أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله عطية شناوة - تكتيك تقزيم الخصوم وتعظيم الذات














المزيد.....

تكتيك تقزيم الخصوم وتعظيم الذات


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7826 - 2023 / 12 / 15 - 00:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


تحقق الولايات المتحدة نجاحا غير بسيط، في تشويه طبيعة الصراعات التي تخوضها في مختلف أنحاء العالم، وفي رسم وإشاعة صور مضلله وزائفة عن الجهات التي شاءت أن تدرجها في مربع الخصوم والمنافسين، أو أن أفعالها أجبرتهم على أن يكونوا خصوما لها أو منافسين. مستخدمة تكتيكاً دارجاً بين الأفراد، وهو أختزال الخصم وتقزيمه، مقابل تعظيم الذات.، فهي تختزل معركتها الكبرى ضد روسيا لتحجيم قدرتها التنافسية واستعادة دور القوة العظمى الذي فقدته مؤقتا بتفكك الإتحاد السوفييتي، بأزاحة روسيا، كقوة عالمية، من مشهد الصراع الجاري حاليا في أوكرانيا، والزعم بأنه ليس صراعا ضدها، بل ضد فلاديمير بوتين، و ((نظامه الأستبدادي))، وأنها تمثل في هذا الصراع ((المجتمع الدولي ونظامه القائم على القواعد)). وهو صراع بين ((العالم الديمقراطي الحر)) ضد دكتاتور فرد.

التكتيك ذاته يستخدم في مسعى واشنظن البائس للحيلولة دون صعود الصين إقتصاديا عسكريا وتكنولوجيا وسياسيا, فهي ضد ((الدكتاتور الفرد)) تشي، الذي يتطلع الى مد دكتاتوريته إلى كامل منطقة المحيط الهادئ والعالم، بما فيه ((جزيرة الديمقراطية)) تايوان، ورغم إعتراف واشنطن بأن تايوان صينية، فانها كـ ((قائد للمجتمع الدولي)) و((العالم الحر)) لن تسمح لـ ((دكتاتورية)) تشي أن تبتلع (( ديمقراطية)) تايوان.

وحين يتعلق الأمر بقاعدتها في الشرق الأوسط ((إسرائيل)) فلا وجود في عرف واشنطن للقضية الفلسطينية، التي عرُقل حلها على مدى أكثر من ثمانين عاما، ولا وجود لشعب فلسطيني يقاوم الأحتلال على مدى ثمانية عقود، هناك فقط منظمة ((إرهابية)) أسمها حماس، تحاول تدمير دولة ضحايا النازية الهتلرية، الدولة ((الدولة الديمقراطية)) الوحيدة في الشرق الأوسط، إسرائيل، ولابد من مساعدة ضحية الأرهاب، على إزالة حماس من الوجود، حتى لو تطلب الأمر إفناء عشرات الألوف من سكان غزة، وأجبار باقي الـ 2,3 مليون من سكانها على النزوح ((مؤقتا)) الى صحراء سيناء المصرية، لإرغام مصر على القيام بدور ((حارسة واحة الديمقراطية))، عبر قمع النازحين إليها. ومنعهم من محاولة العودة إلى بلادهم.

نحن أمام أنكار أمريكي لوجود فلسطين، وشعب يسمى تأريخيا الشعب الفلسطيني، ونفي لوجود مقاومة شعبية فلسطينية تشارك فيها جميع فصائل الشعب المنظمة، ولا حديث إلا عن شيء واحد هو ((حماس))، التي ألصقت بها تهم تقطيع رؤوس الأطفال الأسرائيليين الرضع، وأغتصاب الإسرائيليات وقتلهن. ولا شيء عن ثمانية عشر ألف قتيل فلسطيني، منهم ثمانية إلاف طفل، وتعلن الأدارة الأمريكية أنها لم تتوفر على أدلة على أستهداف متعمد للمدنيين من جانب إسرائيل، التي ((لا هدف لها إلا القضاء على حماس)).

ويمكن تلمس نجاح الولايات المتحدة في تكتيك تقزيم الخصوم وتعظيم الدات، في لغة الإعلام العربي الذي ساير الأعلام الأمريكي والغربي، في وصف مجريات جرائم الإبادة الاثنية، عبر التطهير العرقي التي تقترفها إسرائيل في غزة والضفة الغربية، وصفها بــ (( حرب إسرائيل وحماس)) وفي أحسن الأحوال (( حرب إسرائيل وغزة)) أي أن فلسطين أختزلت إلى غزة، والمقاومة الفلسطينية أختزلت إلى حماس، وفي محميات الخليج تختزل حماس إلى مجرد (( ذراع لأيران)).



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ثمة تحول حقيقي في الوعي الغربي لقضية فلسطين؟
- قواعد النظام العالمي كما كشفها طوفان فلسطين
- هجمة صهيونية مضادة على وعي الرأي العام الأوربي
- مهنية الإعلام الغربي حين يتعلق الأمر بإسرائيل
- لا سبيل لتبرير جرائم الحرب
- إعتذار
- معركة خارج الحسابات العادية
- (( جريمة )) الأحتفاء بالحرية والجمال
- (( ثاني أقوى جيش في أوكرانيا ))
- ثقافة التأسلم وأنتعاش الميول النازية في أوربا
- حكم الشيوخ
- نبتهج أم نقلق من الأضطرابات في إيران؟
- نخب الغرب وخيانة المبادئ الانسانية
- المشهد العراقي .. صراع التحاصص
- وهم العودة الى ماض تبخر
- العربية والعبرية وإمكانيات التطور
- أنا ومحمد بن سلمان
- كابوس أردوغان
- لمحة تأريخية عن ترييف المدن العراقية
- أنه الصراع الطبقي يا سادة


المزيد.....




- لماذا لم يذهب نتنياهو إلى قمة شرم الشيخ رغم دعوته؟ دبلوماسي ...
- بنعبد الله يعزي في وفاة المناضل والصديق المصطفى البراهمة
- ترامب مستاء من صورة -أخفت شعره- على غلاف مجلة -تايم-
- ما أبرز ردود الفعل على خطاب لوكورنو.. هل تفادى خسارة التصويت ...
- الخطة الأمريكية لإدارة قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب لا تتض ...
- اتهام شقيق الرئيس السنغالي السابق بالفساد
- إسرائيل تقرر إغلاق معبر رفح وتقلص دخول المساعدات بحجة جثامين ...
- الرئيس الإندونيسي يعود إلى إندونيسيا والخارجية تنفي زيارته ل ...
- هل ترتبط الصحة النفسية بصحة الجلد؟
- -حياة جديدة في داخلي-.. دانييلا رحمة تحتفل بعيد ميلادها


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله عطية شناوة - تكتيك تقزيم الخصوم وتعظيم الذات