشاهد تمثيلية مكررة كل سنة:
ـ وكان الكهنة جميعهم قد وقفوا خورسين، أي صفين نحو الشرق أمام الهيكل المقدس في صمت وإجلال. وكان جميع من في ذلك الأكليروس قد وقفوا بملابس الكنيسة المتفق عليها.
الثياب هي رموز وإشارات ترسلها المؤسسات الأيديولوجية، كالجيش والشرطة والقوى المنظمة كالدين، بقصد إعطاء إشارات على المكانة والموقع، واحتكار العنف المادي والمعنوي لأخذ الاحتياط، وزرع الخوف والرعب في الجهة الأخرى، كأنهم يريدون القول، ممنوع الاقتراب، هذه المنطقة أمنية محظور عليك أن تعبث فيها.
عمليًا، الدين مؤسسة تحت سياسة، بيد أنها جاهزة لتضع نفسها في خدمة من يستخدمها، لهذا فإن التركيز على الدين كقوة منظمة يريد له مكانة فيه الكثير من الدقة، خاصة أن التراتبية القائمة في الدين شبيه بالتراتبية القائمة في أجهزة الدولة وفي الأحزاب السياسية التي تسعى للوصول إلى السلطة، وفي أجهزة الأمن والمخابرات.
ـ وقد وضعوا الأفودات الصوف حول رءوسهم وارتدوا جميعهم التونية وهو ثوب الكتان الطويل الواصل حتى القدمين والمزين بالصليب المقدس على الظهر والصدر والحواف وكذا أطراف الأكمام.
المقام الأعلى، قائد الجوقة، رئيس الدير تونيته الوحيدة المطرزة صلبانها بالجواهر الكريمة من ياقوت وزمرد وماس وعقيق، بينما تونيات الأكليروس جميعا قد طرزت من خيط حرير كما هو متبع دائما.
رواية البشموري على ما يبدو لم تأخذ مكانتها، رواية مملوءة بالرموز السياسية، تبدو للقارئ أنها تتناول الدير القبطي في الزمن العباسي، بيد أنها تدخل في بنية المجتمع والدولة، القهر الذي يعيشه الناس نتيجة الضرائب الثقيلة التي تقع على المجتمع المسيحي والمسلم، تعرية هذه الفترة المهمة في الزمن الإسلامي الأول، زمن الخليفة المأمون، زمن النشاط السياسي والعسكري والثقافي، الصراعات الفكرية بين موقع العقل المعتزلة، في الحياة، وموقع النقل الأشعرية، والصراع بينهما عندما وقع لأحقًا في مرحلة الانتقالات العظيمة في هذه الأمبرطورية الواسعة الأبعاد.
كان هناك حامل، جنين، خلية، يسعى إلى الولادة، تيار لم يكن ناضجًا موضوعيًا، وبين التيار الأخر، تيار النقل الذي انتصر في النهاية، لأن الواقع الاجتماعي الاقتصادي السياسي لم يكن مهيئًا لهذا الجنين، أي ان الواقع الموضوعي لم يكن لديه القدرة على تبني مفهوم العقل ومفهوم العقلانية، كلاهما كان يحتاج إلى ظروف أخرى، كانت تحتاج إلى ألف سنة وأكثر ليصل إليها الإنسان. إن العملية يجب ان تتحقق على الأرض حتى تستمر.
إن دول العالم كانت متشابهة إلى حد كبير في القرون الوسطى وقبلها بآلاف السنين، بمعنى، لم تتفارق الدولة العباسية عن الأموية أو الرومانية أو الأشورية، كانت الدولة دولة خراجية، النهب كان مباشرًا وواضحًا.
الصراع بين الدولة وحاجاتها، والمجتمع وتناقضاته وصرعاته، وانتصار الأولى على الثانية، حول هذا الأخير، أي المجتمع إلى كيان مستلب مكسور مهزوم، عملت وما تزال تعمل الدولة على نهبه وسلبه، وسلب حريته، وتحويله إلى كائن عاجز منفصل عن وجوده.
القهر يتم عبر جنى الدولة الضرائب الثقيلة من الفلاحين الذين يعملون في الأرض، لأن الأرض كانت وسيلة الإنتاج الوحيدة في العصور الوسطى، كانت تستغل جهدهم، تسرقهم ، لأنها الجهة المنظمة.
الدولة وبمساعدة الدين ورجاله استطاعت بسط سيطرتها عليه، هنا لا فرق بين رجال الدين المسيحيين أو الإسلامي، كلاهما كانا يبخران للحاكم، لهذا يعمل الحاكم على كسر إرادة أي تنظيم يحاول أن يقف في وجه دولته، ويحطم كل من يقف في طريقه.
رجال الدين يهتمون في الشكليات ويطمسون الجوهر، بالطقوس، طقوس الصلاة والصوم والثياب، الطهور والعماد، الزواج والطلاق، بينما يهملون أو يتهربون من الوقوف إلى صف المقهورين والمظلومين.
هذه الرواية تدخل في المناطق الخطرة، لهذا فإن الكتاب والنقاد والمائعين العرب والمسلمين، لم يكتبوا عنها كما كتبوا عن عزازيل تبع يوسف زيدان، لأن الأمر يمس السلطة السياسية الجائرة في ظل الدولة العباسية أو الأموية. هذا الانتقاء لم يأت من فراغ.
ما زال العرب يتفاخرون بالدولة المحمدية والراشدية والأموية والعباسية، ينسون ويتناسون أن هذه الدولة الإسلامية دولة خراجية ظالمة، تسرق المجتمع لتوضع الغلة في جيوب الخلفاء والنخبة، ليسهرا ويشربوا وينكحوا ويتمتعوا على ضوء القناديل والشموع، وتحت شغف الإثارة الجنسية والجوع للجسد الأنثوي، من أجل مضغه وعظه والتمتع به وعندما يمل منه أو يشبع يلتفت إلى الغلمان الصغار، أو ليبيع بهم أو يشترهم من سوق النخاسة، ويستطيع أن يرسل عبيده إلى السوق ويشتري بعض السبايا والعبيد أو يغتنمهم عبر جيشه الجرار، وفي النهاية تم تحويل المجتمع إلى مجرد خواء وخراء.
اشتهر يوسف زيدان لأنه تناول المسيحية، وقيم سلوك بعض رجالها السيئين عبر اسقاط التجربة ذاك على المسيحية كلها، ولأن المسلمين لديهم عقدة الدونية اتجاه المسيحية، جرى تعويم عزازيل، واشهارها وإعطاء زيدان جائزة بالرغم من أنه انتحلها.
ما يثير استغرابي أن الروائية سلوى بكر استطاعت أن ترسم المدن المصرية في القرن الثامن بشكل مثير ولافت للنظر وبأسلوب جميل جدًا وجذاب وشيق، وكأنها كانت أبنة ذلك الزمن، مقيمة في العصر العباسي الأول، مسلطة الضوء على المدن، أسوارها أبوابها، أسواقها، ثياب الناس، خلجان نهر النيل اقترابه من المدن أو الأرياف أو بعده عنهم، تصرفات الناس وسلوكهم في الازمات أثناء فيضانه أو استرخاءه، وصفت البيوت أو الشوارع المتعامدة، المنتزهات، الشوارع الرئيسية أو الفرعية، الأعياد ونوع الطعام ونوع المعجنات وحركة الأطفال وضجيجهم، ونفسية الناس، عدم وجود المال في الألإراد إلا أثناء جباية الأموال أو الخراج، عدم اهتمام الدولة بالمرافق وبناء السدود أو فتح أقنية أو انشاء مشاريع عمل ليدر المال والعمل على الناس ليشتغلوا ويبنوا ويطوروا حياتهم. كما أنها وصفت أحد الأديرة أثناء وصولهما إليها على لسان الراهب بدير والشماس ثاونا:
ـ هالنا أن أبواب دير العذراء ما تزال مفتوحة على الرغم من أن الوقت كان حوالي درجتين قبل الزوال، فلما دخلنا مدينة أتريب رأينا أناسًا كثيرين من الرجال والنساء يبيعون ويشترون، وبعضهم يأكل ويشرب، والأطفال يمرحون، وكان جل الناس من الفلاحين، وقد جلبوا معهم السكر والجلاب ومثارد السميذ، وقطع الخمير، والأطفال يشخللون بشخاليل الخوص، وهم في أثواب جديدة ولا يكفون عن النط والصياح والتهييص.
لغة الرواية جذابة، طريقة السرد، مثيرة، طوال قرأتي للرواية كنت في حالة ذهول لهذا الوصف الآخاذ لعالم القرون الوسطى، ظروف المسيحيين في ذلك الزمن، حرية العقيدة كممارسة الشعائر الدينية والصلاة بحرية في ظل الأمبراطورية الإسلامية، في عز قوتها وتسيدها العالمي، والقاء نظرة عامة على الحياة:
ـ ليرحمني الرب يا بدير، اليوم هو العيد السنوي للبتول، العذارء فهو يقام في الحادي عشر من بؤونه.. إذًا وصلنا في يوم العيد.
ـ آه. ثم تابعت مبهورًا مشاهد العيد، وقد ذكرتني بمشاهد الأعياد التي طالما عشتها في بلدتي الحبيبة ترنيط، وإن كان ملبس النساء هنا في أتريب أجمل وأبهى من جلاليب نساء ترنيط، إذا أن معظمها قد صبغ بألوان الأرجوان الزاهية، والزعفران الأصفر، وقل ما صبغ منها بالنيللة الزرقاء كما في ترنيط، كما أن نسيجها ناعم رقيق يشف ويرف على الجسد.
لم يسبق لي أن قرأت هذا الوصف سابقًا، ربما في ألف ليلة وليلة، لكن، ان اسقاط العمل الروائي على الماضي بهذه الدقة شيء يثير الحيرة لدى القارئ.
ميزت سلوى بين الحرية على المستوى العام للناس، كما يحدث في أغلب البلدان الاستبدادية المعاصرة من حيث التناغم بين الناس في ممارساتهم الشخصية، وموقفهم السياسي. ففي السلوك الشخصي، الممارسات التحت سياسة تعمل السلطة على ترك الشأن العام لهم، أما أن يقتربوا من المستوى السياسي الرئيسي، تتناول التغيير، تغيير البناء السياسي في الجزء الأعلى منه، هنا ستتدخل السلطة وتضرب. ستتحول مكنتها إلى نار حارقة، قاتل أو مقتول.
طوال مسار الرواية هنا تسير على مستويين للرواية، القضايا المطلبية، الأفقية، والمطالب السياسية العمودية التي تدعو للتمرد على السلطة السياسية القائم.
كان المسيحيون، سموهم نصارى ظلمًا، كما هو معروف أن الملّة الحنيفية، قيس بن ساعدة الإيادى، وورقة بن نوفل، وزيد بن عمرو من بنى عدى وخديجة بنت خويلد، كما هو معروف أن هذه الملة تعتقد عملا وقولا، بأن الله هو الخالق، وهو واحد ليس له شريك. وجرى تحالف بين الأربعة والرسول لاعلاء شأن هذه الملة. .
والاعتقاد الراجح أن الكنيسة الشرقية في الجزيرة العربية كانت تريد لها وجهًا حضاريًا مميزًا في مواجهة الكنيسة الغربية، بتبنيها وحدانية الله الذي لا شريك له. وكل تحالف هو على المصالح، ولا مصالح دون غايات وأهداف.
لا أدري كيف انقلبت الأمور، وجرى تهميش النصارى وتم فرض الجزية عليهم وتهجيرهم ليتحولوا إلى أداة مزاودة بين هذه الجهة وتلك عبر التاريخ الإسلامي.
لم اسمع أية مقاومة أو معارضة منظمة أو غير منظمة للنصارى أو المسيحيين الشرقيين ضد الدولة الإسلامية أو المسلمين عبر وجودهم في المنطقة الإسلامية، لكن في هذه الرواية هناك تركيز واضح على قيام الاقباط المسيحيين بالثورة ضد الدولة العباسية، وتم قمعهم بشدة أثناء وصول الخليفة المأمون إلى الديار المصرية، لهذا يبدو أن القضية كانت كبيرة جدًا. وتم تصفية الثوريين سواء مسلمين أو مسيحيين، والباقي تم بيعه في سوق النخاسة وإخذت الناس كسبايا.
عندما انتهت الثورة ضد السلطة الاستبدادية، وهزمت وهذا منطقي جدًا، ولو نجحت لاصبح لدينا سلطة استبدالية بديلة.
كان يفترض بالرواية أن تتعمق أكثر في الصراع بين السلطة والثورة، أن تأخذ بعد أطول، وان تسلط الضوء على المهزومين، كيف تمت تصفيتهم إنسانيًا، وماذا حدث للناس البسطاء، بمعنى، لم يكن ضروريًا التركيز على بدير بعد هزيمة الثورة، كذبه وقدرته على الخلاص الفردي، تلاعبه على الكنيسة والدولة، وبروز دونية الكنيسة ورجال الدين، ومدى الاحترام بينهما وصدق العلاقة.
الرواية كان لديها القدرة على الدخول في أجواء السوق، وتعويم المزاد، سوق النخاسة وتعويم السبايا، كيف تم هتك أعراضهم دون ذنب سوى لأنهم أزواج أو أخوة المقاومين.
السلطة الاستبدادية ما زالت قائمة إلى يومنا هذا، فالمأمون لا يختلف عن بوتين أو صدام حسين او حافظ الأدس أو رئيس الصين، جلاد مربوط بيد جلاد، نهج واحد ومسيرة واحدة تحت أسماء متعددة.
طالما نعيش في عالم سياسي، أي عبودي، فإن الخلاص لن يكون إلا جماعي، أي على مستوى البشرية كلها. لهذا نقول إن الذل ليس فرديًا، هو يبدو فرديًا، بيد أنه اجتماعي، جماعي، إنساني عالمي، أي على مستوى العالم كله.
صحيح أنه يقع عليك أو على غيرك بشكل فردي، أو جماعة محدودة أو مجتمع ما، بيد أنه عمليًا هو نتاج أزمة الإنسان مع نفسه في هذا الوجود، وعدم القدرة على استنباط حلول عقلانية تنويرية حقيقية تعيد بناءه على مستوى قيم العدالة والحق والجمال والحرية.
هناك روايات تهز المرء، ترفعه إلى الأعلى، فالأعلى وتتركه يسبح في مراقد الآلهة ومصافها، يلعب معهم في مضافتهم واحيانًا كثيرة يرقص وحده في حضرتهم ويذوب عذوبة بين الكلمات والشخصيات.
الرواية تحرك في الإنسان أشياء لا يمكن لأي كتاب فكري أن يفعله كما تفعله، ويمكنها تغيير مسار حياة المرء ونقله من موقع فكري إلى آخر، وهي المدخل إلى الجمال أو القباحة فيها يمكنك رؤية عوالم وشخصيات وناس مختلفة. وتخترق الممنوع، وتتغلغل في الأعماق الإنسانية وتسبح فيها وتحلل الوقائع التي تعجز كتب الفلسفة والفكر عن ذلك، وبعد قراءة رواية ما رائعة، يبقى المرء مخدرًا أيام طويلة، يفكر في قدرة الإنسان المبدع على رؤية ما لا يستطيع رؤيته أغلب الناس.
سار الراهب بدير مع الشماس ثاونا حاملًا رسالة الأب يوساب إلى أن وصلا إلى مشارف كورة البشموريين، إلى النجوم وهي محلة لهم، وقد هالهم عند مرورهم بالأريسية أن الفلاحين منتشرين في كل مكان بالعصي والحجارة والمقاليع والآجر المقطع، كما كانت على رؤوسهم الخوذ من الخوص النابت كثيرًا في المستنقعات والمجاري بأرضها الموحلة.
كان كل شيء معدًا للثورة على الدولة العباسية، يقول ثاونا عندما دخلا الحمام:
ـ الفسحات والمساحات المستخدمة قد عينت لأمور الحرب والقتال، فهو بمثابة موضع السلاح وتخزينه لرجال البشموري المحاربين، كما أنه كرس لأكثر عساكره. ويضيف:
وقد سمحوا لنا، أي بدير وثاونا، بالمبيت بعد أن تلمسوا فينا الطيبة والوداعة، وتأكدوا أننا لسنا من الجواسيس أو التابعين للوالي. لقد هالنا السلاح الكثير وعدد الرجال المحاربين من البشامرة الفلاحين ومعهم المسلمين العرب، الذين انضموا إلى البشموري، وثاروا ثورته، ويكمل:
وكان من يجلس منصرفًا إلى عمل يعمله بسلاحه، ومن يقف يتدرب على الرمي وقد اتخذ من صحن الحمام ميدانًا للتدريب والرماية، فلما رأونا التفوا حولنا، وقد سمعت بأذني البعض يرمينا بالشتائم القبيحة.
كيف لا يتم شتم رجال الدين وهم على الأغلب رسل الشيطان، الخانعين الخاضعين لسلطانه، الدولة، وهم مجرد خواء ينفذون إرادتها في تمييع الصراع والحقيقة.
الدين إن لم يكن تابعًا، فماذا يكون؟ لا يستطيع الدين أن يعيش في البراري وحده، او في الهواء، إنه يحتاج إلى الدولة ليستخدم كحصان للحمل، حصان مدجن تضع فوقه خرجها وحمولاتها القذرة معها أينما ذهبت أو تحركت.
يبدو أن ثورة البشموريين تحولت إلى ورشة عمل كاملة، النساء إلى جانب الرجل يعملون معًا جنبًا إلى جنب، هناك النسوة يشتغلن بتكسير الطوب وأعداد الحجارة والآجر، وهناك العجائز منصرفات إلى شؤون الخدمة من طهي وتنظيف.
ما أثار إعجاب رجال الدين ليس وجود المسلمين العرب في صفوف الثورة فحسب وأنما المسلمين الأقباط أيضًا، وحدهما التذمر والغضب من الظروف الاجتماعي والاقتصادية هما الأسباب الحقيقية للتمرد والثورة.
ما يؤسف له حقًا أن السلطات العربية المعاصرة والحالية ما زلوا يعتقدون أنهم امتداد للدولة العربية الأولى، من دولة الرسول ومرورًا بدولة ما يسمى الخلفاء الراشدون والأمويون والعباسيون، وأن الاقتراب من هذا التاريخ وتحليله أو تعرية هو عار ما بعده عار، لهذا نرى أن رواية البشموري رغم جمالها وقدرتها على رصد الواقع الاجتماعي السياسي في العصر العباسي، بيد أن مضمون الرواية يمكن إسقاطه على زمننا الحالي.
العصبويين القوميين والدينيين لم يقتربوا من هذه الرواية وليس في جعبتهم رغبة في الكتابة عن هذا العمل الجميل لأنه سيمس فيهما النرجسية الدينية والقومية المريضة، يخافون تحليل قدراتها، يخافون تسليط الضوء عليها، الخوف من الفضائح، فضح الواقع الاجتماعي السياسي الحقيقي للعصر العباسي الأول، تفكيكه، سيحرق بنيتهم النفسية الذي تربوا عليها. سيكشف الجرح النرجسي المؤلم للغاية للذات الموجوعة، ويدمر مرتكزاتهم.
كل الأيديولوجيات تقرأ تاريخها بقدسية، بخضوع، بانبهار، وتحول السلطة إلى شيء مقدس وقامات هذه السلطة على أنهم مقدسين، أن الاقتراب من هذا المقدس أو الصنم أو محاولة تصويره على نحو مغاير ما كتب عنه سيخلق مشكلة عميقة في تكوين الذات.
وما زال الواقع الاجتماعي المصري منقسمًا مفككًا إلى اليوم، وليس في أجندة الحكومات المتتالية أن تعالج القضايا المصيرية لهذا البلد العريق.
فرواية عزازيل، تم اشهراها عنوة، لأنها استطاعت أن تأخذ من التاريخ قطعة لتهال على المسيحية كل اللعنات، ارواء للروح القومية والدينية الإسلامية المتعصبة الغارقة في الجهل والعماء، بينما البشموري تسلط الضوء على واقع الدولة العباسية في عزة قوتها وعنفوانها، الذين اتحفونا بتحضر هذه الدولة وتبنيها مفهومًا فلسفيًا عقلانًا، المعتزلة، لكنهم يخجلون القاء الضوء على أداء الدولة في معالجة قضية الفقر والقهر الاجتماعي والسياسي والديني.
سلوى بكر، روائية تستحق كل التقدير والاحترام على هذه الملكة الإبداعية في شبك الرواية بشخصياتها، جعلت منها أرض بكر، حرثتها وزرعت فيها شخصيات ناطقة كأنها حاضرة، وكأننا في زمن العصر العباسي، بإسلامهم ومسيحييهم، بثيابهم في ذلك العصر وشكل حماماتهم وبيوتهم، شوارع منطقة الدلتا وصف المستنقعات والنيل، وفي قصر الشمع، المعبد المسيحي، وهناك بعض ممن قالوا بخلق كتاب المسلمين، المعتزلة، قد تسللوا سرًا إلى مصر السفلى والتحقوا بالبشموري بسسب اشتداد الملاحقة لهم من قبل الخليفة والحث على طلبهم والقبض عليهم
ومن الغرائب أن يكون هؤلاء الثوار في همة ونشاط دائمين، لديهم هم واحد هو الثورة على الدولة الخراجية.
صحيح لم يكن يلوح في الأفق، شكل البديل القادم، بيد أن الذات والموضوع كان معبئًا بالرغبة في التغيير والانتقال إلى واقع اجتماعي سياسي أخر، تحملوا الفقر والجوع والقهر في منطقة مهددة من السلطة ومحاصرتها، من أجل حياة أفضل، هذا كان يعيطهم دافع للأمل، ويمنحهم الفرح والسرور.
الرواية استطاعت أن تحمل هم المجتمع بكل ثقله، يقول بدير:
ـ لما وصلنا إلى مقر مينا بن بقيرة، زعيم ثورة البشموريين، وكان داره قديمة واسعة مبنية من الطوب كما جرت العادة في بيوت الفلاحين... بيد أن مينا لم يكن حاضرًا، وقيل لنا أنه خرج في أمر من أمور تحصيناته في قرية قريبة، فبقينا ننتظره. وقد أجلسونا على دكة من دكك الفلاحين الخشبية المعتاد صنعها من خشب الجميز في هذه المناطق، وكان فرش المكان كله من الحصير المجدول والطبالي الفلاحي، ولا أكثر من ذلك، بعيدًا عن الترف ومظاهر النعمة والغنى، وقد قيل لنا أن مينا كثير التواضع، ميال إلى التقشف، لا يسعى إلى خير يستأثر به وحده أبدًا، وإنه لا يأكل غير الخبز إن وجد ويصوم كثيرًا، بل قال من يحبه كثيرًا من بين من تحدثوا عنه أنه لا يشرب غير نبيذ البطيخ الأحمر في بعض الآحايين، وأنه صار يأكل الفأر المتوالد في الغيطان مثلما بات يفعل الفلاحون، ويطلقون على ذاك سماني الغيط، والجميع يجله هنا، هذا بعد أن تحول إلى الثورة وإلى جانب المعدمين، لقد تخلى طوعًا عن كل مباهج الحياة من أجل هدف نبيل هو البقاء إلى موقع المعدمين، بالرغم من أنه، كما قال الراهب بدير:
عاش قبل ذلك زمنا في العز أيام عمل حسابات الخراج، فكان يأكل الحلويات من السكر كخبيص اليقطين والجزر والورد والزنجبيل وأقراص العود وأقراص الليمون والممسكة، وقد زعم البعض أنه كان يأكل الولاة أو الملوك.
الروائية استخدمت أسماء وأنواع الطعام والحلويات في الزمن العباسي، بطريقة عظيمة جدًا وكأنه كانت هناك، بل وضعتنا بخيالها الواسع والرائع في أجواء أخرى مختلفة عن زمننا المعاصر. واستطاعت ان ترسم لنا بدقة روح وعقل الثائر الحقيقي عندما يغير موقعه الاجتماعي، ويغير سلوكه وممارساته لتنسجم مع مشاعر الناس وحاجاتهم وظروفهم الاجتماعية.
إن روح الثائر يجب أن يتطابق فكره مع سلوكه، أن يتوحدا إذا أرادا عالمًا مختلفًا، هذا جعل الثورة تستمر.
كنت اتمنى لو أن الروائية أن تتوسع أكثر فأكثر، كيف استطاعت دولة الخارج والعسكر كيف استطاعوا انهاء الثورة بالتفصيل اكثر وأكثر، وأن تتعمق أكثر في تعرية هذه السلطة الجائرة عما فعلته في ابناء الدولة القائمة، كيف تم نصب سوق النخاسة وبيع النساء والأطفال، وكيف تم قطع رؤوس الرجال أو بيهم في المزاد. هذا كان أكثر من ضروري دون أن تذهب إلى أنطاكية ويتحول بدير إلى راهب هناك. هذا لم يكن ضروريا، لكما لم يكن ضروروياًا أن يرحل إلى بغداد بعد تخلي الكنسية عنه، واكتشافها لكذبه عليها وكيف تم التعاون والتنسيق بين الكنيسة والدولة ضد المجتمع.
التاريخ مغيب، كاذب، بيد أن لديه انصار كثر من العبيد والجبناء، يخافون عليه، أن يضيع هذا التاريخ الراسخ في ذواتهم، بالتالي سيعيشون في الفراغ. أغلب الدول متماسكة بقوة الكذب والزيف، وتقديم التاريخ بصورة مثالية تافهة، تاريخ بطولات ودم وسيف يقطر بالدم، وحكام عظماء، جبابرة



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والدي العاقر
- المثقف العضوي
- مشكلة سبينوزا
- الكبت في رواية عندما بكى نيتشه
- عندما بكى نيتشه
- الوعي المغيب
- نيتشه في رواية
- تدمر العسكري أقسى سجون العالم
- الأثير
- أدم وحواء
- أبق حيث الغناء ـ 20 ـ
- أبق حيث الغناء ـ 19 ـ
- أبق حيث الغناء 18
- أبق حيث الغناء 17
- أبق حيث الغناء 16
- أبق حيث الغناء 15
- أبق حيث الغناء 14
- أبق حيث الغناء 13
- أبق حيث الغناء ـ 12 ـ
- أبق حيث الغناء 11


المزيد.....




- المدارس العتيقة في المغرب.. منارات علمية تنهل من عبق التاريخ ...
- تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل ...
- مصر.. نسرين طافش تصالح بـ-4 ملايين جنيه-
- الفنان عبد الجليل الرازم يسكن القدس وتسكنه
- أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024 ...
- منصة إلكترونية أردنية لدحض الرواية الإسرائيلية في الغرب.. تع ...
- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...
- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - البشموري