أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - خيوط وأبواب














المزيد.....

خيوط وأبواب


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7828 - 2023 / 12 / 17 - 11:59
المحور: الادب والفن
    


كان باب البيت الخارجي مفتوحًا حينما وصلت، أغلقته وأنا أحدث نفسي:لابد أن أحدهم دخل ولم يغلقه، وبدأت أرسم سيناريو لما سيحدث لو أن لصًا اقتحم المنزل و... لكني تراجعت، فالاسترخاء هو كل ما أحتاجه في المرحلة الراهنة.
الغريب أن الكلبة وحينما مررت بالقرب من مأواها، بدأتْ بالنّباح وكأنها لا تعرفني. اقتربتُ منها وربتُ على ظهرها، كفي كانت كفيلة لتهدئتها بينما عيناها تنظران لي بغرابة. قلت لها وأنا ما أزال منحنية:لابأس يا صغيرتي، أعرف أنكِ مستغربة من هيئتي الجديدة، لكن حال الدنيا أنها لا تقف على حال!
سرتُ نحو باب الصالة وفتحته بهدوء شديد لأتحاشى قد استطاعتي الصرير الذي يصدر منه. كانت الصالة خالية من أي أحد، سرعان ما سمعت أصواتهم قادمة من غرفة الطعام، لن أفتعل مشكلة لأنهم قد بدأوا بتناول العشاء من دوني، لقد تأخرتُ عليهم وأيضًا، الظرف غير مناسب لأبدي انزعاجي، على أقل تقدير لمدة يومين أو ثلاث.
تسمرتُ في مكاني وأنا أسمع صوت ابنتي الكبرى تواسي والدها بنبرة تخلو من الجدية:
- أرجوك يا أبي لا تحزن، فربما ستحظى بامرأة جديدة!
يا للابنة العاقة! قلت في سرّي وفي حقيقة الأمر، كنت متلهفة لسماع تعليقه، فقال ولم أكن أتوقع سرعة ردّهُ:
- ومن قال أني أفكر في ذلك، كنت راضيًا بها، مقتنعًا بعيوبها!
أستغربت كيف أنني لم أشعر بالحرارة تشع من وجهي مثلما كنت سابقًا حين أغضب، هل يعقل أن وجهي فقد القدرة على ذلك؟ ما الذي يحدث لي؟!
- هل كان لأمي عيبًا؟
عاد قلبي ينبض بانتظام لدى سماعي سؤال ابني الحبيب ليرمم الخراب الذي خلفته كلمات زوجي!
- لا أعتقد أن لأمي عيبًا! لقد كانت أجمل امرأة في العالم! أجابه شقيقه الأصغر.
" كانت "؟! ما الذي يعنيه بكلمة كانت؟! تساءلتْ.
- ليتكم أخبرتموها برأيكم قبل خروجها من المنزل!
كان صوت زوجي متهكمًا عندما نطق عبارته الأخيرة.
- لابأس يا أبي، ربما بعد أيام ستتعود على كل شيء!
صوت ابنتي وهي تحدث والدها، نبراته بثتْ فيّ شيئًا من الأمل، قاطعتها شقيقتها الصغرى بالقول:
- يقولون أن الخيوط الذهبية مفعولها كالسّحر!
- وهل تعتقدين أن الأمور ستنتهي عند الخيوط الذهبية؟ ليتها وقفتْ أمام المرآة لترى وجهها لتتذكره لاحقًا قبل أن تذهب إلى ذلك المكان اللعين!
صمتْ أولادي بعد كلمات والدهم الأخيرة وبدأت أسمع أصوات الملاعق وهي تحتك بالصحون.
كنت على وشك دخول الصالة، لكني استدرت نحو الحمام لأرى صورتي في المرآة.
غريب ما رأيته، لم أكن أنا مَنْ ترى أنا!



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علامة أستفهام
- أيتها البصرة ..عليكِ السلام
- ثقب الباب
- وجهان لامرأة واحدة
- رسائل من سيدي المطر
- حين يحضرون
- دعوة ساتيفا
- لقاء مع الكاتبة والأديبة القاصة فوز حمزة حاورها / الكاتب وال ...
- وقلت أكتب لك
- فاصل ونعود
- فوز المفارقة وتقنيات أخرى، دراسة عن مجموعتي القصصية ( صباح ك ...
- قراءة نقدية لنص أنا وبطلات قصصي بقلم الدكتور علي سلطان
- أنا وبطلات قصصي
- تلك العجوز .. كانت شابة
- تأويليلة النص في ( رذاذ زهرة الأوركيد ) للكاتبة فوز حمزة بقل ...
- تحت شجرة الجوز
- مناجاة
- رسالة بالصمت
- حبيبي
- ملك العناوين


المزيد.....




- المتسابقة الإسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ترفض عرضا من وزار ...
- محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح ...
- مصر.. فنانة مشهورة تشتكي للشرطة من -إزعاج- السودانيين
- -تشريح الكراهية-.. تجدد نزعات قديمة في الاجتماع الحديث
- مهرجان كان السينمائي: فيلم -رفعت عيني للسما- وثائقي نسوي يسر ...
- قرار مساواة الجلاد بالضحية .. مسرحية هزلية دولية بامتياز .. ...
- -أنتم أحصنة طروادة للفساد الاجتماعي-.. أردوغان يهاجم مسابقة ...
- آخر مرافعة لترامب في قضية الممثلة الإباحية ستورمي دانيلز الأ ...
- طريقة تنزيل تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 نايل سات لمتابعة ...
- نتنياهو عن إصدار مذكرة اعتقال ضده من الجنائية الدولية: مسرحي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - خيوط وأبواب