أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالله عطية شناوة - العربية والعبرية وإمكانيات التطور














المزيد.....

العربية والعبرية وإمكانيات التطور


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7687 - 2023 / 7 / 29 - 20:34
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لم تساعد حالة الشتات القسري، التي عانى منها العبرانيون على تطوير اللغة العبرية، التي تشظت الى لهجات مختلفة تبعا لأستيطان العبرانيين في مجتمعات مختلفة، وظلت تلك اللهجات حبيسة البيوت والمدارس الخاصة بالجاليات اليهودية في البلدان المختلفة، ولم يصبح أيا منها لغة لمجتمع موحد ومتنجانس يطور من خلالها ثقافته، لهذا يصعب الحديث عن ثقافة عبرية قبل قيام أسرائيل ثانية على أرض فلسطين قبل نحو سبعين عاما.

ولسنوات عديدة ظل اليهود الذين قدموا الى أسرائيل من مختلف البلدان مشدودون الى ثقافات البلدان التي قدموا منها، لكن الوضع تبدل تدريجيا مع تتالي الأجيال، ومع العمل الدؤوب لأحياء اللغة شبه المندثرة، بدأت ملامح وحدة لغوية عبرية تتبلور بمرور الوقت. لم تعرقل هذه العملية أدعاءات مثل أن اللغة العبرية لغة قديمة متخشبة ومقعرة، ينبغي التخلي عنها، وأعتماد هذه اللهجة أو تلك، هذه اللغة أو تلك، بديلا لها. وعملت الجامعات ومراكز البحث والتطوير على تطويرها بما يساعدها على التحول الى لغة عصرية تستوعب منجزات العلم والتكنولوجيا، وتضيف إليها.

اللغة العربية تنتمي الى ذات الجذر الذي تنمتمي إليه العبرية، لكن المتكلمون بها لم يتعرضوا الى حالة الشتات التي عانى منها العبرانيون، وتمكنوا في مرحلة ما من جعلها لغة الثقافة والعلوم العالمية في القرون التاسع والعاشر والحادي عشر، وترجموا اليها المنجز الفكري العالمي من مختلف اللغات وفي مختلف الفروع، وراكموا تراثا أدبيا وإبداعيا لا يمكن الأستهانة به.

وليس بسبب الشتات كما في الحالة العبرانية، وأنما بسبب التوسع وانصهار جماعات وأثنيات مختلفة في الدولة العربية ـ الأسلامية، تفرعت العربية إلى لهجات مختلفة، دون أن يشكل أيا منها بديلا للغة العربية الأم، أو أن يكتسب سمات تجعله أكثر قابلية منها على أستيعاب ما تعجز اللغة الأم عن استيعابه من منجزات العصر وتطوراته.

وهنا يرز السؤال: إذا كانت اللغة العبرية الأقدم من العربية، والتي تعثرت لقرون عديدة قد تمكنت من حل مشاكلها، ولم تسمح لتلك المشاكل أن تكون عائقا أمام عملية استيعابها للتطور العلمي والتكنولوجي والمساهمة فيه، فلماذا يتم الحكم على العربية بالعجز عن ذلك؟

لذلك لا يمكن النظر إلى استمرار بعض الناطقين بالعربة في التحامل عليها، والأدعاء بعدم قابليتها للتطور والتجدد، أرتباطا بفرية أرتباطها بالمقدس الديني، وتكرار الدعوات إلى أعتماد اللهجات الدارجة المتفرعة منها كلغات قطرية يزعم بقدرتها على التعامل مع التطور العلمي والتكنولوجي، أو أحياء لغات لم يعد لها وجود واندثرت باندثار الحضارات التي سبق وأن قامت في الأقليم الذي تسود فيه العربية حاليا، أو حتى الدعوات الصفيقة الى تبني الأنغليزية، أو الفرنسية، لا يمكن النظر الى ذلك إلا كتعبير عن أحد أمرين:
1 ـ جهل مطبق بكل ما يتعلق بدور الللغة وما يرتبط بها من تراث ثقافي ـ معرفي، وبناء ساكيولوجي. وسبل التعامل معها وخلق فرص تطويرها,
2 ـ ضغينة دينية أو شوفينية، واعية أو غير واعية، تجعل بعض أصحاب تلك الدعوات يعتبرون اللغة العربية لغة عدو ديني وعرقي يتعين التحرر منها.

وأيا كان الدافع وراء الدعوات الصبيانية أو الشيطانية، فانه يتوافق مع رغبات قوى دولية بتعميق التصدعات في بلدان الأقليم وتشظية مجتمعاتها، وإدامة أسباب التنازع والتناحر بين مكوناتها، ولذلك تلقى تلك الدعوات دعما مباشرا وغير مباشر من القوى المذكورة.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا ومحمد بن سلمان
- كابوس أردوغان
- لمحة تأريخية عن ترييف المدن العراقية
- أنه الصراع الطبقي يا سادة
- مستقبل العالم العربي في عالم متعدد الأقطاب
- اليسار الحقيقي واليسار الزائف
- ملامح صحوة عربية
- من يحول دون إيقاف -الحرب الروسية غير المبررة- في أوكرانيا؟
- رياء واشنطن وأتباعها في زعم حماية الحقوق والحريات
- نحن والمقاومة الفلسطينية
- السلام عليكم ورحمة الله
- الأشرار يغنون أيضا
- هل ستتكرر مأساة السودان في العراق؟
- عن (( الديمقراطية العراقية )) العتيدة!
- الغطرسة مكون أصيل في الشخصية الأوربية المعاصرة
- رحيل الفتى المتمرد
- حول الأخطاء اللغوية المزعومة في القرآن
- علمانيونا يتهيبون الإجهار بعلمانيتهم
- الحنين الى (( زمن الدولة المدنية ))
- مشاعرنا


المزيد.....




- الأردن.. ميلاد ولي العهد الأمير حسين وكم بلغ عمره يثير تفاعل ...
- -صفقة معادن-.. ترامب يرعى اتفاق سلام بين رواندا والكونغو الد ...
- الولايات المتحدة: المحكمة العليا تحد من صلاحيات القضاة في تع ...
- فجوة -صارخة- في توزيع الملاجئ في القدس
- احتجاجات في إسرائيل للمطالبة بصفقة تبادل ووقف حرب غزة
- الاحتلال يواصل اقتحام مدن الضفة ويدمر منازل بجنين
- هل انتهى حلم إيران النووي بضربة واحدة؟
- ماذا أرادت إسرائيل من الغارات على جنوب لبنان؟
- في حال التطبيع مع سوريا.. ساعر يتحدث عن -شرط الجولان-
- بينها الكركم.. أفضل 5 أطعمة لتخفيف آلام التهاب المفاصل


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالله عطية شناوة - العربية والعبرية وإمكانيات التطور