أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 3















المزيد.....

هواجس في الثقافة مقتطفات 3


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7846 - 2024 / 1 / 4 - 11:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدولة مفهوم عبودي، منتج حصري للعبودية.
لم تأت الدولة إلا لتنظيم العبودية، ولا يمكن بناء مجتمع سليم بوجودها.
تقتات غذائها على الانقسام الاجتماعي، وإعادة تنظيم وترتيب التراتبية العمودية بشكل مستمر، على القانون، والقانون حمولة سياسية ثقافية اقتصادية تاريخانية، داخل القانون عنف مبطن، جاء إليها من خارجها لتسيير خط سيرها.

خيارات الحرية
لو أن الإنسان امتلك الإرادة الحرة، وحرية اتخاذ القرار بنفسه دون أية معيقات أو قمع أو الحد من حركته، السؤال:
هل سيختار الخيار الصح؟
وما هو الخيار الصح؟
ـ هل يستطيع الإنسان أن يصل إلى الغايات الصحيحة في الحرية؟ وكيف؟
الحياة مجموعة إرادات كثيرة، أية إرادة تطغى على غيرها؟
نحن نتغنى بالحرية، عن أية حرية نتكلم؟
وهل الإرادة الحرة حرية؟
وما هي الحرية؟
هذه مجموعة اسئلة استخلصتها من عمل " مفارقة بوريدون، فيما إذا واجهك خيارين متساويين في اللحظة ذاتها، وعلى المسافة المتباعدة نفسها، ماذا تختار.
الخيارات في مرحلة الحرية أصعب بكثير من مرحلة العبودية.
اسئلة ذاتية آخرى خاصة بي، أطرحها على نفسي في ليلي الطويل:
هل الحرية عقلنة، عقلانية مرتبط بالإرادة والاختيار، للوصول، بيد أن السؤال يقول: إلى أين؟
وإذا عقلنا الحرية هل تبقى حرية؟
أليست الحرية فضاء واسع لا جدران لها، لا قيود ولا حواجز؟
أليس الوعي ـ العقل والحرية مفهومان متناقضان؟
ولولا العقل، ألم يكن الناس أحرار؟
أليس وعي الإنسان ـ العقل هو الذي حرف الإنسان، دفعه إلى سكة الأنا العليا، وحوله إلى كائن متمايز منفرد يترفع على الطبيعة والكون وينظر إلى نفسه على أنها مركز الكون ذاته؟
أليس الوعي ـ العقل مأساة الإنسان، سبب قلقه وغربته واغترابه وألمه واضطرابه؟
أردت أن اسأل، هذا لا يعني أن الإجابة مطلوبة. أنها اسئلة في الفضاء وهي صعبة للغاية على جميع الناس.

جلجامش
جاءت الثقافة في مرحلة متأخرة من عمر البشرية، جاءت كرد فعل على العيب البشري، على الانحراف الممنهج عن المشاعية.
ربما جاءت الثقافة تتويجًا أو صرخة على هزيمة الإنسان، تذكره أنه يسير عكس اتجاه الطبيعة والحياة.
ربما ملحمة جلجامش كانت صرخة وجع، أو صراخ عال في الأودية والجبال المعرشيين فوق السماء، صوت خالد جاء كدعوة إلى الألفة والمحبة، دعوة للعودة إلى الجنة، إلى المشاعية الطبيعية.
الجنة هي المكان الذي يتساوى فيها الزمن مع المكان المطلقين، اللذان يمشيان معًا قي الفضاء المفتوح ويسبحان فيه.

دول حرب
الكثير لا يقبل حديثنا الذي قلناه سابقًا أن الولايات المتحدة دولة حرب وعسكر ولا تستطيع العيش في السلام.
وإسرائيل تشبه الولايات المتحدة، لا تستطيع العيش في السلام، لأن كلاهما مؤسستان عسكريتان، ولأنهما دون تاريخ أو مجتمع واحد أو بنية اجتماعية تاريخية واحدة، جاءا إلى الأرض من خارجها، ولأنهما يخافان على وجودهما لهذا يأزمان العالم ويفتعلان الأزمات لإشغال العالم وينسوهما.
دول الحرب يعني دول متطرفة، مهما غسلا جلدهما الخارجي.
قلنا سابقًا أن إسرائيل غير جاهزة للسلام منذ تأسيسها، قلنا هذا بعد اغتيال المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لأسحق رابين، رئيس وزراءها، وستبقى.
اليوم لدى إسرائيل حكومة حقيقية، أقصى التطرف وأقصى اليمين، ويحق لها أن تبقى كذلك لوجود الخراف العربية حولها يستجدون رحمتها وشفقتها.
يحق لها أن تفعل بنا كل شيء، فذاك المعتوه، أمير قطر، صرف على الملاعب 220 مليار دولار، وذاك المعتوه الأخر، محمد بن سلمان، اشترى لوحة صغيرة بنصف مليار دولار، وأخر اشترى لأعب كرة قدم بنصف مليار دولار.
وهناك ملايين الأطفال العرب، جائعين ومشردين وبردانين وينقبون المزابل للحصول على لقمة خبز ولا سقف يدفئ عظامهم، وعندما نقول لهم أن هؤلاء الكذبة يتاجرون بدينكم ودنياكم، نسمع الشتائم منهم.
والأقنية العربية تبث ليلًا نهارًا عن انعدام حقوق الإنسان واللاجئين في أوروبا؟
ياه، شو حنونين أنتم يا حكام العرب، ويا أعلام العرب.

بخيل المشاعر
البخيل في المشاعر لا يستطيع أن يعيش حرًا أو على سجيته. إنه أسير، ظالم لنفسه ولحبيبه، يعيش في سجنه خائفًا من نفسه على نفسه.
إن البخيل لا يستطيع التواصل المعنوي والعقلي والروحي مع الآخرين، وتغيب عنه الحميمية والألفة والعطاء المتبادل.
إنه كائن أعزل، ميت من الداخل، يعيش الحرمان والخوف على ذاته في حال انفتح على ذاته أو على الأخرين. يخاف أن تنهار هيبته ومكانته.
الحر، هو الذي يعيش في الضوء دون خوف من العتمة، وأغلب المكافحين من أجل الحرية كرماء محبين لأنفسهم وللأخرين.
هناك مشكلة نفسية لهذا النوع من البشر، يعود منشأه إلى التنشئة أو نتيجة التجارب الفاشلة في العلاقات، لهذا يفضل أن يكون بعيدًا عن الأخرين للحافظ على النرجسية المرضية أو على القوقعة التي يعاني منها، ومستمتع بها، كشيء مازوخي بائس.

انتحار
أحيانا كثيرة أنصب مشنقتي دون أن أعي ذلك، أعلق جسدي على الحبال المجدولة، وأرى نفسي مدلى كقصبة.
ومرات كثيرة أعدم الكثير من الأعداء والأصدقاء، أيضا، دون وعي مني.
الانتحار موجود دائمًا في البناء الداخلي لي، لك، والقاتل والمقتول موجودان في العقل ذاته، في البناء ذاته.
أعمل هذه التصفيات الجسدية والنفسية دائمًا، عندما أرسم الخرائط في جمجمتي المتأججة بالرغبات، التي تريد أشياء كثيرة دون الوصول لها أو لمسها أو رؤيتها أو ممارستها.
قتلت الله مرات كثيرة، وقتلت الفقر والجوع والذل والكراهية والسلطة والدولة، والأقبية السوداء بسيوف صنعتها بيدي وعقلي، وما زلت أحمل الكثير من تلك السيوف الصدئة.
الإعدام المعنوي قائم عند البشر كلهم، يبرز في لحظة الهزيمة النفسية أمام ظروف الحياة وقسوتها.
سألتكم سابقًا وساسألكم:
من منكم لم يعدم أو يقتل جاره أو أبوه او زوجته أو عشيقته؟
ومن منكم بلا خطيئة ليرجمنا بحجر.

عن اللاجئ والسجين
في لا وعيه، اللاجئ يكره اللاجئ، لأنه يذكره بنفسه، بانكساره وهزيمته، وغربته.
كأنه يقول لنفسه:
ـ لماذا جئت إلى هنا، أنا هربت منك، من نفسي، لأرى نفسي فيك، في صورتك، في وجودك معي.
أنت هو أنا، في غيابك، كنت مقنعًا، مقتنعًا بوضعي، مرتاح البال.
كان القناع الذي ألبسه يغطي عيوبي ونواقصي، بيد أنني لم أكن أرى نفسي، مجيئك ووجودك، صورتك العاكسة، سلطت الضوء علي.
بوجودك، أصبحت عاريًا، من نفسي ومن زمني.
لا أحب أن أرى نفسي فيك، يا ليتك لم تأت، صراعي معك سيبقى قائمًا، لأنك، أنا المهزوم فيك
والسجين يشبه اللاجئ، يعيش في عزلته الطويلة كقدر لا مفر منه، يتابع توالي الأيام والشهور، كتاريخ طبيعي، لا يراه يتكرر، لكن بمجرد أن يرى سجين جديد دخل السجن للتو، فجأة يشعر بتورم الذات، يكبر وجعه، يضيق عليه السجن، يشعر السجين القديم بالتمزق الداخلي، يقول في نفسه:
لماذا جئت يا خائب؟
يا ليتك بقيت وهمًا ظلًا ضبابًا أو سراب، مجيئك يفتح علينا جروح جديدة، مجيئك يعيدنا إلى الخطوة الأولى عندما دخلنا السجن.
أنك تضيق علينا المكان، تشعرنا أن الجلاد باق ومستمر، وعمره طويل، وسنبقى أسراه بين الجدارن الأربعة.

الكثير من البيوت أو العائلات الشرقية أشبه بمعسكر الاعتقال.
وهذا المعسكر فيه تراتبية شديدة القسوة. الكل يجب أن يخضع للوصايا والرموز والعادات والتقاليد، ومن يخرج منه ينبذ خارج القطيع.
ويجب حصر الجميع فيه، بمعنى أن لا يخرجوا منه مهما كانت النتائج.
الأب والأم يمارسان حياتهما الطبيعية بحرية مطلقة، يفرضان شروطهما على جميع الموجودين داخل المعسكر.
ويمارسان القمع المعنوي الصارم، مستندين بذلك على القيم الاجتماعية المتخلفة والعادات والتقاليد الدينية والشعبية البالية
إنهما داخل المعسكر وخارجه في الوقت ذاته. إنهما داخله ومتحرران منه، يمارسان الجنس عندما يرغبان ويمنحان أولادهما قيم العفة والأخلاق الحسنة من خارجهما.
كل القذارات والأوساخ تحدث في هذا المعسكر المغلق، كالأنانية والكذب والاتكال والخضوع والغش والخداع والهروب من المسؤولية ورميها على الأولاد، والمظلومية وعقد الاضطهاد والدونية.
كل من عاش في المعسكر المغلق خرج منه مستلبًا، فاقدًا للحرية والأهلية النفسية والاجتماعية.
المعسكر المغلق هو المنتج الحصري للأمراض الاجتماعية المعاصرة كالدونية والخضوع والابتذال وبوس الصرامي والتسبيح بالكبير.

رجل الدين منصب سياسي فوق رأسه عمامة. هو ليس أكثر من قواد للسلطة عبر التاريخ كله.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الثقافة مقتطفات 2
- هواجس في الثقافة ـ مقتطفات ـ 1 ـ
- عيد رأس السنة الجديدة في السجن
- فرانكشتاين
- قراءة متأنية في رواية الرحيل إلى المجهول للكاتب آرام کرب ...
- الهيمنة
- البشموري
- والدي العاقر
- المثقف العضوي
- مشكلة سبينوزا
- الكبت في رواية عندما بكى نيتشه
- عندما بكى نيتشه
- الوعي المغيب
- نيتشه في رواية
- تدمر العسكري أقسى سجون العالم
- الأثير
- أدم وحواء
- أبق حيث الغناء ـ 20 ـ
- أبق حيث الغناء ـ 19 ـ
- أبق حيث الغناء 18


المزيد.....




- -سرايا القدس- تعلن مقتل 3 من عناصرها في قصف إسرائيلي على جنو ...
- أردوغان: فرص نجاح مبادرات السلام الأحادية دون مشاركة روسيا ض ...
- مصر: أفرجوا فورًا وبدون شروط عن الناشط السياسي البارز محمد ع ...
- إسرائيل تعلن مقتل -قائد القوة البحرية- لحماس
- مراسل RT: قصف مدفعي إسرائيلي في محيط المستشفى الكويتي وسط مد ...
- عشرات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مناطق في مدينتي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي: قد يكون هذا الصيف -ساخنا- في الشمال ...
- -جداول الحياة-.. أداة جديدة تتنبأ بمدة حياة قطتك
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية قائد القوة البحرية التابعة لحماس ...
- ألعاب باريس 2024: وصول الشعلة الأولمبية إلى ميناء مرسيليا قا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 3