حسام تيمور
الحوار المتمدن-العدد: 7746 - 2023 / 9 / 26 - 04:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بنكيران او غيره لا يجتهد او يبتدع عندما يقول بان الزلزال عقاب و غضب، و بأي معنى ممكن، اجتماعي او سياسي أو ثقافي، ببساطة لأن هذا هو الفهم السائد و المترسخ، لدى العامّي و العالِم، على حد سواء.
هناك أزمة روحية فظيعة جدا، تترجم على الواقع بحالة من التيه، فرديا و جماعيا، و دولاتيا كذلك !
ماذا يعني الجفاف إذن ؟ أو ماذا يعني انحباس المطر، و ماذا تعني صلاة الاستسقاء، التي بموجبها تتجند الدولة عبر كل وسائلها، لطلب "الرحمة" و تسولها حرفيا، عن طريق الاطفال و النساء و الشيوخ ؟ و تلك المشاهد الكاريكاتورية ؟
هذا بالضبط هو صلب الاشكال، هناك رحمة مقطوعة، لسبب او لآخر، مقطوعة عن العباد و حتى البهيمة، التي يشملها دعاء "المؤمنين"، و بما يعني أن هناك عقابا للعباد، و للمؤمنين، او اولياء امرهم، يشمل حتى البهائم، و الاطفال، الفقراء، و للاغنياء، و هذا ما كان يؤدي في حالة استفحاله الى خلع الحاكم، و مبايعة حاكم آخر، و هذا يمتد الى الحكم القائم نفسه الذي جاء على ظهر الجفاف، و الجراد، و غيره من عوارض الطبيعة، باسم بركة ال البيت ؟ كما يقول الحسن الثاني شخصيا، بلسانه الفرنسي
" احب المطر، بفضله وصل اجدادي الى الحكم"
إن الحداثة التي تقول بأن الزلزال ليس غضبا و عقابا، هي دعارة ثقافية مجردة، و دعارة فكرية مركبة كذلك، تصب في صالح "تايهوديت"، (و هو المقابل الدارج للتهويد)، و هي آخر طفرات "تمغرابيت" (المقابل الدارج للمغربة، و الثقافي للمخزنة) .. و التي بدورها هي نتاج "الحماية" و الدعارة و العبودية القديمة لما قبل "الدولة" بشكلها الحالي.
بذلك فالحداثوي و المخصيّ اليساري، لا يقدم ولا يؤخر شيئا في رهان الوعي، كون أن خزعبلاته الفكرية هي بالضبط، طرائق تفكير و منطقة تنتمي لوثنية جديدة، يقدمها على طبق من ذهب لسلطة مأزومة و عقول منكوبة، نخرها الفقر و الجوع و الامتهان و الرخص، كما يشترك معها نفس الاصل و الانتماء طبعا .. و هذا لن ينتج سوى قطيعا رديئا، و "مغربا" آخر، يهوديا او متهوّدا، تائها محترقا وسط افران السلطة و رهاناتها في الآن و الاستقبال، قطيعا منذورا للدعارة و العبث كما الذي سبقه، او بشكل اكثر انحطاطا و هزلا !
يظن بعض المتعاطفين مع موجة الدعارة الحداثية، انهم يحققون مكاسب في مسار القطيعة مع الماضي، تمهيدا للتحول الكبير، الذي يحلمون به، يائسين، بينما هم في الواقع لا يحرثون الا أرض غيرهم، و لا يشجعون سوى زراعة الجهل ليس باسم الدين، الخرافة، بل باسم الوثنية و "بعل" ..و هذا ما يقوم التاريخ بجرفه كذلك، بمنطق الطوفان الكبير، و بمنطق نوح كذلك، و كان ذلك في الكتاب و التاريخ و على الأرض مسطورا ..
و لا عزاء لارض ولا شعب ولا تاريخ كذلك ؟
#حسام_تيمور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟