حسام تيمور
الحوار المتمدن-العدد: 7854 - 2024 / 1 / 12 - 20:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بواضح اللغة و فصيح التعبير، فإن هذا العدوان غير مبرر ولا حاجة له، هكذا تحدث الناطق باسم جماعة انصار الله الحوثي، نيابة عن اليمن العظيم، و شعب اليمن العظيم، و كل الاحرار الذين يتقززون اليوم من حكامهم، و بلدانهم أكثر من أي وقت مضى.
لا يمكن فهم هذا التصريح إلا من خلال سياقه الضمني، و مفاده أن هذا العدوان الامريكي البريطاني ضد دولة اليمن يُظهر و يؤكد إلى أي مدى تغرق قيادات العالم في وحل الدعارة الصهيونية و بؤر نفوذها، القذرة جدا.
هذا التحرك الأمريكي الذي شاركت فيه بريطانيا بكل شغف، بل و دفعت به اكثر من الولايات المتحدة كما يقول البعض، و رغم تناسل بعض وجهات النظر التي تقول بأنه جاء لحماية مصالح شركات التصدير التي تضررت بشدة، هو ليس إلا انخراطا قسريا و كلبيا في حرب العبث التي تخوضها اسرائيل، قذارة الشرق الاوسط و العالم، ضد المقاومة، مسنودة بقذارات اخرى، هي حكام العرب، من المتصهينين و المطبعين و حتى المحايدين، ضمن هلاوس تصفية القضية و المقاومة و تغيير الوجه الحضاري و الثقافي للمنطقة ككل، ليتوافق مع مشروع الدين الجديد و النظام الجديد، نظام النخاسة العالمية في شقه الابراهيمي او الابن سلماني، كما يسميه ضباع الخليج من مومسات الصهيونية و الغرب القدامى و الجدد.
هنا تقوم الولايات المتحدة و حلفاؤها فقط بدور السخرة الوضيعة، بدل ان كانت هي التي تنتدب من يقوم بهذه الاعمال و الحروب بالوكالة، و هذا شيء من سخرية التاريخ.
و كذلك دون نسيان ان العدوان على اليمن العظيم ، و شعب اليمن العظيم، هو جزء لا يتجزأ من مشروع اقدم و اعم و اشمل، هو مشروع التصفية الشاملة و التركيع الممنهج، و هو عدوان شاركت فيه امة القوادين كرأس حربة، لسنوات و سنوات، اقتصاديا و سياسيا عسكريا و ثقافيا.
هنا تضع الولايات المتحدة و بريطانيا نفسيهما في فوهة البركان، و يعلم الساسة كما القادة، بؤس و رخص هذا التحرك، كما يعلمون ان الرد اليمني سيكون قاسيا، و يجب عليه ان يكون قاسيا، و كل سبل الرد الآن متاحة دون قيود او تحفظ او خطوط حمراء، بما في ذلك دول الجوار، من انظمة و دول و شعوب القوادين السفهاء الاذلاء، قحاب التاريخ الذين يجلسون على ما تبقى من عار التاريخ، عار اجدادهم اللقطاء !
لقد سقط القناع عن القناع .. و اليمن الآن حر و حر ..و إما ان تكون.. اليمن .. او لا تكون !
#حسام_تيمور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟