|
منبر جدة لسلام السودان الشامل الدائم
ايليا أرومي كوكو
الحوار المتمدن-العدد: 7685 - 2023 / 7 / 27 - 16:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نعم منبر جدة الذي يدور فيه منذ بدء الحرب حوار الطرشان . مأمل فيه انه سيفضي عن قريب الي تفاوض جاد ملتزم . هذا المنبر مرشح لمناقشة جذور المشكلة السودانية التاريخية بأبعادها العميقة المعقدة . و عشم كل السودانيين فيه انه سينتهي بسلام حقيقي شامل يلبي و يرضي رغبات و طموحات كل أهل السودان . الحرب في السودان في اسبوعها الاول بعد المئة يوم . اكثر من مئة يوم و الحرب تخطو خطواتها المتسارعة في شهرها الرابع . تتقدم الحرب الي الامام قدماً لا تأبي كثيراً بما خلفته من اثار خراب ودمار في البني التحتية في الناس في الحجر . الحرب لا تعير ادني اهتمام بالقتلي و الموتي من الجانبين و لا بالمدنيين. و لا يهمها العالقين في منازلهم و لا ظروف النازحين بيوتهم تراودهم حنين اشواق العودة اليها . الاطفال الكبار يموتون جوعاً ولا تجد جثامينهم طريقاً أمناً الي المقابر . حرب السودان هذه المرة تختلف عن سواها و ما عداها من جميع الحروب السودانية السابقة . و السودان وطن الحروب بدأ لم يهنأ بالسلام و كله عمره الطويل المديد كانت حروب في حروب . الشعب السوداني لم يعيش يوماً بسلام و أمان و استقرار . و الخرطوم دائماً و لا تزال هي أم الحروب و هي تفاخر بها . و كلما أطفت حرباً هنا تبجحت بأشعال حرب أخري هنالك . و هكذا دواليك تستمتع الخرطوم بلعبة الحروب تتلذذ بها كما يتللذ الاطفال عند تناول الشوكلا و الايسكريم . كل العواصم الافريقية العربية و القريبة كما العواصم الغربية البعيدة تشهد انها كانت في يوم ايام الله . تهشد انها كانت مسرحاً للفرقاء السودانيين الباحثين الساعيين عن السلام عندهم . صناع الحروب السودانيين يفجرونها في وطنهم و من ثم يتركون الوطن يتضجر بدمائة ليتوسلوا السلام في اوطان غيرهم . نتمني ان يكون السودان يوماً من الايام وطن سعيداً ينعم بالسلام و الأمان و الاستقرار و التقدم و الازدهار . نتمناه قبلة للأخرين يحجون اليه طلباً لسلام أوطانهم هذا ان وجدت الكون أوطاناً لا زالت ترزح في جاهيلة الحروب . لا اظن بوجد اوطان تكره و تحارب شعوبها كما يحدث دائماً عندنا هنا في السودان. و من العواصم التي شهدت اجتماعات و لقاءات السودانيين لأجل السلام علي سبيل الذكر لا الحصر . ابوجا ، اديس اباب ، نيروبي ، كمبالا ، دارالسلام او اروشا اسمرا ، انجمينا و جوبا كما العاصمة الجيبوتية و ربما عقدت احداها في مقديشو الصومالية . كما في طرابلس الغرب والقاهرة الافريقيتين العربيتين . عربياً الدوحة ، دبي ، الرياض ..... اروبياً جنيف , اسلو، برلين ، باريس و لندن . الولايات المتحدة الامريكية بكل ثقلها المشهود و كندا و روسيا تركيا و في عواصم النمور الاسيوية كوالالمبور بخرطومها الجديدة. السودانيين لم يتركوا بقعة في أرض الله الواسعة لم يطأها اقدامهم و أرجلهم سعياً حثيثاً بحثاً عن السلام . و السلام في السودان و الباحث عنه يشبه تماماً الباحث عن الماء في صحراء الربع الخالي كلما رأي سراباً ظنه ماء لكنه في حقيقته سراباً و ليس بماء . كل المنظمات و الهيئات الدولية الاقليمة و كل منظمات الامم المتحدة المفوضية العامة لحقوق الانسان ، اليونيسيف ، الصحة العالميه ، برنامج الغذاء العالمي ، الصليب و الهلال الاحمر اطباء بلا حدود و الفاتيكان . كل رجالات العالم وقاداتها من السياسين الكبار و الرؤساء المخضرمين و كل الامناء العامين للامم المتحدة وقفوا و يقفون قلباً و قالباً مع السودان ، و السودان لا يقوي علي الوقوف و لو مرةً واحدةً مع نفسه لمجابهة ازماته متراكمة و محاولة حلها . السودانيين مصابون بداء الفِصام ( ألشيزوفرينيا) لذلك تجدهم يكرهون انفسهم يكرهون بعضهم بأمتياز يكرهون حتي وطنهم . فبينما المصريين يقولون أحبك يا مصر تجد السودانيين يقولون الله يلعن ابو السودان . و للسودانيين خاصية تخصهم وحدهم في انبات بذور الكراهية و لهم تجارب و خبرات طويلة يحسدهم عليها امم و شعوب العالم اجمع . حارب السودانيين الشطر او الجزء الجنوبي من بلدهم لأكثر من نصف القرن بعنف و شراشة صابيين عليهم كل جامات غضبهم و نيران اسلحتهم و حقدهم العنصري البغيض . كل اللواءات العسكرية بمسياتها المختلفة حشدت و سيرت باتجاه الجنوب المجاهدين الدبابين سيف العبور المراحيل و الدفاع الشعبي و.. و الخ. حرب ضروس ابتدأت قبيل فجر استقلال السودان لينتهي مع بزوغ فجر استقلال دولة جنوب السودان الوليد كأحدث دولة في العالم . و لحرب الشمال للجنوب وجدت فلسفتات و ايدولوجيات و بيوت خبره كانت لها من المبررات الواهية كماً لا يحصي . و هذا ما برر للجنوبيين اختيار الانفصال بينما كان الشماليين يرشونهم بلا خجل لأختيار خيار الوحدة الجاذبة كما سموها في الايام الاخير و الجنوب قاب قوسين او ادني من الذهاب لحاله الي الابد . كان السودانيين يتندرون في مجالس ونساتهم الخاصة قائلين : الجنوبيين ما بيشبهونا في أي شيئ لا في الدين و العقيدة و لا في العادات و التقاليد او حتي في الهوية و اللغة و السلوك و الاخلاق و لا في البشرة و اللون ... ترك الجنوبيين السودان او البيت الكبير لحاله ليعيش ان امكن مع نفسه المتشابه في سلام . لكن هيهات هيهات ان يهنئ السودان بالسلام و هو لا يزال في حال فصام الشخصية . فالذي لا يشبه نفسه لايمكن ابداً ان يشبه في يوم من الايام غيره . و بذات السيناريوهات يحارب النخبة السودانية الشعب في جبال النوبة و النيل الازرق لنحو الاربعين عام . في هذه ايضاً لهم مبرراتهم الجاهزة و تفاسيرهم و منطقهم الديني العقائدي تفتي تشرع و تسمح لهم بالجهاد ضد شعب النوبة . و تقوم الحرب بلا هوادة ضد المطالبين بحقوقهم المشروعة كمواطنين سودانيين لهم ما لغير من العيش الكريم في وطن من الحقوق العادلة التي تندرج في أبسط مقومات الحياة الانسانية الكريمة السوية . تلك المتمثلة في العدالة و المساواة في الخدمات من مياه و كهرباء و في التنمية اعماراً مثلهم مثل سائر المدن و الريف السوداني في الولايات و الاقاليم الاخري . و من قال انا داير حقي فقد غلب اليس كذلك . نعم ليس كذلك فمن يقول وين حقي في السودان يحسب صوت نشاز يحب ان يحارب حتي يقهر و يدحر . بس الغريب في حروب تلك المناطق هو ان ابنائها المستلبين المأدجلين هم ادوات الحروب وقودها هم نيرانها المشتعلة كالشموع يفنون ذواتهم بذاتهم . فيفلح و بصيد كل العصافير بدون رمية حجر واحد . بأستقلال دولة جنوب السودان لم تخمد الحرب نيرانها و لم تضع أوزرها في جبال النوبة و النيل الازرق بل لا تزال . اذ اعتبرت تلك المناطق ديار حرب قصير الاجل يسهل فيه الانقضاض علي الاعداء كلقمة سائخة يمكن ابتلاعها بيسر دون ان تشعر بألم في البطن او سوء في الهضم . لهذا لا تزال هاتين المنطقتين خارج سياقات اجندات المركز التفاوضية بغية تحقيق العدالة و السلام العادل . الغريب في الامر كله قد سمعمت قبيل ايام خبيرا عسكرياً يتكلم من القاهرة عبر فضائية الحدث . اخرج من جوفه هواء مكيفات القاهرة التي هرب اليها من جهيم نيران الخرطوم الحراقة .. تنفس مهدداً متوعداً انهم عقب و بعد الانتهاء من معركة الخرطوم سيتوجهون فوراً الي ولاية جنوب كردفان اقليم جبال النوبة . وكان الخبير الاستراتيجي يتحدث عن المسيرات نوع الطائرات من طراز البيرقدار التركية التي تبلغ عددها في الخرطوم المئة و خمسين طائرة . قبيل انفصال الجنوب دخلت دارفور في خط الحروب السودانية منذ العام 2003م و من وقتها لم تعرف هذه البقعة العزيزة من الوطن العزيز طعماً للسلام . كثيرت المنابر التفاوضية و ظلت الحرب تستعر يوماً بعد يوم .. فلا سلام ابوجا كان سلاماً ولا سلام الدوحة و غيرها حققت السلام علي أرض الواقع في ربوع و ارجاء دارفور . اما سلام جوبا فقد كان سلاماً للمحاصصات قسمت فيها الكعكة و الغنائم دون ان يتحقق السلام المنشود في ولايات دارفور الحبيبة . لا سعد شعبها يوماً و احس بالامان بل ظل مكتوياً بالنيرن العدوة و الصديقة معاً و هو جلد مؤمن صابر مثابر . اخيراً يبقي الأمل الكبير و العشم الباقي لكل السودانيين معقود بنجاح منبر جدة التفاوضي و اختراق اطراف النزاع في السودان . فالبرغم من مراوحة هذا المنبر التفاوضي لمكانه سيظل هو المنبر الوحيد الصالح حتي و الافضل لأخراج السودان من عنق الزجاج . فجدة السعودية هو المكان المناسب الاقرب الي قلوب السودانيين . ذلك لما تمثله المملكه العربية السعودية من الكاريزما القدسية و المكانة الدينية في نفوس السودانيين . هذا بجانب الولايات المتحدة الامريكية بثقلها و بدرايتها و خبرتها و زخم حضورها الكبير دائماً في السودان . الولايات المتحد و هي تمسك بملفات السودان تعرف جيداً كل المداخل و المخارج كما تعرف نقاط الضعف و القوة عند الصقور و الحمائم السودانيين اوجد في السودانيين حمائم . نأمل قريباً ان يتم الاختراق و الدخل المباشر في المفاوضات . و من قراءة أعلان اتفاق جدة الاطاري الذي نتمني ان يعلن فيه وقفاً شاملاً لكل الحروب في السودان . نعم أعني تماماً كل الحروب في السودان كله و ليس الحرب في الخرطوم فقط . بل كل ولايات دارفور الكبري و كردفان الكبري .. و تلك الحروب الباقية او المؤجلة في جنوب كردفان اقليم جبال النوبة و النيل الازرق كما في شرق السودان ولايات البحر الاحمر كسلا القضارف . مهم جداً فتح كوي منبر جدة واسعاً لأستيعاب كل الاطياف السودانية المتحاربة المتقاتلة . بما فيهم حركات دارفورالموقعة لأتفاقية سلام جوبا و الغير موقعين لها . فقد جرت مياه كثيرة وعبرت تحت وفوق سلام جوبا الذي لم يحقق سلاماً علي أرض الواقع . و مهم ايضاً ادارج عبدالعزيز ادم الحلو و عبدالواحد محمد نور و أهل شرق السودان ايضاً . و من ثم الدخول في حوار سوداني سوداني كامل الدسم لبحث و حلحلة الازمة السودانية التاريخية من الذور و تحليلها حرف حرف من الالف الي الياء . كان الله في عون السودانيين جميعاً بسلام حقيقي كامل شامل • أوقفوا الحرب
#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البحث جاري عن الجمال في الحرب
-
سلام جوبا وحركات دارفور في ذمة الله والتاريخ !
-
حرب الخرطوم الكبري آخر الحروب السودانية
-
الخرطوم تحترق بالنيران الصديقة !!!
-
الحرب تفقد الانسان قيمة الحياة و الزمن
-
دعوة البرهان الشباب لحمل السلاح باطل
-
تداعيات الحرب السودانية في اربعون نقطة
-
في الحروب الاغتصابات سلاح قديم متجدد !
-
أوقفوا الحرب العبثية في السودان !
-
انشودة الامل لسلام السودان
-
مراثي الاستاذ الشيخ : جلال عنتر كجو كمتور
-
همساتي أحرفي و كلماتي 12
-
سيرة كروية العطرة للرحل كابتن سبت دودو دمور ( عيد )
-
الخرطوم اقذر مدن العالم
-
الديكون الشهير : عباس كوكو انجلو الي الامجاد السماوية
-
محن السودان: في الخريف غرق وفي الصيف عطش !
-
الروح السليم في الجسد السليم
-
همساتي احرفي كلماتي : شر البلية ما يحزن 12
-
سيناريوهات ايام الاثنين الموافق 18 من العام 2022 م
-
الارض المحروقة دارفور جنوب كردفان النيل الازرق
المزيد.....
-
محمد بن سلمان يتوجه إلى مصر ويلتقي السيسي
-
جرجس لـCNN عن إرسال نظام دفاع جوي لإسرائيل: إدارة بايدن تتوق
...
-
ذوو ضحايا جندي أمريكي مختل يقاضون البنتاغون
-
الجيش المصري يحتفل بانتصارات أكتوبر في روسيا (فيديو)
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال مسؤول إطلاق المسيرات في -حزب ال
...
-
إيران للطيران تلغي رحلاتها إلى أوروبا بعد ساعات من فرض الاتح
...
-
-ثاد-.. الدفعة الأولى تصل إسرائيل
-
الحرب على غزة: قصف عنيف على القطاع وغارات على بعلبك في لبنان
...
-
أمير قطر يعلن عن استفتاء شعبي حول تعديلات دستورية تشمل إلغاء
...
-
لا ترامب ولا هاريس.. لجنة عربية أمريكية تمتنع عن تأييد أي من
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|