أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية شناوة - نبتهج أم نقلق من الأضطرابات في إيران؟














المزيد.....

نبتهج أم نقلق من الأضطرابات في إيران؟


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7719 - 2023 / 8 / 30 - 19:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع كل إضطرابات أو أحتجاجات شعبية أو صدامات مع السلطات الكهنوتية في إيران، تنطلق ردود فعل مختلفة في المحيط الأقليمي تتراوح بين الغبطة والأبتهاج، والقلق والريبة مما يمكن أن تتطور إليه الأوضاع في إيران، وأحتمالات انتهائها إلى ما أنتهت إليه مثيلاتها في بلدان المنطفة من دمار وبحور دماء، وكوارث لجوء مليونية لن يفرح لها في النهاية سوى إعداء شعوب المنطقة.

وأمام هذا الواقع لابد من الإنتباه إلى نقاط جوهرية حول طبيعة الأوضاع في إيران، قد تساعد في توضيح الرؤية وتحديد الموقف:
ــ إن نظام ولاية الفقيه، نظام من خارج العصر، لسبب بسيط هو انه يخضع السياسة والدولة والحياة الأجتماعية لسلطة الدين، والمؤسسات الكهنوتية.

ــ رغم طبيعة النظام المتخلفة، فانه سجل نجاحا لا يمكن إنكاره في بناء قاعدة علمية وتكنولوجية، في ظل حصار دولي، أمر ألب عليه قوى دولية مثل إسرائيل والولايات المتحدة. تتطلع وتعمل من أجل تغيير النظام من منطلقاتها الخاصة، بغض النظر عن ثمن التغيير سواء كأن بسيطا، أو كارثيا تدميرياً.

ــ لا يمكن أهمال ان نظام ولاية الفقيه يتمتع بتأييد أوساط ليست بسيطة في المجتمع الإيراني أغلبها مسلح، ولا يتوقع ان تسمح بتغيير النظام دون مقاومة، قد تؤدي الى دمار يفوق ما جرى في سوريا وليبيا واليمن.

ألمتطلعون الى تطور أيجابي في أيران ينهي حكم التخلف الكهنوتي القمعي الذي يصادر الحريات، يتوهمون، عند كل تحرك احتجاجي أو هبة شعبية مناهضة لنظام ولاية الفقية أن ثمة مجتمع إيراني موحد أرهقه حكم الكهنوت الشيعي، قد نهض من سباته، تواقا الى الحرية والديمقراطية وترسيخ حقوق الأنسان.

وهو ذات الوهم الذي تملك أوسع الأوساط مع إنطلاق (( الربيع العربي )) وما رافق الإحتجاجات الجماهيرية ضد الأنظمة الدكتاتورية، دون ملاحظة واقع المجتمعات العربية التي تسيطر على وعي الغالبية منها أفكار أشد تخلُّفا ورجعية حتى من أنظمة الإستبداد، أمر أفضى بعد التخلص من تلك الأنظمة الى الإنخراط في تناحرات طائفية مقيته، توجت بظهور داعش والنصرة، وغيرهما من المليشيات الإسلامية شيعية وسنية.

وحقيقة المجتمع الإيراني، أنه خليط من قوميات وجماعات إثنية وأديان ومذاهب لم تتآلف فيما بينها نسبيا إلا بالأكراه، ومساحات الخلاف بينها أكبر بكثير من مساحات اللقاء. وربما تكون الديمقراطية وحقوق الإنسان، وقيم المساواة، خارج قائمة إهتمام القوى المنخرطة في الإحتجاجات وقد تنغمر تلك القوى بعد أنهيار ما كان يجمعها كرها، في تناحرات لا نهاية لها. فبالإضافة الى حقيقة تمتع النظام بدعم الأوساط المنقادة الى طروحاته الدينية والطائفية، وأمكانية أنخراط تلك الأوساط في معارك أنتحارية دفاعا عنه، هناك حقيقة التشظي العرقي والطائفي، الذي يحمل في طياته خطر أنهيار إيران ككيان جيوسياسي، وتحولها الى حلبة صراع دموي بين مكوناتها الإثنية والطائفية.

في كردستان، بلوشستان، آذربيجان والمنطقة العربية التي يطلق عليها أسم خوزستان تنشط تيارات إثنية وطائفية لا يرى أي منها أن ثمة ما يجمعه بالتيارات الأخرى، فالبلوش وهم سنة وليسو شيعة، تتطلع حركات ناشطة بينهم الى خلق كيان جيوسياسي مستقل يجمعهم مع بلوش باكستان، ومثلهم الكرد وهم سنه في الغالب، يداعبهم حلم مماثل بالتوحد في كيان مستقل يجمعهم بكرد تركيا والعراق وسوريا، والآذريون رغم تشاركهم مع الفرس في اعتناق المذهب الشيعي، إلا أن بينهم من يمد بصره شرقا نحو آذربيجان، خاصة وأن وقوف نطام طهران الى جانب أرمينيا في صراعها مع باكو لا يمكن إلا أن يستثسر مشاعرهم القومية، ويبعث الحيوية في حلم ربما تأجل طويلا بآذربيجان موحدة شرقا وغربا. أما عرب خوزستان الشيعة فبينهم أوساط لا تعترف بتسمية خوزستان التي أطلقت على منطقتهم التي وتصر على أن أسمها الأحواز، وسعي تلك الأوساط الى الأنسلاخ عن أيران ليس جديدا، لكنه متعثر.

وإذ يتوحد الناشطون، من القوميات والطوائف المشار اليها في الاحتجاجات ضد نظام الكهنوت الشيعي، فانهم سرعان ما سينخرطون في نزاعات عرقية وطائفية ضد بعضهم، مما يغرق إيران في بحار من دم ودمار سيصعب منع تدفق جحيمها الى تركيا والعراق، الذي لم يبدأ بعد في معالجة الجراح التي ألحقها به الصراع المرير ضد داعش.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نخب الغرب وخيانة المبادئ الانسانية
- المشهد العراقي .. صراع التحاصص
- وهم العودة الى ماض تبخر
- العربية والعبرية وإمكانيات التطور
- أنا ومحمد بن سلمان
- كابوس أردوغان
- لمحة تأريخية عن ترييف المدن العراقية
- أنه الصراع الطبقي يا سادة
- مستقبل العالم العربي في عالم متعدد الأقطاب
- اليسار الحقيقي واليسار الزائف
- ملامح صحوة عربية
- من يحول دون إيقاف -الحرب الروسية غير المبررة- في أوكرانيا؟
- رياء واشنطن وأتباعها في زعم حماية الحقوق والحريات
- نحن والمقاومة الفلسطينية
- السلام عليكم ورحمة الله
- الأشرار يغنون أيضا
- هل ستتكرر مأساة السودان في العراق؟
- عن (( الديمقراطية العراقية )) العتيدة!
- الغطرسة مكون أصيل في الشخصية الأوربية المعاصرة
- رحيل الفتى المتمرد


المزيد.....




- اكتشف العجائب السرية المخفية تحت الأرض في تركيا
- -حرب صامتة- بين إيران وإسرائيل.. 800 هجوم و-القبة- تعمل بنشا ...
- شاهد: رفح على حافة كارثة صحية.. ظروف إنسانية مزرية وانتشار ل ...
- بمعدل سنوي.. التضخم في تركيا يرتفع إلى 69.8 بالمئة
- عائلة مثليّ بريطاني تتهم السلطات القطرية باستدراجه عبر تطبيق ...
- تسلحت بأحمر شفاه مسموم.. قصة أميرة مسلمة مسالمة برعت في العم ...
- جندي أوكراني يتمرد ويحتجز اثنين من زملائه وأطباء رهائن في خي ...
- فرنسا.. وقفة تضامنية مع فلسطين أمام جامعة السوربون
- الإمارات.. المركز الوطني للأرصاد يوضح حالة الطقس في البلاد
- -فاينانشال تايمز-: مجموعة الـ 7 توقفت عن مناقشة مصادرة الأصو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية شناوة - نبتهج أم نقلق من الأضطرابات في إيران؟