أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وليد عبدالحسين جبر - مراقد مزيفة في العراق














المزيد.....

مراقد مزيفة في العراق


وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من

(Waleed)


الحوار المتمدن-العدد: 7855 - 2024 / 1 / 13 - 13:08
المحور: المجتمع المدني
    


في عام ٢٠١٧ صدر عن دار قناديل / بغداد شارع المتنبي كتاب بعنوان " المراقد المزيفة " للكاتب عباس شمس الدين وهو رجل دين شيعي من تلاميذ الشهيد محمد الصدر ، واقتنيت الكتاب بعد عام من صدوره ورحتُ اطالع فيه في اوقات الفراغ بين الحين والاخر لأعرف كمية الكذب الذي أصاب التاريخ حتى في مدافن الموتى و التجارة الشرهة التي تمارس تحت اسم الاولياء الصالحين وعند مطالعتك الكتاب المذكور ستُصاب بالصدمة من هول الاكاذيب في نسبة المشاهد وتقديسها وهي في الحقيقة اما لأناس اخرين او لا وجود لها اصلا ، ومع ذلك كانت ولازالت هذه المشاهد مصادر ثروة طائلة لتجار الدين والتي ينبغي ان تنتهي ليس من باب ضدية الدين او اهله بل من باب الدفاع عن الحقيقة وعدم احياء الاكاذيب والحفاظ على تاريخية الشخصيات الاسلامية الحقيقية وعدم فسح المجال لرواج هكذا تجارة دنيئة !
لا أُريد ان اشرح ما تضمنه الكتاب وما ذهب اليه الكاتب وبأمكان القراء الاعزاء اقتناءه ومعرفة مضامينه أذ انه متوفر في مكتبات شارع المتنبي ، ولكن أنقل لكم قصة كنت احد شهودها واراها خير مثال لصحة كثير من مضامين الكتاب.
قبل سقوط نظام صدام عام ٢٠٠٣ بسنوات قلائل ربما في عام ١٩٩٩ او ٢٠٠٠ وفي منطقتي الريفية في مدينة الصويرة / واسط ، قام احد المزارعين الذين ساءت حالتهم الاقتصادية نتيجة عدم توفر المياه والتيار الكهربائي آنذاك والحصار المفروض على البلد من محاولة الاستفادة من هذه التجارة التي نئن منها الى اليوم ، إذ ادعى ان هناك عربيد " ذكر الثعبان " يخرج في كل مساء في وسط ارضه الزراعية مضيء بنور جميل و يتحرك فترة ويختفي ، وانه سأل احد السادة المعروفين في الصويرة فأخبره بأن احد اطفال عائلته توفى في مكان ارضه قبل سنوات و دُفن فيها !
قام هذا المزارع الحاذق بأقامة مقام على الارض التي كان يخرج فيها العربيد ليلاً وجعل منه مزاراً عليه الرايات البيضاء والخضراء وعلى بابه اثار مادة الحنّاء كون ان التبرك يشفي المرضى و يرزق العقيم الذرية وما الى ذلك من كرامات القبور المقدسة عند العراقيين !
اخذ الناس يتوافدون على هذا القبر الشريف من كل انحاء الصويرة و بدأت حركة تنتشر في منطقتنا الزراعية حتى جاء امر الى الفرقة الحزبية لحزب البعث في منطقتنا آنذاك بهدم هذا القبر و انهاء مظاهر زيارته وحركة السيارات تجاهه ، وبالفعل هُدّم القبر بالة الشفل وانتهت قصة العربيد المضيء ومات بعد سنوات هذا المزارع المسكين واغلقت حكاية انشاء قبر وهمي لو قُدّر له ان يبقى لصار الان مزارا ومنارا لكل الزوار من اقصى العراق و لتحولت منطقتنا الزراعية الى منطقة تجارية تكثر فيها المحلات والالعاب الرياضية لأطفال الزائرين و ساحات وقوف السيارات ولكان المزارع وابنائه الان من اغنى الاغنياء كونهم حملدارية المرقد المقدس !!
من سوء هذا المزارع ان سوّق كذبته قبل سقوط نظام قوي يخيف المواطنين اذ لو اداها بعد عام ٢٠٠٣ لأستمر مشروعه التجاري ونجح ولكن ربما سوء حظه حال بينه وبين نجاح تجارته التي كُتبت ضدها عشرات الكتب ومع ذلك تراها مستمرة و مربحة !



#وليد_عبدالحسين_جبر (هاشتاغ)       Waleed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة القضاء في اسرائيل وحرب غزة
- مظفر النواب في رحلة شعبان
- كم كتابا قرأت ؟
- نريد مجلة القضاء
- تجهيل ام تعليم ؟
- القبول الضمني بالحكم او التنازل الضمني عن الطعن
- رسالة الى المرشحين الفائزين: نحن مع القوي
- درس الوطنية الذي يجب ان نقرأه جميعا
- ما الحل يا عبدالحسين شعبان؟
- هل قرأت لائحة دفاعية كهذه نقضاً للرواية الاسرائيلية ؟؟
- كتابات عبدالحسين شعبان بين قصور المتنبي وخرائب الحويش!
- كيف نعرف الشرفاء في بلادنا ؟
- هكذا يصنع التلاميذ والرفقاء البررة مع اساتذتهم !
- انتخابات عائلية
- رئيس البرلمان العراقي يرفع الدستور الاخضر بوجه المحكمة الاتح ...
- ماذا يجب ان يقرأ المحامي ؟
- حتى تكتمل عراقيتك !
- اين انت من علي عليه السلام يا شيخ
- العشاء الاخير عند الحسين
- ابو صدام


المزيد.....




- مقترح هدنة بين حماس وإسرائيل.. ماذا قد يتضمن اتفاق وقف إطلاق ...
- قانون المثلية الجنسية في العراق.. عقوبات تصل إلى 15 سنة وتند ...
- نادي الأسير الفلسطيني يطالب بضرورة فتح تحقيق دولي في جرائم ا ...
- المحكمة الجنائية تستعد لإصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو
- وزير خارجية بريطانيا: المقترح المقدم لحماس يتضمن هدنة 40 يوم ...
- إسرائيل تستنفر سفاراتها تحسبا لمذكرات اعتقال بحق مسؤوليها
- صانع دمى في غزة يحول العلب المعدنية إلى ألعاب -تروي قصص النا ...
- ?غضب الجامعات يصل الكويت.. طلاب وأكاديميون يتظاهرون تضامنًا ...
- هيئة الأسرى: سياسة الإحتلال بحقّ الأسرى لم نشهدها منذ عام 19 ...
- قلق في إسرائيل من مذكرات اعتقال قد تصدرها المحكمة الجنائية ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وليد عبدالحسين جبر - مراقد مزيفة في العراق