|
البطل انقلو محمود الأسد الثائر يصرع نمراً
ايليا أرومي كوكو
الحوار المتمدن-العدد: 7827 - 2023 / 12 / 16 - 16:34
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
البطل انقلو محمود الأسد الثائر يصرع نمراً في قلعته و عرينه الحصين ! في أوج ثورة 1924م زج المستعمر الانجليزي بالذين شاركوا في معركتي النهر الثاني ومشفي العيون في السجن . كان من بينهم البطل هنا انقلو محمود ورفاقه الميامين. و فيما بعد حكم عليهم المستعمر بأحكام اعجازية اتقامية بالسجن ترواحات أمدها العشرة اعوام . لكنهم قضوا منها ثلاث اعوام ومن ثم افرج عنهم . بعدها عادوا فوراً ليستقروا في منطقطهم هيبان جبال النوبة . تمييز انقلو محمود من الجنود الثائرين ببسالة و شجاعة متناهية . فقد كان ممن يمكنك ان تصفهم بالمسكونين بالروح الوقادة الحارة الفائرة الثائرة . اؤلئك الذين تلهب قلوبهم عيونهم بأسنه تطاير شرراً لتلتهم ما حولها . كانت منطقة هيبان تحكم ادارياً بواسطة اللدمبر وهم بطن من بطون أهلنا الكواليب و بواسطة المك كوكو غبوش . احتج أهل المنطقة من وفساد سوء سلطة كوكو غبوش الاداريه فطالبوا باستبدالها بأحدي ابناء المنطقة . تم ترشيح عدد من ابناء المنطقة كان من بينهم كوكو جون بكيلي الذي لم يحظ بالقبول ثم اختير انقلو محمود الذي بدوره رفض التكليف بحجة انه رجل سخن و حاد الطباع و هذا لا يمكنه من ادارة شئون الناس . لكنه أي انقلو محمود قام بترشيح كمبجو كومي الذي كان يصغرهم سناً و قد صادف الاختياراستحساناً و قبولاً . و هذا هو المدخل الذي تم خلاله ايلولة الادارة الاهلية لأهل المنطقة بتولي المك كمبجو المكوكيه في هيبان . لكن ما هي تداعيات قصة بطلنا انقلو محمود و النمر ...! يروي ان بطل قصتنا هذا واسمه انقلو محمود كان يقيم مع اسرته وأهل بيته غرب ضاحية أويا . و كان بيته يقع دخل غابة كثيفة عميقة تحيطها التلال الواقعة شرق الجبل الاسود بمحازاة جبل ناين شمال هيبان المركز . و في يوم الايام تسلل نمر شرس من الجبل متجهاً الي المراعي والمروج الخضراء القريبة من القرية حيث ترعي الاغنام من العنز و الابقار والضأن . في غفلة من لعب الصبيان الرعاة ولهوهم البري تمكن النمر من هجمةً سريعة وبسرعة البرق خطف عنزة سمينة من غنم انقلو محمود . من ثم سارع النمر بصيد الثمن العنزة هرباً بأتجاه الجبل الاسود منتشياً ظافراً منتصراً بغنيمته وصيده الثمين السمين . هرع الاطفال لتوهم مفزوعين مخلوعين من مشهد النمر والعنزه الضحية بين فكيها . و بينما المرعبين الخائفين وهم بلا حول ولا قوة لمقاومة النمر ورد الغنماية . هرعوا الي قريتهم وهم يصرخون يصيحون بأعالي اصواتهم النمر خطف غنماية ابا انقلو . النمر شال غنماية ابا انقلو . سبقت صيحات وصرخات الاولاد الداوية أرجلهم صداً رددها الجبل الاسود لتصك أذان كل أهل القرية .. النمر خطف غنماية ابا انقلو .. النمر شال غنماية ابا انقلو !!! كان انقلو وقتها يحرث في مزرعته القريب من تخوم القرية الغربية بين المراعي والجبل ليسمع دوي اصوات الاطفال وصدي الجبل . فتأكد ان الغنماية المخطوفة هي عنزته اللبونة اللمحبوبة . ومن الصدي التردد تأكد من ذلك تماماً .. النمر خطف غنماية ابا انقلو .. النمر شال غنماية ابا انقلو . انتفضي انقلو راكضاً نحو الشجرة التي يضع تحت ظله الظليل كل اغراضة ليخطف علي عجل سكينه وعصايته الكرتبو وعمامته . لف عمته علي راسه بحزم ليجري لاهثاً بأتجاه الجبل في قفاه أثر النمر لينقذ عمزته المحبوبة من براسن انياب النمر. و من مسافة غير بعيدة رأي النمر عند سفح الجبل يهم لدخول عرينه و الغنماية بين فكيها . النمر المنتش ابتسمت اساريره ممنياً نفسه بغداء لذيذ و عشاء طيب . بينما انقلو كان يلهث راكضاً بعزم قوي ثائراً من النمر تواقاً لأسترداد كرامته المهدرة من النمر وصل النمر عرينه وبيتة ليصل معه انقلو في اللحظة والتو . التفت النمر بعد ان وضع فريسته في المكان الامن . لكن النمر تفأجا بأنسان يتعقبة . التفت النمر ليجد انقلو امامه وجهاً لوجه . قفز النمر بسرعة علي الصخرة التي فوق العرين فأتخذ لنفسه موقع الهجوم . دارت المعركة الشرسة الشديدة الحامية الوطيس بين النمر و الاسد انقلو. هجم النمر علي انقلو بكل قواه لينقض عليه ناشباً مخالبة الحادة في راس انقلو فريسته الثانية . انغرست أظافر ومخالب النمرفي رأس فريسته مخترقة العمامة الي جلد . لحظتها استل انقلو الذي رأي الموت بعينه استل سكينة ليغرسه في عمق قلب النمر ومن ثم تمكن من استباق الحدث وارداء النمر صريعاً قتيلاً . سقط النمر أرضاً متشبثاً بالعمة المضجر بالدماء في مخالبه . بينما ظل انقلو واقفاً وقد تغطي وجه بدمه وفروة رأسه التي خلعها النمر مع العمامة . تلك كانت من قصة الشهامة البسالة الاقدام النادرة التي سجلها البطل الفذ انقلو محمود . في تلك المعركته الاسطورية مع النمر الذي خطف غنمايته. فقد اقتص انقلو محمود الثائر لعزته وعزة غنمايته وبذلك رد الثار لنفسه لأهله القرية . بل تصدي لغزوات النمر النهارية التي يقوم بها من وقت لأخر سلبأ و نهباً لاغنام القرية . وصل أهل القريه ليجدوا انقلو محمدو وجلد راسه شبه منزوع منه فأخذوه الي قريتهم . وفي بيته تم مداوتة بالعلاج البلدي الناجع الشافي فقد تم اعادة جلد الرأس الي مكانه ووضعه الطبيعي و ثم خياطته بلحاء الشجر . تعافي انقلو محمود شفاءاً تاماً وعاش عشرات السنين رأي فيها بنيه وبني بني بنيه . ثم انتقل بعد عمر طويل ناهز المئة عام ليرقد وينضم الي ابائه و اجداده الابطال الافذاذ صناع تاريخ السودان المنسيين . رقد انقلو بشيبة صالحة شبعان ايام بعد ان أكمل السعي والايمان والعمل الحسن .
#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مئوية ثورة 1924م وأبطال هيبان و النوبة المنسيين
-
السودان ثمانية أشهر من العبثية الفوضوية الغوغاية الغاشمة ...
...
-
أجمل العيون تغمض برحيلك يا ود الامين
-
أجمل تغمض برحيلك يا ود الامين
-
كفاية حرب في السودان !
-
التعليم في السودان في مهب الريح !
-
رزمانات كمال الجزولي الاخيرة
-
اسماعيل ابراهيم : لا للحرب السودانيون يستحقون السلام
-
منبر جدة لسلام السودان الشامل الدائم
-
البحث جاري عن الجمال في الحرب
-
سلام جوبا وحركات دارفور في ذمة الله والتاريخ !
-
حرب الخرطوم الكبري آخر الحروب السودانية
-
الخرطوم تحترق بالنيران الصديقة !!!
-
الحرب تفقد الانسان قيمة الحياة و الزمن
-
دعوة البرهان الشباب لحمل السلاح باطل
-
تداعيات الحرب السودانية في اربعون نقطة
-
في الحروب الاغتصابات سلاح قديم متجدد !
-
أوقفوا الحرب العبثية في السودان !
-
انشودة الامل لسلام السودان
-
مراثي الاستاذ الشيخ : جلال عنتر كجو كمتور
المزيد.....
-
السيد الحوثي: للاسف يسارعون ويتنافسون في خدمة اميركا واسرائي
...
-
-سي إن إن- في تركيا: أنقرة ستنذر واشنطن لحثها على تنفيذ وعود
...
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
-
ما هي أبرز مخرجات الاجتماع بين الفصائل الفلسطينية في دمشق؟
-
الفصائل الفلسطينية:نؤكد ضرورة التلاحم بين الشعبين السوري الف
...
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
-
حزب العمال: مع الشعب السوري في تقرير مصيره في إطار سوريا حرة
...
-
بيان صادر عن الفصائل الفلسطينيه في دمشق
-
مجتمع في أوغندا يعود لممارساته القديمة في الصيد والزراعة لحم
...
-
بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|